|
Re: خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها الامام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
البعث الإسلامي المنشود يتخذ اليوم أشكالا عديدة أهمها إثنان: بعث هو بمثابة قفزة للوراء لإحياء أنماط قديمة في الحكم والتشريع. وبعث هو بمثابة طفرة للأمام لإقامة أنماط في الحكم والتشريع توفق بين التأصيل والتحديث. ولكن البعث الإسلامي المتطلع للماضي، أو المتطلع للمستقبل يحرصان على تحرير المنطقة من الهيمنة الدولية ويسعيان لاستقلال الإرادة في إدارة الشأن الداخلي والخارجي. ولكن إقليم العالم الإسلامي يقع في منطقة ذات أهمية جيوسياسية خاصة وذات أهمية بتروسياسية بما يملك من مخزون للنفط في العالم. لقد كانت السيطرة على العالم العربي - أحد أركان الأمة الإسلامية- أحد أهم أسباب غرس إسرائيل كيانا متناقضا دينيا، وقوميا، وثقافيا، مع دول المنطقة لتقوم بدور استراتيجي في تحجيم أية نهضة وطنية، أو قومية، أو إسلامية في المنطقة. ومنذ حين تعددت محاولات تكريس الهيمنة على المنطقة بإفراغ دولها من أية نهضة قومية أو إسلامية لتصير جزءاً من منظمات بمسميات مثل الشرق الأوسط الجديد، والشرق الأوسط الكبير، واليورومتوسطية وكلها تعني توحيد المنطقة حول مصالح اقتصادية وجيوسياسية تضم دولها وإسرائيل في كيان إقليمي واحد. والمشروع الآخر لتدجين المنطقة هو تفتيت دولها على المستوى القاعدي على أساس إثني ومذهبي. إن مشروع التفتيت هذا سوف يمضي قدما ويتحقق ما لم تتمكن دول العالم الإسلامي من الاحتكام لقاعدة ديمقراطية في إدارة الحكم، وقاعدة تنمية اقتصادية عادلة، ومعادلة توازن لاحتواء التنوع الملي والمذهبي والإثني والثقافي.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|