فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 11:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة يحي ابن عوف(يحي ابن عوف)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-31-2007, 10:01 PM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق (Re: يحي ابن عوف)


    د. جون قرنق ..
    حضور في سونامي الغياب (ألأخيرة)
    ملاحظات في دفاتر الستينيات
    ياسر عرمان
    فى القاهرة اقام الدكتور جون قرنق عشاء عمل لاحد القادة السياسين و فى المناقشة طلب منى الدكتور جون قرنق الادلاء برائى قبل ان يعلق وهى عادته مع كل من عمل معه يعطى المجال لمن معه اولا ثم ياخذ فرصته فى الاخير، و فى سياق تعليقى قلت ان مركز السلطة و مؤسسته الحاكمة منذ 1956 بمختلف من توالوا على الحكم فشلوا فى بناء دولة حديثة فى بلادنا. و تقع على عاتق زعماء مركز السلطة اذا كانوا جادين فى معالجة اخطاء الماضى، ان يقودوا التغير و التجديد مثل ما فعل ابراهام لنكولن وبغياب ذلك فان المهمشين فى خارج مؤسسة الحكم وغير المستفيدين عبر القوميات و الاديان سيغيرون المركز انفسهم، وإن لم يستطيعوا سوف يحاولون بناء مراكز جديدة. و قلت لضيفنا ان باستطاعته القيام بذلك. بعد انتهاء عشاء العمل علق الدكتور جون قرنق بحذاقة ساخرة على هذه النقطة بالذات اضحكتنى لوقت طويل وهانذا اليوم اضحك من جديد و شكرا للدكتور جون قرنق على ما اسداه الينا من مرح و كان( ريسا كيسا يجلب الهواء و المرح من قرونه).
    جاء والتر رودنى الى تنزانيا و هى فى ابهى لحظات احلامها الكبيرة حضورا و اشراقا، تصحو على ايقاعات الطبول الافريقية فى ستينيات القرن الماضى و تمور بمثقفين افارقة كبار و شباب فى قمة الحيوية و اللياقة لمباراة قادمة و مبارزة فكرية و سياسية و حروب تحرير ستاتى. كانت دار السلام قلعة من قلاع حركات التحرر الوطنى و لاسيما من الجنوب الافريقى الذى اكل و شرب الدهر على مستعمريه و هو يكابد الحياة بين ثنايا موت الابارتاتيد و الاستعمار القديم. فى تلك الازمنة من ازمنة دار السلام و احلامها التى تضرب عنان السماء شد اليها الكثيرين الرحال و شدتهم بسحرها و كان والتر رودنى بعد ان انهى مهمته بامتياز فى بريطانيا منجذب بقوة لحركات التحرر الوطنى الافريقية و محاولاتها تقوية مراكز السود و انصافهم فى المجتمعات المختلفة ووصل الى دار السلام فى 1968 و غادرها فى 1974 و قبل مجيئه كان قد وقف فى الكاريبى ضد تسلط اصوات مثقفى الطبقة الوسطى الكاريبيين و جلوسهم فى الابراج العاجية و لم يكتفى بالنشاط فى حرم الجامعة و اخذ مسالة تحرير السود الذين يعيشون اوضاع مزرية فى الكاريبى وفق مشروع ديمقراطى كقضية رئيسية و فى المدة الوجيزة التى امضاها محاضرا فى جاميكا تبادل معرفته بالتاريخ مع الكثير من قطاعات الجامايكيين و مثقفى الهامش المنبوذين بالاخص مع مجموعة الراس تافاريين و التى كانت تاخذ نموذجها من اثيوبيا البعيدة و امبراطورها هيلاسلاسى الذى يجسد لهم الحاكم الافريقى الاسود. و المفارقة ان جموع كبيرة من الاثيوبيين و الارتريين كانت ترى فى هيلاسلاسى صورة معاكسة و سلبية.
