|
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! (Re: HAYDER GASIM)
|
الذكرى الستون .. الصين أولاً!
المصدر:المستقبل اللبنانية
--------------------------------------------------------------------------------
الذكرى الستون لـ"الصين الشعبية" .. الصين أولاً!
خيرالله خيرالله
لم يكن صمود النظام في الصين من باب المصادفة. استطاعت بيجينغ الاحتفال قبل ايام بذكرى مرور ستين عاما على اعلان قيام "جمهورية الصين الشعبية" لأن النظام عرف باكرا كيف يصلح نفسه من داخل وكيف يتكيف مع التطورات التي يشهدها العالم. وعرف خصوصا ان لا مستقبل له من دون قاعدة اقتصادية قوية ومتينة بعيدا من النظريات الخرقاء من نوع ان "الأمبريالية نمر من ورق". تبين مع مرور الوقت ان الامبريالية نمر حقيقي وأن ثمة مجالا لوجود نمور اخرى في هذا العالم. حالت القاعدة الاقتصادية القوية، مع عوامل اخرى، منها الحس الوطني التي يجمع بين الصينيين الذين تنتمي نسبة تسعين في المئة منهم الى قومية الهان، دون ان يكون مصير الصين شبيها بمصير الاتحاد السوفياتي الذي ما لبث ان انهار مطلع العام 1992 ولم يمض بعد ثلاث سنوات على سقوط جدار برلين. كم تبدو الصين الحالية مختلفة عن صين مؤسس الجمهورية ماو سي تونغ الذي غادر العالم في العام 1976. صار "الكتاب الاحمر" الذي وضعه ماو جزءا من التاريخ. صارت تعاليمه بالية وحزبه الشيوعي من دون ايديولوجية. تخلى الحزب عن ايديولوجيته ليحافظ على السلطة. ما انقذ النظام في الصين والصين نفسها التخلي باكرا عن الايديولوجيات. حصل ذلك مطلع الثمانينات من القرن الماضي. انتقلت الصين الى عهد جديد اسس له دينغ هسياو بينغ الذي يمكن وصفه بأنه باني الصين الحديثة. اعتمد دينغ مبدأ البحث عن الحقيقة انطلاقا من الواقع. يقول احد الذين عملوا معه من كثب ان الرجل لم يكن معجبا على الاطلاق بماو، وخصوصا بثورته الثقافية، التي افقرت البلد وأدت الى مقتل مئات الالاف وزج الالاف في السجون من دون سبب يذكر... باستثناء رغبة الطلاب الذين حملوا "الكتاب الاحمر" في نشر حال من الرعب في المدن وتطبيق الشعارات التي تضمنها الكتاب. كانت معظم هذه الشعارات من النوع الساذج غير القابل للتطبيق في اي بلد من البلدان.
أستند دينغ، الذي توفى في العام 1997، في جهده الهادف الى بناء الصين الحديثة الى سلسلة من النظريات البراغماتية ادت الى احتفال بيجينغ بالذكرى الستين لقيام الجمهورية وهي تشعر بأنها بالفعل قوة عظمى. صارت الصين قادرة على ان تجد لها مكانا على الخريطة الدولية ومنافسة الولايات المتحدة عن جدارة في ميادين كثيرة. من هذه النظريات الاقتناع بأن لا مجال لتطبيق النموذج السوفياتي في بلد في طور النمو مثلما يستحيل الاستعانة بالنموذج الاميركي وأعتماد الديموقراطية الغربية قبل اقامة قاعدة اقتصادية متينة. كان على الصين البحث عن طريق خاص بها لتحقيق التطور. لم يكن لدى دينغ شعار او نهج محدد يتمسك به. دعا بكل بساطة الى تحديث الصين عن طريق تجارب مختلفة ومتنوعة والعودة عن اي تجربة متى تبين انها خاطئة. ركزعلى محاربة الفقر خصوصا. استطاع في غضون سنوات قليلة اخراج نحو اربعمئة مليون صيني من حال الفقر. لم يحصل ذلك في تاريخ البشرية. تخلت الصين عن عقدة نقل تجارب الاخرين وحتى تقليدهم، خصوصا تجارب الدول الناجحة اكانت صغيرة ام كبيرة. رفعت من مستوى التعليم كي يتمكن طلابها من مواكبة الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم. واستمرت في سياسة الحد من النمو السكاني التي ساعدت في القضاء على الفقر والتخلف، بل لعبت دورا محوريا في ذلك. ولذلك، لم تجد الصين صعوبة في التحول الى مصدر للتكنولوجيا الحديثة، بل منتج لها، بعدما كانت تكتفي في الماضي بسرقة ما لدى الغرب من انتاج حديث وصنع نماذج سيئة من هذا الانتاج من دون السعي الى اكتساب المعرفة الحقيقية التي لا تؤمنها سوى البرامج التعليمية المتطورة والحديثة.
