|
لويس قيتس و العنصرية... التسوي كريت !!
|
أثار خبر اعتقال الشرطة للبروفيسور هنري لويس قيتس ضجة اعلامية هائلة ‘ و انفتح الباب على مصراعيه للهجوم و الهجوم المضاد حول مسألة العنصرية في امريكا‘ و اتهم البعض السيد اوباما ‘ بموالاته الخفية للسيد قيتس بحكم انه اسود‘ و تضايق بعض من ناخبي السيد اوباما ‘ بأن الذي حفزهم على التصويت لصالحه‘ كان حياده الواضح تجاه مسائل اللون و العرق‘ و ان وعده بألتزام الحيدة‘ لم يصمد اكثر من ستة شهور‘ و أشتط البعض و قالوا بأن السيد اوباما اخفى مآربه بذكاء حتى يتمكن‘ و من ثم يكشر عن انيابه الحقيقية. و لكننا و بعيدا عن اجتهادات الأعلام الأمريكي‘ بوصفنا سودانيين و أفارقة‘ يحق لنا في الأساس طرح سؤال ( ومن هو قيتس بالمناسبة؟؟)‘ اهم الخيوط التي تربطنا ب ( قيتس) ‘ تتمثل في توثيقيته الشهير(Wonders of the African world ) و التي بثت حلقاتها محط التلفزيون الشهيرة ( بي. بي. أس) في منتصف و اواخر التسعينات‘ جاس السيد قيتس فيها افريقيا‘ مبتدءا بالحضارة النوبية‘ زار خلالها الخرطوم و سافر الى شمال السودان متقصيا اصول الحضارة المروية ‘ و آثار النوبة‘ و زار في تجواله شرق افريقيا وغربها. و قد قدر لى حضور احدي لقاءات قيتس‘ متحدثا عن رحلته و ( اكتشافاته!)‘ في صالة المكتبة العامة (اوكسون هيللز بولاية ميريلاند)‘ و لدهشتي الشديدة فقد وجدت السيد قيتس محاصرا من جماهير الأفرو امريكان‘ و الذين كانو يطالبونه بتوضيح عن الفضيحة التي صحبت هذه الرحلة ‘ و قد علمت من بعض العالمين بخفايا الأمور‘ أن السيد قيتس سطا على المنحة التي خصصتها جامعة ( هارفارد)‘ لأبتعاث باحث شاب من الأقليات‘ لعمل بحث توثيقي عن الحضارة الأفريقية‘ مواز للعمل الجليل الذي قدمه البروفيسور الكيني العظيم ( المزروعي) (The Africans) الا ان انانية السيد ( قيتس) ابت الا ان يستولي على المنحة‘ و يسافر شخصيا الى افريقيا ‘ موصدا الباب امام مجموعة ضخمة من الشباب الأفروامريكي الذ يتحرق شوقا الى القيام بهذه المهمة‘ و أتذكر تماما وجه السيد ( قيتس) مكتسيا بالخجل‘ يسوق التبريرات الضعيفة أمام الوجوه المستاءة و التي جاءت خصيصا لتسجيل لومها‘ عوضا عن تقريظ جهده. أما بالنسبة لي فقد جئت مدفوعا لسؤال السيد ( قيتس) ‘ عن اغفاله لذكر اسماء كل السودانيين الذين ساعدوه في اخراج حلقة السودان‘ و على رأسهم الدكتور ( أحمد عثمان)‘ و الذي اشك في انه قد قام بكتابة الحلقة كلها. و قد لحظ الكثير من المشاهدين للحلقات الثلاث‘ أسلوب ( قيتس) في السخرية المبطنة من الأفريقيين ‘ في كل بقعة زارها‘ و طريقته الفجة الخالية من الأحترام لتقاليد الدول الأفريقية و اساليب معيشتها‘ و ظل يركز كل حلقاته على الأهتمام باللون و الملامح في الدول الأفريقية‘ حتي انه اكد ان الأفريكان اميريكان‘ اصولهم نوبية و ليست من غرب افريقيا‘ اظهر تأففه من اهل بمبا و زنزبار ‘ و منعه سدنة بابا اثيوبيا من الدخول لمقابلته صراحة‘ حيث حضر الى المقابلة و هو يرتدي ( شورتس و تي شيرت !!)‘ و ترجمم رد الحراس ‘ حين أبدى دهشته‘ بقولهم ( هل يمكنك زيارة الرئيس بوش بهذا الشكل؟؟) ‘ فسكت و رجع خائبا ‘ مضيعا الفرصة على كل المهتمين بأمر الواح ( موسي)‘ و التي يعتقد الناس انها في حوزة بابا اثيوبيا‘ الا انه و الحق يقال‘ اول من دخل الى مكتبة ( تمبكتو) العظيمة‘ و لكنه لم يخف تضجره من الذباب كالعادة. و المعروف عن السيد ( قيتس) ‘ انه متعال على اهل جلدته‘ لا يحب السكنى بينهم‘ و يكتم كثير من الأفراميريكان غيظهم‘ من تفويته الفرص العلمية على خيرة شبابهم بأنانية مطلقة‘ الا ان الموت ادرك تارك الصلاة‘ حيث ابلغ عنه جيرانه من البيض في اول فرصة واتتهم‘ أو ربما هى مكيدة‘ من يعلم‘ فهاجمته العنصرية من حيث لا يحتسب ( من اهلها زااااتم)‘ و اضطر السيد اوباما لبلع كلمة ( غبي) التي وصف بهاادارة بوليس كامبريدج‘ و لم يحرك افريقيا واحد ساكنا للدفاع عن السيد ( قيتس) !!!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|