|
Re: جريدة الصحافة تنعي الـخـاتـم عـدلان (Re: إسماعيل التاج)
|
وأخيراً الرأي العام
Quote: الرأي العام الأربعاء 27 ابريل 2005 صباح الخير كمال حسن بخيت الخاتم عدلان ..ذاق شظف العيش حياً ومات على ''حق'' كنت وما زلت احد الذين يحترمون السيد الصادق المهدي .. مفكراً
رحل المناضل والانسان والموقف الخاتم عدلان ، بعد ان عاش رحلة متوسطة في هذه الدنيا قضاها فيما ينفع الناس .. اهله ووطنه وموقفه الذي جلله بالاحترام. والخاتم عدلان ، ظهرت عبقريته ... وقدراته الفكرية والقيادية منذ فترة مبكرة في حياته.. ولم يكن يشبه قط ، كثيراً من الذين يملأون السوح السياسية والنضالية بالزعيق...
تعود علاقتي به منذ فترة باكرة نسجنا فيها ثوب الحوار بخيط التفاهم وظلت الاتصالات قائمة بيننا رغم التباعد ، وعندما استقر في العاصمة البريطانية لندن ، عاش فترة قاسية في بدايتها .. وفي زيارة للصديق محمد محمد خير من كندا الى لندن ، كلفته باجراء حوار شامل معه ، فكان حواراً إستثنائياً .. وانموذجاً اجاد فيه الطرفان ، محمد خير والخاتم ، ليقدما للقاريء طبقاً شهياً ازاح «جوع» الغموض عن مواقف الرجل وقتها .
الخاتم حلل في الحوار الوضع السياسي في تلك السنوات الصعبة وسجل توقعاته للمرحلة المقبلة كان ذلك الحوار في العام 1999م في جريدة «الصحافة» وقد أحدث ضجة كبرى في الاوساط السياسية .. ونذكر القاريء مارداً فكرياً اسمه الخاتم، صاحب القدرات المهولة .. وطلبت منه يومها ان يكتب عموداً يومياً في «الصحافة» ، لكن ظروفه لم تسمح له بالالتزام فاكتفى بكتابته ثلاث مرات في الاسبوع ..
كانت كتاباته إضافة حقيقية لصحيفة «الصحافة» .. عملاق جديد يكتب بجانب العمالقة الذين ارسوا دعائم الصحيفة العائدة من الذاكرة بقوة امثال الدكتور منصور خالد و«ازاهر» عدد الثلاثاء المتميز الذي كان يشرف على تحريره الاستاذ كمال الجزولي .. ينبوع الابداع المتجدد. صحيح ، اطلالة الخاتم عدلان من خلال «الصحافة» أغضبت بعض الاحباب والاصدقاء ممن هم في الضفة الاخرى .. من نهر اليسار ، لكن عتابهم وغضبهم مني كان رقيقاً .
تلك الايام ، لم يكن مسموحاً بنشر كل ما يرد الينا من افكار ورؤى سياسية مناهضة أو مخالفة لتيار الحكم .. ولم أستطع نشر عدد من اعمدة الخاتم الساخنة حول سياسات الحكومة أو عن جناح «حق» الآخر الذي يقوده الاستاذ الحاج وراق أو في مواقف الحزب الشيوعي السوداني الذي كان الخاتم عدلان احد مفاصله المهمة طوال ثلاثين عاماً قضاها منافحاً في صفوفه .. ومفكراً بين مفكريه يدعو إلى التجديد .
لم يستطع ان يتحمل الاطر التنظيمية والفكرية التقليدية داخل حزبه.. - كمال قال لي - فخرج من السودان .. وهناك وفي منابر متعددة - بدأ يدعو إلى تكوين حركته المعروفة إختصاراً بـ «حق» .. وهي حركة تدعو الى تجديد الفكر الاشتراكي وتهتم بحركة التنوير والوعي في المجتمع.
عندما عز على نشر مقالاته الساخنة ، إتفقنا ان يكتب في القضايا الفلسفية ، فبدأ يكتب عن ابن رشد حتى حدث ما حدث في «الصحافة» ، وخرجت ، وقبل ثلاث سنوات تقريباً .. التقينا في العاصمة الاريترية اسمرا ، تلك المدينة الصغيرة الساحرة كان الخاتم قد وجد وظيفة محترمة توفر له قوت اولاده حيث عمل مترجماً في صحيفة (الشرق الاوسط) .. وكانت العاصمة الاريترية يومها تحتضن احد اجتماعات هيئة قيادة التجمع وطلبنا اجراء حوار مع الرئيس الاريتري اسياس افورقي .. وكان صديقي احمد حسن دحلي مدير مركز الدراسات الاريترية ومعه السفير محمد عمر قد رتبا لي الموعد ، وذهبت بصحبة الراحل الخاتم عدلان ، وأجرينا حواراً مطولاً مع الرئيس افورقي كان خبطة صحفية كبرى .. نشرته انا في «الرأي العام» .. ونشره الخاتم في «الشرق الأوسط».
الخاتم لم يتنكر لوطنه - ولا لشعبه ولا لاصدقائه ولا لمواقفه ، كان مبدئياً .. وجاداً مناضلاً وانسانا ، وفي سبيل قناعاته السياسية والفكرية ، ذاق شظف العيش والهجوم الشخصي غير المؤسس وصد حرباً نفسية عنيفة كالتي يواجهها أي شخص يحاول ان يغرد خارج سربه القديم ..
نسأل الله للعزيز الراحل ، الخاتم عدلان الرحمة باكثر مما قدم لوطنه ولشعبه .. ولاسرته الصغيرة واهله ولاحبابه واصدقائه الصبر الجميل .. وجعل البركة في ذريته .. إنا لله وإنا اليه راجعون. |
لا أعرف هل هنالك خطأ في بداية المقال بالإشارة للصادق المهدي أم استعصى علىَّ فهم العلاقة؟
لماذا التأخير يا أستاذ كمال، لماذا وأنتَ تحمل كل هذا التقدير للراحل؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|