كنت انتبه الي الفوضي التي تعم حَينا دون مُقدمات .. التاج مصطفي جا.. كنت حينها في الثامنة من عمري كان التاج مصطفي ياتي الي اهله زائراَ في الاعياد فكان حَينا يتحول الي شعلة نشاط .. يرسل عمنا زين العابدين من هم في سِني لإخبار رجال الحي : نادي ابوعبيدة قول ليهو الغداء عندنا .. التاج معانا الليلة تغمرني سعادة باهظة و انا اسمع ذلكـ النداء .. سيكون عصرا جميلا لان ابي سيكون هناكـ و انا بدوري سالعب الكره وسأهمل واجباتي المدرسية زي الترتيب. في يوما ما .. بكري الثقيل شال كورتو و حرمنا من اللعب فعدت ادراجي ماراَ بجانب ديوان عمنا زين العابدين صِهر التاج تلصصت من النافذة ,, كانو جميعا هناكـ ابوي - اعمامي الثلاث - زين العابدين - عبدالجبار - نور الدائم - الشيخ - مصطفي - و اولادهم و احفادهم و نساء الحي في ملحق الديوان يستمعن بطرب لا تُخطئه العين .. و وصلتني الانغام
أتهنى بي رؤياك هل.. يا مُلهمة شعر الغزل هل من وصال.. يا روحي هل؟!
ما لعيني عشيت بالنظر أنكرت بعدك ضوء القمر
يا عازف الأوتار مالك على قلبي أشعلت فيه النار.. من جمرة الحبِّ
بالنسبة لي لطفك والرقة يا فتان ما كنت تظلم مَنْ قد أضحى بيك ولهان
السادة لونو خمري .. قلبي حباه
و كان التاج مصطفي هناكـ في صدر المجلس .. رجل ابيض الشعر باسماَ ممسكا بعود عازفا و الرجال حوله يتمايلون جلوساَ .. هؤلاء المتصوفة مُدهشون في كل شي .. يسكرون دون خمر و يطربون و يطلقون الورورووووكـ دون قيد او شرط طرباَ و منذ ذاكـ و انا في حِل من كرة بكري الثقيل .. اترقب العيد كل عام لارتوي من التاج مصطفي
اللهم ارحم التاج مصطفي
___ سادة لونو خمري كلمات إدريس عمر آداء طارق ابوعبيدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة