|
ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟
|
اندلق صوتها حزينا ومجروحا جدا وهي تكابد الوجع: مات الخاتم يا خالد ! هكذا دفعة واحدة صبت في أذني طقوس الحزن وأغلقت الهاتف. تركتني نهبا للأسئلة والدموع ! حزننا على بعض الناس، يكون كحزننا على وطن بأكمله. هكذا هو الحزن على الخاتم عدلان. هذا الصديق الذي لم ألتق به مطلقا، إنما أتيح لكلينا أن نتعارف عبر "سودانيز أون لاين". كان الخاتم – رحمه الله – من أولئك الرجال الكبار في أفكارهم، الكبار في مواقفهم، الكبار في خصوماتهم، الكبار في اختلافهم، الكبار في نضالهم، الكبار في مبادئهم، الكبار في رحيلهم، الكبار في زمن يتكاثر فيه الصغار كبغاث الطير. كان الوطن يحتاج الخاتم. الخاتم، المفكر، والسياسي، والمناضل الديمقراطي، والمثقف الملتزم، والواضح الصريح. كنا نحتاجه في هذا المنعطف الخطير. كنا نحتاج أمثاله من "الكبار الكبار". وكان الخاتم إنسانا فذا في انسانيته، عفيف، صادق، جميل، يختلف معك، نعم. لكنه يجبرك على احترامه. أمثال الخاتم يدفعونك للتباهي بانتمائك للجغرافيا والذاكرة الوطنية التي أنجبته. أمثاله نادرون. ولهذه الأسباب جملة، يضحي الحزن على الخاتم، كبيرا جدا. بالمساحة ذاتها التي كان يحتلها الخاتم. يصعب على التصديق أن الخاتم رحل هكذا سريعا جدا. وصعب أن يملأ غيره الفراغ الكبير الذي خلفه. يصعب على المرء أن يكتب عنه، لأنه الخاتم، ولأن الوجع الممتد في مفاصلنا منذ صباح الأمس يحيلنا لكائنات الحزن، لا مخلوقات الكتابة. حزن مسيطر تماما، كأنه الحزن على الوطن. ياااه يا خاتم، لم أتصور ألا نلتقي أبدا، ونتناول القهوة وربما ندخن سجائر. لا يهم أين، في ادجوار رود أو شارع الجمهورية. المهم أن نتحدث طويلا.. عن الوطن و"مترجمة" ليلى أبو العلا، و"مندكرو" حامد الرشيد و"آوان التغيير". أغلقت سودانيز أون لاين سريعا هذا الصباح حين طالعتني صورتك. كم يرحل الجميلون في بلادنا سريعا. ولكأنها أرض تود أن يعودوا إليها على عجل.. معاوية نور، التجاني يوسف بشير، محمد أحمد محجوب، محجوب عبدالحفيظ، خوجلي عثمان، مصطفى سيدأحمد، العميري، ليلى المغربي، و...! كثيرون جدا. محب كبير للوطن والشعب والتراب، غادر حتى دون أن نودعه. عذرا يا حبيبي إن كنا نبكي بصدق الآن، ولا نوفر الدموع. ففقدك زلزلنا، واعتصر قلوبنا، ورمانا في العراء. رحمك الله يا خاتم. كم أحببنا الاختلاف معك، وكم أحببنا الاتفاق معك. وكم تمنينا أن نبني وطنا أنت وأمثالك فيه. وكم أحببنا تثاقفا أنت واسطة عقده، وكم أحببنا نضالا أنت واحدة من بوصلاته. هذا هو قدرنا يا خاتم، أن نواصل المسيرة من دونك. وأن تموت واقفا، ومنفيا من وطنك. رحمك الله يا خاتم. اللهم أنزله في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم أغسله بالبرد. اللهم أجعل الجنة مثواه. رحمك الله يا خاتم، تموت منفيا، وفقيرا، ومناضلا كبيرا. رحمك الله يا خاتم.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | خالد عويس | 04-24-05, 04:16 AM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | Tabaldina | 04-24-05, 06:58 AM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | Adrob wad Elkhatib | 04-24-05, 07:06 AM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | خالد عويس | 04-24-05, 07:38 AM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | banadieha | 04-24-05, 07:57 AM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | hala guta | 04-24-05, 06:31 PM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | Tumadir | 04-24-05, 06:34 PM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | benyya | 04-24-05, 10:51 PM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | محمد ابو القاسم | 04-25-05, 12:07 PM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | خالد عويس | 04-25-05, 12:28 PM |
Re: ماذا يكتب في شأنك يا خاتم عدلان ؟ | Kamel mohamad | 04-25-05, 04:15 PM |
|
|
|