|
Re: العلمانية ؟ (Re: يحي ابن عوف)
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيفك ابنعوف كيفك يالصادق
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين العلمانية : العلمانية بمفهومها العام هي :فصل الدين عن الدولة هي النظرية التي تقول : إن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية . وفي دائرة المعارف البريطانية ، نجدها تذكر عن العلمانية : أنها حركة اجتماعية ، تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا فحسب ودائرة المعارف البريطانية حينما تحدثت عن العلمانية ، تحدثت عنها ضمن حديثها عن الإلحاد ، وقد قسّمت دائرة المعارف الإلحاد إلى قسمين : * إلحاد نظري * إلحاد عملي ، وجعلت العلمانية ضمن الإلحاد العملي . وما تقدم ذكره يعني أمرين : أولهما : أن العلمانية مذهب من المذاهب الكفرية : التي ترمي إلى عزل الدين عن التأثير في الدنيـا ، فهو مذهب يعمل على قيادة الدنيا في جميع النواحي السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والأخلاقية ، والقانونية وغيرها ، بعيداً عن أوامر الدين ونواهيه . ثانيهما : أنه لا علاقة للعلمانية بالعلم ، كما يحاول بعض المراوغين أن يلبس على الناس ، بأن المراد بالعلمانية : هو الحرص على العلم التجريبي والاهتمـام به ، فقد تبيّن كذب هذا الزعم وتلبيسه ، بما ذُكر من معاني هذه الكلمة في البيئة التي نشأت فيها . ولهذا ، لو قيل عن هذه الكلمة " العلمانية " إنها : " اللادينية لكان ذلك أدق تعبيراً وأصدق " ، وكان في الوقت نفسه أبعد عن التلبيس وأوضح في المدلول . كيف ظهرت العلمانية ؟!
كان الغرب النصراني في ظروفه الدينية المتردية هو البيئة الصالحة ، والتربة الخصبة ، التي نبتت فيها شجرة العلمانية وترعرعت ، وقد كانت فرنسا بعد ثورتها المشهورة هي أول دولة تُقيم نظامها على أساس الفكر العلماني ، ولم يكن هذا الذي حدث من ظهور الفكر العلماني والتقيّد به - بما يتضمنه من إلحـاد ، وإبعاد للدين عن كافة مجالات الحيـاة ، بالإضافة إلى بُغض الدين ومعاداته ، ومعاداة أهله - أقول لم يكن هذا حدثاً غريباً في بابه ؛ ذلك لأن الدين عندهم حينئذٍ لم يكن يمثل وحي الله الخالص الذي أوحاه إلى عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وإنما تدخلت فيه أيدي التحريف والتزييف : فبدلت وغيرت وأضافت وحذفت ، فكان من نتيجة ذلك أن تعارض الدين المُبدَّل مع مصالح الناس في دنياهم ، ومعاملاتهم في الوقت نفسه الذي تعـارض مع حقائق العلم الثابتة ، ولم تكتف الكنيسة - الممثلة للدين عندهم - بما عملته أيدي قسيسيها ورهبانها من التحريف والتبديل ، حتى جعلت ذلك ديناً يجب الالتزام به ، وحاكمت إليه العلماء المكتشفين ، والمخترعين ، وعاقبتهم على اكتشافاتهم العلمية المناقضة للدين المُبدّل ، فاتهمتهـم بالزندقة والإلحاد ، فقتلت من قتلت ، وحرَّقت من حرَّقت وسجنت من سجنت . ومن جانب آخر فإن الكنيسة - الممثلة للدين عند النصارى - أقامت تحالفاً غير شريف مع الحكام الظالمين وأسبغت عليهم هالاتٍ من التقديس ، والعصمة ، وسوَّغت لهم كل ما يأتون به من جرائم وفظائع في حق شعوبهم زاعمةً أن هذا هو الدين الذي ينبغي على الجميع الرضوخ له والرضا به. من هنا بدأ الناس هناك يبحثون عن مهرب لهم من سجن الكنيسة ومن طغيانها ، ولم يكن مخرجهم الذي اختاروه إذ ذاك ، إلا الخروج على ذلك الدين - الذي يحارب العلم ويناصر المجرمين - والتمرد عليه وإبعاده وطرده من كافة جوانب الحياة السياسية ، والاقتصادية ، والعلمية ، والأخلاقية ، وغيرها . ويا ليتهم إذ خرجوا على هذا الدين المُبدّل اهتدوا إلى دين الإسلام ، ولكنهم أعلنوهـا حرباً على الدين عامة . وإذا كان هذا الذي حدث في بلاد الغرب النصراني ليس بغريب ، فإنه غير ممكن في الإسلام ، بل ولا متصور الوقوع ؛ فوحي الله في الإسـلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفـه ، فلا هو ممكن التحريف والتبديل ، ولا هو ممكن أن يُزاد فيه أو يُنقص منه ، وهو في الوقت نفسه لا يُحابي أحداً ، سواء كان حاكماً أو محكوماً ، فالكل أمام شريعته سواء ، وهو أيضاً يحافظ على مصالح الناس الحقيقية ، فليس فيه تشريع واحد يُعارض مصلحة
البشرية ، وهو أيضاً يحـرص على العلم ويحضّ عليه ، وليس فيه نصّ شرعي صحيح يعارض حقيقة علمية ؛ فالإسلام
حق كله ، خير كله ، عدل كله ، ومن هنا فإن كل الأفكار والمناهج التي ظهرت في الغرب بعد التنكر للدين والنفور
منه ، ما كان لها أن تظهر بل ما كان لها أن تجـد آذاناً تسمع في بلاد المسلمين ، لولا عمليات الغزو الفكري
المنظمة ، والتي صادفت في الوقت نفسه، قلوباً من حقائق الإيمان خاوية ، وعقولاً عن التفكير الصحيح عاطلة ،
ودنيا في مجال التمدن ضائعة متخلفة .
ولقد كـان للنصـارى العرب المقيمين في بلاد المسلمين دورٌ كبير ، وأثرٌ خطير ، في نقل الفكر العلماني إلى
ديار المسلمين ، والترويج له ، والمساهمة في نشره عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ، كمـا كان أيضاً للبعثات
التعليمية التي ذهب بموجبها طلاب مسلمون إلى بلاد الغرب لتلقي أنواع العلوم الحديثة أثر كبير في نقل الفكر
العلماني ومظاهره إلى بلاد المسلمين ، حيث افتتن الطلاب هناك بما رأوا من مظاهر التقدم العلمي وآثاره ، فرجعوا
إلى بلادهم محمـلين بكل ما رأوا من عادات وتقاليد ، ونظـم اجتماعية ، وسياسية ، واقتصادية ، عاملين على
نشرها والدعوة إليها ، في الوقت نفسه الذي تلقاهم الناس فيه بالقبول الحسن ، توهماً منهم أن هؤلاء المبعوثين
هم حملة العلم النافع ، وأصحاب المعرفة الصحيحة ، ولم تكن تلك العادات والنظم والتقاليد التي تشبّع بها هؤلاء
المبعوثون وعظموا شأنها عند رجوعهم إلى بلادهم إلا عادات وتقاليد ونظم مجتمع رافض لكل ما له علاقة ، أو
صلة بالدين .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 06-16-03, 09:23 AM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 06-18-03, 09:31 AM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 06-19-03, 08:00 AM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 06-20-03, 08:38 AM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 06-21-03, 10:12 PM |
Re: العلمانية ؟ | Elsadiq | 06-23-03, 03:47 PM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 06-24-03, 06:47 AM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 07-21-03, 08:30 AM |
Re: العلمانية ؟ | waleed500 | 07-22-03, 00:11 AM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 07-22-03, 09:17 AM |
Re: العلمانية ؟ | nadus2000 | 07-22-03, 10:25 AM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 07-22-03, 11:35 AM |
Re: العلمانية ؟ | ودقاسم | 07-22-03, 11:50 AM |
Re: العلمانية ؟ | Agab Alfaya | 07-22-03, 05:22 PM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 07-23-03, 01:11 AM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 07-23-03, 07:42 PM |
Re: العلمانية ؟ | يحي ابن عوف | 07-25-03, 00:03 AM |
|
|
|