شكرا للاخ كوستاوى وبقية الاصدقاء لتوفير تلك الوصلة
تقدم الخاتم بتحليل عميق بتلك الندوة لاتفاقات مشاكوس وأهمية القراءة المتانية لها، وفهم مكتسباتها. وكان أن التقينا به اثناء اقامته بفلادلفيا بمنزل الاصدقاء باكاش/ ناهد، حيث تفرع الخاتم فى النقاش وأضاء جوانب هامة حول الوضع السياسي الراهن وفق منظوره، كما طرح رأيا حول برنامج عمل شامل ينضوى الناس تحته دون رايات، لدعم وتنشيط العمل السياسي وحماية المكتسبات التى نص عليها الاتفاق. لتنشيط مؤسسات العمل المدنى وخلق صوت من شمال السودان لدعم مشروع الدولة الديمقراطية الحديثة. وأقناع العالم بوجود هذا الصوت. وهنا بدا الخاتم كسياسي له مداخل "عملية وبرغماتية" للخروج من حالة الكساد التى تعانى منها الحركة السياسية بالشمال، فهو قد فصلها عن الحركة بالجنوب اجرائيا، لاسباب"عملية" لا علاقة لها بموقف سالب من دعم نضال الجنوبيين لاخذ حقوقهم كما ابان وهو يرد على احد الحضور .
وربما يكون قد فصل فى هذا المقترح عندكم بفرجينيا، ابان هنا انه لاينوى أن تكون حركته فى طليعة هذا الكيان، وانما يعبر عن رايه الشخصى حول آليات المخارجة.
سوف اقوم بتفريغ الندوة والمواد المصورة الاخرى التى تتعلق بتلك الزيارة فى بحر الاسبوع المقبل.
ما يجدر ذكره هنا ان الاخ الراحل كان قد وعدنى بالجلوس اليه لاجراء حوار شامل بمجرد عودته ولكن ظروفه الصحية حالت دون ذلك، وقد شعرت بان هذا الحوار كان يمكن أن يكون مهما بالرغم من غزارة المادة المكتوبة التى خلفها الخاتم.. للثراء النوعى فى مساهمته اذا ما قورنت بقادة الاحزاب السياسية من بلادنا بوجه عام،، ولتوفره للناس، وخروجه المتعمد من براثن الطقوسية والغموض وزخم البريق الصدئ الذى يتخذه بعض القادة السياسيين ملاذا يغنيهم عن حرج التفاعل الحقيقى مع الجماهير. ومتعلقات هذا التفاعل والتلاحم من مطبات وعسر هضم لايحبذه هؤلاء القادة. ( ولا أعنى هنا خروجه عن الحزب الشيوعى، فهو خروج لا أعتقد انه سوف يعين كثيرا فى فهم الخاتم والمضى بمعقولية فى فهم مساهمته وهى تتخلق وتتطور فكريا وسياسيا خارج تلك المؤسسة المحترمة . على الاقل نظرة اليه وفق هذا الاطار لن تكون ضارة فى فهم اطروحاته الاخيرة).
***
الخاتم لم يكن يخشى الحوار، ولا يهاب النقد، وهذا يعود فى تقديري لتوفر ادواته فى الرد، وقدرته وخبرته السياسية، فهو يضبط ما يعطيه للمحاور أو الصحفى من ردود، تشفى نهم القارئ ولاتضن بمواجهة التحدي عن طريق الالتفاف المهين لوعى المستمع حول الحقائق. وهو نوع من ادوات احتراف السياسة بمستواها الترابي على سبيل المثال..
فى تقديري اننا كنا بصدد ميلاد قائد سياسي ( بنفس حداثي/ شبابي يغطى مساحة يسار الوسط تماما وبكفاءة نادرة). ففقده فقد كبير لمشروع الدولة الديمقراطية "العلمانية" الحديثة بالسودان فهو من دعاتها الممنطقين البسلاء فى رايي المتواضع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة