|
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية (Re: يحي ابن عوف)
|
منذ أن أصبح وزيراً للدفاع في إسرائيل، سعى أريئيل شارون إلى التأثير في السياسة الخارجية والأمن الإسرائيلية ونقلها نقلة نوعيّةً جديدة. واعتقد شارون أنّ منطقة النفوذ الإسرائيلية ومصالحها الحيوية تتعدّى دول المواجهة العربية، وتتّسع في الشرق لتصل إلى الباكستان، وتمتدّ في أفريقيا من شمالها إلى وسطها[30]. وفي سياق سعيه لتحقيق سياسته، وصل شارون إلى نيروبي في كينيا، ومنها أقلّته مباشرةً هو ومرافقيه طائرةٌ خاصّة يمتلكها عدنان خاشقجي إلى مزرعته في كينيا القريبة من الحدود التنزانية. وكان في انتظار شارون في المزرعة الرئيس السوداني جعفر النميري ورئيس المخابرات السودانية عمر محمد الطيب وكلّ من عدنان خاشقجي ويعقوب نمرودي وآل شفايمر. وفي الاجتماع الذي جرى بين شارون والرئيس السوداني جعفر النميري وافق النميري على غضّ الطرف عن هجرة اليهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل عبر السودان، لقاء مبالغَ مالية له ولرئيس مخابراته عمر محمد الطيب. كما وافق النميري على السّماح بتخزين سلاح إسرائيلي في السودان لمصلحة قوى إيرانية كانت تخطّط، بمساعدة إسرائيل وعدنان خاشقجي، للقيام بعمليات عسكرية ضدّ نظام الخميني في إيران. ووافق النميري أيضا على السماح لإسرائيل بتدريب هذه القوى الإيرانية على الأراضي السودانية. بيد أنّ مشروع شارون المشترك مع خاشقجي لم ينفّذ لخلافات إسرائيلية داخلية بين شارون وفئات مناوئة له في أجهزة الأمن الإسرائيلية والحكومة[31]. النميري وتهجير اليهود الفلاشا إلى إسرائيل سعت إسرائيل في أواخر سبعينيات القرن الماضي لتهجير اليهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل. ومن أجل تحقيق ذلك، تفاوضت إسرائيل في البداية مع الحكومة الإثيوبية بخصوص تهجير مواطنيها الفلاشا إلى إسرائيل، بيْد أنّ هذه المفاوضات لم تسفر عن نتائجَ ملموسة ومرضية. وفي العام 1979، طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحيم بيغن من رئيس مصر أنور السادات السّعي لدى الرئيس السوداني جعفر النميري من أجل السّماح لليهود الفلاشا بالهجرة من إثيوبيا إلى إسرائيل عبر السودان. وقد استجاب السادات لهذا الطلب، وحصل على موافقة النميري المبدئية ، شريطة أن يجري ذلك بسرّية تامة[32]. في بداية العام 1980، وصل إلى الخرطوم مسؤولٌ في جهاز الموساد واجتمع إلى عمر محمد الطيب رئيس المخابرات السودانية ومسؤولين سودانيين آخرين. واتّفق المسؤول في الموساد مع المسؤولين السودانيّين على مرور الفلاشا من أراضي السودان إلى كينيا ومن ثمّ إلى إسرائيل. واستمرّ تهجير اليهود الفلاشا من طريق السودان إلى إسرائيل، إلى أن ذاع الخبر في وسائل الإعلام العالميّة، ما أدّى إلى وقف عمليّات الهجرة[33]. في العام 1981 أقام جهاز الموساد بالتعاون مع السي آي ايه "شركة سياحيّة" لاستعمالها غطاءً لتهريب اليهود الفلاشا الذين كانوا قد وصلوا إلى السودان من إثيوبيا. وقد استأجرت هذه الشّركة قطعة أرض سودانيّة تقع على البحر الأحمر، وسرعان ما أصبحت قطعة الأرض هذه قاعدة للموساد ووحدات من كوماندو البحريّة الإسرائيلية. وهرّب جهاز الموساد من خلال هذه "القاعدة" ألفين من اليهود الفلاشا إلى إسرائيل من طريق البحر الأحمر[34]. "عملية موشيه" في إثر تزايد أعداد اليهود الفلاشا الذين وصلوا إلى السودان من إثيوبيا، طلبت الحكومة الإسرائيلية مباشرة من الرئيس السوداني جعفر النميري، وبوساطة الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، نقل يهود الفلاشا بالطائرات من الخرطوم إلى إسرائيل. وقد قبل الرئيس السوداني جعفر النميري الاقتراح الإسرائيلي، بعد وضع جهاز الموساد في حسابه وحساب بعض المقرّبين إليه، من بينهم رئيس جهاز مخابراته عمر الطيب، 60 مليون دولار في عدد من بنوك أوروبا، وخاصّةً في سويسرا ولندن؛ وكذلك بعد أن التزمت الولايات المتّحدة الأميركية بتقديم 200 مليون دولار دعمًا للسودان[35]. وبناءً على هذا الاتّفاق أقلعت من الخرطوم منذ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 1984 وحتّى الأسبوع الأوّل من كانون الثاني/ يناير 1985، خمسٌ وثلاثون طائرة كبيرة محمّلة باليهود الفلاشا إلى بروكسل، كانت تمكث فيها ساعتيْن للتزود بالوقود ثمّ تكمل رحلتها إلى إسرائيل. في الأسبوع الأوّل من كانون الثاني/ يناير 1985، كشف رئيس قسم الهجرة والاستيطان في الوكالة اليهودية، في مقابلة مع مجلة المستوطنين "نقوداه" تفصيلات "عملية موشيه" وهي التسمية التي أُطلقت على رحلات نقْل اليهود الفلاشا من السودان إلى إسرائيل مرورًا بجنيف. وفي إثر ذلك، تناقلت وكالات الأنباء العالمية هذا الخبر، ما حدا برئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيرس إلى عقد مؤتمر صحافي ليتبنّى رسميا "عملية موشيه". وفي الخامس من كانون الثاني/ يناير 1985، أي بعد يومين من المؤتمر الصحافي لشمعون بيرس، أخبرت الحكومة السودانية الإدارة الأميركية أنّها قرّرت وقْف العملية لانفضاح أمرها. وبقي في السودان بعد وقف العملية ما يقارب ألف يهودي من الفلاشا. وفي آذار/ مارس 1985، وفي أعقاب ضغط الإدارة الأميركية، وافق الرئيس السوداني جعفر النميري على نقْل ما تبقّى من اليهود الفلاشا إلى إسرائيل بطائرات أميركية[36].
ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-28-12, 10:38 AM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-28-12, 11:39 AM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | بدر الدين اسحاق احمد | 04-28-12, 01:39 PM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-28-12, 07:50 PM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-28-12, 08:31 PM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-28-12, 08:40 PM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-28-12, 09:06 PM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-29-12, 09:44 AM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-29-12, 09:55 AM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-29-12, 10:34 AM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-29-12, 10:45 AM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-29-12, 11:34 AM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-29-12, 08:34 PM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-29-12, 09:11 PM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-30-12, 07:48 AM |
Re: هل المؤتمر الوطنى السوداني بيتعامل مع إسرائيل بصورة غير رسمية | يحي ابن عوف | 04-30-12, 09:01 AM |
|
|
|