من هو الخاتم عدلان ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل الاستاذ الخاتم عدلان(Khatim)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2004, 06:29 AM

Khatim
<aKhatim
تاريخ التسجيل: 05-16-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو الخاتم عدلان .. (Re: tariq)






    الأخ أبو ساندرا
    وعدت في مداخلتي الأخيرة أن أعود إلى مصطلح البرجوازية الصغيرة، كمبدأ تفسيري لمسلك الأفراد أو الجماعات. فأنت تقول أن خصائص البرجوازي الصغير، بما جبل عليه من الإستعجال، وربما الميل إلى اليأس والتذبذب، هو الذي أخرجني من الحزب الشيوعي، بينما بقي الآخرون من أمثالك، ربما لأنهم ليسوا برجوازيين صغار، ليصلحوا الحزب من الداخل، لأنهم لم يفقدوا ثقتهم به . وأستمحيك عذرا هنا، فأنت تستخدم أداة تحليلية، لا تصمد أمام الإختبار الجدي، رغم أننا جميعا تورطنا في أستخدامها في يوم من الأيام وفي مراحل سابقة من تطورنا الفكري.
    هناك من ناحية مشكلة تعريف البرجوازية الصغيرة نفسها، كطبقة، وهناك من جانب آخر نصيب الموقع الطبقي في تحديد مواقف الناس. وينطوي الأمران على صعوبات نظرية وعملية لا يستهان بها، كثيرا ما يتجاهلها الناس في بحثهم عن التفسيرات المبسطة وتعليق اليافطات على الرقاب. ومع وعيي بأن المقام لا يتسع لكلام مطول إلا أنني أطرح النقاط التالية كرؤوس مواضيع.
    ليس هناك تعريف دقيق للبرجوازية الصغيرة في كل الأدب الماركسي، وهذا ناتج من طبيعة المشروع الماركسي نفسه، وهو تعامله مع كل الشرائح الإجتماعية، في مرحلة الصراع من أجل الثورة الإشتراكية، وفيما عدا البرجوازية والبروليتاريا، كشرائح إنتقالية، إما أجبرتها السيرورة الإقتصادية والسياسية والفكرية القاهرة على الإنحدار إلى صفوف البروليتاريا، دون أن تكون أغلبيتها راغبة في ذلك، أو سمحت الظروف لأقلية منها بالصعود إلى مرتبة البرجوازية الكبيرة، وبذلك تنتهي تقدميتها وتنحاز بالكامل إلى موقعها الطبقي الجديد، لأنها أساسا، بما هي مالكة، ذات وعي برجوازي. من هنا ينبع تذبذبها، لانها لا تنتمي في الحقيقة إلى أولئك أو هؤلاء، أو تنتمي إليهما بدرجات متفاوتة في نفس الوقت. والإفتراض هنا هو أن الموقع الطبقي يحدد الوعي ، حسب مقولة ماركس الشهيرة حول أن الوجود الإجتماعي يحدد الوعي الإجتماعي وليس العكس. وهي عبارة تنطوي على بعض الحقيقة، ولكنها قابلة لأبتذالات لا أول لها ولا آخر، لما تنطوي عليه من الخطل أيضا. النقطة المهمة في هذا السياق هي التالية: ما دامت البرجوازية الصغيرة طبقة إنتقالية، فلماذا نوسعها تحليلا؟ إن المنطق يدفعنا إلى تسريع عملية ذوبانها بكسب الأقسام الأهم منها إلى صف البروليتاريا، لأن وضعها الطبقي، وميل رأس المال نحو الإحتكار والتراكم، سيسحقها لا محالة، شاءت ذلك أم أبت. وهذا هو سبب هذا الإهمال الماركسي الكبير لتحليل مقولة لعبت دورا هائلا في تفسيراللظواهر الفكرية، في سياق ذلك المشروع.
    التصور الماركسي للسيرورة التاريخية، والمتمثلة في قيام محورين أساسيين، هما البروليتاريا من جانب والبرجوازية من الجانب الأخر، وما أضافه إليه لينين إليه من واقع روسيا الفلاحي، أو ضح التاريخ أنه نبوءة كاذبة. فالتاريخ لم يسر في إتجاه خلو الوسط الإجتماعي من الطبقات" الوسيطة" بين البرجوازية والبروليتاريا، بل سار في اتجاه معاكس تماما، في المجتمعات المتقدمة، وهو زيادة حجم ووزن الطبقات الوسطى، على حساب البروليتاريا تحديدا، وهي الطبقة العاملة الصناعية في التعريف الماركسي، وليس أي تعريف مبتذل آخر حول أن كل من يعمل بأجر هو بروليتاري، لأنه لا يوجد في الدنيا من لا يعمل بأجر إلا العبيد. وقد حدث ذلك نتيجة ذكاء البرجوازية نفسها، وقدرتها على المساومة، كما نبع من طبيعة المجتمع الديمقراطي القائم أصلا على المساومات والحلول الوسط التي تحظى بالقبول وإن لم تحظ بالرضا، وذلك في كل مجالات الحياة. وهو ما لم يضع له ماركس، او تابعوه وزنا كبيرا.
    فإذا كان قلق البرجوازية الصغيرة، وتذبذبها ناتجا عن خوفها من الإنحدار إلى صفوف البروليتاريا فإن هذا القلق ليس واردا حاليا. قالطبقات الوسطى مستقرة تماما ولا خوف عليها من الذوبان، بل إن نزعات التطلع والحراك الإجتماعي إلى أعلا هي السائدة عموما وسطها حاليا. وهذا يعدل كثيرا في المعاني الكاسحة التي ننسبها إلى مبادي في التفسير تغيرت ظروفها بصورة لا يمكن تجاهلها.
    أنا أتحدث هنا عن التاريخ الفكري لمفهوم محدد والظروف التي برز فيها، والتي تجبرنا إجبارا على تعديل استخدامه وفق تلك الظروف. فأنا لا أعني مثلا أن البرجوازية الصغيرة، بصرف النظر عن تعريفنا لها، إنتفى منها التذبذب والقلق، بل اعني مقولة أوسع وهي أن القلق والتذبذب والجبن والحنث باليمين وخيانة العهود ، مثلها مثل الشجاعة والإستقامة والعدل والكرم والبذل والتضحية واللطف، وغيرها، هي ظواهر إنسانية فوق طبقية.تتأثر بالوضع الطبقي، نعم، ولكنها ظواهر إنسانية فوق طبقية أساسا. أي أن هناك البروليتاري الشجاع، بمثلما هناك البروليتاري الجبان، وهناك البرجوازي اللئيم بمثلما هناك البرجوازي الكريم، وهناك البرجوازي الصغير المتذبذب بمثلما هناك البرجوازي الصغير المستقيم. ويعيارة اخرى: السلوك الفردي لا يمكن تفسيره بعامل واحد، إلا أذا أردنا ان نخفض الظاهرة الإنسانية المعقدة تعقيدا لا يصدق، إلى ظاهرة مبتذلة، فقط من أجل راحة ضمائرنا وخلودنا إلى التفسيرات المبسطة. ومن هنا نشأ علم كامل هو علم السيرة الشخصية، علم الفرد، الذي يبحث في تاريخ الشخص، وفكره، وظروفه واستجاباته وبنيته النفسية وتكوينه العقلي، وشكله، وأسرته، وعمله وفراغه، وأصدقائه وصديقاته، بل يبحث كذلك في لا وعيه وغرائزه. ليرسم صورة معقدة وفريدة لكل تلك الجوانب.
    ماركس هو المسئول عن الصورة الرومانسية التي رسمها للبروليتاريا، كمستودع للخير المطلق، مقابل طبقات أخرى كلها من الذئاب. وقد جاء ذلك في مخطوطات باريس عندما التقى لأول مرة بعمال ألمان مهاجرين إلى فرنسا، قال أن النبل كان يشع من أجسادهم. وهي صورة رومانسية رسمها فتى كان في الرابعة والعشرين من عمره، لم يخبر الدنيا. وليست لديه خبرة مهاجرين آخرين ، أكتشفوا ويكتشفون كل يوم في بلدان الهجرة أن أكثر النزعات العنصرية شراسة توجد وسط البروليتاريين في هذه البلدان، من متواضعي المعارف، والذين يعتقدون أن هؤلاء المهاجرين جاءوا لينافسوهم في وظائفهم، وربما يكون معهم حق في ذلك، ولكننا لا يمكن أن نحتفظ لهم بنفس الأوصاف الرومانسية ونحن نتحدث عن الطبقات. ولان التسامي على الخلافات العرقية والنزعات العنصرية، هو أساسا مسألة وعي، فإننا نجد العناصر الأكثر وعيا من الطبقات الوسطى، وبعضهم تسميه الماركسية بالبرجوازية الصغيرة، هي التي تحررت من هذه النزعات.
    وإذا ركزنا على القلق مثلا، فهو ليس ظاهرة برجوازية صغيرة حصريا، كما توحي بعض التفسيرات السطحية، بل هو ظاهرة إنسانية ملتصقة بالشرط الإنساني نفسه كما اوضحت الوجودية. وليس غريبا أن تكون هذه المدرسة هي التي أوضحت ذلك، حتى لا أقول اكتشفته، لأن المفكرين الفرنسيين، أو أفضلهم على كل حال، عرفوا بهذه المقدرة الهائلة على دراسة الظواهر الدقيقة. القلق ظاهرة إنسانية، تشمل البرجوازي كبيرا أو صغيرا، رجلا او إمراة، والبروليتاري الواعي وغير الواعي، كما تشمل العاطلين عن العمل، ولا تعفي الأطفال في اليوم الأول من ولادتهم. الإنسان قلق لأنه يعرف أنه سيموت ويصير إلى التراب، وهو قلق أيضا لأنه لا يعرف متى سيحدث ذلك. المرأة قلقة للخطر الدائم والداهم المصاحب لكل مراحل حياتها، بيل غيتس قلق من منافسة الشركات الأخرى لشركته مايكروسوفت، والإحتكارات الأميركية قلقة من المنافسة الصينية القائمة على القرصنة التكنولوجية وخرق حقوق الملكية، العامل قلق لأنه يمكن أن يفقد عمله غدا، الموظف بالخليج ينتابه قلق شديد في وقت معين من العام يعرف بموسم التفنيشات، المغتربون عن أوطانهم قلقون لأنهم لا يريدون أن يعودوا إلى بلادهم في الصناديق.الجنوبيون السودانيون ظل ينتابهم القلق الوجودي طوال نصف قرن من الزمان، إذ يخشى الفرد منهم في كل لحظة هجوما من الجيش أو قنبلة تقع عليه من السماء. ويسيطر القلق بصورة مطلقة حاليا على المقيمين في المعسكرات في دارفور، لأن غارات الجنجويد يمكن أن تصل إليهم ذات صباح ومن طلعات الأنتونوف التي يمكن أن تمطرهم في كل لحظة. عمر البشير قلق من ثعلبيات الترابي، الصادق المهدي قلق مما يمكن أن يفعله مبارك المهدي.
    كل هؤلاء قلقون، وفي تصرفاتهم جميعا يكون القلق عاملا من بين عدة عوامل تحدد لهم مسارهم، كما يمكن أن تكون سببا في كثير من التذبذب في تصرفاتهم. ويختلف الناس ليس في خلو تصرفاتهم من القلق بل في مقدرتهم على السيطرة عليه.
    تخصيص طبقة معينة ووصف تصرفاتها بالقلق والتذبذب خطأ معرفي، إن لم يكن جهالة معرفية، ساعدت على نشرهما الماركسية، واستخدمهما الكثيرون دون تأمل أو مراجعة. ويصبح الأمر أكثر إستعصاء وصعوبة إذا أدخلنا، في عداد البرجوازية الصغيرة، العاملين في الحقل المعرفي، كما يبدو أن الماركسيين يفعلون ذلك مع استثناء أنفسهم. العاملون في الحقل المعرفي، أو الكوغنتاريا، كما يحلو لتوفلر أن يقول، هم أكثر الناس قابلية لتخطي أوضاعهم الطبقية في تحليلاتهم، لأنهم، منساقبن وراء طبيعة النشاط العقلي نفسه، يريدون أن يلموا بالسيرورة الإجتماعية في كليتها، ويعبرون عن نزوع البنية الإجتماعية كلها لتجاوز نفسها باستمرار. ويمتاز أفضل ممثليهم بأفضل الصفات الإنسانية قاطبة. ومن هؤلاء سقراط، الذي رفض الهروب من الموت بل وجد البراح النفسي الذي جعله يسخر من الموت نفسه، ومنهم عيسى بن مريم الذي فدا البشرية المسيحية بجسده، ومنهم محمد بن عبد الله الذي قال لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي، لأتخلى عن هذا الامر ما فعلت، ومنهم عبد الخالق محجوب ووقفته أمام الموت، ومنهم محمود محمد طه الذي تبسم لجلاديه، ومنهم نيلسون مانديلا الذي صمد 27 عاما في السجن، كان يمكن أن يقصرها بجملة واحدة حول التخلي عن العمل المسلح، وعندما قرر أن الظروف ملائمة للتفاوض مع النظام العنصري، سار في هذا الطريق دون استشارة رفاقه لأنه كان واثقا من رفضهم إذا طرح عليهم الأمر كمبدأ مجرد وليس كخطوات عملية يلتزم بها النظام، وهو ما فعله فيما بعد ونجح فيه.
