|
السـحـر الأسـود هـزم الـهـلال فـي أمـدرمـان
|
الساحر الأسود تريزور مابي مبوتو
هذه هي الحقيقة، وأما السحر الأسود فهو ما قدمه تريزور مابي مبوتو ورفاقه في ملعب إستاد الهلال قبل أسبوعين من "سحرٍ كرويّ" استحقوا به الفوز الكبير، بمعاونةٍ من الحال الفنية السيئة التي كان عليها لاعبو الهلال ومدربهم البرازيلي، وهو سوءٌ كان كافياً لأن يهزم الهلالُ نفسَه دون تدخّل لاعبي مازيمبي أو استعانتهم -هم أو غيرهم- بساحرٍ يكبّل خطوات لاعبي الهلال ويمنح الكنغوليين قدرة خارقة تجعل بين أيدي المعز محجوب سدّاً ومن خلفه سدّاً وتغشيه فلا يُبصِر!
لم يتوقّع أكثر المتشائمين تشاؤماً أن يخسر الهلال بالخمسة على ملعبه مساءَ الأحد الحزين، وأتفق مع من وصف الهزيمة المؤلمة بأنها "غريبة" و"غير طبيعية"، فقط لأن المنطق الكروي يمنح الأفضلية لصاحب الأرض والجمهور، ولأن معظم لاعبي الهلال أبانوا عن قدرٍ معقول من الالتزام الدفاعي، ولا أتفق مع من يتعمد وصف الهزيمة بالغرابة وبأنها غير طبيعية ملمّحاً أو مصرّحاً إلى أن الكنغوليين -أو غيرهم- هزموا الهلال بفعلِ فاعلٍ هو ساحرٌ أفلح فيما أوكل له!
إنّ الركون إلى أنّ السحر الأسود هو من هزم الهلال قبل أسبوعين هو أول معاول هدم النجاحات القادمة التي نتمناها، لأنه يكرّس لتجاوز المسببات الحقيقية للهزيمة القاسية التي أطاحت بالهلال من دوري الأبطال. ومن المثير للدهشة هو أن من يتحدثون عن السحر الأسود يدركون أن بفريق الهلال عيوب فنية لا تخطئها عين، ويدركون أن به نواقص جعلت الطريق إلى مرماه مساء الأحد الحزين سهلاً على رفاق مبوتو، وجعلت وصوله لمرمى الكنغوليين عسيراً في أمدرمان وفي لوممباشي (أقصد الضعف البائن في مستوى لاعبي الطرف الأيسر في الهلال وافتقاره للمهاجم القناص)، ولو لم يسعَ الهلال لسد هذه الثغرات وخاض منافسة العام القادم بذات القائمة دون إضافات مؤثرة فإنه لن يحقق أفضل ما حققه هذا العام.
أصابتني الهزيمة بالخمسة قبل أسبوعين بحالٍ أشبه بالاعتلال، وبالأمس أصابتني الحسرة والهلال يفوز في لوممباشي بهدفين ورماته يهدرون ضعفهما، ولولا حبي للهلال لما كان الاعتلال ولا كانت الحسرة، ولولا الهلال لما عرفت معنى الاعتلال الظاهري والحسرة الظاهرة. عقب مباراة الخمسة القاسية رقدت كمن ينوي النوم فلم أستطعه، خرجت لا ألوي على شيء فضاقت بي الأرض بما رحبت وعدت محاولاً التناسي، فوجدت بعض السلوى في أغنية قديمة عرضها برنامج غنائي تلفزيوني وجدت فيه ملاذاً آمناً من الأخبار الرياضية، يقول مطلعها: "ليه خلّيتني أحبّك؟!".
|
|
|
|
|
|
|
|
|