    فى المدة القصيرة التى امضاها والتر رودنى فى جامعة جاميكا بعد عودته من لندن و عقب مشاركته فى مؤتمر مونتريال للكتاب السود فى 1968 اصدرت الحكومة الجامايكية امرا بمنعه من العودة مرة اخرى مما ادى الى مظاهرات واسعة لاسيما فى كينغستون و فقد عدة اشخاص ارواحهم، لاحقا نشر الراس تفاريين نقاشاتهم مع والتر رودنى فى كتاب شهير اصبح قبله للناشطين فى حركات السود فى الكاريبى و استقر والتر رودنى فى تنزانيا و هى الفترة التى التقى فيها جون قرنق دى مبيور، يورى موسيفينى، ديفيد انيوتى،و اريا كاتقايا وعديدين من قادة و مثقفى حركات التحرر الوطنى فى الجنوب الافريقى و كونت المجموعة ما يسمى بنادى دار السلام او الجبهة الثورية الافريقية وهى احدى انشط جماعات ( البان افريكان) الاكثر جذرية فى دار السلام و كان والتر رودنى يؤمن طوال حياته بان المثقف يجب عليه ان يضع معارفه فى خدمة المتطهدين من اجل تحريرهم و فى هذه الفترة اصدرعمله الكبير الثانى و الاكثر شهرة و شعبية ( كيف ساهمت اوربا فى تخلف افريقيا او كيف عملت اوربا على تخلف افريقيا) وتعد فترة تنزانيا بالنسبة لرودنى الاقرب الى فترة المهاتما غاندى فى جنوب افريقيا فهى التى انتجت المفاهيم الاكثر جذرية فى اطروحات ردونى كما ساهم الدكتور والتر رودنى فى ترسيخ تقاليد فكرية جعلت من دار السلام حتى اليوم مركزا لمناقشة قضايا السياسة و التاريخ الافريقى و انخرط رودنى فى تلك الفترة فى المناقشات مع جماعات المثقفين التى كانت مهمومة بمناقشة قضايا الواقع الافريقى و كان ذو موقف صلد فى الدعوة لوحدة القارة الافريقية و فى مواجهة همومها المشتركة بشكل جماعى من القاهرة الى كيب تاون و قد اشتهر كواحد من منظرى جماعة ( البان افريكان) و من المتحدثين باسمها و الف عدد من المقالات و الاعمال ووجه انتقادات حارقة و لازعة لمدرسة الزعيم و المعلم الافريقى جوليوس نايريرى و كتب كتابه ( الحرب العالمية الثانية و الاقتصاد التنزانى) وهو يتأهب فى 1974 بالرجوع للكاريبى لتسجيل الفصل الاخير من رحلة حياته ذات المعانى و المضامين. فى تنزانيا انخرط الدكتور جون قرنق فى خلايا جماعات ( البان افريكان) الاكثر جذرية و من همومها الكبيرة فى وحدة افريقيا تمعن فى اسئلة القضية السودانية الشائكة و دعوة الاناينا الاولى الى فصل الجنوب و الانانيا كانت قاطعة فى رؤيتها و ترى الواقع فى ما يشبه المثلث الكولونيالى و إرثه - شمال جنوب،عرب افارقه، مسحيين مسلمين. و الانانيا لمن لا يعرف تاثيرها هى مؤتمر الخريجين فى جنوب السودان فمن معطف الانانيا خرجت الحركة السياسية الحديثة فى جنوب السودان و كبرى مدارسها مدرسة الكفاح المسلح و للتعرف بدقة على الحركة الشعبية لتحرير السودان لابد من قراءة فصول الانانيا و العودة الى الانانيا احداث و افكار و تجارب والى جنرالاتها على قوتلا، تافنيق، جوزيف لاقو، امانويل اوبور، جوزيف اكوان، جوزيف كوال اموم و غيرهم من قادة الانانيا العسكريين و السياسين،و