قضايا السودان ...فى الصحافة العربية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 04:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2009, 07:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضايا السودان ...فى الصحافة العربية

    باقان أموم لـ «الحياة»: السودان سينهار في غياب الحرية والمساواة
    الاربعاء, 04 نوفمبر 2009

    الدوحة - محمد المكي أحمد
    Related Nodes: 110511b.jpg [1]



    حذر الأمين العام لـ «الحركة الشعبية لتحرير السودان» باقان أموم من أن البلاد ستنهار في غياب السودان الجديد القائم على الحرية والمساواة.
    ونفى الرجل القوي في «الحركة الشعبية» في حوار مع «الحياة» لدى توقفه في مطار الدوحة في طريقه الى اليابان أن يكون «محرضاً» للإدارة الأميركية، وقال إن مواقف حركته وأحزاب المعارضة تتفق مع السياسة الأميركية الجديدة تجاه السودان بشأن أهمية الحوار وتطبيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب.

    ووجه انتقادات شديدة لمسؤولي «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم الذي يرأسه الرئيس عمر البشير، وقال إنهم في وضع يرثى له، لأنهم متشبثون بالسلطة ومتخفون من فقدانها ولا يريدون الانتخابات والاستفتاء على تقرير المصير في موعده المقرر عام 2011.

    ودعا الى إجازة قانون جديد للأمن يحقق مقاصد الشعب السوداني كله ولا يهدف لحماية من وصفهم بـ «طغمة في حكومة ضد الشعب»، كما شدد على حرص «الحركة الشعبية» وأحزاب المعارضة التي اجتمعت في جوبا عاصمة الجنوب السوداني أخيراً على إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

    وهنا نص الحوار:

    > الساحة السياسية في السودان تعيش حال احتقان. هل تتوقع انفراجاً أم تصعيداً يؤدي الى انفجار الوضع؟

    - نأمل في حدوث تطورات تنزع الفتيل في اتجاه بسط الحريات لمواجهة استحقاقات الانتخابات الحرة النزيهة واستحقاقات التحول الديمقراطي وتحقيق تسليم السلطة للشعب السوداني.

    هذا ما نأمله، ونأمل كذلك في إجازة قانون يضع الأساس لإجراء الاستفتاء بشأن وحدة أو انفصال الجنوب السوداني في موعده المقرر في عام 2011.

    هذه القضايا الاساسية والجوهرية يوجد من الزمن ما يكفي لمعالجتها إذا توفرت الإرادة السياسية خاصة عند إخواننا في المؤتمر الوطني (حزب الرئيس البشير)، خاصة أنهم في وضع يرثى له لأنهم في السلطة ويتخوفون من فقدانها ويصعب عليهم في رأي كثير من المراقبين القبول باستحقاقات التحول الديموقراطي.

    من جانب آخر، فإن المؤتمر الوطني يتخوف من الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان لأنه يخشى فقدان عائدات النفط إذا اختار شعبنا في جنوب السودان الاستقلال أو الانفصال.

    > يثور جدل شديد في الخرطوم بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمعارضة من جهة، وحزب المؤتمر الحاكم من جهة أخرى، حول مشروع قانون جديد للأمن، فهل تتوقعون إجازة القانون في غياب نوابكم ونواب المعارضة الذين انسحبوا من جلسات البرلمان قبل أيام؟

    - أرى أنه اذا كان «المؤتمر الوطني» يريد إعادة إنتاج ديكتاتورية الإنقاذ فسيصر قادة الحزب ونوابه على إجازة قانون قمعي لجهاز أمن يستهدف المواطن السوداني ويعيد تجربة بيوت الأشباح من جديد (بيوت سرية استخدمتها حكومة «الإنقاذ» في سنوات سابقة لاعتقال وتعذيب معارضين)، أما اذا تحلى مسؤولو «المؤتمر» بالشجاعة وقبلوا الانتقال الديمقراطي والتعددية الحزبية فسيقبلون بإجازة قانون يتواكب مع المرحلة ويتماشى مع روح الحرية والديمقراطية.

    وفي هذه الحالة سيكون جهاز الأمن جهازاً لجمع المعلومات، مكوناً من عناصر ذات قدرات عالية في جمع المعلومات وتحليلها، وسيكون جهازاً علمياً من علماء من خيرة علماء السودان في المجالات المختلفة لتطوير المصالح العليا للدولة السودانية وللشعب السوداني وللدفاع عن هذه المصالح العليا، ولتحقيق مقاصد الشعب السوداني كله وليس لحماية طغمة في حكومة ضد الشعب.

    > حزب «المؤتمر الوطني» ومسؤولوه يرون أن هناك تهديدات للأمن السوداني ولا بد من ان يكون جهاز الأمن قوياً ويتمتع بسلطات كالاعتقال مثلاً وليس جمع المعلومات كما تقول أنت؟

    - إذا كانت هناك تهديدات أمنية ضد الدولة السودانية فبكل تأكيد يجب ان تكون خارجية وليس المواطن السوداني، وجهاز الأمن القادر على مواجهة التهديدات الخارجية هو جهاز فني قادر على اكتشاف المؤامرات والتصدي لها بعمل فني استخباراتي، لاتخاذ القرار الصحيح (من الحكومة) لتحقيق المقاصد العليا للدولة السودانية.

    أما اذا كان «المؤتمر الوطني» يرى أن التهديد هو المواطن السوداني فهذا ليس تهديداً للدولة السودانية وإنما للحكومة التي جاءت بانقلاب عسكري في عام 1989).

    > مسؤولو «حزب المؤتمر» وجهوا انتقادات شديدة للحركة الشعبية والمعارضة بسبب عقد مؤتمر في جوبا أخيراً، وقالوا إنكم وبقية أحزاب المعارضة تتهربون من الانتخابات المقررة العام المقبل، ما رأيك؟

    - إذا كنا لا نريد الانتخابات لماذا نتحدث عنها ولماذا مؤتمر جوبا، كل القوى التي اجتمعت في جوبا تريد انتخابات حرة ونزيهة ونتخوف من محاولات (حزب) المؤتمر الوطني تزوير تلك الانتخابات.

    > في حال عدم استجابة «المؤتمر» الحاكم لمطالبكم ومطالب المعارضة بإجازة قوانين تضمن انتخابات حرة ونزيهة، هل سيناريو الأحداث سيقود الى مـقاطعة الحـركة الشـعبية لتحرير السودان وأحـزاب المعارضـة الانتخابات المقـبلة؟

    - مهمتنا من الآن حتى الثلاثين من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي هي العمل لتحقيق كل استحقاقات الانتخابات الحرة والنزيهة من خلال تعديلات للقوانين الضرورية، وفقط عندما يأتي ذلك التاريخ سيكون لنا رأي (أحزاب المعارضة حددت 30 الجاري موعداً لتحديد موقفها النهائي من خوض الانتخابات إذا لم تتم إجازة قوانين تساعد على انتخابات حرة).

    > قضية دارفور مازالت تراوح مكانها، فهل ستتم الانتخابات بمعزل عن دارفور، كما جرت بمعزل عن جنوب السودان في سنوات مضت بسبب الحرب هناك؟

    - نأمل في أن يتحقق السلام في الجولة المقبلة (في الدوحة) على رغم ان التقارير الواردة من جهات عدة تشير الى انه من المستحيل تحقيق السلام في تلك الجولة، لكننا نأمل في أن يتحقق السلام في دارفور في جولة المفاوضات المقبلة ليشارك اهلنا في الانتخابات القادمة، لتكون معبرة عن إرادة كل الشعب السوداني وبينهم أهلنا في دارفور.

    نحن نريد سلاماً أولاً وقبل شيء لتنتهي الحرب في دارفور وليعود أهلنا الى قراهم، كفى مآس وقعت على شعبنا في دارفور وقد اتهم المجتمع الدولي الدولة السودانية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور، وهناك آخرون يصفون ما حدث بإبادة جماعية وتطهير عرقي، ونحن نريد نهاية لتلك المأساة.

    > لجنة الحكماء الأفارقة دعت في تقريرها الذي صدر قبل أيام الى تكوين محكمة من قضاة سودانيين وأجانب لمحاكمة مجرمي الحرب في دارفور، كيف تنظرون إلى ذلك؟

    - طبعاً يوجد غياب لقضاء مستقل في السودان، حتى ان «المؤتمر الوطني» والحركة الشعبية لم يلجآ للقضاء السوداني لحلف خلافهما حول «ابيي»، بل اتجها الى المحكمة الدولية، هذا اعتراف من «المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية» بأنه يوجد غياب لقضاء مستقل يمكن ان نثق فيه في السودان.

    لذلك اعتقد أن ما ذهبت اليه لجنة الحكماء نابع من موقف «المؤتمر» والحركة الشعبية تجاه القضاء السوداني عندما انتقلا الى لاهاي (المحكمة الدولية بشأن حل النزاع في ابيي)، وخرجت لجنة الحكماء باقتراح محاكم مختلطة ولم تقترح الذهاب الى لاهاي كما فعل «المؤتمر الوطني» والحركة الشعبية.

    > إدارة الرئيس الأميركي حددت رؤيتها وسياستها بشأن التعامل مع الحكومة السودانية، هل تؤيدون في الحركة الشعبية تلك السياسة الأميركية أم لديكم ملاحظات؟

    - السياسة الأميركية تجاه السودان فيها اتفاق مع موقف «الحركة الشعبية» وموقف القوى السياسية المختلفة حول قضايا السلام وضرروة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وضرورة تحقيق السلام في دارفور.

    كذلك نتفق (مع سياسة إدارة أوباما بشأن السودان) لأنهم ينتهجون سياسة الحوار، وهذا ما دعونا اليه قبل اعلان السياسة الاميركية الجديدة تجاه السودان.

    نحن والقوى السياسية السودانية دعونا في مؤتمر جوبا الى ضرورة حوار وطني شفاف من دون عزل لأية جهة، وهذا هو الاتجاه الذي ذهبت اليه الادارة الأميركية.

    نحن نرى كقوى سياسية سودانية أننا سبقنا الادارة الاميركية في وضع خريطة طريق لإدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية لتحقيق التحولات الضرورية، سواء ما يتعلق بالتحول الديمقراطي أو بإجراء الاستفتاء في موعده (2011).

    > كثيرون في حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم يتهمونك بأنك تستعدي أميركا على الحكومة السودانية بدعوتك وتحريضك واشنطن في سبيل الإبقاء على العقوبات المفروضة على السودان، ما ردك؟

    - أنا لا أحرض أية جهة على أية جهة، نحن في الحركة الشعبية نعمل لتحقيق السلام عن طريق التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل بشقيها وهما التحول الديمقراطي وحق تقرير المصير والمشورة الشعبية في جنوب السودان وإنهاء الحرب في دارفور.

    نحن نقوم بحشد الشعب لسوداني حول هذه الأهداف الوطنية، ونقوم كذلك بحشد التضامن والدعم الإقليمي والدولي لتحقيق السلام والحرية في السودان.

    نحن لا نقوم بتحريض أية جهة، انما نطلب دعم الشعب السوداني وكل العالم لأن يتحول السودان الى دولة قائمة على أساس الحريات ودولة ديمقراطية وتكون في حالة سلام مع ذاتها.

    > أنت أيضاً متهم بأنك انفصالي، وتروج للانفصال، وأن كل ممارساتك السياسية الآن تصب في هذا الاتجاه؟

    - الشعب السوداني قادر على تقويم كل ما ذهبنا اليه، وكل ما نقوله يتم في العلن من دون لف أو دوران، وبالتالي فإن تفسيرات «المؤتمر الوطني» لمواقف الحركة الشعبية أو مواقفي كشخص هي من حقهم، ولكن لكل مواطن القدرة على التقويم المستمر.

    > أنت مع وحدة السودان أم مع انفصال جنوبه؟

    - أنا مع السودان الجديد المبني على أسس جديدة، ونؤمن أن غياب السودان الجديد وغياب هذا المشروع يقود لانهيار السودان القديم لأنه سودان قائم على تناحر وحروب، وقد وصل بنا السودان القديم الى حافة الهاوية.

    مستقبل السودان في اتجاه الوحدة كامن في أن يتحول الى دولة تتسع لكل أهلها على أساس الحرية والمساواة، واذا لم يتحقق ذلك فسينهار السودان ليس بسبب أي شخص بل بسبب العوامل الداخلية وغياب أسس الوحدة.