    أردت أن أقول ببساطة أن توصيفك لا يشرح موقفي، بل يبسطه بصورة أجدها مخلة تماما " و متعجلة " إذا سمحت لي باستخدام هذه الكلمة. وإذا كان الموقع أو الفكر البرجوازي الصغير هو سبب خروج الناس من الحزب الشيوعي السوداني، لما بقى فيه أحد. وهذا سبب كافي لرفضه من جانبك.
    وعلى كل حال فإنني قد استثمرت 30 عاما من عمري في خدمة الحزب الشيوعي. دخلته وعمري 16 عاما، وخرجت منه وعمري 46 سنة. سجنت ثمان سنوات واختفيت على مرحلتين لمدة طولها خمس سنوات ونصف السنة، وتعرضت للتهديد بالقتل، وطوال أربع سنوات ونصف السنة، كنت مهددا بالموت من قبل الإنقاذ التي يعرفني قادتها جيدا، ومع ذلك كنت انا المسئول وبمحض اختياري عن ثمان هيئات كلها جماهيرية ومرشحة أكثر من غيرها للضرب والإصابة من قبل الأمن. منها التجمع الوطني الذي تحضر إلى احتماعاته كل الأحزاب والنقابات، ومنها مكتب المعاهد العليا والجامعات، فضلا عن الجامعات منفردة، ومنها الصلة بالأحزاب الأخرى منفردة، ومنها هيئات أخرى لا أريد أن أتحدث عنها هنا. كنت مسئولا عن ذلك بمحض اختياري، ولم أرفض أي تكليف يعرضني للإعتقال أوالموت، بينما اختار آخرون، من الباقين في الحزب الشيوعي حاليا، هيئات كلها من المختفين أو أعضاء الحزب غير المعروفين. الهيئة الوحيدة التي كانت مؤمنة بصورة جيدة والتي عملت فيها، هي هيئة تحرير مجلة الشيوعي، واقول لك بالمناسبة أن الإفتتاحية التي أعلنت بداية المناقشة العامة، والتي أوردتها أنت في معرض الرد علي، والتي نشرت بمجلة الشيوعي، كتبتها بيدي.
    من خلال نشاطي ذلك كدت أقع في يد السلطة على الأقل اربع مرات أرجو أن أحكيها في يوم من الأيام. ولكني لم أكن أبالي. وكنت مستعدا دائما وما أزال، للموت في سبيل ما أؤمن به. وأقول مع أخي وصديقي عبد القادر الرفاعي، إننا عندما وضعنا أرجلنا على ساحة النضال، كنا قد تحررنا من الخوف بهزيمته، فلا يجهلن أحد علينا.
    استثمرت 30 عاما من زهرة أيامي وسنيني في الحزب الشيوعي، ولو كان هناك ما يبقيني داخله ما خرجت. والمسألة لا تتعلق فقط بصعوبات بناء تنظيم جديد، بل تتعلق كذلك باستحالة استعادة سيرتي كاملة من حزب لم يعرف بالتساهل إزاء الخارجين عليه. يل ظل قلق قيادته الشبيه بالبنارويا يريه عقربا تحت كل حجر. ومن هنا حديث صاحبك عن أن الحزب في خطر. ونحن لم نستهدفه مطلقا، بل قلنا ببساطة انه لم يعد يتسع لفعاليتنا وتركناه لهذا السبب. وقلنا كذلك أننا لم نعد ماركسيين، ولكنا كذلك لا نعد أنفسنا أعداء للماركسية، لأن المرء لا يجد نفسه عدوا لفكر صار من ضمن التاريخ، سواء اختلف معه أو اتفق. وتخيل مجموعة تنشأ لمحاربة الفكر الهيغلي او الأرسطي أو الأفلاطوني! لقد تحول موقفنا من الماركسية، من الإقتناع، ليس إلى العداء، بل إلى الخلاف ، وهو خلاف ليس مطلقا بأي حال. فلا ينكر أثر الماركسية على تاريخ الأفكار إلا جاهل. ما قلته هو أن المشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي كذبه التاريخ. ولم أنف مساهمة ماركس في حقل الفلسفة أو الإجتماع أو الفنون. وقلت في ذلك تحديدا، انه بينما قال ماركس أنه وضع هيغل على رجليه لأنه كان واقفا على رأسه، وهو قول غير صحيح بالمناسبة، وهذا موضوع آخر، قلت أنا أنه آن الأوان لوضع الرجلين كليهما على جنبيهما شأن جميع الموتى! وأتمنى كذلك أن أتمكن من نشر نص تلك الإستقالة التي لم تجد أية تغطية حقيقية.
    تفسير خروجي من الحزب الشيوعي مرتبط بشخصيتي. وأهم الصفات التي يمكن أن أطلقها على نفسي، ومن حق الآخرين أن ينازعوني حول صوابها، هي أنني جاد، وغير هياب. عندما صرت ماركسيا، أعلنت ذلك على الملأ، ولم أعبأ بشيئ، مع أنني من قرية كلها من الأنصار أصحاب السيوف والشلكايات، ولا يعرفون الشيوعية إلا بأنها هذا االتجديف المتواصل على معتقداتهم، وهذا الخطر الداهم على بناتهم ونسائهم، بصرف النظر عن المحرمات وصلات القربى. وعندما ارسل أستاذ الجغرافيا، ومشرف الفصل، خيري، الأخ المسلم، رسالة مطولة إلى أبي بأن إبنه صار شيوعيا كافرا بالله ورسوله، ويصرف يومه كله في توزيع الميدان بدلا من حضور الدروس، وأنه غاب سبعين حصة في فترة دراسية واحدة، وقفت قرية أم دكة الجعليين كلها على رجل واحدة. وكان حديثهم واضحا لأبي: التوبة أو المقاطعة. وعندما نزلت من بص خالد البطحاني من قرية الفخاخير ذات نهار قائظ أزور عني جميع المستقبلين للبص، ودخلوا سريعا إلى بيوتهم، وكان هؤلاء يحتفلون بمقدمي أيما احتفال. اندهشت للأمر لأن الاستاذ الخبيث المرخرخ، لم يطلعني على الرسالة. وعندما مدها إلى أبي وهو صامت وقرأتها، عرفت أنني أمام امتحان عسير بحق. وقلت لأبي مع أن هذا الكلام خبيث ومبالغ فيه، إلا أنه بصورة عامة صحيح. وكان امتحانا قاسيا لابي أيضا، فمعتقداته الأنصارية شديدة الصلابة، ولكن إعجابه بولده وهو يدافع عن موقفه، وهو موقف يكاد يستعصي على الدفاع، غلب في نهاية المطاف. كما أن حديثي عن العدالة والتقدم والمساواة، صادف هوى عميقا في نفسه، وهو مثلي تماما منذ أن شب وحتى الآن، في غيريته المذهلة وسهره علىالآخرين وكأنه أم، وجوده بكل ما يملك من اجل أهله وعشيرته. وبدأت في رتق ما انفرط من العهد بيني وبين أهلي فعرفوا أنني لم أتغير، سواء في خدمتهم او أحترام مشاعرهم، ومشاركتهم في كل المناسبات، أو في سلوكي الشخصي الخاص. وإني لأفخر بأنني أخرجت الكثيرين منهم من الربقة وخاصة شبابهم من البنين والبنات. وقد تحملت أهوال أخرى تعرضت لبعضها وربما اتعرض للمزيد منها في مقبل الأيام.
    ودفعتني جديتي إلى دراسة الماركسية في مظانها الأولى بدء بمخطوطات باريس، او المخطوطات الفلسفية الإقتصادية، وحتى رأس المال وغروندريزا، ودعك من كتيبات لينين التي كنا نلتهمها بين ليلة وضحاها. ولذلك عندما سارت كل الشواهد التاريخية في طريق تكذيب الرؤية الماركسية التي كنت أعرف تفاصيلها لم أتردد كذلك في إعلان موقفي. وقد كان من ضمن خيبات أملي الكثيرة أن الكثيرين، وخاصة في قيادة الحزب الشيوعي، الذين كنت أتبادل معهم الحديث حول هذه الأشياء، كانوا يتعاملون مع الماركسية نفسها بصورة غير جادة، ولذلك لم يتبينوا حجم المفارقة بين ما يؤمنون به وما جاء به الواقع الجديد بعد إفلاس المعسكر الإشتراكي وأنهياره في النهاية. وبالنسبة لي فإن الشكوك الجدية حول مقولة أساسية من مقولات الماركسية بدأت وأنا في سجن بورتسودان أوائل الثمانينات، عندما تدخل الجيش البولندي ليحافظ على الدولة الإشتراكية ضد البروليتاريا!! الجيش في التصنيف الماركسي يمثل البرجوازية الصغيرة والطبقة العاملة هي البروليتاريا صاحبة المصلحة في المجتمع الإشتراكي، وهاهي البرجوازية الصغيرة تدافع للطبقة العاملة عن نظامها، بينما تعمد هي إلى تحطيمه. هناك صارت النظرية نوعا من العبث السخيف، وخاصة عندما وصل إلينا في السجن تحليل اللجنة المركزية، الداعي لعدم التنازل عن شبر واحد من الأرضية الإشتراكية مهما كانت مواقف أعداء الطبقة العاملة!! وليس صدفة أنني دعوت في ندوة الحزب الشيوعي الشهيرة بالميدان الشرقي إلى " تعويم" الماركسية في بحر الحقيقة، وترك ما يغطس منها في الماء والتمسك بما ينجح في التجربة فقط. ودعوت المثقفين إلى حوار مفتوح حول هذه المسألة وهي دعوة لم تؤخذ مأخذ الجد. ولكن الأستاذ الراحل عمر مصطفى المكي انتبه لها في كتابه حول الماركسية ووصمني منذ تلك الفترة بالتحريف والتجديف. وللأمانة ربما لم أكن قد استخدمت عبارة تعويم، ولكني قلت معناها تحديدا، واستخدمت الكلمة فيما بعد عندما قدمت محاضرة في التعليم الحزبي لبعض طلاب الجامعات، كما أشرت إليها في ورقتي بعنوان آن أوان التغيير,
    عندما تبين لي خطل المقولة الأساسية حول التغيير الإجتماعي بصيغتها الماركسية: والتغيير الإجتماعي هو جوهر الماركسية بالطبع، إذ قال ماركس في أطروحاته الشهيرة حول فويرباخ ، في الأطروحة رقم 11، أن الفلاسفة فسروا العالم بصور مختلفة، ولكن القضية هي تغييره، وعندما وقفت وقفة المصعوق، على بؤس واقع الحزب، في أعلى هيئاته القيادية، وهو أمر لا يعرفه أصحاب التصورات الرومانسية حول الحزب الشيوعي، لم أتهيب في تحديد خياراتي. لم أفكر في أنني سأبقي لأنني استثمرت 30 عاما هي أفضل ايام عمري. لم أفكر في الهوة الفاغرة التي سأقفز إليها كما قال كيركيغارد عندما تحدث عن تضحية إبراهيم بولده: The Jump into the Abyss لم أفكر في الربح والخسارة، لأن مثل هذه ، المقولات ليست في "بضاعتي"، بل خرجت،ليس كما دخلت، لأنني كنت مجروحا ومثقلا بالعناء، ولكني كنت متصالحا مع نفسي، وقائلا لها: أيها الإنسان ما أعظمك، هذه المقدرة على التسامي والنهوض، لا يملكها كائن سواك. والمدهش أنني رأيت هذه الروح الإنسانية نفسها، غير القابلة للهزيمة، في فيلم لفلليني دخلته مع زوجتي ومع صديقي عبد السلام سيد أحمد الأسبوع الماضي، إسمه ليال كابيريا، عن فتاة تبحث عن الحب ولا تجد غير الصفعات، ولكن ابتسامتها في نهاية الفيلم، بعد أن هم بقتلها للمرة الثانية رجل كانت تعتقد أنه يحبها، وهي إبتسامة مخلوطة بالأمل والألم، بل هي في الواقع ظل ابتسامة، تكشف عن هذا الجوهر غير القابل للكسر أو الهزيمة، المودع في الإنسان، بمحض كونه إنسانا.
    ألا ترى إذن، يا صديقي أبو ساندرا، كيف تختلف صورتي عن نفسي عن صورتك عني؟
    صحيج أن خروجي سيكون قد أثر على الكثيرين. ولكن تأثيره لم يكن كله سلبيا. الدرس الأول فيه هو انه ليس من حق أحد أن يضع الناس في جيبه. People should never be taken for granted. والدرس الثاني هو أن خروج هذا العدد الكبير من الناس، وبمواقعهم تلك لا بد أن تكون وراءه أسباب قوية، مما يدفع الناس للتساؤل والشك وهو أمر هام جدا في مثل الحزب الشيوعي السوداني. والدرس الثالث هو أن القيادة التي لا تخضع للمساءلة لعشرات السنين لا بد أن تكون قد ألمت بها امراض وأعراض تقعدها عن الأداء الكفء والسليم، وهذه كلها نتائج إيحابية. ولكن بالطبع هناك ، وهذا ما تركز عليه أنت، هناك من يصاب بخيبة الأمل. وهذه أمور لا يمكن تفاديها. المهم أن هناك لحظات الخيار فيها بين خيانة النفس ومخالفة توقعات الآخرين. وبالنسبة لي فإن الخيار واضح تماما في مثل هذه الحالات. لم يدخلني الحزب الشيوعي غير اقتناعي، لم يبقني فيه غير إقتناعي، ولن يبقيني داخله غير إقتناعي. هذه خصائصي، لا أستطيع أن أنسلخ عنها ولا أبغي لها تبديلا.
    وأراك تسنخدم عبارتي حول أن ما دعوت له قبل عشر سنوات، صار يدعو له الحزب الشيوعي حاليا. وهي عبارة قلتها بالفعل، ولكنها لا تفي بتوضيح موقفي كاملا من التغييرات التي تحدث الآن في الحزب الشيوعي او التي في طريقها إلى الحدوث. سأوضح ذلك بإعادة نشر مقالة عن الدستور الجديد كنت قد نشرتها مطلع هذا العام بصحيفة الصحافة. علها تلقى بعض الضوء على ما أعني من عدم كفاية هذه التغييرات، بل دوران بعضها في دائرة مفرغة. ولكن المعنى الذي أود الإشارة إليه هنا هو التالي: لماذا يقيل الناس، من قيادة الحزب الحالية، شيئا كانوا قد رفضوه من شخص آخر؟
    ومع ما أن ما قلته كان بحيثياته كلها، فإن ما يقال الآن، والذي يجد القبول، خال كليا من الحيثيات! لماذا أسقط الحزب المرحلة الشيوعية من برنامجه؟ سؤال ليست هناك إجابة محددة عليه في الدستور الجديد. لماذا تخلى عن دكتاتورية البروليتاريا؟ وهل تخلى عن ديمقراطية بالبروليتاريا أيضا، أي هل تخلى عن بناء مجتمع طبقي تقوده طبقة واحدة إسمها الطبقة العاملة أم لا؟. وماذا يعني بالإشتراكية تحديدا وهل تمر بملكية الدولة أم تتخطاها وكيف؟ وماذا يعني عندما يكتفي فقط باستشراف آفاقها دون أن يخوض فيها؟ كل هذه اسئلة لا إجابة عليها، لأن القيادة لا تملك جسارة الأجابة. وقد أجبت أنا بقدر ما أستطيع على هذه الأسئلة وما أزال أبحث فيها وأوسع مداركي.
    هذا هو جوهر مشكلة الكثيرين من الشيوعيين، ولا أقول كلهم، بل أستثني هؤلاء الذين زكوا أنفسهم بأعمالهم، وهو أنهم ، أي أولئك الكثيرين، يعرفون الحق بقائليه، ولا يعرفون القائلين بما ينطوي عليه قولهم من الحق. وهي مبدا طائفي قديم أشار إليه الإمام علي قبل قرون عديدة.
    وأقول ايضا أن البقاء في الحزب الشيوعي، مسألة تتعلق بالعضو وبالحزب أيضا. وعندما يبرز الخلاف وخاصة إذا كان عميقا، فإن الحزب هو الذي يبادر بتسديد الضربات، وقد أشرت إلى التحقيقات داخل السودان وفي القاهرة وفي لندن. ونتائجها كلها واحدة وهي أما التوبة، والنقد « الذاتي» بقرار، أو الفصل والتشويه. ويقال أن لوكاش قدم 11 نقدا «ذاتيا» بقرارات حزبية، ولست أنا من يفعل ذلك.
    أرجو أن أتوقف هنا لأناقش إذا سمح المجال، مداخلتك الأخيرة. وأشير عرضا إلى أنك تفاديت فيها بعض النقاط الأساسية التي ذكرتها من قبل في التعليق على مداخلتك، كما يبدو لي أنك تعامل الحزب الشيوعي كمعطى غير قابل لارتكاب الأخطاء، وذلك من حيث جوهر الأمر، وليس من حيث الإعلان . وهذا ما ساوضحه لاحقا.
    وإني إذ أشكر المتداخلين والمتداخلات، اقول أنني كنت بصدد إغلاق هذا البوست، بعد الرد على المداخلات التي طرحت قبل إغلاق المنبر، لمضايقات الوقت. ولكنني وجدت أن ذلك لن يكون لطيفا بعد تعليقات إشراقة وتراث ودقنة. وأرجوتقدير ظروفي من حيث " الإبطاء" على الكثيرين.
    والشكر كله للأخ أبو ساندرا على مداخلاته الصادقة والصريحة.
                  

العنوان الكاتب Date
من هو الخاتم عدلان .. tariq07-27-04, 10:29 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Agab Alfaya07-28-04, 01:20 AM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. Abdel Aati07-28-04, 02:42 AM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. Habib_bldo07-28-04, 03:07 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Omer5407-28-04, 02:39 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-28-04, 05:15 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. kamalabas07-28-04, 08:36 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-28-04, 09:21 AM
  Re: خطا فني Agab Alfaya07-28-04, 09:40 AM
    Re: خطا فني ثروت سوار الدهب07-28-04, 11:33 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. tariq07-28-04, 02:17 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. sharnobi07-28-04, 10:51 PM
  الخاتم mohmmed said ahmed07-28-04, 11:41 PM
  بماذا خرجت أنا من البوست Yasir Elsharif07-29-04, 00:09 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-29-04, 05:44 AM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. تولوس07-29-04, 08:21 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Amjad ibrahim07-29-04, 09:38 AM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. Habib_bldo07-29-04, 05:32 PM
      Re: من هو الخاتم عدلان .. Saifeldin Gibreel07-29-04, 10:56 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-30-04, 04:15 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-30-04, 04:19 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-30-04, 04:51 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-30-04, 04:38 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-30-04, 04:54 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-30-04, 04:59 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-30-04, 05:11 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim07-30-04, 05:58 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. tariq07-31-04, 04:35 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. tariq08-01-04, 10:54 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-02-04, 02:21 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-02-04, 02:42 AM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. ثروت سوار الدهب08-02-04, 02:23 PM
      Re: من هو الخاتم عدلان .. Saifeldin Gibreel08-02-04, 08:42 PM
        Re: من هو الخاتم عدلان .. hamid hajer08-03-04, 00:01 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. أبو ساندرا08-03-04, 00:04 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. هميمة08-03-04, 02:46 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Amjad ibrahim08-03-04, 04:07 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. هميمة08-03-04, 05:50 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. أبو ساندرا08-03-04, 10:07 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. أبو ساندرا08-03-04, 10:08 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. هميمة08-03-04, 02:06 PM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. ثروت سوار الدهب08-03-04, 09:23 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. أبو ساندرا08-03-04, 10:40 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. tariq08-04-04, 11:19 AM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. ثروت سوار الدهب08-04-04, 12:49 PM
      Re: من هو الخاتم عدلان .. Abo Amna08-04-04, 10:17 PM
        Re: من هو الخاتم عدلان .. Bakry Eljack08-05-04, 12:26 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. هميمة08-05-04, 02:32 AM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. ثروت سوار الدهب08-06-04, 08:51 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. هميمة08-07-04, 00:20 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-08-04, 01:09 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-08-04, 01:15 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-08-04, 01:24 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-08-04, 01:58 PM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. degna08-09-04, 04:02 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-09-04, 01:55 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. أبو ساندرا08-11-04, 10:42 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khalid Eltayeb08-12-04, 00:36 AM
    Re: من هو الخاتم عدلان .. Ishraga Mustafa08-12-04, 01:46 PM
      Re: من هو الخاتم عدلان .. تراث08-12-04, 04:26 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-18-04, 06:29 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. أبو ساندرا08-18-04, 09:48 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. هميمة08-18-04, 11:03 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khalid Eltayeb08-19-04, 01:47 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. أبو ساندرا08-19-04, 02:17 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. هميمة08-19-04, 04:02 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. أبو ساندرا08-19-04, 08:49 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. هميمة08-19-04, 09:14 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-20-04, 02:16 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-20-04, 03:28 AM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. tariq08-21-04, 09:20 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. أبو ساندرا08-21-04, 10:56 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khatim08-21-04, 11:08 PM
  Re: من هو الخاتم عدلان .. Khalid Eltayeb08-23-04, 06:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de