خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 05:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2009, 02:52 PM

عاطف عبدون
<aعاطف عبدون
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 3701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) (Re: عاطف عبدون)



    الوطن بين الرّمز والإشارة

    عودٌ على بدء

    أشرنا إلى أنّ الرّمزيّة في شعر الخليل تكمن في احتمال شعره استقراءً جديداً يأتي في سياق البعد الخاصّ، فكأنّه هنا يخاطب ذاته، مستثيراً في ذلك وجوده، وليس ذكريات طفولته فحسب. وهو إذ يقوم بهذا لا يسلب عامّة جمهوره في نفس الوقت من حقّهم في استقراء شعره وفق سياقٍ عام، له بعده الجغرافي والاجتماعي الخاصّ بأمدرمان والخرطوم وما جاورها (أو ود مدني)، كما له بعده الوطنيٍّ العام. فشعر الخليل كالفنّ التّشكيلي، لا تكتمل حلقة إبداعه إلاّ بإسقاطات الجمهور المتلقّي لمعاني جماليّة خاصّة به دون أن ينحصر في أيّ دلالات عناها المبدع؛ وهذا مكمن الحريّة في الإبداع. بهذا يتجاوز شعر الخليل الدّلالات المعجميّة للغة، ليختطّ لغته الخاصّة. فشعره لا تحمله اللغة، بل هو الذي يحمل اللغة، وهي في ذلك لغة خاصّة به، أي خطاب شعري خاص به، لا يُفسّر شعره بدونه، ولا يجوز أن يُستخدم في تفسير شعرٍ آخر.

    من أمثلة البعد الخاصّ في شعر الخليل ـ كأن يقول شيئاً يفهمه النّاس على شكل، بينما يقبل قراءةً أخرى أقرب إلى الخليل للعارفين من ذوي قرباه الرّوحيّة والاجتماعيّة ـ ما قاله مبارك المغربي [2002: 99] في تفسير:

    في يمين النّيل حيث سابق كنّا فوق أعراف السّوابق

    الضّريح الفاح طيبو عابق السّلام يا المهدي الإمام

    فقد قال المغربي: "(أعراف السّوابق) أعراف جمع عُرف وهو شعر عنق الفرس، والسّوابق جمع سابق وهو أوّل الخيل، معناه كان يمتطي مع رفاقه صهوات الجياد." وتعليقاً على هذا كتب حبر أغنية الحقيبة الأستاذ عوض بابكر (وقد زيّن كتاب مبارك المغربي بتعليقات هامشيّة زادته عمقاً على عمق، هذا بالرّغم من أن اسم أستاذنا عوض بابكر قد سقط من الطّبعة، إذ لم يشر إليه النّاشر فيما جاء سهواً حسب علمنا) على هامش الصّفحة تحت الرّقم (1): "في رأينا المقصود بـ (كنّا) هم أنصار الإمام المهدي، وهم الذين كانوا يعلون أعراف الخيول. ويقصد بيمين النّيل الجهة التي بها الطّابيّة التي أقامها أنصار المهدي، ويمينها يقع ضريح الإمام. لذا قال الشّاعر (في يمين النّيل حيث سابق) يقصد معسكر الأنصار، و(سابق ) إشارة إلى الماضي وهو فترة الثّورة المهديّة" [المرجع السّابق]. ودون أن نعلّق على مسألة أنّ الطّابية لا تقع يمين النّيل، بل تقع شمالَه، نُشير إلى أنّ الفرق بين هذين التّفسيرين، والذي يبدو كأنْ لا شيئ يجمع بينهما، يتمثّل في أنّ أحدهما ـ وهو تفسير المغربي ـ يعتمد على اللغة في دلالاتها القاموسيّة، بينما الثّاني ـ وهو تفسير عوض بابكر ـ يعتمد على اللغة في دلالاتها الخطابيّة المتعلّقة بكلام قاله شخص معيّن هو خليل فرح. ونجد نفس البيت الأوّل من الشّطرة قد فسّره ابن الشّاعر، فرح خليل فرح [1999: 18] بقوله: "يصف الشّاعر هنا دخول المهدي الخرطوم من غرب النّيل جهة الفتيحاب بجيشه لجرّار فوق ظهور الخيل"، وهذ شرح ربّما يرفضه البعض بحكم أنّ الفتيحاب ـ أيضاً ـ لا تقع يمين النّيل بل شمالَه. ومع ذلك تبقى حقيقة أنّ الـفسير يقوم على الاستقراء، وليس على تفاسير اللغة قاموسيّاً، وهذا ما نعنيه بالبعد الخاصّ والبعد العامّ في شعر الخليل.

