ترشيحات الوطني للولاة عمق الازمة وحصاد الهشيم

Quote: رشيحات الولاة.. وداعاً للإجماع السكوتي!! تقرير: أسامة عبدالماجد حركة شعبية أخرى سيخوض معها الوطني غمار التنافس على المضمار السياسي وهذه المرة هي حركة شعبية إسلامية من داخل الحزب الحاكم ممثلة في تداعيات ترشيحات قيادات من الحزب لمنصب الوالي في عدد من الولايات الشمالية!! ومثلما يردد الاخوة في القلعة الحمراء «الوالي الوالي رئيس طوالي» ذلك الهتاف المحبب للمريخاب لمصلحة رئيس النادي جمال الوالي رغم المحصلة الصفرية فانه يتردد على ألسنة البعض الرافضين لفكرة تسمية مرشح آخر بخلاف الوالي «المتحكر» على كرسي الولاية حالياً، على رأس تلك الولايات البحر الأحمر التي برزت فيها خلافات حادة حول المرشح لمنصب والي الولاية في الانتخابات المقبلة. فبينما تتمسك مجموعة باختيار الوالي الحالي محمد طاهر إيلا تطالب مجموعة أخرى بترشيح عضو المكتب القيادي للحزب حامد محمد علي بحسب ما أوردته الصحافة. وفي القضارف ادت الخلافات السياسية داخل مجلس الشورى الى تأجيل اجتماعي لجنة الشورى والمؤتمر الاستثنائي اللذين اعلن انعقادهما امس الاول، فاعضاء الشوري رفضوا قائمة المرشحين التي دفعت بها قيادات نافذة في الحزب في الولايه تضم الوالي الحالي الضوء عثمان ورئيس المجلس التشريعي الامين العام لصندوق الخدمات الطبية ومعتمد القضارف ورئيس اتحاد مزارعي الولاية، والملاحظ في هذه الشخصيات انها الابرز في الولاية وجاء الرفض من مجلس الشورى بحجة ان القائمة تمثل فرض وصاية على المجلس. وقد يعد الامر نوعاً من الشورى وفتح أبواب الديمقراطية على مصاريعها داخل أروقة الحزب العتيد بدءاً من الخطوة الرئيسة التي أقرتها قيادة الحزب بترشيح مجلس شورى الولاية لعدد من الاسماء ترفع لقيادة الحزب لاستكمال التشاور حولها وهي خطوة تضع قيادة الوطني في مأمن من اي غضبة وحنق ولائيين..!! ولكن مع ذلك فان شرارة الخلاف حول الاختيار ستضرم النيران داخل الحزب لسبب بسيط ان محاولات اعلاء كعب اي مرشح ستقوم على خصم رصيد انجازات الوالي الحالي وبرز ذلك بشكل جلي في البحر الاحمر عندما بدأت قيادات في التعامل مع المسألة بصورة أشبه بجدال اركان النقاش في الجامعات بل وصل الامر الى اتباع اساليب اقل ما توصف به انها «ضرب تحت الحزام»!! فقيادي بالوطني بالثغر يدعى محمد أوسن أكد انهم جربوا قيادة الوالي الحالي ولم يقدم شيئاً للحزب مما دفع بالعديد من القيادات للتخلي عن الحزب. وكانت قيادات منسوبة للوطني بالشرق دفعت في وقت سابق مذكرة احتجاجية حارقة الكلمات للمركز في حق إيلا. فيما يساند فريق آخر الوالي الحالي. كل هذه الاتهامات المتبادلة التي غطت سماء الثغر ووصل أثرها إلى المركز والترشيح لم يحن أوانه بعد!! وفي الجزيرة لا تزال بطانة الوالي السابق عبدالرحمن سر الختم تعمل وبجد لتكسير مجاديف الوالي الحالي الزبير بشير طه وكأن الرجل قد «حفر» لسر الختم حتى أبعده عن المنصب!! فيما جماعة أخرى «سلّت» سيفها ونادت على الزبير ليلاقيها في العراء!! قائد تلك الفئة القيادي بمحلية المناقل المنسلخ عن الحزب عبد الباقي علي الذي وصف الوطني بالفاشل في حواره مع «الرأي العام» الذي هاجم فيه المؤتمر الوطني قائلاً: «إن مؤسسات الحزب أضحت غير فاعلة والوالي أصبح حاكماً مطلقاً، وكشف عبد الباقي الذي أحرق كل مراكبه بتأسيسه لحزب جديد «الحرية والتنمية» كشف عن نية حزبه الترشح في الانتخابات المقبلة لمنصب والي الجزيرة وهي خطوة ستجبر الحزب على إعادة حساباته مائة مرة ليس لأن عبدالباقي يتمتع بثقل جماهيري وما إلى ذلك من صفات القيادة وقوة الشخصية فقط لأن الرجل «عارف البئر وغطاه»!! في الحزب ان لم يكن على مستوى الولاية الخضراء - في السابق طبعاً - فعلى الاقل على نطاق محلية المناقل!! وفي الطريق متوقع وبنسبة كبيرة انقسام صف الحزب في جنوب دارفور على الاقل حول اعادة انتخاب الوالي الحالي علي محمود الذي ارتكب «فاولاً» قبل نحو عامين بشأن معسكر «كلمة» جعل الشريكين بالولاية «الوطني والحركة» يتفقان في بادرة هي الاولى من نوعها في السودان منذ توقيع نيفاشا عندما جمّد مسؤولون هناك نشاطهم في حكومة نيالا احتجاجاً على اقتحام «كلمة» بالقوة!! خاصة وانه رغم السنوات التي قضاها محمود والياً فانه لم يكن المرشح الاول للمنصب، ومعلوم تداعيات خلاف الوالي السابق الحاج عطا المنان وتسمية المركز للوزير الاسبق عبدالحميد كاشا وبروز معارضة هناك لمقدمه للولاية حتى طوى الحزب الخلاف حينها بتعيين علي محمود. كما تأتي ايضاً النيل الابيض في مقدمة الولايات التي يدور حولها جدل كثيف داخل الحزب حول المرشح، فقطاعات واسعة في ربك تتحدث عن مليارات مهدرة خاصة بالتنمية، وهذه كفيلة بخفض اسهم الوالي الحالي نور الله التجاني. كما ان الصحافة ظلت على الدوام تكتب عن قرب انتهاء اجل نور الله في الحكم!! وهذا مؤشر ينم على حالة من عدم التوازن يعيشها التجاني ومع ذلك تعمل مجموعة داخل الوطني جاهدة على ترشيح الرجل في الانتخابات المقبلة. أما ولاية سنار فالوالي احمد عباس قاد صراعات شديدة مع انصاره ناهيك عن مناوئيه!! أبعد على إثرها الوزير الاسبق احمد مختار عن منصبه معتمداً لسنار رغم شعبية الأخير!! وهذه التصادمات ستبرز على السطح عندما يجتمع شورى الحزب بالولاية ليسمي مرشحيه لانتخابات الوالي. ويختلف قيادي بالوطني.. فضل حجب هويته.. فيما ذهبنا إليه مقللاً من ما سقناه معتبراً ذلك نتاج اتساع مواعين الديمقراطية واكتمال حلقات الشورى داخل الحزب. مضيفاً ان الحزب بالولايات حتى وان اختلف بعض الشيء حول اسم بعينه فان الرأي النهائي هو رأي المؤسسة المبني على الإجماع. ويرى متابعون للأحداث ان القبلية قد تلعب دوراً في الترشيحات لمنصب الوالي في الانتخابات المقبلة ومدى السند الذي يتكئ عليه الوالي المرشح!! فيما ذهب آخرون الى اعتبار الجهوية سلاحًا ذا حدين إذ هناك أصوات تتهم سرًا بعض الولاة بانحيازهم للقبيلة التي ينحدرون منها. ومهما يكن من أمر فان الانتخابات تحتاج من الوطني لانتهاج سياسة النفس الطويل والتروي وإغلاق أبواب المركز في وجه الوفود التي تحج إليه وهي تدعو ان يطير الوالي من كرسيه!! برد المعالجة إلى شورى الولاية. لكن المأزق الحقيقي يكمن في تركيب بعض المرشحين منذ الآن «لمكنة» (والي) وكان الترشيح تم اعتماده من مواطني الولاية ودونكم عضو الوطني بالبحر الأحمر المرشح حامد محمد علي الذي هدد في حال رفض قيادات الوطني بالولاية لأمر ترشيحه فان كل الخيارات أمامه ستكون مفتوحة.