|
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي (Re: يحي ابن عوف)
|
لم تمض تلك الليلة كمثيلاتها بالنسبة لأحمد, فلم يشغل تفكيره وهو في طريق عودته لمنزله سوى ناديه.. انه يلمح ومضات الأمل يزيد بريقها بعد أن كاد يخبو.. ما لهذه الإنسانه من تأثير عجيب عليه.. فقد ألجمت عقله وطوقت فؤاده, لم يشعر انه موجود إلا بعد أن رآها, ولم يستعذب الإنصات للكلمات إلا بعد أن سمعها, ولم يغرق من قبل كما غرق في بحر عينيها.. كل ما فيها يجذبه إليها.. يحس إنها قدره وقد طال بحثه عنها.. كل شيء يمضى في سرعة, ذهنه مشوش إلا في اللحظات التي يفكر فيها ويستحضر صورتها وكأنه أحساس اللاهث في صحراء في لفح الشمس وقد مر بواحة رطبه هواؤها عليل وماؤها غدير... فكذلك هي بالنسبة له, وها هو يتجه إلى النادي وهو يتضرع إلى الله أن يلقاها.. وينبئه أحساس داخلي بأنها ستأتي.. فجلس ينتظر .. وقد قاربت الشمس على الغروب.. وفجأة وهو مستغرق في أحلام يقظته شعر بيد تلمس كتفه وقد سرت منها شراره ألهبت جسده وأشعلت فؤاده.. وسمع صوتها:- ناديه هل أفزعتك؟ احمد لم أظن يوما أن الفزع يمكن أن يكون بهذه الروعة.. تفضلي بالجلوس, - ناديه هل تأخرت عليك ؟ احمد لا يهم, المهم أنك أتيت, كنت أخشى إلا تأتى. – ناديه لقد حاولت, لكنى لم أستطع. وران صمت عميق ليفسح المجال لحديث لا تنطقه شفاه, لكنه ابلغ من أي كلام.... وتوالت بعد ذلك لقاءاتهما في مختلف الأماكن التي شهدت مولد حبهما, فلم يكن يمضى يوم دون أن يلتقيا ويتسامرا بأعزب الكلمات, فيوم أن صارحها بحبه كان أسعد أيام حياتها.. من يومها لم تعد تحسب عمرها.. وما يعنيها من العمر أن طالت أيامه أو قصرت وقد ظفرت باثمن ما كانت تتمنى..... فها هي الشمس تشرق من جديد فى خريف حياتها, لتضيء بشعاعها ظلمة قلبها, ولتكتسي أشجار أحزانها الجدباء بأوراق جديدة خضراء من صنع حبها, لتنمو الأوراق وتتشابك بنمو حبها, لتصنع ظلا تهجع إليه في قيظها, تنسى عنده همومها, تدفن تحته أحزانها....
|
|
|
|
|
|