مركز دراسات الإشتراكية الواقعية (السودان) RSSC-SUDAN

Quote: ثانياً : لماذا الإشتراكية الواقعية ؟ :- إنه وبغض التظر عن المنطلقات الفلسفية التي تنبثق منها مفاهيم الإشتراكية المختلفة، فلابد من النظر إلى مفهوم الإشتراكية كمفهوم إنساني إجتماعي إقتصادى قابل للبقاء والتطور إن هو إرتبط بمفهوم الديمقراطية وحرية أفراد المجتمع الإنساني. ومما لا شك فيه أن النظريات الإشتراكية القديمة التي سبقت مؤسس الفكر الشيوعي ومفهوم الإشتراكية العلمية الفيلسوف الألماني كارل ماركس وبمعاونة صديق عمره الفيلسوف الفريدريك أنجلس ، قد كانت موغلة في الخيال وغير قابلة للتنزيل إلى أرض الواقع ، ولذلك سميت بالإشتراكية الخيالية أو (الطوباوية) (UOTOBIA) فجاءت الماركسية بقيادة ماركس وصديقه أنجلس لتقرب هذه الفلسفة وأفكارها الحالمة إلى أرض الواقع ، ولكن ومن المؤسف له حقاً، فإن الماركسية وعلى الرغم من الإرث المنهجي و الفكري والإقتصادي المتقدم جداً الذي أسست له، فلقد وقعت في نفس شرك الخيال والحلم غير القابل للتحقيق وذلك بوضع فرضيات ونظريات الحلم الشيوعي التي تبشر بإضمحلال الدولة وفنائها في مرحلة التطور التاريخية التالية للإشتراكية والتي تفترض أن مرحلة الإشتراكية العلمية الأولى والتي ستبثق حتمياً من أحشاء أزمة الرأسمالية، ستتطور بحيث تضمحل الطبقات وتزول نهائياً ، ويحكم أفراد المجتمع الإشتراكي الشيوعي أنفسهم بأنفسهم وبذلك يزول مفهوم الدولة وهي المرحلة التي تعرف في الأعراف الشيوعية الماركسية بـ (الفردوس الماركسي). وأيضاً من السلبيات الفلسفية التي ساهمت في تعثر مفهوم الإشتراكية العلمية الماركسي ، عدم تركيز فلاسفة ومفكري ومطبقي الإشتراكية العلمية على ربط المفهوم الإجتماعي للديمقراطية بمصير وبقاء المفهوم الإشتراكي ، بحيث أنهم لم يؤسسوا فلسفياً ولا فكرياً لهذا الرابط المقدس لبقاء الإثنين ، ونعني بذلك الإشتراكية والديمقراطية ، وتجذرهما وتنميتهما في إرث وثقافة المجتمعات الإنسانية ، بل إن الماركسية ذهبت إلى أكثر من ذلك بحيث بشرت بحقبة ديكتاتورية البروليتارية أو (الطبقة العاملة) وزيادة على ذلك فلقد ربطت المفهوم العلمي (حسب الماركسية) لتكوين الأحزاب السياسية بالطبقات ، وأن لكل طبقة حزبها الذي يعبر عنها إجتماعياً وسياسياً ، وأن الأحزاب الشيوعية هي الأحزاب التي تعبر عن الطبقة العاملة (مفهوم الحزب الطليعي) وتلك الأحزاب هي التي منوط بها قيادة الثورة الإشتراكية و من ثم عليها الإستيلاء على سلطة الدولة وتأسيس ديكتاتورية البروليتاريا ، التي تعتبر أي رأي معارض هو (ثورة مضادة) ويجب حسمه وإنتهاك حريته في التعبير والنشاط الفكري والأدبي والفني وبالتالي العمل السياسي الحر.