|
Re: ونسة شيقة بين أ/ محمد المكي ابراهيم و أ/ كمال الجزولى (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
محمد المكى : فى (المانيا) برضو اكتشفنا مصنع بيعمل البلاستيك الصغير البيكون فى باب التلاجة , وكان سبهلل فى مواعيد الشغل بتاعتو وكان ممكن تكتب فى الحضور انك جيت الساعة ستة صباحا واشتغلتا لحدى ستة صباحا , لكن انا كنتا بشتغل 12 ساعة وقدرنا نشترى تذكرة العودة للسودان , اشتغل معنا فى المصنع ده زوج وزوجته من (النمسا) وكتبتا فيهم قصيدة يتوقف التيار لم ينسوا رشاشة حب اقول الحق , جزء دقيقة وقفت عاد بسيرها التيار كمال الجزولى : جيت راجع من (المانيا) وكملتا سنة رابعة 63 / 64, و (محمد عبد الحى) . محمد المكى : (عبد الحى) رحمة الله عليه واحدة من العباقرة , اثبت توفق فى كلية (الآداب) وجذب اليه قلوب الاساتذة الكبار , كنتا سعيد اننا تعرفنا وتبادلنا المحبة وانا كنتا ناوى اكتب الكتيب بتاع تطور الفكر السودانى وبدأت اجمع كل الاشياء المطبوعة , وانا و (عبدالحى) جبنا (طبقات ود ضيف الله) قبل سبعة سنين من تحقيقها كانت ورق اصفر , وبعض الاخوان وجدوا لى نفائس لكنها كلها للاسف كانت اثار شعرية عشان كده الناس بيقولوا ان كتيب تطور الفكر السودانى مراجعو شعر ولكن ده كان المتاح , اثناء التفكير فى كتابة الكتيب , قدم (عبدالحى) قصيدتو العظيمة (العودة الى سنار) كنا ساكنين فى بيت جدتو فى (السجانة) ما بنطلع نمشى الجامعة ونرجع نكتب . كمال الجزولى : مجدت ثورة اكتوبر ومجدت جيلك , وفى شباب هنا بيفتكر اننا جيل كلام فارغ . محمد المكى : انا مجدت الصمود خلال اكتوبر , وما عندنا غير الصمود , داخليات الجامعة هى بيوتنا ولما البوليس يقول للناس تفرقوا وامشوا بيوتكم يعنى اننا نرجع داخليتنا ونقاوم البوليس وكان مافى غير الاستبسال ضدهم , انا دخلتا الجامعة 59 ولحدى ما اتخرجتا بشترك فى المظاهرات , بكون جريت لى زى 100 ميل عملنا ماراثون – يضحك - .. يا سلام يوم اكتوبر اصبحنا (نيل) من الطالب ماشيين على ميدان (عبدالمعنم) كانت ثورة جاهزة , (حسن عمر) مسك (الميكرفون) وقال استمروا فى الثورة . كمال الجزولى : الاتنين كانوا اخوان مسلمين , (الترابى) و (حسن عمر) , فكيف (الترابى) يقول للناس امشوا و (حسن عمر) يقول للناس استمروا فى الثورة ؟ . محمد المكى : والله ما عارف , لكن (حسن عمر) من (الخوجلاب) و (جعلى) - يضحك - من غيرنا يُعطى لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر من غيرنا ليقرر القيم الجديدة والسير كمال الجزولى : ما هو تأثير الثقافة الفرنسية فى الشعر عندك ؟ محمد المكى : ما قدرتا استمتع (بباريس) الا بعد سنة كاملة ومعرفة اللغة الفرنسية , طبعا هناك لو ما بتعرف فرنسى ممكن تتبهدل ويزيدوا ليك تمن القهوة وحق التاكسى وكده , كان الكورس نفسه بتاع اللغة مكثف , (فاروق عبد الرحمن) الوكيل الاسبق فى وزارة (الخارجية) كان معاى طوالى .. اتعرفتا على الشعراء الفرنسيين .. مشيت برضو (السنغال) وتعمقت هناك فى الثقافة الفرنسية وهى ثقافة ادبية خالص , حتى فى الشارع هناك فى (فرنسا) تلقى بت صغيرة تقول ليك انا جعانة اشترى منى القصيدة دى , يعنى قيمة كبيرة , هسع انتا لو مشيت فى الشوارع (الخرطوم) عشان تحاول تبيع قصيدة ما عارف ح يحصل ليك شنو – يضحك - . كمال الجزولى : الغابة والصحراء , تيار شعرى ؟ محمد المكى : والله – يصمت - .. فشلنا فى تحويلها لتيار شعرى , كان عندى الحاح انو اللغة العربية لغة بيضاء وعلى احسن الفروض سمراء وانها ما بتقدر تعبر جماليا عن الناس الزينا كده , بل بالعكس هى بتشوف فى الوجه الاسود تعابير الاحتقار .. قدرنا اننا نتكلم اللغة العربية ومافى شعب فى الدنيا يقدر يغير من لغته , فهل من سبيل لتطوير هذه اللغة بحيث انها تحترمنا وتحترم اللون الاسود واليوم الاسود والوجه الاسود . مشكلة الغابة والصحراء اننا تفرقنا وما استمرينا وتعرضنا لخسارة فادحة بوفاة (عبد الحى) وسفر (يوسف عيدابى) وانا ذاتى انطمستا وخليت كتابة الشعر الناس مسكت فى الجانب بتاع الهوية , بعد الاغتراب فى دول (الخليج) بدأ الشعور اننا ما عرب ومافى حاجة تجمعنا مع العرب , لا فى الف حاجة تجمعنا بالعرب بس الناس حردانين وزعلانين صديقنا (الباقر العفيف) من الناس الاهتموا بهذا الامر بكل شجاعة وهدموا الحصون الحصينة . كمال الجزولى : الانقاذ بالنسبة ليك مرحلتين , مرحلة انتا عضو فى المجلس الوطنى , ومرحلة انتا معارض وكتبتا سلم مفاتيح البلد فى واحدة من نماذجك العامية . محمد المكى : عندما عرض على المجلس الوطنى مشيت باختيارى للمجلس قلتا اكون صوت من لاصوت له ومنبر من لا منبر له زى قناة الجزيرة , ولكن لقيت مصاعب فى فرص الكلام ومن كنت اتوقع منهم السند تركونى وذهبوا , كانت فى بيوت لما امشى زيارة ليها وانا النائب المعارض تغلق ابوابها فى وجهى ما عدا بيت كمال الجزولى . كمال الجزولى : اعمل شنو ؟ محمد المكى : هو انتا لاقى يا كمال ؟ - يضحك – شعرت بالخذلان , وفى المجلس لما القى بعد صعوبة فرصة للكلام يقولوا لى (اوجز) .. وحتى البنات الكوزات فى المجلس كانوا ما بيردوا لى التحية , كانت فى حالة حصار لا وجدت اهلى من هنا و لا احترام من هنا .. فى اول يوم اتكلمتا فيهو فى المجلس طالبت برفع حظر التجوال وسحب الدبابات من الجسور , استجابت الحكومة وقللوا حظر التجوال ساعتين وكل هذا الكلام ما كتبتوا الجرايد , واتذكر جريدة (الانقاذ) بعد ما كتبت كل الناس الكان اتكلموا فى الجلسة كتبت (كما تحدث العضو محمد المكى ابراهيم) قال شنو ؟ مافى زول عارف , لكن برضو كان فى رجال وقفوا معاى وتفهموا ومنهم هذا العظيم (حاج مضوى) يارب ترحموا .. بدأ البعض فى الهجوم على انو انضم للمجلس القزم وانضم لثورة الانقاذ , انضممت ايه ياخى ؟ انتو حاكمنى بالكلام الكنتا بقولوا فى المجلس وكنتا بحاول اساعد الناس لو فى اى زول قال لى زوجى او ولدى فى السجن , وكنتا بفتكر انى اكتر زول ممكن يتكلم عن السياسة الخارجية فى المجلس الوطنى , الدكتور (حسين ابو صالح) اصر انى اسيب المجلس وارجع (الخارجية) , اتلككو معاى وقالوا انو لازم استقيل الاول من المجلس الوطنى وفعلا قدمتا الاستقالة , واشتغلتا فى (الخارجية) مع (حسين ابو صالح) سنتين وهو رجل ممتاز وكان عندو مشاريع ممتازة فى ترميم العلاقات مع (مصر) و (امريكا) والمجتمع الدولى , ولكن (ابو صالح) واجه كمية من التأمر ولم يستطيع تنفيذ اى شىء وهو مشى بيتهم وانا مشيت (امريكا) .. الان هناك انفراج ونستطيع ان نتكلم فى مثل هذه المنابر سلم مفاتيح البلد سلم مصاحفنا سلم ملافحنا سلم مسابحنا عقول اولادنا سلمنا . طبعا (وردى) دخل فيها سلم (كنائسنا) , هذا شعر (وردى) – يضحك – كمال الجزولى : عن قصيدة النثر محمد المكى : قصيدة النثر من حيث الاساس شىء سليم ممكن يرتقى بالتعبير الشعرى , من حيث النماذج هناك متفوقين زى صديقى (كبلو) ولانسة (نجلاء عثمان التوم) , ولكن هناك نماذج سيئة وبالذات فى (الخليج) اقدم ليكم مقطوعة نثرية صغيرة جدا منى لاهل (دارفور) لانهم يستحقوا كل التعاطف معهم , المقطوعة النثرية باسم (قتل الجنجويد غزالى) على لسان طفلة صغيرة ((كنت وحدى , البنات اختفين وراء السياج , والمخيم كان بعيدا , قال لى فارس الجنجويد هاتها , قلت اسورتى ؟ , قال لى هاتها , رفعت يدى , سطع البرق من يدى , رأيت يدى وهى تسقط فى الرمل هامدة , رأيت غزال يولى , ودم احمر يصبغ الرمل حولى)) . انتهى التلخيص .. شكرا لكم .
|
|
|
|
|
|