|
Re: الإسـلام والعـروبـة فـي منـظور حـزب البعـث العـربـي الاشـتراكـي (Re: حسين يوسف احمد)
|
وفي ضوء ذلك كله ، نستطيع أن نستخلص ثلاثة نتائج رئيسية :
1. أن المساهمة الرئيسية للبعث في موضوع العروبة والإسلام تتركز في الأفق الحضاري ، الذي جعل نظرته تربط الماضي بالحضار وبالمستقبل ربطاً حياً صاعدا وتقدمياً . وكذلك في كون هذا المنظور الحضاري ، قد مكن البعث من أن يكتشف في التيارات الثلاثة التي سبقته ، الدينية والقومية والاجتماعية ، حقائق إيجابية جوهرية كانت تضيع وسط الموقف المغلق لكل منها ، والذي كان يجعل منها حقائق متعارضة في حين انها حقائق متكاملة . أ. فالتيار الديني ، كان يتميز بالتأكيد ، على الحقيقة الدينية وعلى كونها أساسية في حياة البشر . وعلى الدور المتميز للإسلام في حياة العرب وفي حضارتهم . ويشدد على الأصالة ، ويحارب الاغتراب الفكري والنفسي والروحي ، ويكشف عن عمق الخلل الروحي في حياتنا المعاصرة . ب. والتيار القومي ، كان بدوره يمتلك ميزة التعبير عن هوية المجتمع العربي وعن شخصية الأمة وعن عبقريتها ، وعن التناقض الأكثر خطورة في حياة العرب المعاصرة ، وهو ( تناقض التجزئة ) ، ويشدد على هدف الوحدة العربية ، وعلى أهمية العامل القومي في حياة الشعوب في هذا العصر وفي نضالها من أجل الحرية ومن أجل تحقيق الشخصية وشق طريق التقدم الأصيل . ج. كما أن التيار الاجتماعي ، الذي كان يضم الاتجاهات الماركسية والاشتراكية والعلمانية ، كان أيضاً يتميز بإبراز خطر ( التخلف ) كظاهرة اجتماعية وحضارية سلبية ، ومعيقة لتطور المجتمعات الخارجة من المرحلة الاستعمارية وكذلك بالتشدد على أهمية التفاعل مع الحضارة المعاصرة ومع روح العلمية والثورية التي تميزها . وقد كان اكتشاف البعث للحقائق الإيجابية الثلاث تلك ، بمثاية انتقال من مرحلة رد الفعل الى مرحلة التفاعل والحوار الإيجابي البناء . ومن خلال هذا الموقع بقى البعث يشدد على أهمية تكامل هذه الحقائق ، كشرط أساسي في امتلاك القوة التاريخية المتكافئة مع حجم التحديات التي تواجه نهضة الأمة العربية في هذا العصر . 2. النتيجة الثانية التي نخرج بها ، وهي أن صورة العروبة وصورة الإسلام في حقيقتهما الجوهرية ، الحضارية ، وكعامل دافع للنهضة والتقدم والتحرر ، ما تزال تصطدم بعوامل الضياع في الواقع العربي . أي عوامل التجزئة والتخلف ، وبالمخططات المعادية للنهضة العربية وبدوافع العنصرية والعقد التاريخية والمصالح ، وأخطرها هي المخططات الامبريالية والصهيونية . لأنها تركز عداءها على العروبة والإسلام لتعطيل مفعولهما كمحركين حضاريين بأساليب مختلفة . فتمزيق المجتمع العربي ، وتحريك الدوافع الطائفية وتعميق الخلافات والحساسيات ، وخلق الفتن ، واصطناع الأزمات والمشكلات ، وزرع العراقيل في النضال العربي .. كل هذه العوامل الداخلية والخارجية التي تأخذ في هذه اللحظات ، شكل محنة قومية ، هي في الوقت نفسه امتحان تاريخي لنهضة طبيعية لشعب عريق في الحضارة أمام تحديات كبيرة تعمل في الاتجاه المعاكس لحركة التاريخ . فالمسافة بين حقيقة الأمة العربية وبين واقعها الراهن سائرة رغم كل شئ نحو التقلص لأن حقيقتها أقوى من واقعها . وهي تمر في مرحلة تحول تاريخي حتمي تأخذ فيها النكسات معنى الدروس العميقة ، والدوافع المنبهة الى الخلل فالوعيّ العربي ينمو مع نمو الشعور بعوامل الأزمة ومع الإدراك المتزايد لخطورة التحديات الراهنة . 3. النتيجة الثالثة التي نستخلصها ، هي أن موضوع العروبة والإسلام لا ينحصر في اطار العلاقة بين ( القومية والدين ) بالنسبة الى العرب بل أنه يمتد على ثلاثة أبعاد رئيسية : أ. فهو أولاً يتعلق بالسؤال الذي طرحته النهضة العربية قبل قرنين من الزمن .. من نحن ؟ وما معنى الانتساب الى العروبة والإسلام في هذه المرحلة من التاريخ ، وضمن واقع العالم المعاصر ، وباتجاه حركة التاريخ نحو المستقبل ؟ . ب. ثم أنه يتصل بطبيعة فهمنا للعلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل . أي بمنهج الفكر الذي يلتزمه في تحليل الظواهر وتعليل أسبابها وعواملها ، هل هو منهج لاهوتي أم فلسفي أم علمي أم هو منظور حضاري شمولي ؟ وأخيراً ، فإن موضوع العروبة والإسلام يرتبط أيضاً بنظرتنا الى ماضي الحوار الحضاري بين العرب وبين العالم . هذا الحوار الذي كان فعلاً وتفاعلاً وصراعاً وتكاملاً في آن معاً . وبالتالي فإنه لابد أن يتصل بنظرتنا الى المستقبل .
إنتهـت الدراسـة وأتمنى أن تجد حظها في النقاش !!!!!
|
|
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|