    في هذا الخصوص، أشير إلى ما قاله لي ابنه فرح خليل في تفسير أبيات بعينها من أغنية "ما هو عارف قدمو المفارق" حيث ذكر أنّها قيلت في ابنته عائشة خليل، وذلك عندما أزفت لحظة الوداع في رحلته الأخيرة إلى مصر، والتي سيعود منها ليموت. فقد قال بأنّ أخته عائشة تعلّقت بأزيال والدها وهي تجهش بالبكاء حتّى شرِقت. تقول الأبيات:

    أين منّي الودّعتو شاهق باكي ناهد لسّع مراهق

    عيني ما بتشوف إلاّ شاهق أين وجه البدر التّمام

    إذ شرح قوله (... شاهق باكي ناهد، لسّع مراهق) على أنّها قيلت في ابنة الشّاعر عائشة خليل، وهذا لا يصّح في رأينا إلاّ باعتباره جزءاً من المعنى. فعندما تُوفّي الخليل كان عمر ابنته عائشة لا يتجاوز الثّالثة من العمر، فكيف توصف طفلة في هذا العمر على أنّها ناهد، ثمّ في سن المراهقة؟ فماذا يا تُراه يقصد الخليل؟ في رأينا أن ما يخصّ ابنته من البيت ينحصر في الشّطرة الأولى، في (شاهق)، أي أن يشهق المرء من شدّة البكاء والنّحيب، وهذا ما ينطبق على الحالة التي حُكيت عن الطّفلة الصّغيرة. أمّا الشّطرة الثّانية فتختصّ فعلاً بفتاة ناهد في سن المراهقة. فمن هي يا تُرى؟ إنّها قطعاً أخته فاطمة والتي كانت تعيش معهم في الخرطوم لتساعد سلامة شلاّليّة في العناية بالطّفلين، فرح وعائشة، ولم تغادر قافلةً إلى صاي إلاّ بعد وفاة الخليل. حينها كانت فاطمة فرح (أو بابّا ييّا كما تُعرف بالنّوبيّة) فعلاً في سن المراهقة.

    وحكت مرّةً (عليها رحمة الله) إحدى الطّرائف التي كثيراً ما أُثر مثلها عن النّوبيّين الذين لا يعرفون العربيّة، إذ طلب منهما الخليل بصرامته الأسريّة المعهودة أن يفتحا الدّيوان لضيف كان يتوقّعه في يوم جمعة ما وذلك إذا ما حضر في فترة غيابه لأنّه كان خارجاً في مشوار قصير ولن يطول. وبالفعل ما إن خرج الخليل حتّى طرق طارقٌ الباب، دون أن تجرؤ سلامة شلاّليّة أو بابّا ييّا على فتح الباب وذلك لجهلهما المطلق باللغة العربيّة؛ فبالإضافة إلى كونهما غير قادرتين على التّحدّث بأي كلمة باللغة العربيّة، لم تكونا قادرتين أيضاً على فهم ما يُقال لهما. وهكذا طرق الطّارق الباب حتّى كلّمته يداه، ثمّ نادى على الخليل باسمه، وعندما لم يلقَ مجيباً من ساكني الدّار، غادر إلى حال سبيله. بعد ذلك بدقائق عاد الخليل، فكان أن استفسر أوّل شيئ عمّا إذا كان الضّيف قد أتى. فقالتا له بأنّه لم يأتِ، دون أن تذكرا له أمر الذي طرق الباب ثمّ مضى عندما لم يُفتح له بعد أن نادى اسم الخليل مرّتين. للمرّة الثّانية شدّد عليهما الخليل أن تفتحا الباب لأنّه يتوقّع هذا الضّيف الذي أكّد له أنّه سيحضر ظهر الجمعة لتناول الغداء معه ومن ثمّ المضي معاً في بعض شئونهما. ثمّ خرج الخليل في مشوار قصير كالأوّل. بعد ذلك بدقائق تكرّر الطّرق على الباب من نفس الشّخص وقد نادى اسم الخليل مرّتين، ثمّ مضى. في كلّ هذا كانت سلامة شلاّليّة وبابّا ييّا تلتزمان الصّمت المطبق. بعد قليل عاد الخليل وبدا عليه الانزعاج الشّديد عندما قالتا له بأنّ أحداً لم يحضر، فقرّر أن يخرج باحثاً عن صديقه متمنّياً ألاّ يكون قد حدث له مكروه. هنا فقط حكت له سلامة شلاّليّة حقيقة ما جرى وسبب امتناعهما عن فتح الباب له. فخرج الخليل وهو غاضب، لكن دون أن ينبس ببنت شفة.

