مــآلاات وحســاباتات تبدل مواقف الزعيم اللبنانى / الدرزى ولــيد جــنبلاط

Quote: بيروت - 'القدس العربي' - من سعد الياس: اختار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط فندق بوريفاج الذي كان مقراً للمخابرات السورية لاطلاق جملة رسائل في اتجاه الداخل والخارج أبرزها إعلان الطلاق مع قوى 14 آذار، وأن زيارته الى واشنطن كانت 'نقطة سوداء في تاريخ الحزب التقدمي الاشتراكي الناصع الابيض'، قائلاً 'إن زمن الوصاية السورية ولّى والجيش السوري انسحب، فكفانا بكاء على الاطلال'. وقال جنبلاط في موقف لافت في افتتاح الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي 'تحالفنا في مرحلة معينة تحت شعار 14 آذار مع مجموعة من الاحزاب والشخصيات بحكم الضرورة الموضوعية آنذاك التي حكمت البلاد لكن هذا لا يمكن أن يستمر، علينا اعادة التفكير بتشكيلة جديدة اولاً داخل الحزب ثانياً على الصعيد الوطني من اجل الخروج من هذا الانحياز من هذا الانجرار الى اليمين'. ورأى جنبلاط 'أن اللامعقول هو الذهاب الى الولايات المتحدة الامريكية والجلوس على طاولة المحافظين الجدد وقال 'موضوعياً التقينا مع المحافظين الجدد في امريكا لحماية ما يسمى ثورة السيادة والحرية والاستقلال، هذا لقاء في غير التموضع التاريخي للحزب التقدمي الاشتراكي ولكن آنذاك، ولست هنا لاْبرّر، كان همنا الاساس هو موضوع المحكمة، ربما كنا نستطيع ألا نذهب، الذي حدث حدث، ذهبنا، ولم تكن تلك إلا نقطة سوداء في تاريخنا'. واعتبر جنبلاط فرحة الانتصار بالانتخابات النيابية ' فرحة مؤقتة لا معنى لها'، وقال 'لم نخض نحن كحزب أو كـ14 آذار معركة ذات مضمون سياسي، خضنا معركة رفض الآخر ذات طابع قبلي، رفضنا الآخر من موقع مذهبي وقبلي وسياسي وما يُسمى انتصرنا، ليس هذا انتصارا، ننتصر عندما نخرج من اليمين ونعود الى اصولنا وثوابتنا والى اليسار والى الفكر العربي وصولاً الى العلاقات المميزة مع سورية ومن خلالها مع العالم العربي'. وفيما كان منتظراً أن يأتي اول الردود على جنبلاط من قبل مسيحيي 14 آذار وتحديداً القوات اللبنانية وحزب الكتائب، فإن الرد جاء من 'تيار المستقبل' الذي يرأسه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. وأكد البيان الذي لم يسمِ جنبلاط بالاسم 'التمسك بمبادئ ثورة الأرز عمومًا وبذكرى 14 آذار خصوصا، وهو اليوم الذي انتفض فيه جميع اللبنانيين في وجه اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودفاعا عن مبادئه'. وقال البيان 'يؤكد تيار المستقبل تمسكه بهذه المبادئ ويعلن أنّه لن يتغير، وأن 'لبنان أولاً' سيبقى شعاره، لأن لا مكان لأحد في لبنان إن لم يكن لبنان العروبة الحديثة أولاً، ولبنان الاقتصاد والعلم والثقافة أولاً، ولبنان الاعتدال والعيش المشترك والمناصفة أولاً، ولبنان التطور والديمقراطية والحرية والرسالة وقبول الرأي الآخر أولاً'. وأضاف البيان: 'إن تيار المستقبل مؤمن بحق أي فريق سياسي أن يختار الموقع الذي يناسبه وأن يتبنّى الشعارات التي يريد، إلا أن مصلحة المواطن اللبناني والمواطنة اللبنانية تأتي قبل أي حزب أو تيار تحت سقف الدستور، وإذا أراد البعض أن يذكّر بتاريخه فلا بأس، شرط أن لا نعود إلى التاريخ المعيب الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن'. وأردف البيان: 'إن 'تيار المستقبل' يذكّر الجميع بأن لبنان هو الباقي بعد أن تزول الشعارات والمواقف. لبنان كما أراده آباؤنا وأجدادنا، لأن لبنان حاجة عربية بسبب حريته وديمقراطيته وثقافته. وإن قوى 14 آذار لم تكن يوما قوى رافضة للآخر، بل كانت قوى انفتاح تطالب بتطبيق الطائف والدستور، وكانت السبّاقة دائما إلى المبادرة إلى ما فيه مصلحة لبنان العليا وللدفاع عن العروبة وقضيتها المركزية فلسطين في وجه العدو الاسرائيلي'. الى ذلك، تريث مسيحيو 14 آذار في الرد على جنبلاط، ولكن المسؤول الكتائبي سجعان قزي إكتفى بالتعليق عن اعتبار جنبلاط زيارته الى واشنطن نقطة سوداء فأعرب عن اعتقاده أن جنبلاط بات 'يفضّل الشامية على النقطة السوداء'. وقال نائب في تكتل لبنان اولاً 'من حق جنبلاط ان ينفّذ النقد الذاتي ولكن ليس من حقه جلد حلفائه'. في المقابل، إتصل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان بالنائب جنبلاط وهنأه على موقفه التاريخي. وقال: 'إن هذا القرار الوطني الحكيم الذي اتخذه وليد بك اليوم، يشكل لبنة صلبة في البنيان الوطني اللبناني، وفي الخيار القومي المقاوم الذي لا يمكن لبني معروف أن يكونوا خارجه لا تاريخياً في الماضي ولا حاضراً ولا مستقبلاً'. ويطرح الموقف الجنبلاطي الجديد سلسلة أسئلة عن تأثيره على تشكيل الحكومة وأين سيُحسب وزراء جنبلاط الثلاثة بعد الاتفاق على توزيع الحصص بين الاكثرية والاقلية؟ وهل ستبقى 14 آذار هي الاكثرية في المجلس النيابي علماً أن كتلة جنبلاط تضم 11 نائباً؟ وهل سينتقل جنبلاط الى قوى 8 آذار أم أنه سيتموضع في موقع وسط؟ وما هو موقف النواب المسيحيين من تقلّب جنبلاط ?!!!!! http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=yesterday\02z47...%20سورية&storytitlec