التراب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 00:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة تاج السر حسن محمد الملك (Tagelsir Elmelik)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-05-2007, 05:28 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التراب

    التراب


    يهطل المطر مدرارا و الرعد يصيبنى بذعر و خوف حفى , مثله كمثل أغنية ل ( بلاص) , كانت تبث فى المساءات التى تضج بوحدة و سكون و جنادب , صوت ربابة تائهة فى خضم الات نحاسية , موحشة فى رنينها كأنما رنينها ينبعث من مغارة .
    امى فى خضم الهزيم تتمتم ( سبح الرعد بحمده...) , دون ادنى شك , و المطر يتحدى الوقت , والمنازل و الملاجىء , بأحتقار بالغ , يصطخب فى اسطورته بالمردة و الشياطين, ناشئون ناشطون , صم بكم, تستبين وجوههم الساخرة , خلل ضياء البرق الأزرق..أخضر؟؟ وراء الراديو القديم , تجلس فى هدوء , بطارية , زرقاء داكنة , و فى بحر الزجاجة , ضوء أخضر , مشع , اليف, يتحرك جانبيا فى اتجاهين متضادين, حين يدار القرص, و قطعة قماش مشدود على صدره , تلتف حول اغنية, أظنها ( صدفة) ؟؟ قماش ( سمنى) خشن الملمس .
    يقافزالمطر قطراته المرنة على سطح الزنك , و هى فى انفجاراتها المتلاحقة , اشبه ما تكون بكرات من البلاستيك الشفاف الذائب , و أشد ضجة من طرق الحصى , نحسبها الضفادع تهمى من السماء، واختى الصغرى ، تتحول فى صباح اليوم التالى الى علق أسود ، يسبح فى اعداد مهولة فى حركة و ايقاع منتظمين . و تجرى الخيران ، بالماء العكر ، الى غير هدف ، و فى قيعانها ، شظايا زجاج ، أخضر.. أزرق؟؟ يطعن فى راحة القدم ، و فى العيادة الخارجية ، يلبسون ملابس بيضاء ، فوق هياكل من المهوقنى اللامع ، رائحة صبغة اليود ، و اوان فضية لامعة ، و بيضاء , و ماء يغلى و يفور و ينفث بخارا ، انبوبة صغيرة من الزجاج الشفاف ، صفراء..برتقالية؟؟؟ يتوتر داخلها بسائل كالزيبق ، ينحر رأسها بمنشار دقيق ، تغرزفيها ابرة غليظة بعد ( طق) رأسها عن بقية جسدها ، بمقص له ذراعين ملتويين ،و القنائن الزرقاء المائلة الى الخضرة الزيتية ، يعبأ فيها السمن ، و تسد ( بتمرة) ، بها بعض بقايا رائحة خمر مصنوعة من التمر ، تشيع رائحتها فى انفاس الحوقلة بعد صلاة الصبح الباكرة ، و تنشب فوق خيوط العراقى ، و جريدة ( الجماهير) ، و نظارات القراءة الحمراء المفصدة باللون الأسود على اطارها وفى كلتا نهايتى اياديها ، سير أسود يعلق حول الرقبة ، ارق من سير ماكينة ( سنجر) الغليظ ، و فى درجها الخشبى المصقول ، تحفظ ( المزيتة) ، قال ابى ان لم تحفظوا لآمون فضله لحبس عنكم المطر و انزل عليكم ترابا ، او شظايا من زجاج ازرق..اخضر ؟؟يعبأ فيه الخمر الذى يصنع من ثمر النخل ،و خمر الآبرى ، الذى ضل طريقه الى موائد رمضان, فأن لم يكن خمرا ، فما الذى اتى ( بالزريعة) ؟؟؟
    عدونا عقب بزوغ الشمس من بين ركام السحب ، الى الأفق المستقيم ، تزلجنا على سطح السماء السميك المحدب ، الأزرق..الأخضر ؟؟؟ و بقية من تمتمات امى ( سبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته ) ، و أعاد المذياع أغنية ( صدفة ) , و ( عالى النخيل ما ضقنا تمرو) ، قالت جدتى ان المقصود بذلك ( السيد على ) ، و شظايا الزجاج تغير لونها الى احمر..بنى لامع ينضح بالجنجبيرة ، يغرى بالقضم ،شظايا من صورة الملكة أليزابيث ، تهمهم و هى فى حضرة الكاميرا ( يا رب بهم و بآلهم...) ،فى درج ماكينة ( سنجر) ، كانت ترقد بكرات خيوط ملونة ، و صورة ( عبد الناصر ) على الجدار ،و ( حقة) ،و ( ليفة) على فم ( الشرقرق)، ادخلت امى ابرة فى رأس البابور..فصمت و بق- بشعلة زرقاء..حمراء..خضراء؟؟؟ و صارت النار وردة على غصن من نحاس ساخن ،تقف على ارجل معقوفة من النيكل البارد ، و انبعث من بين مسام القماش السميك ،السمنى الخشن صوت ابراهيم عوض ( مين قساك ) ، و جاء ( ختم ود سيدة) ، على رائحة السخينة ، استند ابى على ( المزيرة) ليعتلى سرج العجلة ، بحذر حتى لا يتسخ جلبابه ، تراكضنا نفتح له باب الحوش ، فمر من خلاله و هو يترنح جهدا للتوازن ، حذر السقوط ،تنحنح و هو على مشارف الأسفلت ، تماثل و استوى بحزم ، امتلات بالونة الثقة ببخار العادة ، فأرخى يدا و رفع الأخرى بالتحية!! العسل قيل انه لعلاج ( يوسف) من اليرقان ،يتقيأه و نحن نرمقه بالقبول و الأنخذال و العجز، و بعض حسد ، يدور فنجان القهوة فى يد جدتى المعروقة ، مائتى دورة ، قبل الرشفة الأخيرة ، نسقط كالذباب عليه عقب فراغها ، نلحس السكر المترسب فى قاع الفنجان ، له رائحة تبغ ( الناشونال) ، الذى يتبع خالى انى ذهب ، و فى الطريق الى البيت ، كادت ( القرعانية) أن تأكل مصاريننا ، فأنشدنا اغنية من أهازيج جيراننا الكنوز ( هلا هلا ..او..ابدو ) ، يصيح البائع ( كيب كيب ترمس) ، تراكضنا وراءه ، قالت امى انها ( تمسخ ) الترمس فى البيت افضل ، انصرف الرجل دون رزق ، يحمل ( جردله ) ، مائل الكتف ، و اختفى فى متاهة ميدان الكرة..افق بعيد ، ابعد من البحر ، رقصت ( فتحية ) السامبا فى حفل الختان ، رقصت بفرح ابهجنا حتى نسينا بفعل البهجة الام جرح الموسى ، رقدنا على ظهورنا ،فى جلابيب زرقاء..لبنية؟؟؟ و كشفنا للهواء الطلق ، حبوبتى كانت تسميه ( الراجل اب عميمة) ، كان ( الراجل اب عميمة) ، يرشح بالألم كلما هممنا بالتبول ، نمشى حذر ان نصيبه بأذى ، بساقين منفرجتين ، و أعياء متكلف ، و جيب الجلباب اللبنى ، منتفخ بحلوى ( كريكاب) و الكرمللا ، و كيس ( الحزا) المدبب ، و الحجاب ، جاءت به خالتى من ( ابو حراز) ، مع الشربوت ، نام جدى ( حسين) بعد ان اكثر فى شربه بشغف، متوسدا مخلاية تحت برودة المزيرة مثل كلب عقور ، و داهمته الأحلام..رمادية..سوداء؟؟؟ هب من نومه فزعا ، قطع الجمار و ادرك الصلاة ، شربنا سرا ، و انتفت الأثارة حينما علمنا أ نه لا بأس ، جاءت حاجة ( عشة قصيرونة) الفلاتية بالدقيق ، و فى المساء الموغل ،عزفت ( المزيكة) ( يا حاجة ما تدقى كاروشة) ، رقص الطير المهاجر و هو ينتفض , ( الكاروشة) ،فرح قوم و امتعض بعض ، و تهامس بعض ان ( فاروق ) شيوعى ، انزعجنا قليلا من عدم مقدرتنا على رؤية شىء يراه الآخرون ، جاء و ( بشر) و هو مرتد ( ابرول السكة الحديد الأزرق..الداكن؟؟؟ كان ياسين يشير بأصبعه الى الطائرة التى كانت تقطع السماء كل يوم قبيل العصر ، مؤكدا ( دى كان قريبة ..تكون فى الخرتوم)!!! كان يردد ذلك كل يوم ، تصورت الناس فى داخل هذه العلبة المستطيلة الصغيرة ، مثلهم مثل المطربين داخل الراديو ، ينتظرون دورهم فى صفوف منتظمة خلف القماش السمنى الخشن..و فجأة، انقطع المطر عن الهطول..و هبط التراب ثقيلا..احمر..اسود؟؟

