تحياتي عاطف مكاوي اشكرك على المرور هناك غموض يكتنف المرحلة المقبلة. فقد كانت ومازالت شخصية "القائد" تلعب دوراُ مؤثراً في تاريخ الحركة الشعبية، والثابت في هذه المرحلة لكن يظل هناك سؤالاً ملحاً، هو؛ هل ستستمر وحدة الصف هذه؟؟ أم من الممكن أن تتوالد التناقضات وبسرعة خلال المرحلة المقبلة؟؟ وهل ستحافظ الحركة علي دورها الطليعي في الدعوة للتغيير وتواصل التحالفات التاريخية مع قوى الهامش والتجمع الوطني أم ستتخذ مسارات جديدة؟؟من ضمن التحليلات المثيرة للتفكير الافتراض بأن القيادة الجديدة سيتغير تعاملها مع ملف السلام كمدخل للتفكيك وقضية السودان الجديد، وقد تكتفي بالدعوة لتحقيق التحول الديمقراطي والذي نعتقد أنه بالضرورة سيقود الي تغيير جذري في تركيبة الحكم. فإذا كانت رؤية جون قرنق للمستقبل وإعادة هيكلة الدولة ترتكز على نقل المعركة السياسية إلى قلب المركز وتفكيك سلطته وهيمنته، وبناء السودان الجديد على أنقاضه بكافة الوسائل بما فيها السلام نفسه، فإن هذه الرؤية الآن، قد لا تحبذها القيادة الجديدة بذات النهج. ومن الممكن أن تنحى منحاً مختلفاً يحتفظ في داخله بقيم ورؤى السودان الجديد، لكن وفق أسلوب وتكتيك مغاير يعتمد التركيز أولاً على بناء الجنوب وتقويته، وترك مسألة الاختراق للمركز للظروف ومقدرات أهل الشمال. وهذا عكس ما كان ينادي به قرنق، من تفكيك لهيمنة المركز وهزيمته من خلال التوجه نحو الأفق القومي وبناء التحالفات العريضة وإدارة المعارك السياسية والتفاوض مع الهامش، وغيرها من أساليب، بما فيها إقناع قوى المركز أن مصلحتها تقتضي العمل علي جعل خيار الوحدة جاذباً للجنوب عند الاستفتاء علي حق تقرير المصير. ونرجح أن تختط القيادة الجديدة مساراً مغايراً، يرى أن السودان الجديد وتفكيك هيمنة المركز، ستتحقق من خلال تقوية قاعدة الحركة في الجنوب، وتعمل علي مصالحة وتوحيد كافة فصائله السياسية أولاً، قبل التوجه شمالاً، حتى يدرك المركز أن تحقيق الوحدة الوطنية يتطلب تقديم التنازلات التي تجعلها جاذبة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة