|
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه (Re: Abdel Aati)
|
الإحترام والسلام
الرفيق الأستاذ عادل عبدالعاطي:
شكراً جزيلاً لإثرائك البوست بالملحوظة التي أوردتها عن إنطياف الحزب الشيوعي من زمان (لم تحدده) وقد يكون كلامك فيها صحيحاً.
لكن في رأي البسيط الذي قد يكون مملوءأ بالأخطاء إن السبب الرئيس لزيادة التكلس في كل الأحزاب في السودان وتحولها لحالة طائفية هو المناخ الليبرالي السائد وهو المناخ الذي يقدس حرية التملك الفردي لموارد ووسائل عيش الناس في المجتمع .
فبمنع هذه الملكية من الصرف في الرأي والنقاش بتهم جاهزة وبسخطيات مختلفة تتعطل وتتلبك أراء التغيير والتحديث وتتجه إلى تناول الشكليات ومظاهر الأمور وعرضها كالإهتمام بتغيير الأسماء، أو بتمييع الإصطلاحات أو تشديدها، أو تغيير أسلوب التنظيم السياسي من الرأسي المباشر إلى غير المباشر .إلخ بينما تبقى الأزمة الرئيسة في المجتمع وفي أحزابه أيضاً -وهي أزمة علاقات العمل والعيش -تبقى بعيدة عن محاور النقاش أو مخططات التجديد! فيعاد إنتاج الأزمة في هذا الحزب أو في ذاك بتكرار إنفصام حياة الحزب عن الحالة الفعلية لعيش أكثر السكان.
فبينما يتطاحن أهل السياسة في المدينة في نزاع ليبرالي كبير حول "وسائل وأساليب العمل السياسي" مثالاً فأنك تجد أهل الهامش والأرياف مطحونين بالنقص المريع في ضرورات الحياة والعيش وأكثرها محكوم بالسياسة الليبرالية للتملك الفردي للموارد!
أخذ العبرة من ذا يتمثل في تلاقي ثوريي المدينة وثوريي الريف لإزالة أصول وأشكال التملك الفردي للموارد العامة، وهو تلاقي مطروح في كل الأحزاب السياسية مع إختلاف درجة طائفيتها ولكن لأن القوى المسيطرة في هذه الأحزاب تنتمي لنفس القومية المسيطرة منذ 1504 على السلطة والثر وة في السودان، فإنها ثقافة محكومة بأطر عنصرية في النقاش تؤجل حل أزمات السودان الطبقية والعيشية في أريافه لحين حل أزمات الصراع السياسي في المدينة.بكل ميثدولوجياته وأودلوجاته وآيديولوجياته ..
نتيجة لهذا التسويف التاريخي فإن البعض في حركات الثورة والتحرير الناهضة في الريف يضع في حساباته ضرورة العلاج الجذري للأزمة أو بالعدم ضرورة الخروج من دولة السودان القديم .
ومن جدل هذين التيارات وتفاقم الأزمة العامة تتكلس الحركة السياسية بقِلة فعلها الموجب، وتضحى مجالاً للسمسرة النظرية والتقلب العقلي بين مشارق الأفكار ومغاربها وويتحول مثقفيها إلى حالة ديوجونية يبحثون عن الشمس في النهار بمصباح ليبرالي أو ماركسي غير لينيني وتضحى السياسة الحزبية ميداناً لصراعات أو توافقات الشلل في المنظمات المدنية الممولة خارجياً، حل فردي نوعاً ما لأزمة العمل-الأجور لعدد كثير من الناس، كما تأخذ الأحزاب والمؤسسات وأجهزة الدولة في الإمتلاء بصراعات ذاتية بعيدة عن الموضوعية العامة للتغيير طالما بقى المشروع العام للتغيير في السودان نفسه مشروعاً محنطاً بفعل التأثير العالي لتواشج علاقات القرابة وثقافة المصلحة الفردية والحل الفردي.
لكن هل كل الإمكانات النظرية والعملية للتغلب على هذه الحالة الطائفية-العشائرية إمكانات متساوية في كل الأحزاب السودانية أم إنها إمكانات تختلف فيها أكثر في بعضها وأقل في بعضها؟
في تقديري البسيط إن الأحزاب الليبرالية ذات الشكل الثيوقراطي (الأمة والإتحادي والكيزان) هي صاحبة إمكانات نظرية أقل بحكم إرتباطها الشديد بفكرة الإمامة الدينية وبقدسية تملك الفراد لموارد المجتمع بينما الأحزاب الليبرالية ذات الشكل المدني (المؤتمر ، الليبرالي، أحزاب الجنوب) فإنها تتمتع بإمكانات نظرية أرحب لنقاش جذور الأزمة كذلك الحزب الشيوعي بوضعه الليبرالي الحالي ضد تقييد حرية التملك الفردي للموارد العامة. من هنا فإن نقاشي ونقاش الرفيق أحمد على ضعفهما وقلتهما يمكن أن ينبه بعض الناس إلى أهمية التغيير الثوري من هذا الوضع بينما نقاشك هنا يتجه إلى صيغة أن لا فائدة ترجى . وهي صيغة عدمية تشبه في مضمونها صيغة الهجوم الجارف الذي شنه الرفيق السر على مقال الرفيق احمد والحق إنكما تسجلان موقفاً واحداً خلاصته أنه لا يمكن التغيير إما لأنه قد حدث وإكتمل حسب معنى مقال تاج السر ، أو لأنه مستحيل في رأيك الكريم لأن الحزب قد إنتهى وتحول إلى طائفة من زمان !!
الأنسب في تقديري الاولي البسيط المشوب باخطاء أن يبتدئي حل الزمة الطائفية في الأحزاب بنقاش الأزمة العامة في السودان وتحديد الأسلوب العلمي الناجع لعلاجها وتحديد القوى الإقتصادية الإجتماعية الموضوعية لإنجاز هذا العلاج والطبيعة القومية الثقافية والسياسية لوجودها في طبقات وقطاعات المجتمع، ثم تاطير كل ذلك في برامج عامة وتخصصية. وهو امر يختلف عما سبق طرحه من مشروعات إصلاح بإهتمامه بفتح طرق التأثير الإجتماعي الثقافي للقوى السودانية المستضعفة في قمم الأحزاب. فتحاً كاملاً وافراً قائماً على قناعة موضوعية راسخة إحصاءاً وإعلاماً بالفشل البنيوي للتركيبة الأحادية عنصرياً لإدارات لاحزاب السودانية المسيطرة في الشمال.
لكن حتى نصل إلى هذه المرحلة من النقاش كان بالأوجب لفائدة الدرس والتعلم أن يقوم قادة حزبنا وأيضاً قادة بقية الأحزاب وحتى قيادة حزبك الليبرالي بجمع مثل هذه الإنتقادات وعقد سمنار حولها مثالاً -إن لم تخلص النيات لعقد مؤتمر تنظيمي أو فكري ثم تنظيمي أو الإثنين معاً - فالدراسة الجماعية والنقاش العام (المنظم بتناسق وفاعلية) أمران مفيدان في تطور كل الأشياء وكل الأحزاب وهو احسن لذلك من التفرغ للهجوم على مقال إنتقادي عزيز في هذا الزمان، أو التفرغ للسخرية من تاخره.
ولك مع الود كل التقدير.
والتحية والورود لأماليا وكل الأعزاء
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-17-09, 04:43 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-17-09, 08:07 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Abdel Aati | 09-17-09, 08:30 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-18-09, 02:15 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | حمور زيادة | 09-18-09, 02:30 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-18-09, 03:55 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-18-09, 05:20 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-18-09, 07:34 PM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-19-09, 07:44 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | عبد الوهاب المحسى | 09-19-09, 03:39 PM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Amjed | 09-19-09, 04:09 PM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-20-09, 08:22 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-21-09, 03:13 PM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-23-09, 03:55 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-23-09, 04:11 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Omayma Alfargony | 09-23-09, 06:50 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-23-09, 07:59 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | بدر الدين اسحاق احمد | 09-23-09, 10:42 AM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-23-09, 09:43 PM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-23-09, 10:34 PM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | عبد الوهاب المحسى | 09-25-09, 11:02 PM |
Re: جسارة وموضوعية إنتقاد الرفيق أحمد لقيادة الحزب وضعف الجواب التقليدي المألوف عليه | Al-Mansour Jaafar | 09-28-09, 12:53 PM |
|
|
|