حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،،

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 01:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-16-2009, 00:09 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، (Re: Asaad Alabbasi)


    الحلقة الرابعة (حكاية الغدر الأليم)

    كانت الدون لحق في أحلام شاعرنا زوجة يقضي معها العمر كله، وكثيراً ما برزت في خياله "كعروسٍ من الزُنْجِ عليها قلائد من جمانِ" وهو لايني بعبر عن رغبته الجامحة في الزواج منها يقول:
    جِيبْ لَيْ مِتُونَا
    نَامَتْ وانْتَكَتْ تَعْجِبْ عِيونَا
    قِصَيبةَ المُرْنَيعَه الفي مُرُونَا
    تَلِمْ الدُونْ عَلَيْ يَا وَدْ حِسُونَه
    وقد كانت هذه الرغبة تعذبه عذاب المسموم والمكتوي بالنار وهو يواجه رفض أسرته بأن يقترن بهذه الجارية، ولكنه لايأبه ويصرح بحبها وينتظر يوم مناه يوم أن يزدان بيته بها ويحوى داره محياها، يقول:
    صَايدني هَمِكْ
    مِتِلْ نَارْ العِوَيشْ حَارِقْنِي سِمِكْ
    مِتَينْ يَا دَيفَةْ الرَاتْعَاتْ أَلِمِكْ
    واجدعْ فوقْ جَرَايدْ إِيدِي كُمِكْ
    فالدون لحق هي راحة بدنه ونوارة عيونه، ويرى أنها ستكون معه في الحياة وما بعد الحياة، وستسكن معه القبر وتحميه من سؤال منكر ونكير!!
    إيَّاهَا دُوني
    راحةْ بَدني نُوارةْ عِيوني
    بَشُوفْ ساعةْ نِكَيرْ مُنْكَر يجوني
    ويَلقُوا الدُون مَعاي ما بسألوني !!

