|
Re: يحي فضل الله .. تأملات عائدين الى الوطن .. أمسية جميلة (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الموضوع بسيط ومعقد فى نفس الوقت , يجب ان اتحدث عن هنا وهناك , انا الان مواطن كندى وهو مشوار طويل صاحبت فيه منافى عديدة . بالنسبة لى ككاتب , هناك الكثير من المبدعين الذين حملوا اوطانهم معهم الى الخارج . اتحدث باستمرار عن استثمار الحنين , والطيب صالح هو واحد من المبدعين الذين استثمروا الحنين وهو قد اعلن ذلك فى عديد المرات . السؤال عن مفهوم الوطن .. هل هو المنطقة التى ولدت فيها ؟ انا لم اختار ان اُولد فى السودان ولم يكن لى حق الاختيار فى الاب والام , لكن كان اختيارى ان اُصبح مواطن كندى .. هذا وطن وذاك وطن , وبينهما تشتبك علائق كثيرة , كان من الممكن ان انتهى عامل فى (طرمبة) , او حارس أمن , او مجنون .. لكن كان عندى اصرار ان اعمل فى حقلى ومجالى , رغم ان العمل فى حقل الدراما والمسرح يتطلب قدرة على التواصل عالية جدا , لانك تفقد فى المجتمع الجديد أشياء كثيرة منها اللغة , حدث تطوير فى لغتى الانجليزية من خلال الدراسة والتعامل مع الناس والاحتكاك بهم . العمل هناك لديهم قيمة , وكل الاعمال التى عملت فيها اضافت الى رصيدى , وقد تمت الاشارة فى واحدة من كتاباتى الى تجربتى فى العمل حارس امن . قيمة العمل تجعلك تخرج وانت مواطن ودافع ضرائب وليس اعتماداً على المنحة الشهرية للحكومة , وهناك من غرق فى هذا المطب وتحولوا الى كائنات عاجزة . زمان تمردت على العمل مع أبى فى المطاعم والمقاهى , وكنت مُلزم ان اعمل معه فى الاجازات .. تمردت على العمل فى المطعم والقهوة , قبل عامين رجعت السودان وكان بيننا ونسة قال لى فيها انتا شغال شنو هناك ؟ قلت له - فى دكان . فقال لى - طيب ما كان اخير ليك هنا . والمقارنة عنصر مهم فى الدراما .. اهم ما خرجت به من تجربتى ان هناك اكذوبة تتحدث عن ان العالم الغربى مادى ونحن روحانيين , حسب تجربتى هذا غير صحيح والقضية ليست بهذا التقسيم الحاد , وهذه الفكرة قد تكون مجرد قناع يتم استخدامه . الزمن هنا فى السودان غير مستثمر وعندى قصص كثيرة فى ذلك .. عودتى ورجوعى للوطن بعد كل هذه (الجوطة) والهذيانات .. فهذه مرحلة عودتى , وهذا لا يعنى ان ذلك العالم هو عالم تافه , بالعكس انا احبه جدا وعندى انتماء له وهو يخصنى باعتبار ان أسرتى مازالت هناك . وهى تجربة أنسانية أعتز بها جداً .
|
|
|
|
|
|