إن للإنسان السوي قلب كبير ، والقلب الكبير لا تنبت فيه جذور الغِلِّ وتمتد فالحقد عنصر غريب عليه ما إن يمُّر به طيفه حتى يتقلص ويزول . ثم إنّ له شغلاً بمستقبله وبمحاولة تفعيل دوره في المجتمع الذي يعيش فيه والتفرغ للخصومات ديدن من لا عمل لهم إلا اللجاجة وإيثار النـزاع . ولا أحمل الحقد القديم عليهم .. وليس رئيس القوم من يحمل الحقد إن للطباع الأصيلة في النفس دخلاً كبيراً في أنصبة الناس من الحدة والهدوء والعجلة والأناة والكدر والنقاء إلا أن هنالك ارتباطاً مؤكداً بين ثقة المرء بنفسه وبين طريقة تعامله مع الآخرين وتجاوزه عن خطئهم فالإنسان السوي حقاً رجلا كان أو امرأة كلما حلقّ في آفاق الكمال اتسع صدره وامتد حلمه وعَذَرَ الناس من أنفسهم ، والتمس المبـرِّرات لأخطائهم فإذا عدا عليه غِرٌّ يريد تجريحه نظر إليه من قمته كما ينظر العالم إلى الصبيان يعبثون في الطريق وقد يرمونه بالأحجار.. وقد يذهب الغضب بالبعض مذهب الجنون عندما توجه إليهم إساءة ويرون أنهم حقروا تحقيراً لا يعالجه إلا سفك الدم .. ترى لو كان الإنسان يعيش وراء أسوار عالية من فضائله هل يحس بوخز الألم على هذا النحو الشديد ؟؟ كلا ...إن الإهانات تسقط على قاذفها قبل أن تصل إلى مرماها البعيد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة