حواء الطقطاقة..أول من تغنت للإستقلال.وأول أمراة تستقبل الزعيم الأزهري(تجربة حياة) يلا نوثق ليها

Quote: حوار: أميمة محمد عثمان «حواء الطقطاقة» اسم لمع إبان حركة التحرير الوطني والنضال ضد المستعمر، فقد ساهمت بما تردده من أغنيات إلهاب حماس الشعب السوداني لطرد المستعمر، حفظ لها التاريخ ما قامت به يوم الاستقلال وعند رفع علم السودان بأنها توشحت بذات العلم بألوانه الثلاثة «الأصفر، الأزرق، الأخضر» ثوباً فأصبح ذلك المشهد محفوراً في ذاكرة الشعب إلى يومنا هذا، التقتها «الرائد» في نهار رمضاني فكان هذا الحوار. > بداية نود أن نتعرف عليك؟ < أساساً أن أبوي من منطقة أبي حراز العركيين واسمه جاه الرسول محمد الطائف ووالدتي من منطقة الرهد في شمال كردفان، كان ميلادي في العام 1926 في تلك الفترة كان لدى خال من الطلبة الأحرار شارك في ثورة 24 مع علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ فتم اعتقاله في جزيرة توتي فكانت ولادتي في تلك الفترة. > من أين جاء اسم حواء حمد؟ < اسم حمد كان اسماً مستعاراً لأن الآباء في زماننا ذلك كانوا لا يوافقون على أن تصبح بناتهم فنانات. > كيف بدأت رحلتك مع الغناء؟ < بدأت الفن والغناء مع بنات الحلة في الرهد حيث كنا نغني في بيوت المناسبات في المناطق القريبة من حينا. > حدثينا عن قصة مجيئك إلى الخرطوم؟ < جئت إلى الخرطوم للمشاركة في عرس خالي وكان عمري آنذاك (12) سنة فاستقريت بها حتى يومنا هذا ورفضت الرجوع كنت قبلها قد سمعت أن الغناء في الخرطوم بالقروش فرغبت بالوصول إليها. > حدثينا عن الفن في تلك الفترة؟ < في ذلك الزمن كانت الفنانات يجتمعن في منزل الفنان الكاشف ربنا يرحمو،كان أبونا فكل فنانة كانوا أهلها يمنعوها الفن كان الملجأ لها هو منزل الكاشف فقد كان يحافظ علينا كثيراً وعندما يأتي أحدهم لطلب الفنانة لعمل حفلة كان يتحرى من الشخص حتى يتعرف عليه وبعد يسمح لنا بالذهاب معه، ومن الفنانات اللاتي كن يقمن في منزل الكاشف أذكر الفنانة فاطمة الحاج. < وكنا كفنانات في ذلك الزمن نغني من أجل الفن وكانت النقطة (100) جنيه – (10) قروش أو دهب ولم نكن نشترط مبلغاً معيناً للغناء. > هل كان لك دور في مناهضة الاستعمار.. نود أن نتعرف عليه؟ < في تلك الفترة سمعنا أن العازة محمد أحمد زوجة علي عبد اللطيف عايزة ليها نساء يقمن بالمظاهرات ضد الاستعمار فذهبنا إليها ومن الهتافات التي كنا نرددها «لا استعمار بعد اليوم الاستقلال واجب وطني» ومن النساء اللاتي شاركن في هذه المظاهرات أذكر الدكتورة خالدة زاهر ألا أن السلطات الإنجليزية، ألقت القبض علينا وقامت بضربنا وأذكر انني كنت اهتف «لا حاكم عام على السودان» فسمع ذلك الهتاف ضابط إنجليزي يدعى المستر دورين فقال لي (أنت بنت قليل أدب) وضرني كف فكسر لي 8 أسنان وضربني رصاصة بعدها حلقو لي شعري في سجن كوبر. > من أين نبعت فكره أن تلبسي علم السودان ثوباً؟ يوم الاستقلال؟ < عندما أعلن الاستقلال وباقي يومين من رفع العلم قررت النساء عمل الفراد للبسها في ذلك اليوم فسألتهن عن الألوان التي يتكون منها العلم فقالن لي يتكون من اللون الأخضر الذي يرمز إلى الزراعة والأصفر الذي يرمز إلى الصحراء والأزرق الذي يرمز إلى النيل فذهبت إلى السوق اشتريت قماش بهذه الألوان وخيطه وفي يوم الاستقلال لبسته ثوبا وتصورت به. > حديثنا عن زيارتك إلى مصر؟ < عندما زار الوفد مصر لم أذهب معهم وانما ذهبت على نفقتي الخاصة وفي ذلك الوقت كان عرس الملك فاروق من زوجته الثانية ناريمان، مشيت السوق واشتريت لي طبلة لأن مصر في ذلك الوقت لم يكن فيها مثل آلة شعبية «الدلوكة». وقالوا إن عرس الملك فاروق بتغنى فيهو اسمهان، وأم كلثوم فذهبت إلى الحفل وكنت أول مرة أرى فيها الزفاف وغنت «ناريمان مرة تمام يعيش الملك فاروق» والتقتني الإذاعة المصرية وأعطوني ظرف به 500 جنيه. > وبما أننا في شهر رمضان أحكي لنا عن رمضان زمان؟ < رمضان زمان كان كل نساء الحي يجتمعن مع بعضهن ساعة الإفطار كل واحدة بصينتها، أما الرجال فكانوا يجلسون في الشارع يفرشون البروش (مافي راجل كان يفطر في بيتو كان في تعاون شديد بين الناس، حالياً المسائل دى كلها أختفت). > هل تذكرين أول يوم صمته؟ < أبداً ما بتذكر لاننا زمان كان آباؤنا يدربوننا على الصيام فكن نصوم يوم بعد يوم. > على ماذا كانت تحتوي صينية رمضان؟ < كان فيها العصيدة والملاح سواء أن كان ملاح روب أو ملاح شرموط أو ملاح «الويكاب». أما الشراب فكنا بنشرب الآبري الأبيض والحلو مر وشربات الليمون وفي السحور كنا بنتسحر باللبن. > هل صمت رمضان خارج السودان؟ - نعم صمت رمضان في السعودية وكان رمضان جميل كنا بنصلي في الحرم. > موقف طريف مربك في رمضان؟ < من أطرف المواقف في رمضان انني شاركت في مظاهرات مع الطلبة فتم اعتقالي في رمضان. > شخصيات تذكريها كلما جاء رمضان؟ < يتذكر ناس الشيخ قريب الله وناس السيد عبد الرحمن المهدي حيث كنا نذهب إلى هناك لصلاة التراويح. > ما رأيك في الغناء اليوم؟ - والله أن أعيب على بعض الصحف الترويج لبعض الأغاني الهابطة والأغاني الما جميلة شنو (سنتر الخرطوم السهر بالكوم يا عوض دكام). «عوض دكام دا كان زول كويس ليه اغنوا فيهو غنا بالشكل ده» (وراجل المرة ما بتخلى) ده كلام لكني احسب أن البيت السوداني راضي عن الكلام دا والا ما روج ليهو. نحنا عندنا أطفال بنربي فيهم ما المفروض يسمعوا الكلام من النوع ده لانه عيب وفيه إهانة لبنتنا السودانية، كما أن اي أغاني تتناول أسماء الناس والمشاهير منهم يجب أن تمنع وما في داعي لمثل هذه الأغاني الهابطة.. وكفاية.!