حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،،

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-02-2024, 10:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-16-2009, 00:05 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، (Re: Asaad Alabbasi)

    الحلقة الثانية (الجندية والحب)

    إكتملت رجولة شاعرنا (إبراهيم) عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره، كان وسيماً جداً، فارع الطول، أبيض البشرة، عظيم الهيكل، تعجب به الفتيات الآئي كن يتزاحمن على ثقوب أبوابـهن الموصودة ليلقين عليه نظرة متى ما مر بالطريق بطوله الفارع وخطاه المتئدة التي تضرب الأرض ضربا وعقيرته ترتفع بالغناء. كان ود الفراش يدرك أن خلف الأبواب الموصودة عيوناً ترصده وقلوب تهفو إليه وكان خياله يزيد الصورة حتى تكاد أن تخلرج من إطارها، فقد كان معتزاً بوسامته وشجاعته ومغروراً بشبابه ونضارته وفخوراً بشعره وغنائه، ولكن شغله الشاغل الآن هو الإلتحاق بالجيش التركي، فهي رغبة لم يستطع منها فكاكا،ً رغم معارضة والده، وعندما نجح في الإلتحاق بالجيش حاول والده أن يصده عن ذلك فلم يفلح، فأعاد له ذلك ذكرى قديمة تحمل في طياتها خوف والديه عليه عندما كان مهدداً بالتجنيد الإجباري في مصر.ثم أدركت بعد ذلك نفس إبراهيم آمالها في الجندية والحب.
    في حياته القصيرة التي مضت كشهاب لمع في السماء ومضى سريعاً قضى شاعرنا (إبراهيم الفراش) عشرون عاماً في خدمة الجيش التركي جندياً يضع رجله في سلم الترقي درجة درجة حتى صار إلى رتبة (السنجك) ـ ضابط تحت قيادته خمسمائة جندي ـ وهذا ما كان يتمناه وتـهفو له نفسه إذ قال:
    يَارَبْ يا كريم تِمْ ليَّ نِيَّه
    تَجِيني الرُتْبَه مِن اسكندَرِيَّه
    أتِبْ عَجْلانْ على الدَرَجَه القَوِيَّه
    يَنَقِّرْ طَبْلي قِدَّام خُمْسُمِيَّه
    غير أن شاعرنا لم يهنأ كثيراً بعد وصوله لهذه الرتبة بعد خدمة طويلة وممتازة، فبسبب الوشايات التي كان بطلها أحد القضاة المشهورين غضبت منه إدارة الجيش وأخذت تنقله لمناطق الشدة البعيدة وكان هذا يشعره بالحنق الشديد ويرسم في ذهنه أفكاراً سوداوية. قال:
    يَارَبْ يا كَرِيم تِمْ لَيْ مُرَادِي
    أرَوِّحْ في البلدْ واشْنِق لِي قَاضِي
    طِرِيتْ الرَخْرخ الحَرَقَتْ فُؤادِي
    دَحِينْ مِنْ القُنُبْ وَدَونِي غَادِي
    عمل إبراهيم الفراش أول ما عمل في القيادة العسكرية بمدينة بربر التي كانت تأخذ بأسباب التطور، فقد كانت آهلة بالسكان، وطبقات المجتمع فيها على جانب من الرقي، على رأسها كانت طبقة الأثرياء بدورهم وقصورهم ذات الأثاث الجميل والخدم والحشم، في المدينة كانت توجد الحانات والمغنين والراقصات جنباً إلى جنب مع المسجد الحكومي حيث تقام الصلاة وتلقى الدروس الدينية، كانت هنالك طبقة العمال والمزارعين الذين اتخذوا من جزيرة بربر المترامية الأطراف مكاناً لعملهم واكتساب أرزاقهم، وبالطبع كانت هنالك طبقة العبيد والمسحوقين من الفقراء. وقد كان لشعر ود الفراش الموصوف بالبساطة والعفوية والإنسجام وعذوبة الموسيقى، مصدراً مهماً للوضع الذي كانت عليه مدينة بربر آنذاك، فشعره كان مرآة مجلوة تعكس كل ما يدور بين حناياه وما حوله في دقة وصدق، يقول في بعض ذلك:
    بَشُوفْ بَرْبَرْ بَشُوفْ جوخَا وحَرِيرَا
    بَشُوفْ الميَضَنَه الوَسْطَ الجَزِيرَه
