الهندي عزالدين ليوسف عبدالمنان : أنا لست أجيرا مثلك !!!!

Quote: والأمانات التي تمثل (نصف) عضويّة المكتب وعددها (22) أمانة. لابد أن يراعي الاستكمال اختيار أمين إعلام من (المهنيين) الذين مارسوا عمل الصحافة والإعلام، يعرف دروب المهنة وخباياها، وعلاقاتها الداخلية، فقد فشلت كل محاولات تعيين (السياسيين) في هذه الأمانة فيديرونها على طريقة (أخنق فطس)، وقد بذل الدكتور كمال عبيد مجهودات مقدّرة، ولكن في ظني أن موقعه المناسب القادم هو أمانة الفكر والثقافة وهذه مجرد وجهة نظر. أمانة العلاقات الخارجيّة لا يناسبها في قائمة الأسماء الفائزة غير الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل بخبراته المتراكمة، فقد عمل وزيراً للخارجيّة لأطول فترة في تاريخ الحكومات السودانيّة منذ الاستقلال. الأمانة السياسيّة لا تحتمل - في ظني - غير اسمين د.«غازي صلاح الدين»، وبروفيسور «إبراهيم غندور». الأمانة الاقتصاديّة يناسبها شخصان من قائمة الثلاثين هما «الشريف أحمد عمر بدر» و البروفيسور «الأمين دفع الله». الأستاذ الشيخ «مهدي إبراهيم» يناسبه أحد مقاعد نواب الرئيس، فمكانته التاريخيّة في الحركة الاسلاميّة وخبراته الطويلة أكبر من العمل في الأمانات، فقد تجاوز هذه المرحلة خبرةً وعمراً. أمانة الشباب تنتظر الاستكمال، وهي أمانة تعاني من (تشوُّهات) طال أمدها، وتحتاج إلى قيادة مختلفة جداً في هذه المرحلة، بعيداً عن المجاملات والولاءات لزيد أو عبيد، فرصيد المؤتمر الوطني في هذه الأمانة على مستوى القواعد في الأحياء والحارات (صفر كبير)، وكل من يقول بغير ذلك منافق أكبر، وأستطيع أن أؤكد ذلك من واقع عملي في هذا القطاع في مطلع التسعينيات في منظمة (شباب الوطن)، والمقارنة معدومة بين تلك الفاعليّة في ذلك الزمن بإمكانيّات «لا تذكر»، (بكاسي بالايجار)، مقابل (لاندكروزرات وكامريهات) الآن، والمحصلة الأولى انتشار وأداء وشعبيّة، والمحصلة الأخيرة خواء، وغياب تام، وصرف بذخي، وتجاوزات تحدثت عنها الصحف ومجالس المدينة. أبحثوا عن (أمين شباب) من الزمن القديم، تقي ونقي، قوي وأمين، لا تتنازعه الولاءات والتقلبات ولا تهزمه المواقف السياسيّة، والجالسون في بيوتهم بالمئات، يستطيعون أن يفعلوا ويغيروا الكثير. أمانة الطلاب تحتاج إلى (أمين) يناسب زمن التعدُّدية والديمقراطية، أمين لا يعرف الانهزاميّة والتسليم بالخسارة المستمرة في جامعة الخرطوم، ورغم اعتقادي بأن الأداء خلال المرحلة الأخيرة في هذا القطاع كان أفضل من سابقتها، إلاّ أننا نخشى من التغيير الذي يعيد العجلة إلي الوراء. المؤتمر الوطني يحتاج إلى عمل (اجتماعي) و(دعوي) كبير وسط القواعد، وأظن أن رجلا في مقام الشيخ «عبد الجليل الكاروري» قادر على الاشراف والتنظير لبرامج ثورة اجتماعيّة ودعويّة تحدث هزة في أوساط المجتمع السوداني، فقد غاب الحزب، وغابت الحركة الاسلامية عن أداء هذا الدور، فاختلت الموازين، وظهرت أمراض التفسُّخ والانهيار الأخلاقي في ظل دولة جاءت لتحكم الناس بالشريعة الاسلاميّة!!