فلنقف جميعا وتحيةَ وإجلالَا لهذا المواطن السودانى- من يُدلنا عليه؟؟؟

Quote: والتحية والإجلال لمولانا صلاح حسن. وتعليقاً على رأيك في مشاركة مولانا بابكر عوض الله في مايو، فإنني أرجو ألا تمحو، عندك أو عند قرائك الكرام، موقفه المشرف في انحيازه القوي للمحكمة العليا، وصموده في مساندة الحكم الصادر عن المحكمة، ثم استقالته من منصبه كرئيس للقضاء. وهنا يجب الإشارة إلى أن هناك قاضيين شريفيين صمدا ضد تعبئة الطائفية ومصاهريها للعقل الجمعي في ذلك الوقت، وهو عقل كان ملوثاً بالهوس الديني . ويجب أن نضع أنفسا في أحذية هذين الرجلين الشريفين، بابكر عوض الله وصلاح حسن. الخيار في ذلك الوقت كان إما الانسكار للطائفية والهوس الديني أو التعاون مع من يريد تخليص الناس من شرورهما وأن يحقق العدالة الاجتماعية. وكانت مايو تمثل الخيار الأخير في بكارة عهدها. ولم يكن هناك خيار آخر غير الانعزال والسلبية. ولنتذكر بأن شرور مايو لم تكن قد بانت بعد. ولنتذكر أيضاً بأنها حظيت بتأييدشعبي عارم لم يحدث لحكومة قبلها ولا بعدها, وفي تلك الأجواء، أجواء التذمر من الطائفية والهوس الديني، انحاز بابكر عوض الله لنبض الشارع. أما تعيين القاضي صلاح حسن رئيساً للقضاء إبان انقلاب 19 يوليو، قبل أو لم يقبل هو بذلك، فهذا لا يقدح في نزاهته ولاشرفه، فإن آخر ما يمكن أن يتهم به قادة الانقلاب ومخططوه قلة الشرف والنزاهة. صحيح أنني أرى أن الانقلاب كان خطاً تاريخيا كبيراً، وقد تكبد بسببه الحزب الشيوعي خسائر ضخمة، وبسببه تسمم الوضع السياسي بصورة جعلت ثقة نميري في نفسه وفي من حوله تقل يوماً بعد يوم، مما كان له أسوأ الأثر على مجمل الأوضاع بالبلاد. ولكن رأيي هذا ليس مهماً في سياق هذا الخيط مثل أهمية أن نوثق للتاريخ وإلا نخلط بين النزاهة والشرف والمواقف الصميمة والأخطاء الشخصية أو التنظيمية. وفي تقديري، أنه ليس هناك فرد أو تنيظيم أو مؤسسة تخلو من الأخطاء. فحتى الأكفاء والشرفاء يخطئون!