    الحياة



    ----------------------------------------



    44893 ‏السنة 133-العدد 2009 نوفمبر 5 ‏17 من ذى القعدة 1430 هـ الخميس





    المسألة السودانية‏..‏ سياسة المناورات ومخاطر الانفصال
    بقلم نبيل عبدالفتاح


    الكتابة عن المسألة السودانية وعديد مخاطرها الآنية والمستقبلية تبدو موشومة بالحساسيات والمحمولات النفسية المحتقنة‏,‏ ناهيك عن بعض الالتباسات‏,‏ والنيات سلبية المقاصد‏,‏ من بعض اطراف الصفوة السياسية الحاكمة والمعارضة‏,‏ والجماعة الثقافية السودانية‏,‏ إزاء بعض المتابعات أو الآراء التي تنشر في الصحافة المصرية‏,‏ علي قلة ما يكتب ويستدعي التوقف مليا أمامه بالجدية الواجبة‏,‏ بعض التوتر في الخطاب السياسي السوداني والصحفي إزاء مصر‏,‏ مرجعه انه غالبا ما يطرح مجموعة من المقولات السلبية التي تستعاد وتوظف من تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين كي يلعب دورا تعبويا في اثناء الأزمات الداخلية أو الاقليمية التي لاتستطيع الصفوة الحاكمة‏,‏ أن تديرها بكفاءة وعقلانية وخيال سياسي خلاق‏,‏ يبدو لي أن عودة الحديث مجددا عن مثلث حلايب وشلاتين واعتباره إحدي الدوائر الانتخابية المقبلة‏,‏ هو تعبير عن تفاقم أزمة إدارة المسألة السودانية‏,‏ في ضوء عديد الاعتبارات ومنها‏:‏

    ‏1‏ ـ الضغوط الدولية علي الحكومة والنظام من خلال الاتهامات الموجهة من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ـ لويس اكامبو ـ للرئيس البشير ومعه وزير الشئون الانسانية هارون‏,‏ وقائد الجنجاويد علي كوشيب‏,‏ وهم مجموعة ضمن آخرين تطالهم اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور‏.‏
    ‏2‏ ـ استمرارية تطبيق العقوبات الأمريكية علي السودان‏,‏ بوصفها دولة داعمة للإرهاب‏.‏
    ‏3‏ ـ فشل الديبلوماسية السودانية في إدارة بعض ملفاتها التفاوضية مع الفصائل المسلحة في اقليم دارفور‏,‏ سواء في الدوحة تحت اشراف الحكومة القطرية أو مع الحكومة الفرنسية بخصوص ملف تشاد‏,‏ أو جماعة العدل والمساواة‏/‏ فصيل عبدالواحد نور المقيم في باريس‏.‏

    ‏4‏ ـ فشل جميع محاولات المصالحة الافريقية والعربية مع تشاد والرئيس ادريس ديبي‏,‏ وذلك لاعتبارات تتصل بالتداخل القبلي والعرقي ـ قبيلة الزغاوة ـ بين تشاد وإقليم دارفور من ناحية‏,‏ والمحاولات المتتالية لاسقاط ديبي عبر دعم المعارضة التشادية‏,‏ أو دعم ديبي لبعض الفصائل الدارفورية المسلحة والمعارضة للنظام‏.‏
    ‏5‏ ـ المناورات وغياب تصورات واقعية وسياسية للتعامل مع حالة التهميش التاريخي والسياسي والثقافي والاجتماعي لابناء دارفور وقبائلها الافريقية‏,‏ في إطار سلطة ما بعد الاستقلال واحزابها الطائفية أو غيرها‏,‏ في استيعاب طبيعة التعددية العرقية واللغوية والمناطقية والثقافية وتعقدها‏,‏ وثراءها‏,‏ فسياسات الحكومة العسكرية الانقلابية‏,‏ والمدنية والدينية ما بعد الاستقلال ركزت علي مسألة احتكار السلطة داخل التركيبة القبائلية الثلاثية للوسط النيلي‏,‏ بكل ما تنطوي عليه من نزعة طائفية‏,‏ واستعلاء عرقي باسم العروبة والإسلام علي التركيبات القبلية والدينية والمذهبية والعرقية في الجغرافيا السياسية والدينية السودانية في مناطق الجنوب والشرق وغرب السودان‏.‏
    ‏6‏ ـ لم تستطع سلطات ما بعد الاستقلال علي اختلافها‏,‏ بلورة سياسات تعليمية وثقافية ولغوية قادرة علي استيعاب التعدديات والتنوع في الهويات والتكوين التاريخي للسودان‏,‏ علي اسس ديمقراطية وتشاركيه‏,‏ وثقافية مدنية لاتقوم علي الاستعلاء والنبذ والاقصاء والتهميش‏.‏

    ان الثقافة الانقلابية للعسكريتاريا‏,‏ والطوائفية لقبائل الوسط والصفوة الحاكمة التي خرجت من اعطافهما العرقية والدينية‏,‏ ادت إلي عدم استقرار سياسي‏,‏ وتقلبات وسمت غالب تاريخ سلطات ما بعد الاستقلال إلا فيما ندر‏,‏ ومن ثم افتقر كلاهما للخيال والرؤي الخلاقة القادرة علي توليد استراتيجيات للتكامل والاندماج القومي تؤسس علي مؤسسات سياسية تتمايز عن الاطر الطائفية‏/‏ القبلية‏/‏ العرقية الحاملة لها‏.‏

    لم تستطع صفوة السلطات العسكرية والمدنية ما بعد الاستقلال ان تتفهم الاماني والتطلعات المشروعة لاهالي دارفور‏,‏ والبجا في شرق السودان‏,‏ والدنيكا والشلك وغيرهم في الجنوب‏.‏ الطابع اللامؤسسي والقبلي‏/‏الطوائفي‏/‏ الإسلامي وسم إدارة وممارسات سلطات ما بعد الاستقلال‏,‏ وقصر التجنيد السياسي للصفوة السياسية والحزبية علي تركيبة الوسط الحزبية اساسا بكل محمولاتها وعلاماتها الطائفية والدينية والعسكرية‏.‏ ترتب علي ذلك تهميش وغبن تاريخي لاهالي وقبائل دارفور في غالب قطاعات سلطة ما بعد الاستقلال‏,‏ واجهزة الإدارة المدنية‏,‏ وفي التعليم والخدمات والصحة والتوظيف‏,‏ وكذلك في الجيش السوداني حيث عملوا في ادني مستويات السلم القيادي وفي تدني نسب قبولهم بالكليات العسكرية‏.‏

    ثمة فشل تاريخي يعود إلي جذور ثقافية‏,‏ دينية وتمركز عرقي حول صفوة الوسط النيلي‏.‏ ثمة ملاحظة علي السلوك السياسي للصفوة الحاكمة في اعقاب انقلاب الانقاز‏,‏ تتمثل في الاسلمة‏/‏ العرقية لمؤسسات السلطة علي اختلافها‏,‏ وفي الاطر القانونية الحاملة لقيودها علي الحريات العامة والشخصية وباتت تشكل أحد ابرز العوائق إزاء المشاركة السياسية الفعالة‏,‏ وانفاذ القواعد والمعايير الدولية لحقوق الانسان‏,‏ ولاسيما الحريات الدينية‏,‏ ورفع القيود عن حقوق المرأة السودانية علي اختلاف انتماءاتها الدينية والقبلية والعرقية‏.‏

    تبدو نزعة المناورات غير البناءة إحدي ابرز سمات الصفوة السودانية الشمالية والجنوبية‏,‏ حيث الميل إلي اتباع سياسة حافة الهاوية مع الأطراف الأخري‏,‏ مع الحركة الشعبية لتحرير السودان‏,‏ ومع المحكمة الجنائية الدولية وتشاد‏,‏ ومصر‏,‏ ومقترحات الجامعة العربية والولايات المتحدة‏,‏ وفرنسا ودول المجموعة الأوروبية ومبادرة مبيكي الافريقية‏,‏ مناورات ورسائل في جميع الاتجاهات‏,‏ في محاولة لاستثمار عامل الوقت‏,‏ والاعتقاد في انه يعمل لمصلحة السلطة الحاكمة بقيادة البشير‏/‏حزب المؤتمر‏/‏ الجيش السوداني‏.‏

    الاجنحة الامنية المؤدلجة في حزب المؤتمر ـ وسابقا في الانقاذ مع الترابي ـ أكثر تشددا ورفضا للبراجماتية ـ لدي الرئيس البشير ووزير دفاعه ـ في التفاوض مع الفصائل الدارفورية‏,‏ ومع شريك اتفاقية نيفاشا الحركة الشعبية بقيادة سلفاكير‏,‏ الذي طرح مناورة حث ابناء الجنوب علي الانفصال للضغط المضاد علي حزب المؤتمر الوطني والملفات العالقة في البرلمان‏,‏ وفي إدارة شئون الحكم‏,‏ بحيث بات كل طرف يحكم نطاقا جغرافيا داخل الجغرافيا السياسية للسودان‏.‏ اعتبار مثلث حلايب‏/‏ شلاتين دائرة انتخابية يشكل مناورة مع الحكومة المصرية كي تدعم الحزب والسلطة الحاكمة أكثر من ذي قبل‏,‏ ومحاولة تعبئة قبائل الوسط النيلي‏,‏ والبجا والنوبيين ضد مصر‏,‏ وابعاد النظر عن حجم المخاطر الجسيمة التي تهدد وحدة وتكامل السودان‏,‏ واحتمال تعرضه للانفصال والتفكك في أكثر من منطقة بكل مخاطر ذلك الداخلية والاقليمية‏,‏ ونذر الحروب والنزاعات التي يمكن ان تتولد عن ذلك‏.‏

