تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 01:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-29-2009, 04:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق (Re: الكيك)

    آلور يحذر من أن منطقة هجليج ستشكّل نزاعاً بين الشمال والجنوب وينفي أن يكون قرار لاهاي حول ابيي أفقده مسقط رأسه
    ffآلور يحذر من أن منطقة هجليج ستشكّل نزاعاً بين الشمال والجنوب وينفي أن يكون قرار لاهاي حول ابيي أفقده مسقط رأسهfff
    كمال بخيت
    الخرطوم ـ 'القدس العربي' : قال دينق آلور وزير الخارجية السوداني إنّ مهمة محكمة التحكيم الدولية كَان يَنبغي أن تقتصر على تحديد حدود منطقة أبيي وليس حدود الوحدة وكردفان، ووصف ما أُثير حَول فقده لمسقط رأسه بالشائعة الكبيرة، موضحاً إنّ موطنه يقع في المنطقة الجنوبية لأبيي في منطقة تُسمى 'انتلا'.
    وأوضح آلور في تصريحات له أمس، أنّ هجليج تمثل منطقة للتداخل بين دينكا أبيي ودينكا بارين في شمال الوحدة، مضيفاً بأن المنطقة تتبع تاريخياً لولاية الوحدة، وقال إنّ هجليج التي أصبحت خارج حدود أبيي سَتشكِّل منطقة نزاع بين الشمال والجنوب، مُشيراً الى أن الترسيم لم يتم حسب حدود 1956، وتوقّع أن يدفع كل طرف بحجته للجنة ترسيم الحدود التي ستدرس مواقف الخلاف كافة.
    وأضاف بأن التحكيم لم يعط كل طرف ما يريد، مُشيراً في هذا الخصوص الى فقد الدينكا لأرض تاريخية كالميرم وهجليج، وكَشَف عن أنّ هناك مجموعات وأفراداً من الدينكا غير رَاضين عن القرار، لكنّه أعرب عن ثقته بمقدرة الحركة الشعبية وقيادة زعماء الدينكا بالسيطرة على الأصوات الرافضة، وجدد التأكيد بإلتزام الطرفين بقرار التحكيم، الذي اعتبر أنه حسم مشاكل سياسيّة ونفسية كبيرة كان يمكن أن تحدث بين المواطنين وتخلق مشاكل جديدة للحكومة.
    على صعيدٍ متصل، حظي وفد الحركة الشعبية العائد من لاهاي برئاسة د. رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب، رئيس وفد الحركة باستقبال رسمي وشعبي حاشد بمطار جوبا بجنوب السودان صباح أمس.
    ووصف د. مشار في تصريحات صحافية قرار لاهاي حول أبيي بالمتوازن، وقال انه انتصار لأبناء السودان، فيما وَصَف باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، قرار المحكمة بالنصر بالنسبة لدينكا نقوك.
    وأكّد د. مشار في مؤتمر صحافي عقد بأمانة حكومة الجنوب عقب تسليمه نص القرار للفريق اول سلفاكير ميارديت النائب الاول لرئيس الجمهورية، رئيس حكومة الجنوب، أن القرار نجح في حسم عدد من قضايا كانت محل خلاف بين الشريكين. وقال: لاهاي حلت مشاكل كثيرة بيننا داخلياً بين المسيرية ودينكا نقوك من جهةٍ، والمسيرية وقبائل جنوبية أخرى من جهةٍ ثانية.
    وذكر أنّ الحركة قبلت بتجاوزات لجنة الخبراء حول أبيي لتجنب عودة البلاد للاحتراب والاقتتال مرة أخرى، واقترح مشار تبعية منطقة المسيرية لغرب كردفان، واوضح ان المسيرية لديهم موارد تمكّنهم من تسيير ولاية بأكملها، وحَذّرَ من مَغَبّة تحريضهم للعنف، مشيراً لعناصر لم يسمها، قال إنّها تحرض المسيرية على إجهاض السلام والتمسك بأبيي من أجل البترول.
    وأكّد د. مشار أنّ حق التصويت في استفتاء أبيي سيكون لعموديات دينكا نقوك التسع، إضافة الى قبائل قال إنها قليلة ومعروفة ولها وجود بالمنطقة، وأضاف ان استفتاء الجنوب سيكون للجنوبيين، اضافةً لقبائل اخرى كالجعليين والشايقية وغيرها من القبائل التي لها وجود بصورة مستمرة في الجنوب منذ العام 1956.
    وكشف عن اجتماع لمؤسسة الرئاسة، سيُعقد هذا الاسبوع يتم خلاله تشكيل لجنة فنية بين الشريكين وتضم أعضاءً من المجتمع الدولي ومراقباً من المحكمة الدولية لترسيم حدود ابيي.
    من ناحيته، قال الأمير مختار بابو نمر ناظر المسيرية أمس، انهم دعوا مواطني المجلد وانتظار الاستماع لوفد المسيرية العائد من لاهاي. وأضاف: طلبنا منهم الانتظار الى حين ان يصلهم وفد ليستمع لتحفظاتهم حول القرار. وقال بابو إنّنا أوضحنا لهم قبولنا بالقرار نيابةً عنهم، وأكّدنا لهم أن الحكومة قادرة على تَعويض المسيرية عن أيّة خسائر يَرونها. وأوضح بابو أن وفداً سَيُغادر للمنطقة خلال يومين سَيستمع لأبناء القبيلة وينقل ما يتم الاتفاق عليه للمسؤولين في المركز.
    qar
    4القدس العربى



    -------------------------------------------------------------

    كمال الجزولى
    من المفكرة
    الأربعاء

    (التحكيم)، وطنياً كان أم دولياً، مؤسَّسياً أم حرَّاً، هو قضاء (خاص). لكنه لا يختلف عن قضاء (المحكمة)، وطنيَّة أم دوليَّة، إلا بكون أطرافه هم مَن تلتقي إراداتهم على اللجوء إليه، والموافقة على هيئته، واقتسام مصروفاته، والقانون الموضوعي الذي يطبقه، وقواعد الإجراءات والإثبات التي يتبعها، وأن تنظر الهيئة نزاعهم بتفرُّغ تام، وتفصل فيه بسرعة نسبيَّة، خلال زمن معلوم، مع المحافظة على خصوصيَّة وسريَّة وقائعه وأحداثياته، إلا ما اتفقوا على تعميمه منها، ويكون قرارها نهائياً، إلا ما جاز الاعتراض عليه أمامها هي نفسها، بشروط محدَّدة، على رأسها البطلان. أما في ما عدا ذلك فلا تمييز بين (التحكيم) و(المحكمة)، من حيث التزام كليهما بالقانون، ومبادئ العدالة، وإحكام صياغة نقاط النزاع في حدود صلاحياتهما واختصاصاتهما، ووزن البيِّنات، وقواعد إصدار الأحكام، وما إلى ذلك.

    المسألة الأساسيَّة التي أحالها طرفا (نزاع أبيي) إلى (هيئة التحكيم الدوليَّة الدائمة بلاهاي) هي النظر في ما إنْ كانت (لجنة الخبراء) قد تجاوزت أم لم تتجاوز صلاحياتها بترسيم حدود مشيخات دينكا نقوك التسع التي ألحقت بكردفان عام 1905م. وبافتراض أن تلك هي نقطة النزاع الرئيسة، فقد كان على الهيئة تتبع الحقيقة (القانونيَّة)، فحسب، أينما اتجهت، والفصل في النزاع على أساسها وحدها، خلال الزَّمن المحدَّد، وتحت مجهر القانون ومبادئ العدالة، فقط، دون أيِّ اعتبار آخر!

    لم يتيسَّر لي، حتى الآن، الاطلاع المتمكث على حيثيات القرار. لكن ثمَّة ملاحظتين أوليَّتين، مِمَّا وفرته، حتى الآن، أجهزة الإعلام والصَّحافة، على النحو الآتي:

    الملاحظة الأولى: أن الهيئة تجاوزت اختصاصها، بأن حادت عن (التحكيم) إلى (التوفيق) بين طلبات الطرفين؛ وذانك عملان مختلفان تماماً، بالأخصِّ من حيث (الإثبات). ولعلَّ هذا هو، بالتحديد، ما عناه السيِّد عون الخصاونة، المحكم صاحب الرأي المخالف، بقوله عن القرار إنه "مدفوع بالرغبة في تحقيق نتيجة ما، ولا يرتكز على إثباتات، وعلى العكس من ذلك تناقضه جملة وقائع وإثباتات تؤدي إلى نتيجة مخالفة لما توصَّلت إليه الأغلبيَّة".

    مهما يكن من أمر، فالعنوان الأكثر ملائمة لهذا القرار هو (النفط مقابل الأرض)، على حدِّ الصياغه السديدة للعمدة عبد الجليل!

    الملاحظة الثانية: أن طرفي هذا (التحكيم/التوفيق)، الحكومة والحركة الشعبيَّة، هما طرفان بالوكالة افتراضاً. أما الطرفان الأصيلان، وهما (دينكا نقوك) و(المسيريَّة الحُمُر)، فلم يعبأ أحد بسؤالهما، دَعْ سماعهما! ومِمَّا يؤكد ذلك، للأسف، أن أهمَّ ما أهمَّ الطرفين بالوكالة، ليست حقائق التاريخ والاجتماع وسبل كسب العيش في واقع المجتمع المحلي، بل الظفر السياسي والاقتصادي، في المستوى الفوقي لرؤية المركزين المتقابلين، الخرطوم وجوبا!

    ولعلَّ هذا ما يفسِّر غبطة المركز الأوَّل لثلاثة مكاسب: التأكيد، ولو جزئياً، على صدقيَّة قوله الذي فجَّر النزاع، أصلاً، بأن (لجنة الخبراء) تجاوزت صلاحياتها؛ وحصده لحقل نفط هجليج؛ وحصوله على رقعة بمساحة لبنان؛ مقابل غبطة الطرف الآخر بضمِّ أبيي إلى الجنوب، بالمشيخات التسع؛ وبامتداد جغرافي على الأرض يصل إلى خط عرض 10.10 شمالاً؛ فضلاً عن حقل نفط دفرة؛ وعلى رقعة بمساحة بلجيكا!

    أما أهمُّ ما أهمَّ الطرفين الأصيلين المُغيَّبين فهو ملكيَّة المراعي، ومصير حركة المراحيل شمالاً وجنوباً! فلدى المسيريَّة، مثلاً، عشرة ملايين رأس من الأبقار، هي التي تجسِّد، لا النفط، معنى حياتهم بالمدلول الثقافي، وقد درجوا على التوغل بها، زهاء ثمانية أشهر في السنة، إلى ما وراء بحر العرب والرقبة الزرقاء، في أراض قد تبترها، كما بضربة سيف، نتيجة استفتاء 2011م، في ما لو جاءت لصالح الانفصال، لا قدَّر الله، ليصبح السودان سودانين تخضع علاقاتهما لقواعد القانون الدولي العام!

    صحيح أن هذه القواعد تنصُّ، كما أشار القرار بحق، على عدم جواز تأثر الحقوق التقليديَّة للرعاة بترسيم الحدود، مستقبلاً، بين الدَّولتين. لكن هذه النصوص التي يمكن تلخيصها، الآن، بعبارات موجزة، قد يستغرق تطبيقها، غداً، دهوراً تنسلخ في مغالطات لا تنتهي حول تفسيراتها المتباينة، وستنسلُّ الروح، حتماً، ريثما يتمُّ حسمها ما بين الاتحاد الأفريقي، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل الدوليَّة، والمفاوضات الشَّاقة، وربَّما الحرب .. في أسوأ الحالات! فما يكون مصير الناس وقطعانهم خلال سنوات نزاع (دولي) متطاول كهذا، مع تفاقم الزَّحف الصحراوي، وتآكل الغطاء النباتي، يوماً عن يوم؟!

    يعزُّ على المرء، يميناً، أن (ينعق)، كما (طائر الشؤم)، في بيت (الفرح)! لكن .. ما كان أغنانا عن كلِّ هذا لو أننا اهتدينا بحكمة طيِّبَي الذكر دينق مجوك وبابو نمر، فأبعدنا (لهب) التربُّح السياسي والقانوني، منذ البداية، عن (قماشة) التعايش الإثني الرقيقة في أبيي!



    ---------------------------------------------
    أبيي، و مسار الثور على خزف السلام! ... بقلم: هاشم الحسن
    الثلاثاء, 28 يوليو 2009 21:53

    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته

    و أخيراً صدر قرار المحكمين الدوليين النهائي و الملزم ليفصل لنا في خصوص أيلولة أراضي "أبيي" المتنازع عليها في الملابسات المشهودة. أتؤول إلى كردفان الشمالية، أم للعموديات التسع تتيمم بها صعيد بحر الغزال الجنوبية. و أما بقية الخبر، حتى المغالطات الأخيرة حول تفاصيل و متعلقات، فهي من المعلوم للجميع بالضرورة، و بالذات تلك الفرحة العامة التي انتظمت ردود الأفعال الأولية.

    من هؤلاء الفرحين علناً، و في أولهم، نجد جماعة التفاوض و ناطقيه من آل المؤتمر الوطني الذين لم تخفَ بهجتهم بآبار بترول هجليج أن "بردت" لهم (ليس بعد، حسب الأخبار!). و لم يمتنع لعابهم أن يسيل على ريعها كما سال لعاب كل الحكومات علي ريع البوادي السودانية، و ذلك واضح منذ أول تصريح أدلى به ناطقهم الدرديري محمد أحمد. و قد يجوز أنّ السيد الناطق إنما يرسل رسالة بعينها إلى حزبه أو إلى أهله يهدئ من روعهم. كما يكمن في دواعي السرور المؤتمري، أن القرار و على حاله هذا، قد يساعد في حفظ ماء وجه المؤتمَر و مفاوضيه أن فلح دفعهم بتجاوزات ارتكبتها لجنة حدود أبيي السابقة حتى و لو رأت المحكمة الأخيرة إنها كانت تجاوزات جزئية فلم تدحض بها منطق التحكيم الأول بالكلية. و من الفرحين، حتى و لو تململت، الحركة الشعبية، التي و إن لم يمنحها التحكيم كل ما طلبت، فقد أثمرت خطتها التفاوضية التي صبرت عليها صبراً طويلاً، ثمراً و لا أطيب منه، نفعتها إليه مزايدات التحكيم الأول كما جلد سياسييها في الصراع. كما و إنها، أي الحركة، تضمن بهذا القرار رضا الرابح الأكبر منه هم سادة الفرحة ذاتها، أي أبناء "الدينكا أنقوك"، و هم من هم في ذؤابتها، أنالتهم بنضالاتها غالب ما صبت إليه أحلامهم في نصيب الأسد من الجائزة الحقيقية لقرار التحكيم الأخير و التي هي الأرض لا غيرها، و لطالما اعتبروها أرضهم، فما أحلى ألا ينازعهم عليها و لا على أنهارها ساغت لهم، بعد الآن منازع.

    و طبعاً، بصدور القرار فقد حلّت عقدة كبيرة من عقد الشراكة الحكومية التي لا تحصى، مع إمكانية مؤكدة أن تتعقد من أول و جديد كما سارت عليه التجربة السودانية. و كذلك فقد استبانت على ضوء هذا القرار واجبات أساسية في درس استحقاقات السلام، و أصبحت برسم الإنجاز العاجل عبر جهد الشريكين. فمنها موضوع منطقة أبيي نفسه و إلى حين ترسيم حدودها النهائي، و من ضمنها تعريف المتبقي من الحدود بين الشمال و الجنوب بما ينزع فتيل النزاعات، و فيها إصدار قانون متوافق عليه لإجراء الاستفتاء في المنطقة المعنية أولاً لحسم تبعيتها، ثم للاستفتاء في كل الجنوب. فهذه، بالصلاة على النبي، ثلاث مشاكسات مما اعتدناه عن الشريكين، أرجو ألا يعودا إليها مطلقاً، لا في داحسهم و لا بالغبراء التي غبرانا. بل، علّهما فترا من الشد و الجذب السياسوي، فينيطاها بخبرات البيروقراطية المهنية و بأفانينها ... ألا ليتهما يفعلا... يريحان و يستريحان.

    و لقد رجوت لنا كسودانيين أن ننضج وطنية بعد هذه التجربة، و أن يكون هذا التحكيم هو آخر مظاهر التباكي بالمستشكل السوداني، الذي لن ينفد، إلى العالم. و لكم أتمنى الآن أن ينفذ هذا الحكم النهائي دونما استئناف عليه و لو كان عن ظهر غيب في القلوب، فاستئنافه عند المحكمة من المستحيلات، و أدعو أن يقع قضاؤه من نفوسنا موقع رضا حسن فتتقبله جميعاً عن قناعة أو أمل في خيره، و سواء عن احتساب في الفقد، أو عن حمد للكسب. و أن نحيطه مشمولاً بالنوايا الحسنة و الرغبة الصادقة في التعايش السلمي، و عبر حفظ الحقوق كلها للمستحقيها تاريخاً و جغرافية و معاشرة و إنسانية، و كما نُصّ عليه في إضبارة القرار. أو بكل ذلك أو أجدى منه أريحية.

    و لكن، و العياذ بالله من اللكننة، أخبار السويعات ثم الأيام التي تلت النطق بالحكم مباشرة، قد تخبرك أن ذلكم الرجاء ليس إلا محض أمنيات فلا يطمعن عاقل في كلها. بل هو أشفى له لو يتواضع إلى بعض الممكن منها ثم يعمل لتحقيقه. فبحسب مايكل ماكوي لِوِث و إدوارد لينو و دينق ألور و باقان أموم و ريك مشار و الدرديري محمد أحمد، و فيما أوردته عنهم واردات الإعلام من تصريحات بشأن "مناطق رمادية" على الحدود أو عن حق المشاركة في الاستفتاء لمن يكون، أو عن مناطق البترول و حدود المنطقة و تلك "الشمالجنوبية"، و عن غير هذا، و كله بعد برهة من صدور قرار التحكيم! فإن إشكالات جديدة قد أطلت برأسها، و هذا بلا شك، مما لن يدعك تتواطأ على التهاني مع الفرحين بغير ما ترس من حذر نافع تصطنعه من الحقائق.

    و من الحقائق التي أضحت معروفة بعد قرار هيئة التحكيم الدولية الأخير بخصوص أبيي، إنه كما قد أفرح كثيراً من الأطراف فرحة لا تخفى مظاهرها و لا أسبابها كما رصدناها في البداية، فإن طرفاً أصيلاً، هم المسيرية، لم يبد عليهم من البهجة ما يكفي لدحض كل داعٍ للارتياب في حقيقة مشاعرهم أن خالطها الغضب عن مظلمة قد حاقت بهم. و من غير طرفي الحكومة و طرف الأنقوك، نجد أن غالب الفرحين هم ممن لم يثبت قبلاً إنهم قد جعلوا لموضوع تلك الأرض بالذات أي قيمة غير قيمتها في المساومة السياسية و الوطنية.كانوا يستغلونها مرة للتحريض أو يستعيضون عنها في أخرى بآمالهم في السلام المستدام، أو ثالثة تصيبهم بالملل فيصرفونها كما طنين ذبابة عن أمانيهم في تراض وطني ذي جذب وحدوي، أو كانوا أصلاً في غنى عنها بيوتوبيا من هذا و ذاك تراوح في الأضغاث و ليس يتعللون إليها في التعلات سبباً. فلو زدت على هذي و تلك، حقيقة أن هذه الأرض بالذات ليست أرضهم التي شهدت دفن سرتهم و أول حبوتهم، و لا نشأتهم كانت بها، و لا مدافنهم كان يجب أن تكون هناك، و لا عليها سطرت تواريخ حيواتهم، و لا لهم فيها دُمر، و لا منهم نحوها شوق و لا نشوق. فلا تستغرب فرحة الجميع إذن.

    و أما الذين عنت و تعني لهم هذه الأرض ما هو أبقى من حقل بترول "مريوع" سينضب عاجلاً أو آجلاً، و أقوم من خطوط طول و عرض، و أطول من مسار واحد في ضمن مسارات عدداً، و أغلى من ترضية بخردلة من نسبة المائة لا تقيهم الصيف و لن تسقيهم اللبن، فهم هؤلاء المسيرية. هؤلاء الذين لن يتوقع عاقل أن رأيهم عن حقوقهم في المنطقة سيكون بأوهى من ذلك الرأي المفارق و المرجوح رغم حججه الهادرة، كما أصدره القاضي عون الخصاونة منشقاً به عن الرأي الغالب كما صدر به الحكم عن جماعة التحكيم. المسيرية و حتى الآن لم تسمع لهم نأمة رفض فتفسد تلك البهجة العامة بالكلية. و لكنهم أيضاً لم يتأخروا في الجهر بالشكاة المحقة و في رفع المطالبات السديدة. و ربما أرضاهم حتى الآن، ما أقرته لهم المحكمة من الحقوق التاريخية في الرعي هم في العادة الأكثر معاشاً به عن أنقوك. غير إنهم و قد فقدوا أراضٍ لطالما كانت من بعض دارهم التي عرفوا عن يقين، فرضاهم النهائي الكامل سيبقى أمراً مشكوكاً فيه، و بالذات لو لم يستبن لهم الخيط الأبيض في أمر المسار إلى الصعيد، خاصة فيما بعد الاستفتاءين، لو وقع بهما الانفصال أو غمّت فيهما الرؤية.

