|
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: هشام آدم)
|
الأخ هشام آدم ك التحية والتقدير وأطيب التهاني والأماني بالعيد , وأشكرك علي ما أثرته من ملاحظات علي قصتي القصيرة (بائعة الكسره) , فقد كان سيدنا الفاروق عمر يقول (رحم الله امرئ أهدي الي عيوبي) . وسأبدأ ردي من النقاط التي أثرتها بأنك افتقدت العقدة أو الحبكة في القصة , فالعقدة في القصة القصيرة او الحبكة والتي سميتها أنت الدراما كما تعلم هي تتابع زمني يربط بينه معني السببية , أي أن عقدة القصة ينبغي ان تجيب علي سؤالين هما , وماذا بعد , ولماذا . وكل عقدة تتضمن صراعاً وهو اما ان يكون صراعاً ضد الاقدار او الظروف الاجتماعية , أو صراعاً بين الشخصيات , أو صراعاً نفسياً داخل الشخصية نفسها . وفي حالة ست أبوها فهنا العقدة تأتي من الصراع مع حالتها الاجتماعية بعد مقتل زوجها وفقدها العائل لها ولبناتها , أو العون من أهلها الفقراء , وافتقارها للتعليم أو لحرفة تكتسب منها العيش الشريف , ولهذا السبب صممت علي أن تأكل وبناتها من كد يدها في عمل بيع الكسره . ونأتي الي كلمة العنقريب فهي ليست كلمة عربية فصحي وهي مذكر وأرجح أنها تُجمع علي جمع تكسير وليس جمع مؤنث سالم , وفي هذه الحالة أوافقك علي قولك ( ثلاثة عنقريبات وليس ثلاث عنقريبات) , لأن الكلمة مذكر ويأتي التمييز لها هكذا , والكلمة المتداولة هي العناقريب في سوق أمدرمان الذي يضم هذه الاسرة السودانية . في وعلي : جاء في القاموس المنجد ( ولأصلبنكم في جزوع النخل) , أي عليها وكلتا الكلمتين صواب , والاستعمال الشائع هو الرقاد علي السرير وليس في السرير مع اننا في لغتنا الدارجة نقول نمت في عنقريبي او سريري . في أعلي الجدار أو علي الجدار : وهنا حرف (في) أكثر تحديداً للموضع مثل في وسط الحائط او في أسفل الحائط , ولا ضير في استخدام الصيغتين . أوافقك علي أن كلمة شوارع لا تقبل التنوين , وكذلك ترفها فوق بعضها البعض . وأما وصف ست أبوها بأنها معروقة الوجه فيعني أنها مهزولة الوجه وليس وجهها كثير العرق فقد جاء في القاموس المنجد ما يلي : استعرق : تعرض للحر كي يعرق . رجل (معرق ومعروق) العظام - مهزول , وأنا أقصد المعني الثاني . وما ذكرته أنت أنها استعرقت بسبب نار الدوكة زيادة علي عرق وجهها . وأما الرقاد علي العنقريب , فالعنقريب يرقد عليه الرجل والمرأة وان كانت كلمة ترقد تخصص للأنثي . تبرطم وتغمغم : كلمة تبرطم أكثر ابانة في حالة البنت ولغة حديثها وكان الافضل ان أضعها بين قوسين . أرجو أن لا يكون هناك تأثير سلبي علي مجمل القصة , وأن لا يتغبش المغزي من عرض حالة شريحة مقدرة من الشعب السوداني .
|
|
|
|
|
|