لمصلحة من باعت حكومة الانقاذ حديقة الحيوانات ؟... لماذا ثم لماذا ؟

Quote: كانت حديقة الحيوانات بالخرطوم وحتى بيع أرضها إلى ليبيا معلماً بارزاً من معالم العاصمة حيث كان معظم الوافدين اليها من الاقاليم يبدءون فسحهم ونزهاتهم من حديقة الحيوانات التي كانت الارحب والأكبر والاشمل في كل افريقيا..!كذلك كانت الأسر العاصمية برمتها أو في معظمها تمضي العطلات والإجازات في حديقة الحيوانات .. او «الجنينة» حيث يلهو الصغار والكبار مع المئات اوالآلاف من الحيوانات التي أحضرت للحديقة من كل أرجاء السودان بل وبعضها جاء من خارج السودان !إبان الخصومة بين نميري والقذافي طالب الاخير ببعض الاموال او القروض او السلفيات التي منحها للنميري في ايام شهر العسل - الذي حولته احداث الغزو الليبي للسودان او ما عرف بهذا الاسم الي شهر من العداء والبصل - حيث قــرر النميري ان يرد للقذافي كل مليم استلفها منه ..! يومذاك وتحديدا نحو عام 1976م وفي غمرة غضب نميري من الغزو قرر ان يرد« الدين لكي تنام العين » كما يقول المثل حيث اطلق نداء -مال الكرامة- وتقرر ان يدفع كل مواطن قرشاً أو قرشين أو جنيهاً أو جنيهين لكي يسدد القرض الليبي ..! طبعا تدافع الناس يومها ودفعوا استجابة لطلب النميري ولكن وبعد الانتفاضة جاءت ليبيا وقالت للصادق المهدي الحساب ولد .. ذلك لان ليبيا كانت قد أيدت وساندت ودعمت المعارضة السودانية ثم قدمت فاتورتها وطلبت عدة اشياء ابرزها ان يكون الكتاب الاخضر هاديا للنظام الديمقراطي في السودان وان يكون السودان جماهيرية بدلا من جمهورية وان تكون اللجان في كل مكان ..! Quote: طبعا هذا لم يطبق ومال الكرامة لم يسدد الي ان جاءت الانقاذ فأعلنت ليبيا ترحيبها وتأييدها للنظام الجديد في السودان ولا أحد يعرف دقائق العلاقات وما اذا كانت ليبيا قد طلبت من قادة الانقاذ ذات المطالب ام لا ..؟!ولكن الذي حدث هو ان عاصفة غير مسبوقة هبت علي حديقة الحيوان التي تشتت أيدي سبأ كما يقولون حيث قالت عبقرية الذين عصفوا بجنينة الحيوانات التاريخية يمكن إيجاد جناين حيوانات بدل جنينة واحدة وان الهدف هو الاستفادة من هذه الارض التي تعتبر الاكبر والاجمل والاغلى في الخرطوم كلها بل هي وبشهادة الخبراء اغلي من الارض في طوكيو اليابانية .. او لندن الانجليزية ..!المهم تقرر بيع الجنينة وتشتيت الحيوانات حيث تفتقت عبقرية سمسار ليس بعيدا من اهل القرار وعرض فكرة ان تشتري ليبيا الجنينة .. في مقابل مال الكرامة او القروض والديون الليبية علي السودان ليكون الامر تحت شعار « من فك دينه نامت عينه» ..! وبعدها حدث البيع وباعترافه المكتوب علي صفحات هذه الجريدة منذ سنوات كان نصيب الاخ السمسار اربعة ملايين دولار حق اتعابه في اتمام صفقة الجنينة . الآن كل هذا أصبح ذكرى أليمة أو عظيمة إلا أن ثمة شكلاً هندسياً مثيراً جداً قد قام فوق أرض الجنينه - بمقرن النيلين ..! ان هذا الشكل الذي يثير انتباه الطالع والنازل من الناس هو «برج الفاتح » الذي يعرف الناس شكله وبعضا من قصته ولكن لا احد دخله كصحفي ليقول لنا ماذا بالداخل ونعني داخل هذه القبة الهندسية الشديدة الجدة علي عين الناظرين السودانيين ..! وهنا تحقيق زميلنا ود القش عن برج الفاتح بعد ان اعطينا خلفية عن طيبة الذكر - جنينة الحيوانات..!