    فمن غير مواطن الاستقرار التاريخية كمثل "فول و الدنبلوية و سبّو و عمار الضبيب" و سواها، قد طمستها الحدود الجديدة، فإن المحتمل جداً و الراجح الورود هو؛ أن مسارات الرعي المعهودة لدى المسيرية إلى جهة البحر (نهر كير أم بحر العرب؟) أو إلى موارد الماء في الرقاب (رقبة الشايب و الرقبة الزرقا و رقبة أم بييرو) ستغلق و تنسد أمام قطعانهم. فبعد الآن ستكون كامل مراعي المسارات الوسطى قد آلت إلى حدود أبيي الجديدة، و الطريق الصاعد إلى المناهل الصيفية في مسارات الشرق و الغرب من الحدود الجديدة، قد قضمت الخريطة الأخيرة من غاياته، و استتبعت كل ذلك لإحدى المشيخات التسع يرجح منطقاً بعد الآن أنها ستكون في غزية الجنوب ثم كيفما يرشد أو يغوى، فهي سترشد أو يغويها الانفصال. إذن، فهاتيك هن الجافلات، خَلّهن، و لنقرع الواقفات. و من سيمسك بقرني ثورهن أب قَبة فحل أم صراصر لا يكاد يكظم الغيظ!؟

    إنّ هذا الثور قد اعتاد على ذاك المسار كما قد يعتاد أي ثور فحل على مرعاه كنطاق حماية معلن الملكية. فلو انسد عليه الخروج و الدخول إليه بحائط حدودي أو كمثله، ناطحه نطح الحانق فلا يوهن منه القرن قبل أن يتشظى جراء نطحه خزف السلام الرهيف. إنها سيرة معروفة هي التي "جابت" الدم فيما قبل و في الراهن، فاحذروها! و سيكون من الواقعية الحميدة إذن، و بعيداً عن أضغاث الأماني، أن يفترض الحصيف، عن الاستفتاء الموعود، إنه على الأرجح سيتمخض عن دولتين تكون خارطة أبيي الجديدة من ضمن الجنوبية منهما. ثم سيجمل به من بعد تلك الواقعية أن يبنى على معطياتها بناءً راشداً يكرس لسلام مستدام على طول تلك الحدود الجديدة. و لا يهدد مثل هذا السلام على الحدود الجديدة كمثل حرب بين ثوريين يتناطحان على الماء أو على نطاق الفحولة.

    من تلك المعطيات الجديدة في حال الانفصال، أن رعاة المسيرية سيواجهون بسلطان دولة أخرى تفرض عليهم سطوتها و قوانينها و سلطاتها كما لم يعتادوه على مدى تاريخهم. ستضيق عليهم السافنا بما رحبت، و ستنضب عنهم مصادر الكلأ و المياه حيثما سرحوا حتى لن يكون لهم خيار غير التنافس عليها فيما بين بطونهم و أفخاذهم و حتى خشوم البيوت، ثم سيضطرون مكرهين إلى مشاركة خشنة مع جيرانهم من النوبة و الحوازمة شرقاً و الرزيقات غرباً. و مكره أخاك لا بطل، أو هم كالمستجير من الرمضاء بالنار... فالآخرون أيضاً وعلى برمكيتهم، ليسوا في وفرة من الماء و الكلأ أو على إثرة بخصيصة حق الدار و حد المرعى. و ثَم حديثاً فقد أصبح الشيء الوحيد من ذاك الثلاثي المذكور في مقترح المشاركة الأشهر، الذي وسعته تحديات حيواتهم المعاصرة، هو تلك النار التي كم اصطليناها، و التي كثيراً ما تعاجلوا إلى حصدها القاني بمناجل الكلاشكنوف و أخواته من الفاتكات الأُشر. و شهران بعد ما انصرما، منذ شهدنا تلك المقتلة الكارثية تعد ضحاياها بالمئات، و ذلك فقط في بعض من ضحوية دواس واحدة بين الأخوين على تخوم مرعى الميرم.