ولكن يبقى ان الاهم من ذلك كله، ان الصين تخلت عن ايديولوجية تصدير الثورة. صار الوجود الصيني في العالم مرتكزا على المصلحة الصينية. على سبيل المثال وليس الحصر، ان الصين مهتمة بالمحافظة على النظام في السودان وحمايته من منطلق اهتمامها بالنفط السوداني. لا يهم الصين ما يحصل في دارفور وما اذا كان هناك خرق لحقوق الانسان او ما شابه ذلك بمقدار ما ان همها محصور بتأمين موارد الطاقة. الصين باقتصادها الضخم عطشى الى الطاقة وما ينطبق، بالنسبة اليها على السودان، ينطبق الى حد كبير على ايران. لم تعد الصين مهتمة بحركات التحرر. ما يهم الصين هو الصين. الصين اولا. انه الشعار الذي رفعه دينغ وكل من تولى السلطة بعده. أكتشفت صين ما بعد ماو ان عليها الانصراف الى مشاكلها الداخلية ومعالجتها بطريقة علمية وبراغماتية في ان. اكتشفت خصوصا ان الامبريالية شيء اخر مختلف. انها قوة حقيقية سياسيا واقتصاديا ومصدر للتكنولوجيا المتطورة. كل ما في الامر انه كان على الصين ان تخترع تجربة خاصة بها تقوم على فكرة ان وجود الحكم الصالح اهم بكثير من وجود الديموقراطية. في يوم من الايام، لن يكون مفر امام الصين سوى ان تكون دولة ديموقراطية. عاجلا ام اجلا سيتبين ان الحزب الشيوعي لا يمكن ان يكون الحزب الوحيد في البلد وأن لا بد من تعددية حزبية. صحيح ان امام الصين طريق طويل قبل الوصول الى مرحلة الديموقراطية على الطريقة الغربية. ولكن من كان يصدق ان الصين في العام 2009 سوق كبيرة منفتحة الى العالم وأن الاحياء الراقية في بيجينغ وشنغهاي وغيرهما من المدن فيها كل الماركات العالمية الحديثة تماما كما لو ان المرء في باريس او نيويورك او لندن ... او بيروت. أستفادت الصين من تجربة هونغ كونغ بدل لعن النجاح والناجحين. اعتمدت الانفتاح المتدرج على العالم المتحضر. ادركت باكرا ان القاعدة الاقتصادية المتينة والاهتمام بالشؤون الداخلية للبلد ضمانتان لاستمرار النظام ويفتحان الابواب الواسعة امام تطويره بدل تصدير الازمات الداخلية الى الخارج كما يفعل بعض العرب وغير العرب، من الذين يدّعون تقليد الصين، يا للأسف الشديد!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-01-09, 03:29 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-01-09, 03:48 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-01-09, 04:03 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-02-09, 07:16 PM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | Abureesh | 10-02-09, 08:19 PM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | منعمشوف | 10-02-09, 09:53 PM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-03-09, 02:16 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | ثروت سوار الدهب | 10-03-09, 03:12 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | ثروت سوار الدهب | 10-03-09, 03:12 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-06-09, 04:21 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-06-09, 04:31 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-06-09, 04:36 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-06-09, 04:41 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | آدم صيام | 10-06-09, 05:38 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | Abureesh | 10-06-09, 06:23 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | آدم صيام | 10-06-09, 07:30 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | فيصل محمد خليل | 10-06-09, 07:56 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | Abureesh | 10-06-09, 12:20 PM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-07-09, 04:22 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-07-09, 04:25 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-07-09, 04:53 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | آدم صيام | 10-08-09, 05:19 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | ثروت سوار الدهب | 10-08-09, 06:09 PM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-09-09, 03:46 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | ثروت سوار الدهب | 10-09-09, 04:13 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-11-09, 03:31 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-11-09, 03:37 AM |
Re: الحزب الشيوعي الصيني يحتكر السياسية, ويترك الإقتصاد للعصف الرأسمالي!!!! | HAYDER GASIM | 10-11-09, 06:27 AM |
|
|
|