|
|
 Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
تقديم د. الباقر العفيف :-
السلام عليكم , ومساء الخير
نرحب بكم فى ندوة الليلة .. نستضيف اليوم شخصان لهما مساهمات مشهودة د. عبدالله على ابراهيم و د. النور حمد , الاستضافة تتم تحت سلسلة (تأملات عائد الى الوطن) , فكرة هذه السلسلة تتمحور حول الأشخاص اللذين خرجوا من السودان لفترات طويلة , واكتسبوا تجارب أضافية .. يتحدثون عن هذه التجارب وعن المرحلة التى كان فيها السودان قبل مغادرتهم , والوضع الداخلى عند عودتهم .
بالتأكيد حدث تغيير كبير فى السودان , حدث تغيير سياسى واقتصادى بشكل جذرى , وانعكس ذلك على المجتمع فى تعامل الناس وأفكارهم .
ومن يعود من الخارج نسمع منه عبارات ان الناس تغيرت .. حدث زلزال فى البلد , ومن كانوا فى الخارج لديهم ميزة النظر من الخارج والشعور بالتغيير الذى حدث , وعلينا الأستفادة من وجهة نظر من كانوا فى الخارج خاصةً لو كانوا من فئة المفكرين والمبدعين .
*
د. النور حمد :-
بسم الله الرحمن الرحيم
جزيل شكرى وتقديرى لمركز الخاتم عدلان
انا الان ايضاً فى أجازة , ويبدو ان د. عبدالله عائد بشكل اكثر ثباتاً من عودتى .. انا افكر فى العودة وقد ابتعدت عن السودان لفترة 18 سنة متواصلة , رجعت اول مرة سنة 2007 بسبب انتقالى من الجامعات الاميركية الى جامعة قطر , ومنذ استقرارى فى قطر حضرت للسودان 8 مرات تقريباً فى غضون عامين , وهو دليل على رغبة العودة للبلد .
عندما خرجت ظننت اننى لن اعود , اعتقدت فى لحظة من اللحظات اننى لن اعود , ولكن بعد التجارب يُدرك المرء ان (صُرته) مدفونة هنا .. فى السنوات الخمس الاخيرة اصبح التفكير فى العودة يأخذ شكلاً اكثر الحاحاً .
اول انطباع عندى فى الخرطوم عام 2007 اننى فى مدينة مختلفة لا اعرفها , حتى فى معرفة الاتجاهات والأمكنة .. كنت فى حاجة لمدة من الزمن حتى اتعود على الشوارع .
حرصت عند عودتى على حجز مقعدى جوار النافذة فى الطائرة حتى انظر للبلد من الجو وهى هوية عندى وتُرجعنى لطفولتى حيث (.........)اجة رؤية الأشياء , الرؤية من زاوية غير مألوفة فى الجو ويطلقون عليها أسم زاوية عين الصقر .
اتذكر ان الطائرة عبرت النيل الازرق فى منطقة سوبا , رأيت من نافذة الطائرة امتداد النيل الازرق وشارع الخرطوم / مدنى .. اكتشفت ان الخرطوم قد تمددت جغرافياً باتجاه الجنوب بشكل كبير , عند مغادرتى كان اقصى حد للخرطوم هو السوق المركزى والمنطقة من الصحافة حتى السكة حديد كانت خلاء .
انا لست خرطومى , انا من الاقليم ولكنى درست كلية الفنون فى الخرطوم لمدة اربع سنوات وعشت فيها بعد التخرج لفترة طويلة .
فى الخارج كنت اسمع بالتغيير وان الناس قد تغيرت وكنت احرص على متابعة الصحف السودانية والمشهد السياسى , الشاهد فى الامر اننى عندما حضرت شعرت اننى فى مدينة مختلفة , ايام الدراسة وسكنى فى داخلية (المقرن) , كان عدد الناس فى العاصمة قليل وكانت الحركة بسيطة , وعند عودتى لاحظت كثافة البشر وكانت المنطقة حول الجامع الكبير فى قلب السوق العربى عام 2007 يكاد يستحيل فيها السير .
حدث سحب للسكان من الريف للمدينة , واصبح من الواضح ان الايقاع قد اختلف فى العاصمة من ذلك الايقاع الهادى ايام الدراسة الجامعية .. تغيرت علاقات الناس بحكم تغيير العلاقات الاقتصادية .
فى الحقيقة انا مُعارض لهذه الحكومة ولكن لا يعنى هذا اننى اتهم الحكومة فى كل ما يحدث , اعتقد ان التحولات التى تخلق الامم تحدث على مدى زمنى كبير , من يقرأ التاريخ الامريكى يكتشف ان امريكا قد مرت بظروف تتشابه مع ظروفنا لحد كبير .. الامم لا تُولد فى يوم وليلة وهو مخاض وحراك عنيف وطويل .
نحن دخلنا المرحلة النهائية – والانسان يتمنى الخير – مرحلة ترسيخ الثوابت والأشياء , اريد هنا فى حديثى ان اُصبح معتدل ولا اركب موجة المعارضة ووضع كل التغيرات التى حدثت للمجتمع السودانى فى (مُخلاية) الانقاذ , صحيح الانقاذ احدثت كثير من الأشكالات ولكن ايضاً الانقاذ ليست نبت شيطانى , هى جزء من فكرنا وفهمنا وتاريخنا وهى لم تأتى من فراغ , بقدر ما جاءت من أخفاقات , ويجب ان يتم العلاج على اساس انه أشكال يخصنا نحن .
عند عودتى الاولى للسودان ذهبت للجزيرة , وقمت بزيارة حلة حمد الترابى , شعرت ان الريف قد تم اهماله وانحصر الجهد والتركيز فى العاصمة فقط , كما قلت انا احاول الانصاف واقول ان وجود خدمات الكهرباء والمياه فى العاصمة مع هذا التضخم السكانى هو جهد معقول لحد كبير , لكن المشكلة هى فى الريف وبمجرد خروجك من تفتيش سوبا تشعر بالفارق .. عندما دخلت مشروع الجزيرة الذى تربيت فيه واعرفه معرفة تفصيلية , عرفت بمجرد دوخلى له ان اليد قد تم رفعها منه والمشروع مُهمل بشكل غريب جداً , لا صيانة للترع ولا للطرق , حدث تغيير للناس فى القرى واخشى القول ان حياتهم تكاد تفلت منهم , الريف اصبح ساكن والحياة فيه ميتة , وهناك اهدار لوقت كبير فى المجاملات فى الافراح والاتراح وكل انسان شارك فى حوشته شخص واصبح هناك اعتماد على الاشخاص فى الخارج , حدث جمود ذهنى نتيجة عدم وجود حراك وتشعر ان الشخص يتحدث معك من مسافة بعيدة والحضور الذهنى اصبح اقل , وضاعت الحيوية القديمة .. ربما انا الذى تغيرت وهذا صحيح ولكن الواقع ايضاً حدث فيه تغيير والجزء الكبير فيه تغيير سالب .
وجدت اُسر كثيرة رحلت من الجزيرة الى الخرطوم من اجل التعليم والعمل , لكن المشكلة هنا انه ان لم تحدث نهضة فى الريف فان الوضع يُصبح مختلاً ونجد فيه لُهاث البنية التحتية فى العاصمة من الاعداد المتزايدة .
اُحب ان اقول ان السودانيين مازالوا بخير ويتعاونوا فى حل مشاكلهم , حتى فى اثناء القيادة نجد التراضى فى الشوراع بعيداً عن الالتزام بشارات المرور .
نحتاج لنقلات كبيرة فى المجتمع السودانى , وواحدة من هذه النقلات هو خروج السلطة من تخندقها , واشعر من خلال متابعتى للقنوات التلفزيونية السودانية ان هناك خطاب أحادى للذات ودعاية .
عشت فى أمريكا وقمت بالتدريس فى جامعاتها وشاهدت نظام التعليم والادارة هناك , وايضاً وجدت مثالب كثيرة فى المجتمع الامريكى .. لم اكن لاعرف مثالب النظام الراسمالى لو لم اتعايش مع التجربة فى نظام راسمالى , وانت هناك فى النهاية فى مكان محدود , وتشعر انك مزروع فى مكان مختلف وفى النهاية تعود للمكان الذى نشأت فيه لتُسهم فى الحياة التى كنت جزء منها .
لو قارنا السودان بالدول التى عشنا فيها سوف نظلم السودان .. نحن فى دولة تتلمس طريقها نحو الوحدة القومية ونحو المؤسسات , وهناك مشاكل التعليم ومشكلة ان نظام الانقاذ هو نظام راسمالى رفع الدعم عن ضروريات الحياة , انا ابن مزراع ولولا ان الانجليز قاموا ببناء الداخليات لما تعلمت .
عندنا أشكالات فى ادارة الدولة وفى التوجه نحو مصلحة المواطن , كما اننا نُعانى من مشكلة الانقلابات العسكرية .
نحتاج للحوار الموضوعى والشجاع .
*
د. عبدالله على ابراهيم :-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعيد بوجود د. النور حمد معى , هو صديق قديم , تفرقت بنا السبل , ثم تلاقت فى الولايات المتحدة الاميركية وتجددت بينا المودة وتفتحت بيننا سبل النقاش .
انا عائد , وانا فى نفس الوقت لست عائد , انا مكنجر , فرسان الكبابيش كان لديهم خدعة فى الحرب بانهم يمثلوا دور الفارين من المعركة ثم يصيح واحد منهم
كنجر
فيلتفتوا على الخصم ويقوموا بالقضاء عليه .. فانا مكنجر ولست عائد .
انا لم أسافر بسبب الولع بالغرب او نتيجة قرار منى .
ما حدث اننى سافرت بعد تقديم مشروع عرض لدراسة القضائية وتاريخ القضائية والصراع بين القضاة الشرعيين والمدنيين .. المنافسة كانت فى منظمة فورد فى القاهرة وكتبت مشروعى وعن طريق المنافسة تم اختيارى لقضاء عام كامل فى جامعة نورث ويسترن فى امريكا فى برنامج الدراسات الافريقية , وفى نفس الوقت جاء خطاب من دار نشر نفس الجامعة عن قبول كتابى عن الرباطاب .
طلبت من الجامعة هنا السماح لى بالسفر حتى استفيد من هذه الفرصة , لكنهم رفضوا , ربما بسبب اننى كنت (مُسخن) مع مدير الجامعة والوكيل , وطلبوا من الشعبة عدم السماح لى بالسفر .
سافرت للقاهرة بصحبة الوالدة وابن اختى , وذهبت انا الى امريكا وكتبت للجامعة اننى سافرت , كان من الممكن احضار خطاب من بعض رموز الانقاذ فى ذلك الوقت حتى يأذن لى مدير الجامعة فى دقيقة , وانا فى ذلك الوقت كنت متؤاط مع الانقاذ كما يقال وكنت على صلة مع اكبر الرؤوس , ولكنى لم افعل عملاً بحكمة الرئيس اسماعيل الازهرى عندما طلب منه الاتحاديين تعيين مكى شبيكة مديرا لجامعة الخرطوم ووافق ولكنه قال انه لو قام بتعيين مكى وتعود على التعيين فانه سيقوم بتعيين اى شخص اخر بعد ذلك , وفى النهاية لم يتم تعيين شبيكة .. كانت حكمتى عدم ادخال الجانب الحكومى فى هذه القضية حتى لو اخطأت الجامعة كان هذا الكلام فى 1991 , فى 1992 جاء جواب بفصلى من الجامعة , ولم استخدم الجواب للترويج عنى كسياسى منشق او من اجل اللجوء .