حكومات الانانيا المتعددة من السياسين فى المنفى، و هنالك حاجة لدراسة اقتراب وليم دينق على نحو اخص من حركات الهامش و القوى السياسية السودانية فى ذلك الوقت المبكر و على خلفية القطيعة بين القوى السياسية فى الشمال و الجنوب. و جون قرنق دى مبيور الملتزم بوحدة افريقيا نفذ عبرها الى رؤية جديدة لتوحيد السودان تم ذلك على طول الطريق من السودان الى تنزانيا و الولايات المتحدة الامريكية و اذا اردت ان تلخص الدكتور جون قرنق فى عبارة موحية و موجزة فان الدكتور جون قرنق هو" رؤية السودان الجديد" فهو مشروع حياته الرئيسى و فى جوهره مشروع عالمى لتعايش الاعراق و الديانات فى مجتمع متصالح و فى انفصال الجنوب او وحدة السودان فى كلتا الحالتين يظل مشروع السودان قائما مع انحسار الجغرافية او تمددها فقضايا التعدد و التنوع يحفل بها الجنوب والشمال، الشرق و الغرب فمشروع السودان الجديد هو الحل فى حالتى الانفصال او الوحدة و هو وحده الذى يقدم الاجابات شمالا او جنوبا. ساهمت ايام تنزانيا و عمقت على نحو حاد نظرة الدكتور جون قرنق لقضيتى الوحدة و الانفصال و لاحقا توصل الى اجابات قلبت المسرح الفكرى السياسى السودانى الى الابد و قد قال يوريى موسيفينى احد المساهمين فى مرحلة تنزانيا فى نعيه للدكتور جون قرنق " برحيله فقدت افريقيا احد ابرز المفكريين الثوريين".
    بنهاية 1974 اختتم والتر رودنى صفحات تنزانيا الزاهرة و عاد الى الكاريبى ومابين حصوله على درجة الدكتوراه من لندن و عمره( 24) عاما و رجوعه الى غويانه ، جرت مياه كثيرة تحت الجسر ربما غمرت المياه الجسر نفسه فى بعض الاحيان عاد والتر رودنى و ليس من المهم كما يقول الليبيين " كم غاب بل ايش جاب" عاد مشبع بالتجارب و احرق مراكبه على شواطىء الكاريبى مثل الجنود و البحارة الفرنسيين الذين اشبعوا بهجة الثورة الفرنسية تمردا فى الكاريبى و اصبح رودنى احد الزعماء الكبار لمناهضة الحكم و شارك فى الندوات و الاعمال الجماهيرية منذ ان حط رحاله فى طول البلاد و عرضها و ساهم على نحو فاعل فى زيادة الوعى بقضايا التغيير و جعل الحياة مكان افضل بان يعاش و طرح قضايا جديدة من قبيل " سلطة الشعب" " و الديمقراطية متعددة الاثنيات" و لان حياة الانسان عابرة فى شمس الجسد الفانى منذ صقراط و مرورا بالحلاج و لان سلطات الكاريبى فى غويانه منتبهة لوالتر رودنى و افكاره التى تبث الشجاعة فى زمن الجوع.
    ففى 11 يوليو 1979 تلتهم النيران احد المكاتب الحكومية فى غويانه الجديدة ومع الدخان و السنة اللهب المتصاعدة التى التهمت المبنى و تجاوزته الى والتر رودنى نفسه يعتقل رودنى و سبعة من زملائه ووجهت له التهمة بحرق المبنى و تعرض لمحاكمات و مضايقات عديدة كانت النوايا مبيتة و مرتبة قبل حرق المبنى و بعدها وتعرض رودنى لمحاولة اغتيال نجى منها باعجوبة ولاحقا فى مساء 13 يونيو 1980 و فى قلب مدينة جورج تاون و على بعد عدة ازقة و شوراع من مكان ميلاد والتر رودنى الاول.
    و فى مكان غير بعيد من ميلاد والتر رودنى من مشهد تاريخى اخر بين الكاريبى و الولايات المتحدة و فى بورت اسبيان فى ترنداد و تباكو فى الكاريبى ولد استوكلى كارمايكل –كوامى تورو فى 1941 و انتقلت اسرته الى نيويورك فتغيرت حياته بالكامل مثلما تغيرت حياة جو اسلوفو الذى بدلا من ان يذهب والده الى الارجنتين قرر الذهاب الى جنوب افريقيا. درس استوكلى فى اميز ثانويات نيويورك –ثانوية نيويورك للعلوم – ودخل جامعة هاوارد و صعد فى موجات حركة الطلبة السود الناهضة كواحد من اشهر قادة حركة الحقوق المدنية فى الستينيات و من ضفاف الستينيات خرج الكثيرين و قد اصبح استوكلى رئيس لجنة الطلبة للتنسيق ضد العنف و بعدها اصبح واحدا من قادة جماعة( البلاك بانسر) الشهيرة وفى اخريات سنواته تحول الى داعية لحركة ( البان افريكان) و شارك بفاعلية فى مؤتمر المساواة العرقية و تزوج مبدعة جنوب افريقيا المعروفة مريم ماكبا و التى زارت السودان و يقال انه صحبها فى تلك الرحلة و ربطته صداقة قوية بكوامى نكروما و احمد سكيتورى و فعل شيئين مدهشين غير اسمه الى كوامى تورو لتخليد اصدقائه و حبهم لافريقيا و نضالاتهم ( نكروما و سكيتورى) و اخذ من اسميهما بالتساوى مكونا اسمه الجديد كوامى تورو!! كان صديقا لمارتن لوثر كنغ و مالكوم اكس و اليجا محمد رغم اختلافاته معهم فى كثير من القضايا و قد عرف بالتشدد مع غير قليل من الهواجس وكان خطيبا مفوها و ترك لاحقا (البلاك بانسر) التى اسسها دكتور هيو نيوتن صاحب السيرة المعقدة وبوبى استيلى، و اشتهرت الجماعة بدعوة السود للتسلح و الدفاع عن انفسهم و باعمال اجتماعية مثل اعداد وجبة سخنة لتلاميذ المدارس السود و قد ادمج عدد من قادة الحزب لاحقا فى المؤسسات الرسمية الامريكية و انزوى اخرين و هاجر استوكلى كارمايكل الى غينيا كوناكرى مع مريم ماكبا منذ 1969 و عاش و استقر فى افريقيا حتى وفاته و ترك بصمات واضحة فى حركة الحقوق المدنية و حركات السود الامريكية فى الستينيات ماتزال بعض امواجها تنداح و اشتهر برفعه لشعار " السلطة للسود او القوة للسود" وجه انتقادات عنيفة للقادة الاخرين لحركة الحقوق المدنية و اتهمهم بان اقصى امانيهم هى ايجاد خانة للرجل الاسود الى جانب مقعد الرجل الابيض و انه يسعون لدمج السو د فى التيار الرئيسى للطبقة الوسطى. كما تحدث عن " العنصرية المنظمة" و " العنصرية البنيوية" و " العنصرية المؤسسية" كان صديقا حتى رحيله للقس جيسى جاكسون المعاصر لكل زعماء حركة الحقوق المدينة و قد زاره جيسى جاكسون فى غينيا كوناكرى قبل اسبوع من رحيله بمرض السرطان فى 1998 وعمره 57 عاما و قال جيسى جاكسون " كان واحدا من ابناء جيلنا و الذى كان على الاستعداد للتضحية بحياته فى سبيل تغير امريكا و كان ملتزما بانهاء العنصرية فى بلادنا وقد ساهم فى إزالة تلك الجدران" و استوكلى بتشدده و هواجسه و قراراته المثيرة للجدل ظلت خطبه ذات سحر على جماعات الشباب حتى يومنا هذا.
    و فى ذلك المساء 13 يونيو 1980 كان والتر رودنى فى قلب مدينة جورج تاون قد انتهى من لقاءات عديدة فهو فى كامل الرضا من ازدياد المؤيدين لدعوته كان يدرك ان السلطات قد اضحت فى قمة ضيقها و لن تتوانى او تردد فى تدبير اى جريمة للتخلص منه و فجاءة فى ذلك المساء سمع دوى هائل لقنبلة و هى تنفجر و انقشع انفجارها و هى تغيب المفكر الثورى الدكتور والتر رودنى المتزوج من الدكتورة باتريشيا رودنى و لهما ثلاثة ابناء شاكا الذى اسماه على البطل الافريقى العظيم و ملك الزولو فى جنوب افريقيا و كاتى و عشة و ما تزال احلام تنزانيا فى قلب وعقل والتر رودنى بعد ان انقشعت قنبلة جورج تاون و لم تنل من احلامه فى التحرروالتغيروما يزال والتر رودن حاضرا عندالغياب مولودا عند الممات.فى نهاية يونيو 2005 و قبل مجيئه للخرطوم طلب منى الدكتور جون قرنق موافاته فى الحال بالعاصمة الارترية اسمرا من الخرطوم لمناقشة بعض القضايا و نحن منهمكين فى ترتيبات استقباله فى الخرطوم، قلت له "لماذا لا تدعو زوجة الدكتور والتر رودنى و ابنائه لزيارتك فى السودان بعد ان تنتظم المؤسسات الجديدة" سره ذلك الاقتراح و قبل ان يدلى باجابته لحق بوالتر رودنى مسرع الخطىء مسجلا ذكراه ضد مجهول. و تنشط احدى كريمات والتر رودنى لفك طلاسم البلاغ المسجل ضد مجهول فى اغتيال والدها الذى تقام احتفالات سنوية فى الكاريبى و خارجه لاحياء ذكراه.
    عند مرافقتى للقائد سلفا كير فى رحلته الثانية للقاهرة كنائب اول لجمهوريه السودان سألته عن مدى الدور الذى لعبه الدكتور جون قرنق فى التحضير لبدايات الحركه الشعبية لتحرير السودان ومتى التقاه للمرة الاولى؟ ومعروف عن سلفا كير ذاكرته الفتوغرافية وبدأ حديثه الذى استمر على مدى حوالى ساعتين ونصف الساعه هى زمن الرحلة بين الخرطوم والقاهرة مع مداخلات متقطعه ووجيزه منى ومن الوزير جوزيف دوير ذكر انه التقى بقرن مبيور اتيم فى نهايه الستينيات فى لوبنى شرق الاستوائيه على ايام حركة الانانيا الاولى والاهم انه ذكر بان جون قرنق كان ذو شعبيه داخل مثقفى الانانيا وعرف كداعية لاطروحات حركات التحرر الوطنى ومبشرا بأفكار جديده وبالطبع فإن ذلك كان ذو صلة بما كان يدور فى تنزانيا والولايات المتحده الامريكيه وما حدث لاحقا عند تأسيس الحركه الشعبية وقد شارك كل من جون قرنق و سلفا كير بفاعلية فى داخل مجموعات قوات الانانيا المستوعبة بعد اتفاقية 1972 تمهيدا لتاسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان و هذه قضية سوف نتطرق لها فى موضع اخر غير هذه المقالة. و ذكر لى الدكتور جون قرنق فى احدى مناقاشاتنا انه فى نهاية سنوات الانانيا بدأ يتبلور تيار جديد اصبح يضع اسئلة كثيرة حول تكتيكات الانانيا و علاقاتها الخارجية و بعض اطروحاتها و قد كان هو نفسه ضمن هذا التيار وعدد عددا من شخوصه من بينهم الراحل جوزيف اكوان الذى اغتيل عشية اتفاقية اديس ابابا و امانويل اوبور الذى اغتيل بعد الاتفاقية بقليل، و ذكر لى ماكير بنجامين انه حينما كان طالبا فى جامعة الخرطوم و التقى بالبروفيسور بارى وانجى فى كمبالا بعد اتفاقية 1972 الذى كان وانجى رافضا لها، ان بارى وانجى قد طلب منه حين عودته للسودان ان يلتقى بالنقيب جون قرنق و الذى كان وقتها فى حامية بوسرى على اطراف واو و مضى قائلا " إن النقيب جون قرنق سوف يكون قائدنا فى حرب التحرير القادمة" !! و كل ذلك مرتبط بسنوات تنزانيا و قرنيل ايوا و إدراك جون قرنق مبيور اتيم للمهمه القادمة التى اداها على اكمل و احسن وجه و مع ان "الشمس مملكة الضياء و لكن النور ياتى من عيون الاوفياء" وشعبنا صاحب وفاءا عظيم وكم يسعد المرء ان الدكتور جون قرنق قبل رحلته الاخيرة قد شاهد فى الساحة الخضراء وفاء وحب شعبنا له، الذى اعطاه شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف فى خدمة الشعب و التخرج من مدارسه و كنا حضور، ولم نراه مبتهجا ومتاثرا و اَسراَ مثل يوم الساحة الخضراء، و ما شد إنتباهه اكثر هوان ذاك اليوم كان يوما للتلاقى الوطنى بين اعراق ، اديان، سحنات، ثقافات، ونساء و رجال السودان و هو جوهر رؤيته التى تمتد زمانا من زمان الساحة الخضراء و بهائها الى مابعد ازمنة جبل البركل المقدس، ومكانا من حلفا الى نمولى،من الجنينة الى كسلا ولو اتيحت له الفرصة فى الساحة الخضراء لما تردد فى ترديد هذه الرسالة و لوزع على جميع الحاضرين ما يكفى من الامال و الاحلام . و بعد عامين من رحيله و ميلاده الذى يحتوى كل البلاد و يسمو كاسطورة من ازمنة الخلود و رواية لم يكتب فصلها الختامى بعد.
    فى الختام زهرة من اللوتس وورقة من البردى من نهر النيل للشيخ انتا ديوب. و نقول لوالتر رودنى ان احلام تنزانيا و نادى دار السلام لا تزال مشرقة و مضيئة، و لقرنق مبيور اتيم نوقد شمعة ثانية فى سونامى الغياب و الحضور الانيق و فى الموت و الميلاد الجديد.
    .
                  

العنوان الكاتب Date
فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-09-07, 06:19 AM
  Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-09-07, 07:20 AM
    Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-09-07, 06:32 PM
      Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-09-07, 11:16 PM
        Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-10-07, 05:22 AM
          Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-10-07, 06:05 AM
            Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-10-07, 06:33 AM
              Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-10-07, 06:57 AM
                Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-11-07, 11:12 PM
                  Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-11-07, 11:30 PM
                    Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-12-07, 04:30 AM
                      Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق حيدر حسن ميرغني07-12-07, 05:17 AM
                        Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-12-07, 05:40 AM
                          Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق النذير حجازي07-12-07, 06:23 AM
                            Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-12-07, 07:10 AM
                              Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-12-07, 07:57 AM
                        Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-12-07, 04:34 PM
                          Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-12-07, 09:52 PM
                            Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-13-07, 06:32 AM
                              Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-13-07, 06:51 AM
                                Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-15-07, 07:30 AM
                Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-29-07, 06:22 AM
                  Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق Tragie Mustafa07-29-07, 06:41 AM
                    Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-29-07, 07:23 AM
                      Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق Najlaa El Mahi07-29-07, 10:57 AM
                        Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-29-07, 06:51 PM
                          Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-30-07, 06:19 AM
                            Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-30-07, 08:14 AM
                              Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-30-07, 06:11 PM
                                Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-30-07, 10:03 PM
                                  Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-31-07, 08:48 AM
                                    Re: فى الذكرى الثانية الى كل من عاش النضال ونهل من حب المناضل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق يحي ابن عوف07-31-07, 10:01 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de