    بَشُوفْ رَكْبَ العَبَابْدَه البَيْ خَبِيرَا
    تَرَى البُرْدَينْ كَسَحْ فَاتْ القَطَيرَه
    بَشُوفْ تَرَبَيزَه فِيهَا تَمَانْيَّه بِيرَه
    لقد كان عمل ود الفراش في الجيش يمثل حياته الحقيقية، فقد كان يكثر من التنقل بحكم عمله بين بربر والخرطوم وشندي وكسلا وسواكن وكورسكو على الحدود المصرية على ظهر جمله (الباردقم) وغيره من جماله، إذ كان موكلاً إليه جمع ضرائب القطعان من قبائل البجة وتوزيع المراسيم الحكومية على مشائخها، حتى تعرف على مناطقهم منطقة منطقة وتعلم لهجتهم، وكان يعمل في بعض الأحيان دليلاً للحكام الأتراك في أسفارهم، وتوصيل البريد حتى عرف كأول ساعي بريد في السودان، كما كان ينتدب للقبض على المتمردين على الحكومة وكسر شوكة الهمباتة الذين يسلبون الإبل. أثناء عمله في الجيش إشترك إبراهيم في عدة حروب أبرزها حرب السلطان هارون في دارفور وقد تبين لنا ذلك من خلال شعره في كثير من مواضعه، يقول:
    كَمْ شُفْنَا حَرِبْ وشُفْنَا سِمُوماً
    وكَمْ شَوكْ الكِتِرْ قَدَدْ هِدُومْنَا
    سَوَارِيخْ تَشْتَعِلْ جُلَلاً يِقُومَنْ
    نَقِيفْ أوتَادْ يِهِفَّنْ ليْ رَشَوماً
    ويقول:
    دَارفورْ أُمْ رِمَالْ تِلْيَتْ عَجَاجَه
    خَمَّاهَا الزِبَيرْ مَا لْقِينَا حَاجَه
    نَرُوحْ للبَاشَا نَصَرِرْ حَرَاجَه
    واخيرْ مِنْ القَمَاحْ ودُونا طَاجَه
    رغم ولع شاعرنا بالجندية إلا أنه طلب إعفاءه منها بسبب الوشايات التي تسببت في نقله دائماً إلى أماكن الشدة، وقد أجيب إلى طلبه مع مكافأة مالية إستعان بها في ممارسة العمل الحر، لم تكن شدة الجندية ورهق الترحال يقفان عائقاً أمام قلبه الذي يعشق الجمال ويتوله بالنساء، فقد صنعت منه فحولته الطاغية زير نساء، فاتسع قلبه لإيواء كل حسناء، وأحياناً لا يتورع من ذكر أسماءهن، يقول:
    قَامْ بَيَّ هَمَّ
    مِتِلْ وَدْ الغَزَالْ يَاخُدْلُو خَمَّه
    يِقُولْ لَيَّ انْعَدِلْ وجُرْ فَوقِي نَمَّه
    المبَيِتْ نَاسْ سَارَه في قَلَعْ المَتَمَّة
    ويقول:
    مُرْبَيتي بَاجَّه
    تَجَابِدْ في الرَسَنْ خَارْتَاهُ دَاجَّه
    وَكْتَ الليلْ بَرَدْ والقَمْرَه فَاجَّه
    تَخُبْ بَاجَاتْ على نَاسْ آمنَه حَاجَّه
    ويقول:
    أزْمَنْتَ غَايِبْ
    بلا مَالْ إنْ رَجَعْ بِيقُولُو خَايِبْ
    بَخَافْ شَمْتَ العِدا ولَومْ القَرَايِبْ
    حِليلْ سَعْدِيَّه دَيفَةْ أُماتْ حَقَايِبْ
    ومن غزله الرصين ووصفه البليغ قوله:
    صَايْدَانِي حَراً
    مِن الفُومْ مِنْ الزرْقِي الَمقَرَّنْ
    طِرِيتْ الْ بالِمزَاحْ دَمَاعَا فَرَّنْ
    تَقُولْ طَافَاتْ عَرْد أورَاكَا صَرَّنْ
    يقول الأستاذ محمد علي الفراش محقق ديوان الشاعر وسيرته والتي إعتمدنا عليها كمصدر أساسي ووحيد لهذه المقالات: "ويحدثنا شاعرنا أنه وصل حبه إلى درجة يكاد يخرج فيها المرء عن طاقته، وأنه كلما تذكر المحبوب امتطى بعيره قاصداً ربعه، وأنه كان يشرف على حائط المنزل ليراه ويكاد يتسلق السور ليستقر عنه، ولكنه مع ذلك كان يراجع نفسه ويجلس على الأرض يخط بأصبعه عليها علامة على الندم:
    بِقِيتْ في جَلْجَله وشِيتاً يِكَفِّرْ
    كُلْمَا طِرِيتْ أَشِدْ واركَبْ وادَفِّرْ
    أَتَاوِقْ بالحَيطْ وادُورْ أطَفِّرْ
    نَعَلْتَ ابْلِيسْ نَزَلْ في اللرِضْ أَحَفِّرْ