    تاج السر الملك
                  

العنوان الكاتب Date
التراب Tagelsir Elmelik05-05-07, 05:28 AM
  Re: التراب عصام عبد الحفيظ05-05-07, 05:35 AM
    Re: التراب Tagelsir Elmelik05-05-07, 02:07 PM
  Re: التراب mekki05-05-07, 05:59 AM
    Re: التراب Emad Abdulla05-05-07, 11:10 AM
      Re: التراب Emad Abdulla05-05-07, 04:38 PM
        Re: التراب jini05-05-07, 06:19 PM
          Re: التراب Tagelsir Elmelik05-06-07, 02:26 PM
            Re: التراب Tagelsir Elmelik05-07-07, 12:55 PM
        Re: التراب Tagelsir Elmelik05-07-07, 01:23 AM
        Re: التراب Tagelsir Elmelik05-08-07, 03:46 AM
    Re: التراب Tagelsir Elmelik05-06-07, 00:02 AM
  Re: التراب Tagelsir Elmelik05-08-07, 07:46 PM
  Re: التراب Anwar Elhaj05-08-07, 08:10 PM
    Re: التراب Osman Musa05-08-07, 08:39 PM
      Re: التراب Tagelsir Elmelik05-09-07, 02:49 PM
    Re: التراب Tagelsir Elmelik05-09-07, 04:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de