    و ما العمل؟ الإجابة عندي واحدة لا غيرها و لا سواها... فبعاجل ما أمكن، يجب درس المعطيات في الواقع و التخطيط بناءً عليها ثم العمل سريعاً على تحقيق انتقال سلس من نمط الإنتاج الرعوي المفتوح كما عبرت عنه العبارة المأثورة عن بوادي السودان (الرحيل عز العرب)، إلى نمط المزارع الرعوية المكثفة (Ranches) الأقرب لفكرة الاستقرار عنه إلى أبدية الذهاب و الإياب في فيافي المسار. فعلى الدوام ظلت رعاة السافنا السودانية كما سعيّتهم، مجرد مورد ريعي رخيص تنهبه الدولة السودانية بلا جزاء و لا إحسان. و ما كانت تصدره و لا تزال تلك المراعي إلى غياهب الخزينة العامة أو نحو جيوب السماسرة و المصدرين، ظل هو الأرخص تكلفة من بين كل مثيلاتها في العالم، ذلك لأنه لم ينصرف عليها أصلاً، من بعد مطر الله في خلاه، و لا مليم واحد يتعدى ضرورة الإبقاء على تلك المواشي حيّة تتكاثر فتدر الأموال إدراراً لغير رعاتها. التحرك من فكرة السعِيَّة إلى أعمال الإنتاج الزراعي و الحيواني في المراعي المكثفة لن يكون سهلاً على أي معني به و لا في أي مرحلة من مراحله و خاصة عند اتخاذ القرار. و لكنه ضرورة من إملاءات الواقع و العصر التي لا تني تترى علينا. و خيره، فوق تعزيزه للسلم، ليس ببعيد. الإنتاج الحيواني المستقر لن يكون بلا مسالخ و محالب أو بدون أن تواكبه صناعة زراعية و غذائية حديثة تتعلق به. و كما يحتاج إلى تقنيات الزراعة العلفية و الغذائية المسترشدة و المنتظمة، فهذا النمط الإنتاجي لا يقوم إلا برعاية بيطرية وافرة، و قريباً من قرى مستقرة آمنة يتوفر فيها التعليم و الصحة و تربطها الطرق و تزدهر فيها التجارة و الأعمال كما تتقلص بها أعداد الشبيبة العاطلة التي ترى إلى ظل الحراب، أينما صوبت أسنتها، كخيار أفضل لها و أكرم من خيار "ضل الحيطة".... عليه، و نعم، هذا البترول المنتج الآن من تلك الناحية، و ربما قريباً منها سيتفجر المزيد منه، يجب أن تذهب نسبة من مبيعاته، أكبر بكثير من تلك النسبة الضئيلة المتوفرة حالياً، إلى تحقيق و تمكين مثل هذا المشروع في هذه المنطقة المهددة بالاشتعال العاجل لو يستمر الحال كما هو عليه. ثم يجب أن ينظر في هذا الخيار لكي يعمم في البيئات الشبيهة حول جبال النوبة و في النيل الأزرق و جنوب النيل الأبيض و بالخصوص في غرب و جنوب دارفور حيث التحديات لا تقتصر على جهة واحدة و فقط. و الفنيون من أهل التخصص أعلم بالتفاصيل.

    و عموما، لا يسمع لقصير، و لكن الصحافة أوردت التالي: ((فمن ناحيته طَالبَ الأمير مختار بابو نمر ناظر المسيرية، رئاسة الجمهورية بتعويض أبناء المسيرية جراء ما وصفه بالظلم الذي لحق بهم بسبب قرار التحكيم بشأن ترسيم حدود أبيي، ووصف القرار بأنه أفقد المسيرية بعض أراضيهم حسب قوله. وقال نمر «لمرايا أف أم»، إنّه لابد من إنشاء قرى نموذجية بالمنطقة إضافةً لتوفير الخدمات الصحية والتعليمية لأبناء المسيرية لتمكينهم من الاستقرار، وجدّد الالتزام بتعهد المسيرية بقبول قرار المحكمة.)) انتهى!

    بالناس المسرة و على الأرض السلام. و قد أعذر من أنذر. و من بعده، فلا تجنين براقش إلا على نفسها. فبالله يا جماعة التمكين، و بالتي هي أحسن، مكّنوا للناس في حِلّهم، و أقرعوا ثور المسيرية عن مساره الحتمي على خزف ذاك السلام، فهو عاجلاً أم آجلاً، لابد أن سيفعل! هذا ـ أو!

    ------------------------------------------------------------

    خسارة في صلح أفضل من كسب في محاكم ... بقلم: إبراهيم سليمان
    الثلاثاء, 28 يوليو 2009 14:14

    كاتب صحفي / لندن

    صوت من الهامش

    بلطف من المولي ، بدى قرار محكمة لاهاي الدولية بشأن أبيي متوازنا في مظهره الأولي ، وبرحمة منه ، تخطى طرفا النزاع الصدمة الأولى لإعلانه بسلام ، ذلك بفضل التهيئة الجيدة والترتيب الأمثل لتقلى الحدث ، ولكن ليست كل مرة تسلم الجرة ، وأبيي لن تكون آخر نزاعات شركاء متشاكسون في حكم البلاد ، لذا قبل أن نبرح هذه المحطة المهمة يجب على الجميع إستخلاص الدروس ، وإستلهام العبر من هذا الحدث الجلل ، سيما وأن البلاد تعاني من مخاص عسير لميلاد سودان جديد في مكوناته ومعايير الإنتمائي إليه ، وتأتي أهمية تقييم قرار محكمة لاهاي في هذه اللحظة بالذات لأن إضمار نية الإلتفات إليها مستقبلا قد يعيق المضي قدما بقدر من الثقة في النفس ، وسودنة حلول بقية مشكلاتنا المتعاظمة ، يكفي أننا سجلنا سابقة دولية يبرهن أن البلاد (راسو فات ، وهدايو مات)

    التجارب الإنسانية أثبت أن الصلح هو المنهج الأفضل لفض نزاعات الجماعت والأفراد ، والكتب المنزلة أيدت هذه الآلية ، فقد ورد في القرآن الكريم أن الصلح خير ، وهذا أمر لا ريب فيه ، وأن المحاكم وإن قضت بحلول ملزمة قد لا تخلوا من آثار سلبية ، ترغم أحد أو طرفي النزاع على كظم الغيظ ، ومن الجائز أن ينفجر في أية لحظة تحت أية ذريعة.

    من سلبيات قرار المحكمة ، أنها لم تحسم تبعية حقل هجيليج ، حددت أنها خارج حدود منطقة أبيي ، ولم تحدد إنتمائها لولاية الوحدة أم ولاية جنوب كردفان ، ومن الوارد أن هنالك قرى تابعة لأهلنا للمسيريه داخل ولاية الوحدة ، وقرى تابعة لأهلنا الدينكا نقوق داخل ولاية جنوب كردفان ، وهجيليج ليست منطقة عادية ، ومنها تنبع شريان الحياة للشمال والجنوب ، وقطع هذا الشريان والمطالبة بسداد المدفوعات بأثر رجعي صدمة لن تبتلعها الحركة الشعبية دون أن تحدث ضجه مخجلة ومحرجة ، مما يعني أن أُس المشكلة التي أحليت إلى لا هاي ، تم ترحيلها من الحدود القبلية إلى الحدود السياسية بين الشمال والجنوب ، المحكمة أعادت 75% من عموديات دينكا نقوق إلى ولاية بحر الغزال بما فيها مدنية ابيي نفسها ، أي أن الحركة الشعبية كسبت الأرض معنويا ، والآن تُلقط الحجج لتبعية النفط لهم ، رغم علمها أن المنطقة تابعة للشمال ساعة إعلان إستقلال السودان عام 1956م.

    المؤتمر الوطني إن تراخت في تنفيذ ما صرح به الدرديري من لاهاي بأنهم سوف يوقفون دفع 50% من عائدات بترول هجيليج للحركة الشعبية إبتداءا من تاريخ صدور قرار محكمة لاهاي ، يعني أنهم غير متأكدين من سلامه مزاعمهم ، وإن فعلوا ، يعني أن حكومة الجنوب سوف تموت من الجوع في غضون أشهر قليلة ، والرئيس البشير قبل أن تستبين تبعية الحقل ، وعد وعدا عرقوبيا للمسيرية بتعمير مناطقهم من عائدات بترول هجيليج عوضا عما فقدوه من أرض جراء هذا التحكيم ، وإن أجلت مسألة فصل حسابات عادات البترول إلى حين ترسيم الحدود السياسية بين الشمال والجنوب ، يعني أن الطرفين محتاجين إلى لاهاي أخرى.

    السلبية الثانية لقرار محكمة لاهاي ، عدم حسمها حق التصويت في ابيي ، والحركة الشعبية رغم كسبها لأرض المنطقة ، إلا أنها تبدو مرتبكة بهذا الشأن ، السيد باقان اموم يصرح بحزم ، أن حق التصويت لدينكا نقوق فقط ، بينما د. رياك مشار يقول أن حق التصويت مكفول لتسع قبائل آخرون يسكنون المنطقة ، ولا إدري ماذا حوى بروتكول أبيي الملحق بإتفاق نيفاشا إن لم تفصل مثل هذه المسائل الجوهرية؟

    ماذا تفيد الحركة الشعبية عودة عموديات الدينكا نقوق إلى ولاية بحر الغزال ، إذا كان الآخرون يحددون مصيرها بأغلبيتهم الميكانيكية؟ من الواضح أن الحركة الشعبية قد خسرت خسرانا مبينا ، وهي تحاول طمأنة منسوبيها بكلام (خارم بارم) ، خسرت البترول ، ومن الوارد جداً أن تفقد أبيي أيضا في إستفتاء 2011م ، ومن الجلي أنها خدعت نفسها بمسوغات أيلولة منطقة هجيليج إلى ولاية الوحدة عام 1978 ولو لا تأويلها على ذلك ، وركونها على التعاطف الدولي ، لما تنازلت عن سانحة قدمتها لها لجنة الخبراء على طبق من ذهب لحصولها على الأرض والبترول معا ، هذه الدقسه مكنت المؤتمر الوطني من تصحيح تدقسته المميته بتوقيع وفده على تروتكول ابيي بما حولته من نص صريح وقاطع تفيد أن قرار لجنة الخبراء يعتبر قرار نهائي ، وفي الحقيقة أن زهد الحركة أو عجزها في الحصول على البترول ظهرت منذ تنازلها عن وزارتها للمؤتمر الوطني ، والآن عليها البحث عن موارد أخرى تقتات منها ، بشرط ألا تكون إغاثة دولية ، لأن الإغاثة في الخرطوم أكثر من جوبا ، ومنذ 22 يوليو2009م لا أعتقد أن جنوبيا سوف يغادر الشمال طواعية إلى الجنوب ، مع ترجيح تحول موظفي الدولة إلى سخرة متطوعين لدى حكومة الدكتور رياك مشار ، وليس مستبعدا أن يعيد شماليو الحركة النظر في مواقفهم ، خاصة الذين كانوا يشيلون الشنطة للراحل د. قرنق ولم يتحرجوا من شيلها للسيد باقان أموم من بعده.

    ماذا يستفيد أهلنا المسيرة من بترول لا يعرفون لونه ولم يذوقوا طعمه ؟ كان غاية مناهم أن تسرح مواشيهم على مراعي دون إن تجفل من الإدارات الأهلية ، وتمرح على أراض دون إن إضطرار منهم لحمل وثائق قرار محاكم دولية على ظهور الخيول أو متون الثيران ، فقد أحالتهم لاهاي إلى عابري سبيل ، وضيوف على المراعي فقط ، إن لم يتمكن المؤتمر الوطني من تثبيت حقهم في تقرير مصير المنطقة ... المستفيد الأوحد من قرار المحكمة ، حزب المؤتمر الوطني ، كسب البترول من منطلق الأرض لمن يعمرها ، وكسب أهلنا المسيرية بوعود طائرة على الهواء ، وفلحت في تأجيل المعركة الفاصلة لمدة عامين إثنين ، كما تمكن من مسك الحركة من مكان الوجع ( تسكت وتحني رأسك ولا أقطع منك البترول).

    ولكن كسب المؤتمر الوطني لقرار لاهاي لا يعدو أن يكون مرحليا ، إن إستمر في محاولات فرض الوحدة على الحركة الشعبية ، إستنادا على إنتزاع حقول البترول عبر المحاكم ، وترجيح كسب الأرض إستفتاءا ، وتعقيد تقرير المصير تشريعا ، والضغط على رأس الحركة إبتزازا ، تحت هكذا Pressure من المرجح ألا تنتظر الحركة الإستفتاء ، ولم تدخل رأسها مرة اخرى في محك ترسيم الحدود ، بل تستعجل إعلان إنفصال الجنوب من داخل برلمانها ، وتضم إليها عموديات الدينكا نقوق التسع ، وتقول للجميع من يريد إن يستفتيناء في أراضينا فليلحقنا وراء النهر ، وقتها ، الرعي بمروج ابيي لن تكون ممتعا ، ويتوجب على رعاة المسيرية الإتكاء على الكلانشنكوف والإستياك بالرصاص ووضع الوثيقة على الكمر ... إعلان الإنفصال قبل ترسم الحدود وديا والإستفتاء وفاقيا من المؤكد ستعطل ضخ النفط من حقل هجيليج ، وتطيير أبيي جنوبا ... لن يرجى من المؤتمر الوطني أن يستثمر هذا الكسب في عمل وطني قومي ، إذا تسلمنا أنه مختطف من الإنتباهيين العنصرين.

    الصلح أخير ألف مرة من مغامرة غير مضمونة النتائج ، سيما إن كانت محكمة من جنس محكمة لاهاي ، نهائية القرارات ، قطعية الحثيثيات لا إستئناف فيها ، قبل بها الجميع مكرهين ، ولم تزيل النفار بين طرفي النزاع ، ولعلها قد قررت في شي ، وغابت عنها أشياء ، ومن الأفضل للجميع عقد صلح لتدارك رتق الثقوب المتبقية ، وعدم إستمراء المحاكم ، خاصة وأن محكمة لاهاي قد خدشت قدسية إتفاق نيفاشا ، في جزئية برتكول أببي ولم يعد هناك ما يمنع إعادة النظر في بعض فقراتها ، بحيث إن انفصل جنوبنا الحبيب ، يترك فرص أمل إعادة التوحد جاذبا ، ولم ننحرم من إبتسامة د.رياك مشار الصافية ، والمابئ الصلح ندمان.

    [email protected]
                  

العنوان الكاتب Date
تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-23-09, 10:00 PM
  Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق khalid abuahmed07-23-09, 10:03 PM
  Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-23-09, 10:05 PM
    Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-23-09, 10:22 PM
      Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق khalid abuahmed07-23-09, 10:42 PM
        Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-23-09, 10:53 PM
          Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق Kostawi07-23-09, 10:59 PM
        Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-23-09, 11:05 PM
          Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-23-09, 11:14 PM
            Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-23-09, 11:22 PM
      Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-24-09, 05:31 PM
  Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-24-09, 04:13 PM
    Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-24-09, 04:53 PM
      Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-25-09, 08:01 AM
        Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-25-09, 02:30 PM
          Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-25-09, 02:47 PM
            Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-25-09, 03:08 PM
              Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-26-09, 04:00 PM
              Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-26-09, 04:11 PM
              Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-26-09, 04:31 PM
              Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-26-09, 04:33 PM
                Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-26-09, 09:23 PM
                  Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-27-09, 04:11 PM
                    Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-27-09, 04:38 PM
                      Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-27-09, 05:02 PM
                        Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-28-09, 10:41 AM
                          Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-28-09, 11:20 AM
                            Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-29-09, 04:50 AM
                              Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك07-29-09, 10:23 PM
                                Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك08-03-09, 07:48 PM
                                  Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق عبدالكريم الامين احمد08-03-09, 07:59 PM
                                    Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك08-08-09, 11:32 AM
  Re: تحكيم العدل الدولية فى قضية خلاف ابيي...ردود الافعال ...توثيق الكيك08-09-09, 09:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de