الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 08:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-24-2009, 09:04 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان (Re: أنور أدم)

    إنشاء المجلس الاستشاري لشمال السُّودان (1943-1947م) ليكون مقصوراً على ممثلي المديريات الشماليَّة. السياسة التعليميَّة بالجنوب والإعانات المقدَّمة من الحكومة للمدارس التبشيريَّة. أي المبشرون الذين تركَّزوا في القطاع التعليمي والذين راحوا يزرعون الشك في نفوس المواطنين (الجنوبيين)، ويزرعون في قلوبهم الخوف من أهل الشمال، وذلك من خلال تنشيط الذاكرة الجمعيَّة في الجنوب بذكريات ممارسة تجارة الرقيق وتجَّاره، وغرس هذه المفاهيم من خلال الوسائل التعليميَّة المستخدمة. جهل الشماليين أنفسهم وعدم إدراكهم وتفهمهم لقضية الجنوب، ولواقع الظلم الاجتماعي، الذي يحيط بهم، وتفاقم هذا الجهل بسبب عزلة الجنوب والافتقار لوسائل المواصلات وأسباب الاتصال. الانقسامات الحادة ذات الطابع القبلي والإقليمي والسياسي في صفوف الجنوبيين، لا سيما المثقفين منهم، مما زاد من حدة المشكل وترامي أطرافها. ظهور حركة "الأنيانيا" التي سدَّت منافذ الحل السلمي، مؤدية لاستقطاب مضاد في اتجاه التصعيد العسكري. وطالبت القوى السياسيَّة الشماليَّة – فيما طالبت – بإلغاء هذه السياسات التعليميَّة والثقافيَّة جملة وتفصيلاً، علاوة على إدخال اللغة العربيَّة أسوة بالشمال، وتشجيع حركة التنقل والمواصلات بين شطري الوطن، وتحسين شروط الخدمة للعاملين بالجنوب. بيد أنَّ الذين يستنكرون دعم السلطات البريطانيَّة للمدارس الكنسيَّة في جنوب السُّودان بشكل خاص وجبال النُّوبة بشكل عام لا يستهجنون دعم هذه السلطات نفسها للخلاوي – أي المدارس القرآنيَّة التقليديَّة – التي كانت المؤسسة التعليميَّة الأبرز في شمال السُّودان لقرون طويلة. وحدث أنَّه "في العام 1917م اقترح بابكر بدري (للبريطانيين) تجربة إنشاء خلاوي نظاميَّة تموِّلها وتشرف عليها الدولة، مما يعني تعيين المعلمين فيها من قبل الحكومة والإشراف على أدائهم، ونُفِّذت الفكرة".(14) وكذلك فقد ظلَّ أهل الشمال يرسلون أبناءهم المسلمين إلى مدرسة الإرساليَّة الأمريكيَّة (American Mission School) بمدينة أم درمان – حي الموردة – وبعد اجتياز الطلاب الدارسين المرحلة الابتدائيَّة بهذه المدارس كانوا يُبعثون لأمريكا لإكمال الدراسة الثانويَّة والجامعيَّة بالولايات المتحدة، ومن أبرز الطلاب الذين بُعِثوا إلى أمريكا الطالبان كبيدة ودكة ودرسا في جامعاتها الزراعة.. وحين عادا إلى السُّودان، عادا قساوسة! وبعد هذه العودة قاطع السُّودانيُّون من المسلمين هذه المدارس، وأخرجوا أبناءهم منها، والتحق العديد منهم بمدرسة أم درمان الأميريَّة.(15) فالمسيحيَّة والإسلام ديانتان نشأتا أساساً خارج السُّودان، ولئن سبقت المسيحيَّة الإسلام في الانتشار داخل السُّودان. وإنَّ المسيحيَّة والإسلام لعقيدتان تستعينان بالوسائل المجرَّدة لمخاطبة عقول العلماء ونفوس الدهماء من الناس على السواء. فأمَّا الذين أُوتوا العقل والعلم فيميِّزون بين الحق والباطل؛ وأما الجُهَّال فيلجأون إلى العواطف لتفسير ما يُلقى إليهم من النصوص، وآية ذلك تخبطهم في هذه الحياة الدنيا دون الهداية إلى الحق والعدل بين الناس. هكذا استغل مروِّجو شعار "الإسلام هو الحل" الشعور الإسلامي والجهل المتفشي لدي كثر من أهل السُّودان للترويج لبضاعتهم السياسيَّة الكاسدة. أيَّاً كان من أمر المسيحيَّة والإسلام، فقد أجمع الباحثون والممثلون لأهل الجنوب أنَّ هناك ثلاثة أخطاء بارزة في فترة حكومة الأحزاب الأولى (1953-1958م) ساهمت في تعميق قضيَّة الجنوب:(16) تجاهل وتهميش القوى الجنوبيَّة في المشاركة في المناقشات التأريخيَّة التي شهدتها القاهرة بين الأحزاب الشماليَّة لتوقيع الحكم الذاتي في شباط (فبراير) 1953م. بناءاً على البند (8) لاتفاقية الحكم الذاتي بإنشاء لجنة السَّودنة بإحلال قيادات سودانيَّة المواقع التي كان يحتلها البريطانيُّون والمصريُّون، وعندما قُدِّم تقرير السَّودنة للبرلمان نجد أنَّ أبناء الجنوب لم يحصلوا إلا على 6 وظائف من جملة 800 وظيفة عليا، ولم تأخذ اللجنة أيَّة اعتبارات سياسيَّة، وبخاصة لأبناء الجنوب، بل تمَّت على الأقدميَّة فقط، وتناول حزب الأحرار الجنوبي بمؤتمره في جوبا في تشرين الأول (أكتوبر) 1954م هذه الحادثة بغضب، وشحذ الجنوبيين للتضحية في سبيل الحصول على حقوقهم. رؤية النخب الشماليَّة لطرح الفيديراليَّة مؤامرة بريطانيَّة لفصل الجنوب، كذلك لجنة دستور السُّودان للعام 1956م جاءت مخيبة لآمال أهل الجنوب، حيث مُنِح الجنوب ثلاثة مقاعد فقط من جملة 46 مقعداً للجنة، مما دفع الثلاثة للاستقالة فيما بعد، وذلك لعدم الأخذ بمقترحاتهم مأخذ الجد. على أي، فقد ذهب كثر من الأكاديميين والساسة الجنوبيين في تعداد هذه المظالم في شيء من التدوين كثير، وكذلك قلة من أهل الشمال الذين نذروا الرحمن أن يدوِّنوا الحق والحق كله من أجل الشعب السُّوداني عامة وأهل الجنوب خاصة.(17) وكذلك لخَّصت اللجنة التي تم تكوينها للتحري في أحداث توريت الدمويَّة في 18 آب (أغسطس) 1955م أغلب أسباب مشكلات أهل الجنوب.(18) فلا مرية، إذن، في أنَّ محصلة هذه الاحتقانات هي التي قادت إلى الحرب الأهليَّة الطويلة التي استمرت 17 عاماً، وزُهِقت فيها من الأرواح ما لا يمكن إحصاؤها، وسُفِكت فيها دماء كثيرة. إذ أنَّ الذين كانوا حتى في السلطة في الخرطوم من الجنوبيين لم يكونوا راضين بأوضاع أهليهم في الجنوب، وقد عبَّر السيد لويجي أدوك – عضو مجلس السيادة عن الجنوب حينئذٍ – عن استيائه عن الأوضاع السياسيَّة في الجنوب بالقول: "إنَّه شخصيَّاً لو لم يكن عضواً بمجلس السيادة لكان في ذلك الوقت مقاتلاً إلى جانب أهله في الجنوب، وإنَّ اثنين من أشقائه قتلا في حرب الجنوب، ولكنه قبل بفقدهما لأنَّه كان في سبيل القضية، ولسوف يبقى في وضعه كعضو بمجلس السيادة لتحقيق ما هو عملي لقضيَّة الجنوب." ولا جدال في أن الحرب الأهليَّة في جنوب السُّودان كانت قد أدخلت السُودان في حلبة الصراع مع القوى السياسيَّة في إفريقيا الوسطى. إذ أنَّه كان هناك تعاون وثيق بين حكومة السُّودان وثوار الكونغو، وكانت حركة الأنيانيا تقف ضد الأخير لأنَّهم قاموا بتسليم بعض أفراد الأنيانيا لحكومة الفريق إبراهيم عبود في الخرطوم، لذلك حاولت قوات الأنيانيا الاستيلاء على أسلحة كانت في طريقها من السُّودان إلى ثوار الكونغو، وكان مصدرها في الغالب مصر أو الجزائر اللتان كانتا تدعمان ثوار لوممبا بالسلاح. أما على الصعيد الجنوبي نفسه، فقد اشتعلت الخلافات وقتها داخل حزب سانو من جهة وبين الحزب وحركة الأنيانيا من جهة أخرى. إذ انقسم حزب سانو إلى ثلاث مجموعات: أما أولها فكانت تحت زعامة وليم دينج، وأما ثانيها فقد كانت بزعامة جوزيف أودوهو، وأما ثالثها فكانت تحت قيادة أقري جادين. وكانت المجموعة الأولى تنادي بانعقاد مؤتمر المائدة المستديرة داخل السُّودان وفي جوبا تحديداً – إن أمكن ذلك – وترى ضرورة حل مشكل الجنوب سلميَّاً، بينما رفضت مجموعة أودوهو انعقاد المؤتمر في السُّودان وراهنت على الحل العسكري، فيما بدت المجموعة الثالثة متردِّدة في هذا الشأن. أما بالنسبة لقيادات حركة أنانيا، فإنَّهم كانوا يعتقدون أنَّهم يجب أن يكونوا أصحاب القرار، وليس قادة حزب سانو، باعتبارهم هم الذين يسيطرون على الأوضاع في الأرض.
                  

العنوان الكاتب Date
الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 08:51 PM
  Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 08:57 PM
    Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 08:58 PM
      Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 08:59 PM
        Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:00 PM
          Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:02 PM
            Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:04 PM
              Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:06 PM
                Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:07 PM
                  Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان adil amin07-25-09, 08:52 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de