    ثمة قضايا عالقة بين شريكي اتفاق نيفاشا تحتاج إلي حنكة وبراجماتية سياسية خلاقة لا مجرد لعبة المناورة التقليدية فقيرة الخيال كما يحدث الآن‏,‏ ومنها قانون الاستفتاء‏,‏ حيث يري المؤتمر الوطني ان انفصال الجنوب يتطلب مشاركة‏70%‏ من المسجلين في جداول الاستفتاء‏,‏ بينما رأت الحركة الشعبية ان ذلك لايتطلب سوي مشاركة‏50%‏ من المسجلين في الجداول‏.‏

    الخلاف ازاء قانون جهاز الأمن يدور حول سلطة الاعتقال التي يري المؤتمر الوطني اسنادها للأمن‏,‏ وان يكون له قوة مسلحة‏,‏ في حين ذهبت الحركة إلي ان الجهاز الأمني‏,‏ لايعدو كونه جامعا للمعلومات ويحللها ويرفعها للسلطة‏,‏ ودونما قوة مسلحة حتي لاتتحول إلي قوة موازية للجيش‏,‏ ثمة خلافات حول التعداد الديموجرافي‏,‏ حيث رفضت الحركة نتائج التعداد الذي تم مؤخرا‏,‏ وثمة خلافات اخري حول النفط وعائداته والتشكيك في حجم الانتاج‏,‏ وكذلك ترسيم الحدود في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب بعد صدور قرار التحكيم الدولي واستخدام النزاعات القبلية حولها لعرقلة تنفيذ قرار التحكيم‏.‏ من محاور الخلاف بين الطرفين أيضا قانون المشورة الشعبية حول جبال النوية والنيل الارزق‏,‏ وتحديد موقعهما الاداري‏,‏ وهل من حق الحركة الشعبية المطالبة به أم لا‏,‏ لانه غير منصوص عليه في الدستور ولانه بروتوكول منفصل ملحق باتفاقية السلام‏,‏ في حين تذهب الحركة إلي مطالبة الحكومة المركزية به‏.‏ كلها محاور خلاف تحتاج إلي رؤية خلاقة تتجاوز الخلافات للحفاظ علي الحد الادني من احتمالات استمرار الوحدة‏,‏ بينما المناورات الهامشية تشير إلي مخاطر التفكك والانفصال ونذر صراعات وحروب قادمة من أسف وأسي معا‏.‏


    الاهرام
                  

العنوان الكاتب Date
قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-05-09, 07:53 AM
  Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-05-09, 08:19 AM
    Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-05-09, 08:32 AM
      Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-05-09, 08:44 AM
        Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-05-09, 08:52 AM
          Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-05-09, 09:10 AM
            Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-05-09, 10:56 AM
              Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-05-09, 08:07 PM
                Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-06-09, 00:20 AM
                  Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-06-09, 09:17 AM
                    Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-07-09, 08:43 PM
                      Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-07-09, 09:22 PM
                        Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-08-09, 09:27 AM
                          Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-08-09, 11:04 AM
                          Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-08-09, 11:15 AM
                            Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-09-09, 04:39 PM
                              Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-10-09, 04:52 PM
                                Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-11-09, 03:57 PM
                                  Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-12-09, 05:06 PM
                                    Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-13-09, 11:27 PM
                                      Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-14-09, 07:57 AM
                                        Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-15-09, 05:03 PM
                                          Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-16-09, 04:39 PM
                                            Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-17-09, 10:27 AM
                                              Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-19-09, 09:22 AM
                                                Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-23-09, 10:53 AM
                                                  Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-24-09, 05:05 AM
                                                    Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-24-09, 06:30 AM
                                                      Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك11-24-09, 05:12 PM
                                                        Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك12-01-09, 09:29 PM
                                                          Re: قضايا السودان ...فى الصحافة العربية الكيك12-02-09, 02:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de