    كما كانت أشواق الدون تهجس له في حله وترحاله، فعندما تبقيه دواعي العمل بعيداً عن مظان الحبيبة يفر النوم من عينيه ويقول:
    كُلْ مَا أدورْ أنُوم آخُدْ لِي هَجْعَه
    أحِسْ بالليلْ كِلاي يَدَنِى وَجْعَه
    بِعِدْنَا مِنْ البلدْ ونَجَعْنَا نَجْعَه
    عَليْ البـُرَيبْ مِتَينْ يَا رَبِي رَجْعَه
    وعندما كان شاعرنا في مهمة عسكرية في منطقة متاخمة لبلدة كرري ولاقوا هنالك من المشقة ما لاقوا تذكر محبوبته الدون وقال:
    أشْكِي عَليكْ يا مَولاي ضَرَرِي
    حَشِيشْ القَشْ غَداي وعَشاي مَرَرِي
    أقعْ في النيلْ أعومْ مابَرِدُو حَرَرِي
    عَدِمت الدُون وجِيتْ قَابلتَ كَرَرِي
    ثم يسأل ربه الرؤوف الرحيم بقرآنه وبيوم الحج والطواف وبركة سورة الفاتحة وصورة الناس ليهيأ له وصال الدون ولقائها بعد هذه الشدة:
    بالقُرآن سألتَكْ يا رَؤوفُو
    ويَومْ الحَجَّه والناسْ البِطُوفُوا
    بَرَكةَ الفَاتحَه والناسِ وحرُوفُو
    أزورْ أب شله بيتْ الدُونْ أشُوفُو
    كان ود الفراش يخشى على محبوبته من المكاره ويتمنى دائماً أن تكون بخير فعندما تمرض يترك كل شيئ ويقف بجانبها وحدث ذات يوم أن دخلت محبوبته الدون لحق إلى غرفة مظلمة فلدغتها عقرب وفي ذلك قال:
    جَاتْ الجَدايَه
    تِتْبَكَى وتَقُولْ أنَا وَا رَدَايا
    اتلومتَ فِي بالمرَه غَايَه
    تَقرصِي حَبيبتي يا عَقْرَبَايَه
    وقال:
    جَاتْ العَقْرَبَاي اتعذرتْ لِي
    قالتْ ما دَنيتْ لَها هِي الدَنتْ لِي
    جِيتكْ يا لبِيبْ كَانْ تَرْضَى كَتْلِي
    بَدُورْ الدُونْ أكانْ اشَفَعتْ لِي
    هكذا كان شاعرنا يعشق الدون، وكان مخلصاً في حبه وفياً لمحبوبته، تنمو في كل يوم خضراء في قلبه، ناضرة في عينه، كبيرة في وجدانه، يعود ليركب الصعاب ويقطع الفيافي على ظهر جمله الباردقم أو جمله البانقير ليلقاها ولا يفارقها إلا ليعود إليها وكله عزم وإصرار ليتخذها زوجة، متحدياً الأعاصير معانداً أسرته لزمن طويل، وعندما عاقبته إدارة الجيش لغيابه عن العمل بالجلد أنذرته بالفصل دون حقوق إن تكرر منه الخطأ، وكلفته بمهام صعبة منها القبض على القتلة واللصوص والمتمردين وإيصال البريد إلى أصقاع بعيدة ومتفرقة على ظهر جمله، أجبرته هذه المهام على الغياب فترة طويلة عن مدينة بربر حيث محبوبته الدون، وما درى أن هنالك شاب ينافسه على حب الدون، واستطاع هذا الشاب أن يستميل الدون مستغلاً غياب ود الفراش وتمكن من إقتلاعه من قلبها اقتلاعاً، فعلقت به، وخانت حبيبها ود الفراش وتركته غدراً. كان وقع الخبر على شاعرنا أليماً غاية الألم وكان يرى من خلف دموعه صور الماضي، وتذكر كيف أنه كان يرفض نصائح أهله أن يخفف من غلوائه واندفاعه في حب هذه الجارية، وما كان ذلك إلا يزيده هياماً بها وتذكاراً لها، تذكر كيف أنه كان مخلصاً في حبها ورفعها بأمواله وأشعاره فوق الحرائر، حتى تغنت بذكره الركبان، فعض على أصبع الندم، وقرر أن يجازيها غدراً بغدر، فهجاها بشعر في منتهى القسوة، بعد أن بدت له قبيحة بعد جمال، خؤونة من بعد وفاء، وعادت في نظره جارية حقيرة بعد أن قد رآها حرة كريمة، فيقول كانت جميلة وكنت أفاخر بها الحرائر من فتيات عرب الجهينه، وعندما خانته بان له قبحها:
    بَعدْ ما كُنتِ زَينَه
    بَفَاشِيبِكْ بناتْ عَربْ الجهينَه
    غَيَرْتِي المحبَه بِقِيتي شَينَه
    تَشابهي العُشرَه في وَسطَ الجِنينَه
    ويقول إنها بعدما ذاع صيتها وقد رفعها بأشعاره وحبه إلى مكانة سامقة سقطت إلى الحضيض عندما باعته بثمن بخس:
    بَعَدْ مَا كُنتي ظَايطَه
    مِتِلْ باشةَ عِمُومْ إِنْ جِيتي فَايتَه
    غَيرتِي المحبه بِقيتي شَايْطَه
    تَشَابهي الكَلجَه الفي الحَجَرَه بَايْتَه
    وبدت له الدون الذي ضحى من أجل حبها بالغالي والرخيص جارية حقيره وقد أبدى ندمه على حبه لها كل هذا الزمن الطويل:
    كَمْ شُويَمتَ بيْ عَقبَه ونتَيلَه
    بَجِيبْ مَصْروفْ كَتيرْ مَا مْبَقِي حِيلَه
    بَرِيدِكْ مِنْ زَمنْ مُدَدَاً طَوِيلَه
    خَسَارَةْ حُبي فِي الخَادمَ الرَزِيلَه
    ثم أخذ هجاؤه للدون لحق ينحو منحىً خطيراً، فاتهمها في شرفها وبأنها لقمة سائغة للعرابيد والرجرجة، وأضحت مفضوحة تلوك ألسن الجيران سيرتها، ثم أخذ يصف جسدها الذي كان يتغزل فيه من قبل بأنه ضخم وأن حجم رجلها أكبر من حجمه:
    لامَّه العَرْبَدَه ولامَّه البَتَاعَه
    معَ الجيرانْ بِقَتْ مَكْشُوفْ قُنَاعَا
    تقولْ مِساحةْ ساعه ترمي بَاعَا
    جَزَمْ يا كُراعِي أنا أصغرْ مِنْ كُراعَا
    ومن بعد جرت في شعر الفراش في شأن الدون نصيحة جهيرة للكل من وحي تجربته الشخصية ومفادها أن لا تجلس إلى الجواري ولا تقترب منهن فتسوء سمعتك وتهان:
    لا تْجَالسَ الخديمْ ليهِنْ تَقَرِبْ
    وتَبْقَالِنْ حَبيبْ للمالْ تَخَرِبْ
    يِقِيدَنْ سِمْعَتَكْ فَدْ يَومْ تَغَرِبْ
    ولا تسألْ طبيبْ أسألْ مِجَرِبْ
    لم يعش ود الفراش بعد ذلك طويلاً فبحلول العام 1883 فاجأته حمى الملاريا وكانت شديدة الوطأة فأودت بحياته وهو في عامه السادس والثلاثين، وهكذا انفصل الجمر عن صندل الشعر، وأشاع ذلك حزناً عميقاً في قلوب زملائه ورؤسائه وأهله وأهل بربر جميعاً فحملوه إلى مثواه الأخير بمقبرة الشيخ الحباني وهو عالم مصري مقبور في مدينة بربر القديمة ويقع قبره على ربوة على شرق قبة الولي الشيخ زين العابدين الكنتي.
    ترك لنا شاعرنا الرائد إبراهيم ود الفراش عليه الرحمة إرثاً شعرياً نهل من إبتكاره وابتداعه الذاتي وقد حفظ لنا هذا الإرث حفيده الأستاذ محمد علي الفراش وذلك في كتابه ديوان الفراش شاعر بربر وبذلك قدم خدمة عظيمة لدارسي الأدب الشعبي في السودان وهذا المرجع الرصين سيعيننا كثيراً عندما نتصدى لفن الفراش الشعري في حلقتنا الخامسة والأخيرة من حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش.
                  

العنوان الكاتب Date
حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:01 AM
  Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:02 AM
    Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:05 AM
      Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:07 AM
        Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:09 AM
          Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:11 AM
            Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، عمر صديق10-16-09, 00:26 AM
              Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 05:35 AM
            Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، خدر10-16-09, 00:31 AM
              Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 06:55 AM
            Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، معاوية المدير10-16-09, 00:52 AM
              Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 07:07 AM
                Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 07:30 AM
                  Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 09:48 AM
                    Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، خدر10-16-09, 10:34 AM
                      Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 12:44 PM
                        Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 05:03 PM
                          Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 08:45 PM
                            Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 08:52 PM
                              Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، ناصر البهدير10-18-09, 05:48 AM
                                Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، singawi10-18-09, 07:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de