الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
بيني وبين الصـبـاح...
|
كم هو غريب.. أن يحمل قلبك دائما معزّة لصديق قديم حميم، لكنه حين يطرق بابك- تتكاسل في استقباله.. كل يوم.
وهذه هي حكايتي مع الصباح..
مثل الكثيرين ..أعشق الصباح لأدبه، ذوقه، ودماثة طبعه.. لوعوده المنعشة ونسائمه التي تعبق تفاؤلا..
لكنها علاقة معقّدة..
هاتفتني صديقة.. مقترحة أن نلتقي على الإفطار بمقهى صغير.. قبل ازدحامه بالزبائن المخلصين.. أحب الافطار وأرحب بتمضية وقت مع صديقتي هذه.. لكن فكرة الاستيقاظ مبكرا في يوم عطلة اصابتني بالرعب والهلع.. وجدتني اسألها.. ماذا عن الغداء؟.. قالت مستوعبة سر ترددي.. دعينا نتناول الإفطار المتأخر.. شيء بين الإفطار والغداء.. بالطبع راقت لي -كثيرا- فكرة ‘نقسم البلد نصين’.. ما أعظم مفهوم الـ compromise (وجه مبتسم)
______ ونعود للصباح.. العزيز الذي طالما فشلت في إكرامه..
صحوت دائما للدراسة والعمل في موعدي.. مبكرا.. صباحاتي سريعة الإيقاع ومنجزة .... لكنه كان دائما حال المضطر.. وPlan B بالنسبة لي.. (تخيّل ان تقضي سنوات طويلة من عمرك وانت تتعايش مع Plan B)
وفي صباحات العمل.. يكون الصباح ثانوي، خلفية لطيفة.. إطار جميل.. يمكن تجاهله لأن ما يحويه هو الأهم.. وبالتالي.. لا أوفّق في إستقبال الصباح بالصورة التي تتسّق ومقامه عندي.. ويبدو تقديري له بمثابة ‘كلام خشم’ ساكت.. لا يعكسه سلوك أو أفعال محسوسة.. وبكل أسف، يرسخ هذا الانطباع أكثر في عطلة نهاية الأسبوع..
يبتلع الصباح تجاهل طيلة الأسبوع بتفهّم وتسامح .. ويأتي في أبهى حلله ليحتفي معك بعطلة نهاية الأسبوع.. وبناء على واقع عشقي للصباح.. الشيء المتوقع أن انهض مبكرا، وكما في الأفلام، أركض للخارج لأستنشق النسائم العطرة.. أجلس خارجا أو بقرب النافذة لتناول الإفطار.. وربما أخرج لأتمّشى وأشعة الشمس تتسلل بمودة ولطف..
ماذا أفعل أنا ؟ أقابل كل هذا الجمال الموعود.. بإغلاق النوافذ، تعتيم الغرفة وإسدال الستائر.. (من بالليل كمان) وهذا ببساطة يعني النوم أطول فترة ممكنة خلال زيارة الصباح..
وإضافة إلى الإحساس بالذنب تجاه الصباح الذي تمّ قهره وكسر خاطره هناك الوصمة الإجتماعية لمن يسلموا أمرهم لسلطان النوم لوقت متأخر.. لا أحد أعرفه ‘شكّروه’ –حديثا- بنومة الصباح الطويلة.. أو سمعته يتباهى بصحية الساعة عشرة وحداشر.. أو حتى جاب السيرة في مقابلة وظيفية... والعكس ناس الصباح.. دائما ينظر اليهم بإحترام وتقدير..
فلجأت للدراسات.. وخلافا للشائعات .. أو ما قد يستنتج بديهيا.. أن الإنتاجية مرتبطة أكثر بالإستيقاظ مبكّرا.. تقول الدراسات أن اهل المساء .. ويلقّبون ب‘بوم الليل‘ يحتفظوا بحيويتهم وتظل اذهانهم متيقظة لفترة اطول خلال اليوم.. وبالتالي إنتاجيتهم عالية.. وعكسهم ما يسمون ب ‘الطيور المبكرّة’ والذين تكون قمّة انتباههم حول الساعة التاسعة صباحا.. بعدها تأخذ طاقتهم هبوطا تدريجيا..
لكن ماذا بشأن الذي يكون طائر مبّكر بمعنى الكلمة خلال الأسبوع.. وبومة ليل حقيقية خلال العطلات..؟ وهذا هو حالي..
فأيها الصباح.. انت جميل.. مشمسا كنت أم ممطرا.. وأجمل ان تسربلت بالجليد لحظة هطوله.. أعشقك حتى الثمالة.. (لكنني لم اتستر معاك لسه.. )
________ وصباحكم سعيد.. وكذلك صيفكم..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بيني وبين الصـبـاح... | نجوان | 07-05-09, 01:20 PM |
Re: بيني وبين الصـبـاح... | انعام عبد الحفيظ | 07-05-09, 01:50 PM |
Re: بيني وبين الصـبـاح... | نجوان | 07-06-09, 05:46 AM |
Re: بيني وبين الصـبـاح... | اساسي | 07-06-09, 06:37 AM |
Re: بيني وبين الصـبـاح... | عمران حسن صالح | 07-06-09, 07:43 AM |
Re: بيني وبين الصـبـاح... | اساسي | 07-06-09, 07:47 AM |
Re: بيني وبين الصـبـاح... | الفاتح ميرغني | 07-06-09, 08:06 AM |
Re: بيني وبين الصـبـاح... | نجوان | 07-06-09, 08:12 AM |
Re: بيني وبين الصـبـاح... | نجوان | 07-06-09, 07:56 AM |
Re: بيني وبين الصـبـاح... | نجوان | 07-06-09, 08:06 AM |
|
|
|