    ويقول الأستاذ محمد علي أيضاً: ونراه حيناً يندفع مع تيار الحب والشباب فلا يتورع أن يحوم في حبه حول الحمى:
    وَلَّفْ حَكَاوِي
    نَارِكْ يا امْ رَشَومْ في الجَوفْ تَكَاوِي
    كَانْ عَقْلِي انْسَلَبْ إِيَانِي غَاوِي
    بَحْلِفْ باليَمِينْ رِيقِكْ يِدَاوِي
    إن قلب المحب ود الفراش لايفرق في اختياراته مابين فقيرة وغنيه، أومابين حرة ورقيقة، أومابين أجنبية أو مواطنة، فقد كان شرطه الجمال، فعندما خلبت لبه فتاة تركية حسناء قال:
    عَايِنْ قَعْدَتَا وعاينْ زَمَانَا
    تُوغِلْ فِينَا مَا بْتَنْضُمْ مَعَانَا
    تُرْكَاوِيَه مَا بْتَعْرِفْ لُغَانَا
    مُوَرِدْ لَونَا يَعَجِبْ شِنْتِيَانَا
    وقال في حسناء ثرية تسكن القصور:
    بَشِدْ وارْكَبْ عَليْ البِتْغَانَى كُورُو
    وَدْ فَلاتِي ابُويَ بَغَشَ وبَزُورُو
    وَكْتَ الليلْ بَرَدْ عَقْلِي وبَشُورُو
    واتِبْ عَجْلانْ عَليْ الفَاخْرِينْ قُصُورُو
    غير أن هذا القلب المتسع ضاق ذات ليلة وخرجت منه كل الظباء الحسان وأضحى وقفاً لمحبوبة واحدة هي الفتاة (الدون لحق) التي تعلق بها حد الوله لتبدأ العناد والعشق المجنون وحكاية الغدر الأليم.
                  

العنوان الكاتب Date
حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:01 AM
  Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:02 AM
    Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:05 AM
      Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:07 AM
        Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:09 AM
          Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 00:11 AM
            Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، عمر صديق10-16-09, 00:26 AM
              Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 05:35 AM
            Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، خدر10-16-09, 00:31 AM
              Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 06:55 AM
            Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، معاوية المدير10-16-09, 00:52 AM
              Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 07:07 AM
                Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 07:30 AM
                  Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 09:48 AM
                    Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، خدر10-16-09, 10:34 AM
                      Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 12:44 PM
                        Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 05:03 PM
                          Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 08:45 PM
                            Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، Asaad Alabbasi10-16-09, 08:52 PM
                              Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، ناصر البهدير10-18-09, 05:48 AM
                                Re: حكاية الشاعر إبراهيم ود الفراش،،،،، singawi10-18-09, 07:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de