لم تكن الهجرة هدفى , ولم اهرب من شىء .. رحلتى هى أكتشاف الشغف الاساسى , والبيئة الامريكية بيئة ممتازة لهذا الاكتشاف .
استشهد دوماً بكلام صديق لى عن ذهاب المناصير للعيش فى مناطق الشوايقة ايام المهدية , وعند انتهاء المهدية ارادوا الرجوع لمناطقهم وغنى مغنيهم
والله لو ما المربى والتربة
قعادنا مع الشوايقة ولا اوروبا
واحنا والله لو ما المربى حيث تربينا والتربة , قعادنا مع الامريكان ولا اوروبا .. واصلت هناك الكتابة فى الصحف والابحاث .
الخرطوم طبعاً مزعجة , وانا عشت فى زمن كانت حدود الخرطوم هى الديوم الشرقية .. حدث التطور بطريقة راسية فى العاصمة وتمددت .. اصبح الفارق كبير بين مستويات الناس واصبحت هناك فئة الشمس وفئة الظل .
واتفق الناس على مصطلحات (مرتاح) و (مرطب) وهى اصطلاحات للطبقة البرجوازية ويأتى شخص مثل كارل ماركس يعمل ليها (تُوم) و (شمار) .
طبقة الافندية عادت فى أشكال جديدة مثل موظفى الجمارك والمسموح لهم بأخذ نسبة الدخل وموظفى الجيش , والبنوك , وموظفى الامن .. عادت هذه الطبقة بشكل غير طبيعى ويتحدث الناس عن امتيازاتها , وضاع بين الرجلين المدرسين والباشكاتبة .
ايضاً من ملاحظاتى ان العلمانية الان ليست مطلب ولكنها ممارسة , وكان هناك قول للافندى ان افضل من يحقق العلمانية هم الاسلاميين , اشاهد العلمانية فى الاولاد والبنات فى الحدائق وهم (بيتونسوا) , فى الموبايل وثقافة الموبايل , وفى ديمقراطية العائلة فى العلاقات , وانا اقيس هذا بجيلى , نسبة 70% من العاملين فى المصانع من النساء .. الخوف من مصطلح العلمانية الى اطلق تسمية الدولة المدنية هو هروب من حقائق ومن مطلب مشروع .
20 عاماً من حكم الانقاذ عملت الناس ان الدين اقدس من اقحامه فى السياسة وظهرت نكتة (دخلتونا الجامع ودخلتو السوق) .. ظهر وعى عدم ترك الدين للمتدينين .
كتاب الاعمدة فى الصحف عندهم هاجس الزمن الجميل , ورطة ان الزمن الجميل هو زمن المحجوب وازهرى وشارع الدومة وسمك السبكى .
هو زمن جميل لمنو ؟ .. يجب الخروج من أسطورة الزمن الجميل .
زمن هذا يمكن وصفه بان القديم يتخثر ومتاهفت والجديد لم يُولد بعد , فى كل المجالات .
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-02-09, 11:50 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-02-09, 12:00 PM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-02-09, 12:12 PM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-02-09, 01:16 PM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-03-09, 08:52 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-03-09, 10:43 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-03-09, 11:31 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-06-09, 07:59 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-06-09, 08:54 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-06-09, 12:20 PM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مؤيد شريف | 09-06-09, 06:33 PM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | Adil Osman | 09-06-09, 08:58 PM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | Asskouri | 09-06-09, 10:05 PM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-07-09, 08:04 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-07-09, 10:11 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-08-09, 07:35 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-08-09, 08:18 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-10-09, 09:12 AM |
| Re: تأملات عائدين للوطن , د. عبدالله على ابراهيم , د. النور حمد (ملخص + صور) | مركز الخاتم عدلان | 09-13-09, 11:02 AM |
|
| |
مركز الخاتم عدلان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست