|
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة (Re: حسين يوسف احمد)
|
الحوار الذي أجرته مجلة الدستور في باريس مع الرفيق الراحل بدرالدين مدثر قبل 48 ساعة من سقوط نظام جعفر نميري .. والحوار استهدف وضع قضية السودان في منظورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي .. لذلك فالحوار في مجمله دراسة مقارنة تستقرئ مفهوم الاستقلال الشامل من أكثر من موقع ومن زاوية للرؤية..
الدستور : في ضوء الوضع السياسي الراهن كيف تقيمون الاستقلال اليوم ؟
أستاذ بدر الدين : رغم أن السؤال يصلح عنوانا لمحاضرة كاملة إلا أنني سأحاول الاجابة على بعض جوانبه بايجاز معتزرا عن اي اخلال ينتج عنه أو اغفال لبعض جوانب الموضوع . لقد نال قطرنا استقلاله السياسي في 1/1/1956 عبر نضال قاسي ومرير وعامر بالتضحيات ومعبد بدماء الشهداء وتضحيات المناضلين بدءا من الثورة المهدية ومقارعتها للاستعمار التركي ، مرورا بانتفاضة علي عبداللطيف ، ورفاقه البطال لحركة 1924 ، وبمؤتمر الخريجين ونضال الأحزاب السياسية والحركة النقابية .. ومقاومة المشاريع الاستعمارية للتطور الدستوري مثل المجلس الاستشاري لشمال السودان ، والجمعية التشريعية التي كانت ترمي لتقسيم القطر وتأجيل منحه الاستقلال إلى نهاية القرن الحالي . ولذلك فقد كان حلمنا أن يأخذ الاستقلال أبعاده ومضامينه الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والوطنية والقومية العميقة .. ولكن مع الأسف الشديدة فان الحركة الوطنية التقليدية في قطرنا دخلت في مرحلة الأزمة عشية تحقيقها الاستقلال السياسي ، وانقسم حزب الحركة الوطنية التقليدية ـ الوطني الاتحادي ـ إلى حزبين ، وعجزت الحركة السياسية بيمينها ويسارها الماركسي عن بلورة برنامج وطني وقومي تقدمي يستوعب أهداف المرحلة ويجعل الاستقلال السياسي نقطة تحول حقيقية في حياة الجماهير وواقعها الذي يعاني من التخلف والتجزئة القومية والتبعية الاقتصادية والسياسية للاستعمار وهيمنة القوى الرجعية وشبه الاقطاعية والبرجوازية على مقدرات ومصير البلاد .. ولذلك فقد دخل النضال الوطني نفسه في مرحلة الأزمة والنكسات وعجزت هذه القوى عن المحافظة على الديمقراطية الليبرالية التي لم تكن القوى الرجعية المتخلفة قادرة على التعايش معها وكانت عاجزة عن فرض برنامجها من خلالها ، ولذلك فقد سلمت الراية إلى الجناح البيروقراطي العسكري عام 1958 ، والذي فرض برنامج اليمين الرجعي الاقتصادي والاجتماعي ، وربط بلادنا بعجلة الاستعمار الجديد بوسائله الدكتاتورية وبالقهر والارهاب . وعندما تجاوزت الجماهير الحركة السياسية كلها وفجرت ثورة اكتوبر 1964 أدى تآمر اليمين الرجعي بقيادة الصادق المهدي وجماعة الترابي وسعيهم لاستمرار نهجه اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، والاستمرار بالارتباط بالقوى الامبريالية وعزل قطرنا عن حركة النضال العربي والأفريقي مع وأد الديمقراطية وفرض الدكتاتورية المدنية ، أدى هذا النهج إلى تهيئة الظروف الموضوعية لحدوث انقلاب مايو 1969 .. كما أن أخطاء الحزب الشيوعي ، وفقدانه للأفق الاستراتيجي ، وغياب النهج والتقاليد الجبهوية لديه ، لعبت دورا كبيرا في منع غياب جبهة وطنية وقومية تقدمية قادرة على التصدي لبرنامج اليمين الرجعي وهزيمته في فترتي الخكم العسكري الأول وسنوات ما بعد ثورة اكتوبر ..
إن مايو الدكتاتوري والذي استمر تسلطه على قطرنا لأكثر من نصف فترة الحكم الوطني هو خلاصة لنهج وبرنامج اليمين الرجعي .. فقد كرس هذا النظام ارتباط قطرنا وتبعيته للامبريالية الأمريكية والتي أصبحت تتحكم اقتصاديا وسياسيا في مصير بلادنا ، كما أن انتهاج النظام لشروط الشركات المتعددة الجنسيات قد أدى لنهب ثروات بلادنا وتخريب اقتصادها واغراقها في الديون الخراجية حتى بلغت 14 بليون دولار ، الأمر الذي أدى إلى أن يتحكم نادي باريس في السياسات الاقتصادية للسودان وهو ما اعترف به منعم منصور وزير مالية النظام . وليس ببعيد عن الأذهان تدخل نادي باريس وصندوق النقد والبنك الدولي عدة مرات لتخفيض قيمة الجنيه السوداني .. كما أن نادي باريس فرض على النظام ايقاف مشاريع التنمية وفرض عليه فيما بعد رفع الدعم عن السلع الاستهلاكية الساسية .. كما رضخ نظام نميري لمجموعة نادي باريس بتفتيت القطاع العام وتحويل مؤساته واحدة بعد الأخرى للقطاع الخاص الأجنبي والمحلي .. وبناء على توجيهات نادي باريس صدرت عدة قوانين كلها كانت مكرسة لخدمة مصالح المستثمرين ألجانب وتمكينهم من نهب ثروات بلادنا دون أن يتحقق اي تقدم فعلي على طريق التنمية .. باختصار النهج الاقتصادي لنظام نميري أغرق البلاد في الديون الخارجية ، ودون أي مقابل حقيقي على صعيد التنمية والتطور الاقتصادي ، فتدهورت الخمات الحكومية وأصبخ ماتبقى من مؤسسات القطاع العام مؤسسات كاسدة وتعيش على الاقتراض من النظام المصرفي .. وأصبحت اللابد تعيش في ازمات متلاحقة ، وبلغت حد استشراء المجاعة في الاقليم الشرقي واقليمي دارفور وكردفان .. كما أن الازمة الاقتصادية وأجواء الارهاب قد أدت إلى فقدان البلاد لمعظم الكفاءات والمهارات الفنية والمهنية والأيدي العاملة الماهرة .. كل ذلك يوضح الفشل الاقتصادي لنظام نميري ، ويوضح خطورة ونتائج التبعية الاقتصادية للامبريالية الأمريكية ..
هذا على صعيد الواقع المعاش ، أما خطورة النهج الاقتصادي للنظام على صعيد مستقبل البلاد ، فيتمثل فينه للشركات الأجنبية متعددة الجنسيات من نهب ثروات البلاد الكامنة تحت الأرض ضمن اتفاقيات مجحفة .. هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن الاستثنارات التي تمت في مجال الزراعة الآلية قد أدت إلى اتلاف التربة والبيئة ولعبت دورا رئيسا في تسريع دورة التصحر وتفاقمها في البلاد ..
نـواصـل في اجابة السؤال الأول >>>
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | حسين يوسف احمد | 01-25-07, 12:34 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | حسين يوسف احمد | 01-25-07, 12:55 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | حسين يوسف احمد | 01-25-07, 01:09 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | حسين يوسف احمد | 01-26-07, 06:37 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | حسين يوسف احمد | 01-27-07, 02:28 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | حسين يوسف احمد | 01-27-07, 03:52 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | altahir_2 | 02-03-07, 08:35 AM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | altahir_2 | 02-03-07, 08:50 AM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | حسين يوسف احمد | 02-03-07, 12:37 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | altahir_2 | 02-03-07, 08:59 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | محمد حسن العمدة | 02-03-07, 09:44 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | حسين يوسف احمد | 02-03-07, 09:59 PM |
Re: نـم هنيـئا ابـو نـهى .. فالشـعب أقـوى والـردة مسـتحيلة | wagdi salih | 02-15-07, 03:59 PM |
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|