عاجل . محكر يعلن عن تخصيص مساكن جاهزة لاعضاء جمعية الصحفيين بالمملكة ...

Quote: من المحزن حقًا أن يتم تناول قضايا الصحفيين بهذا التسطيح، ومحاولة التعمية، من أجل كسب آني لا يصمد أمام الحقائق. ومن الإساءة البالغة أن تتم محاولة استمالة الصحفي لهذه الجهة أو تلك بإغراءات رخيصة، وبأساليب تتنافى مع شرف المهنة، وكرامة الصحفي، لأن من المفترض أن يكون الهم الأول لأي كيان إعلامي هو صون المهنة ودفع كل ما قد يشوب الممارسة من سلوكيات غير سوية، ولا أعتقد أن هناك إساءة أبلغ من أن ينصب نفر من الناس أنفسهم قيمين على أي مجموعة من الصحفيين من دون أي نوع من التفويض بالإرادة الحرة. ومن الممارسات الخادشة لشرف المهنة تلميع الذات على حساب زملاء المهنة، والمن عليهم، بماهو حق أصيل لهم. وإذا أردت الحديث المباشر عن الموضوع المطروح هنا، فإن الأمر ببساطة أن اتحاد الصحفيين أعلن عن وجود أراض للأعضاء سواء أكانوا من داخل السودان أو خارجه، أي ليس هناك تخصيص كما يدعي بعضهم، وهذا ما يعني أن هناك محاولة لاكتساب شرعية مفقودة من خلال إنجاز متوهم. ومن أنواع الإساءة إلى الصحافة والصحفيين تستر بعض الزملاء خلف من لا ينتمون إلى المهنة لبث أشواقهم وتطلعاتهم بينما الأجدى ألا تكون هناك حواجز بين زملاء المهنة، ولكنه العجز عن المواجهة والاستقواء بمن يتوهمون القدرة على قلب الحقائق بالصوت العالي، وتوظيف وسائط الإعلام التي أصبحت متاحة للجميع. وكنت أتوقع من الذين ادعوا أن الاتحاد خصهم بأراض أن ينفروا من أجل الدفاع عن أمينه العام الذي لحقته إساءة بالغة هنا، تتمثل في تصويره بالمرتشي الذي يقدم شيئًا في مقابل منفعة شخصية. ولا أعرف كيف يبيح إنسان لنفسه مهما تدنت أخلاقه أن يتهم من لا يعرفهم باتهامات تمس الشرف والأمانة، ألا يعرف مثل هذا الإنسان أن لمن اتهمه أسرة وأولادًا تلحقهم مثل هذه الإساءة من غير أن يرتكبوا ذنبًا. ولماذا يحاول بعضنا ممارسة الإسقاط، ويلصق أخلاقه السيئة بغيره.. ولا أعتقد أن من أخلاق السوداني الأصيل أن ينتظر مقابلا لما يقدمه، ولا أن تكون علاقته مع الآخرين قائمة على المنفعة. لماذا يحاول بعض الناس قتل الأشياء الجميلة فينا، لماذا يحاولون سلبنا أجمل ما نملك، وهو الخلق الكريم، وهذا التواصل الجميل الذي يضرب به المثل في أصقاع الأرض. إن جمعية الصحفيين السودانيين في السعودية حين قررت علاج الأستاذ الفاتح السيد لم يكن قرارها نابعا من أنه أمين عام اتحاد الصحفيين ولا من معرفة مسبقة به، وأكاد أجزم أن معظم أعضاء اللجنة التنفيذية لم يروا الرجل، ولم يكن يهمهم شكله ولا منصبه ولا قبيلته، ولا حزبه، وكان المهم أنه زميل صحفي يعيش محنة المرض ولا يجد العلاج المناسب، وقد تعاطف معه كثيرون من خارج اللجنة، والأعضاء في المناطق الأخرى، حتى كان هناك أمران لعلاجه في يوم واحد بعلاقات الزملاء ومكانة الجمعية. وقد تعاطفت الجمعية وتعاضدت مع زملاء آخرين في محن المرض، ووقفت خلف أسر بعض من رحلوا عنا من دون أي سعي إلى التلميع، والمن، لأن هذا هو ما تستوجبه الأخلاق السودانية، والمسؤولية التي حملهم إياها زملاؤهم. ورجائي ممن أساء وهمز ولمز أن يتوب إلى الله، وأن يستغفر من ذنبه في حق أناس عملوا بإخلاص من اجل زميل لهم، وعليه أن يلتمس العفو من هذا الزميل الذي لم يقم بما قام به إلا من واقع مسؤوليته، وهو لم يعط أحدًا غير حقه، ولكنه وزملاءه مشكورون على سعيهم من أجل أن يكون للصحفيين مواطن أقدام في وطنهم، مع أننا قد نختلف معهم في أمور كثيرة. ولأن من يكتب مثل هذا القول ليس مهنيًا فهو لا يعرف أن عضوية الاتحاد لا تكتسب إلا بعد الحصول على القيد الصحفي، وليس للزميل الفاتح يد في هذا القيد، الذي له شروطه، ومن ثم لا مجال أن يمنح من يشاء الأراضي والمساكن، كما لا يمكنه حرمان الحاصلين على القيد الصحفي منها. آمل أن يثوب الزملاء الذين يسيئون إلى مهنتهم إلى رشدهم، وأن يكفوا عن الانتحال الذي لا يليق بالصحفي، الذي تقع عليه مسؤولية ترسيخ قيم الحوار البناء والمؤسسية في العمل، والتصدي لكل أنواع الانتهاكات التي تنال من كرامة الإنسان. يشهد الله أن هذه الدعوة صادقة، لان من المعيب أن يكون الصحفي جسرًا لأصحاب الهوى، ومستغفلا من فئة لها مآربها، وهو المنوط به حمل مشاعل التنوير، والتبشير بمجتمع أفضل تسود فيه قيم الفضيلة والخير والحب.