|
17 نـوفمـبر .. وإغـتيال المـولـود السـودانـي
|
تـمـر علـينا اليـوم 17 نوفمـبر .. ذكـرى جـريمـة وأد المـولود السـوداني الجمـيل ، ودخـول الـوطن فـي عهـد الدكـتاتـوريـة والقـمع ، والتخـلف ، وتهـدم كـل مـا بنـاه جـيل البطـولات والتضحـياة مـن حـرية وديمـقراطية ... لـقد جـاء انقـلاب نوفمـبر كمحاولة لقطع الطريق أمام حـركـة المـد الثوري التي كانت تشهـدهـا المنطقـة في حينهـا ... ومن أجل قطع الطريق أمام البديل الوطني الديمقراطي المستقل . وعـندهـأتأكد أن الصراع السياسي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي حقيقة موضوعية ، وله أفقه التاريخي الذي يتجه نحوه .. صراع بين الجماهير الواسعة التي تريد حرية وطنها وتقدمه انطلاقاً من تطور حركتها المستقل عن القوى المعادية للثورة الوطنية التقدمية بأفقها الاشتراكي ، وبين فئة اجتماعية محددة تريد احتكار السلطة لمصلحتها الطبقية الضيقة ولمصلحة أسيادها الإمبرياليين ، وهو ما طبع ساحة الصراع السياسي داخل السودان منذ أن نال استقلاله وحتى الآن . وفـي هـذه الـذكـرى المشؤمـة ... هـاهـو الـواقع يـؤكـد أن الانتفاضة هي خيار الشعب السوداني ، وهي خلاصة تجاربه وتقاليده النضالية ، التي أكدت جدواها وفعاليتها في مواجهة أعتى الدكتاتوريات العسكرية التي مرت على السودان . وهي بهذا المعنى راسخة في ضميره ووجدانه ، ولا يمكن إسقاطها من حساباته السياسية بأي شكلٍ من الأشكال . ولا يعني فشل قوى المعارضة التجمعية في تنظيم الانتفاضة أو الإعداد لها أو تهيئة شروطها الذاتية والموضوعية ، سقوط مثل ذلك الخيار تاريخياً . فقد أثبتت تجربة أكتوبر وتجربة مارس أبريل انطلاق مبادرة الانتفاضة من صفوف الشعب ...، إن الـوفاء لذكـرى اكـتوبـر التي أطاحـت بنوفمـبر لا تقـف عـند حـد أن نتتطلع إلى مجرد التغيير في تركيبة السلطة فقط ، وإنما إلى تغيير مجمل الشروط . وهذا ما يدفع الشعـب إلى دائرة الثورة والفعل الثوري وإلى التعبير عن حاجاته للتغيير الشامل بطريقة ثورية ، أي بطريقتها المعروفة المستندة إلى خبراتها الثورية ، أي طريق الاضـراب السـياسـي والعـصيان المـدني وصـولا إلـى الانتفاضة الشعبية الشامـلة...
|
|
|
|
|
|