    هذه هي الشّخصيّة المعنيّة بالشّطّرة الثّانية التي تقول: (باكي ناهد لسّع مراهق). ونلفت نظر القارئ إلى أسلوب الخليل في الانتقال من "ثيمة" (theme) ابنته إلى "ثيمة" أخته دون أن يمدّ القارئ بأيّ مؤشّرات قد تساعده في ابتناء فهم كهذا؛ فكأنّه يكتب لذات نفسه. لكن الحقيقة أنّه يكتب في مستويين، خاصّ يخاطب به ذات نفسه، وعامّ يخاطب به الآخرين.

    كما نرى بعض النّقّاد عادةً ما يفسّرون قوله:

    عيني ما بتشوف إلاّ شاهق أين وجه البدر التّمام

    على أنّه قاله إشارةً لعلوّ العمارات والبنايات بمصر، حاجبةً بذلك القمر والبدر والنّجوم، ثمّ السّماء (راجع ذلك في بدري كاشف، 2000: 9]. وهذا جائز في البعد العام؛ لكن ماذا عن احتمال أن تكون ذات الشّاعر هي المعنيّة بذلك في جموحها الطّمّاح للمعالي والجمال؟ ولنقارن ذلك بقوله:

    عزّة ما سليت وطن الجمال ولا ابتغيت بديل غير الكمال

    لذا لا نظنّ أننا نجافي الحقيقة إذا ما زعمنا أنّ الوطن عند الخليل يبدأ بصاي أو أمدرمان، مرموزاً إليه باسم "عزّة"، لينتشر متمددّاً حتّى يشمل كلّ السّودان. وبهذا يجوز لنا أن نقرأ أبياته التّالية وما جرى مجراها في شعره باعتبار أنّه يخاطب فيها وطنه الصّغير "صاي"، وذلك في إطار البُعْد الخاصّ من إبداعه، مثلما يمكن أن يخاطب بها وطنه الكبير ممثّلاً في "السّودان":

    عزّة ما سليت وطن الجمـال ولا ابتغيت بديل غير الكمال

    وقلبي لي سواك ما شفتُو مال خُذيني باليمين واْنا راقد شمال

    فكأنّه يتحدث هنا عن كشف حساب ذاتي وموضوعي؛ ذاتي بامتداد أربعين عاماً سلخها الخليل كالشّهاب في قبة السّماء، صنع فيها على قصرها المجد والتّاريخ؛ وموضوعي فيما يتعلّق برحلة تمتدّ بعمر التّاريخ، بدءاً بتاريخ الممالك السّودانيّة القديمة، مروراً بالفترة النّوبيّة المسيحيّة، ثمّ الفونج، متزامناً معها تاريخ أجداده التّركُمان الذين جاؤوا في معيّة السّلطان سليم الثّاني، انتهاءً بالتّركيّة، فالمهديّة، ثمّ ثورة 1924م. ولكن في كلّ هذا تبقى صاي هي نقطة الانطلاقة في مشيمة اللاوعي الإبداعي عند خليل فرح؛ فإذا ما خاطب أمّته في مستوى الوعي المباشر متّخذاً من "عزّة" رمزاً للوطن، كانت صاي نفسها هي "عَزّة" في مستوى الوعي غير المباشر وأعماق لاشعوره. وكم صدق الهادي الصّديق [1974] عندما قال: "كان ذلك في جزيرة صاي أرض المعابد والمدافن ...، هناك يفتح التّاريخ كنزاً جديداً ويرسل من بلاد طيرها أعجمي لساناً محسياً فصيحاً وشاعراً وفنّاناً يزن اللحظة من التّاريخ بفنّه، واضعاً صوته من صوت الجماهير، وحاملاً وطنه في قلبه حتّى استطاع بحكم التصاقه بهموم الشّعب أن يعرف جوهره ويكشف معدنه، فكان العمل الفنّي أكثر قبولاً وهذا ما جعل الخليل أباً شرعيّاً للشعراء الوطنيّين لكونه أباً شرعيّاً لتاريخ النّضال الطّويل".
                  

العنوان الكاتب Date
خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 12:46 PM
  Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 12:48 PM
    Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 12:55 PM
      Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 01:01 PM
    Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) الطاهر ساتي07-17-09, 12:58 PM
      Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 01:24 PM
        Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 01:31 PM
          Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 01:38 PM
      Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 01:40 PM
        Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 01:45 PM
          Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 01:50 PM
            Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 01:54 PM
              Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 01:59 PM
                Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 02:08 PM
        Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) الطاهر ساتي07-17-09, 02:04 PM
          Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 02:23 PM
            Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 02:25 PM
              Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 02:34 PM
                Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 02:40 PM
                  Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 02:45 PM
                    Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 02:52 PM
                      Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 03:00 PM
                        Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 04:38 PM
                          Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 07:19 PM
                            Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 07:57 PM
                              Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون07-17-09, 08:22 PM
                                Re: خليل فرح: رجل بقامة أمّة ... ( د. محمد جلال هاشم ) عاطف عبدون09-05-09, 11:26 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de