|
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي (Re: يحي ابن عوف)
|
حتى كان ما كان من وفاه أبيها بسكتة قلبيه مفاجئه.. وما كادت تفيق من صدمتها تلك إلا على صدمه أخرى أشد وطأه..فبعد شهر من وفاه أبيها حضر محامى العائلة ومعه أعمامها الثلاثة لحصر التركة والمضي فى إجراءات أعلام الوراثة.. إنها تذكر كيف أصرت والدتها إلا تحضر تلك الجلسة لكنها أصرت بعد أن أفاقت من لهوها بموت أبيها المفاجىء أن تتحمل المسئولية وتحاول جاهده الوقوف بجوار أمها لاجتياز تلك المحنه بسلام.. وبالفعل حضرت تلك الجلسة..وكان أن علمت ما أذهلها وصدمها وأفقدها وعيها يومين كاملين كانت خلاهما في غيبوبة تامة من تأثير الصدمة العصبية.. فقد علمت أنها لا حق لها فى الميراث وان الدكتور عبد الله ليس أبيها .. , لقد مادت الأرض تحت أقدامها ..وأحست بعد أن أفاقت من صدمتها أن الحائط الصلب الذي كانت ترتكن إليه قد تهاوى بها لقاع بئر عميق..أذهلتها تلك الكارثة عدة أسابيع .. قرر بعدها مواجهة الحقيقة ومصيرها المجهول... وماذا ستفعل هي ووالدتها.. فقد جلست إليها وما ناقشتها في أمر هذا وما عاتبتها عليه فلن يفيدها ذلك بشيء سوى البكاء على اللبن المسكوب... إنما سألتها كيف سيكون حالها بعد ذلك؟ والى أي مصير ستئول.. وقالت:- أين أذهب بعد تلك السنوات.. ولم أكمل دراستي بعد؟ - كفاك يا ابنتي شر الحاجة والسؤال.. وأين أنا حتى أدعك تشقين وتسعين للعمل ؟ وكم معنا من المال؟ - لقد أخذت نصيبى من الميراث, تعلمين أنى أحبك ولن أتركك وحدك ... وسأضع أرثى في البنك .. ثم نفكر بعد أن يستقر بنا الحال في الخطوة التالية من حياتنا.... كانت الأموال في البنك لا تكاد تكف المصروفات الأساسية فاضطرت للبحث عن عمل, حتى وجدته كمدرسة حضانة في أحدى المدارس.. فكان لهذا العمل تأثير مزدوج في نفسها فهو يوفر لها المال لمواجهة الحياة ومن ناحية أخرى يملأ فراغ حياتها ويشبع احتياجاتها العاطفية, بتواجدها بجوار الأطفال الذين لا يشغلهم سوى الألعاب و الضحكات... فيكفى نظرة واحدة لوجه طفل وهو يمرح ويلعب لتزيل التكشيرة عن وجهها وتغسل ما بنفسها من الهموم... وتبعث فى نفسها أمل جديد.. فقد كان الأطفال هم كل ملجأها وسلواها وملاذها بعد أن فقدت كل ملجأ وملاذ, وأصبحت تقضى في عملها أكبر وقت بينهم متشاغلة بهم عن همومها ولا تلبث أن تعود حتى تجد فاطمه قد أعدت لها ما تشتهيه من الطعام .. إنها تفعل كل ما من شأنه أن يسليها ويروح عنها.. كم هي عظيمة تلك السيدة ... أحيانا كانت تسير على شاطىء البحر حتى الغروب أو تذهب للنادي لتجلس في مواجهة البحر تتأمل حال الدنيا.. وقد تهيج عليها الذكريات فينطفأ بريق عينيها وتغرق فى الدموع... فمازالت على تلك الحال حتى قابلت أحمد دون ميعاد..عله يكون منقذها بعد طول عذاب وألا يتخلى عنها كمن سبقوه... , مر كل هذا بذاكره الأستاذة فاطمه كشريط سينمائي وحاولت أن تغالب دمعة أبت ألا أن تنحدر علها تطفىء بعض من نار حزنها وتهدئ توجساتها ... ثم ما لبثت أن أجبرت نفسها على التظاهر بالنوم حتى تمنع ذهنها من التفكير وتوقف تدفق شريط الذكريات...
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-02-09, 08:00 AM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-02-09, 08:29 AM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | على محمد على بشير | 04-02-09, 08:38 AM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-02-09, 05:03 PM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-02-09, 05:17 PM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-02-09, 08:57 PM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-03-09, 06:58 AM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-03-09, 07:45 PM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-04-09, 09:42 AM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-05-09, 08:16 AM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | مدثر محمد ادم | 04-05-09, 09:11 AM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-05-09, 04:35 PM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-05-09, 05:09 PM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-06-09, 05:57 AM |
Re: إليك ايتها الحبيب التي ملكت قلبي واسرت فؤادي | يحي ابن عوف | 04-07-09, 06:40 AM |
|
|
|