في ذكرى مرور (19 ) عاما علي استشهادهما:علي فضل و عصمت ميرغني/ بقلم يوسف إدريس(2) .

Quote: صورة ضوئية : فيها الصبا الحالم ، وفي عيونهم يقول الفنجان أن الناجي مذبوح بسكين الغدر . أ أنتَ وطني الذي أحببت أم أنت الشبح الذي يداعبني بأرجوحة الأملِ ؟ كتب الشاعر : عيسى عبد الله (نَشِيجُ الأقَاصي ) : في جُرح الغيم مكتوبٌ : عليَّ أن أحضُنَ بحنينِ جمرةَ هذا العالم إلى الأبد أنا دَمُهُ ، روحه أبدية الألمِ والجسدْ أن أكتُب العالم ، أرضه ، كل السموات التي ترحلفيه كل الخناجر التي في ظهره ، عليَّ أن أدهِن كفِّه بماءٍ فيه ، ما به ، ما قد يُلافيه، فأحضري فيًَّ ما يخلقُ خلفه من لغةٍ ما يخمُر من حُزني فيه : لأكتب له مراثيه ، لأكتب له بدمي تعازيه. هذه الصورة تسجيل لماضٍ أزرقٍ ونور . هذه الدُنيا تعبث معنا ونُصدق أن البراءة وحُب الناس والإنسانية والحرية ، هي ماء الحياة . ونتعب كثيراً أن الدُنيا ليست بتلك البراءة والصفاء . لم تعُد أيامنا الزرق ، واخضرار المروج كألوان النفوس في زمن الصبا . عجولة هذه الدُنيا ، تُغرق مآقينا بدمعٍ حائرٍ و تُقوى أضخم من صلاة العابدين وأنضر من ثمار الاشتهاء . هذا يوم الأحلام التي تتحقق أو لا تتحقق . سأل أحدهم : ـ ماذا تُحب أن تكون في مُستقبل أيامك . قال ( عبد المحمود ) : ـ في السلك الدبلوماسي . فتحققت أحلامه ، وطال عُمره . قال ( عصمت ميرغني ) : ـ أنا أرغب القوات المسلحة فتحققت نصف أحلامه ، فما كل من يحب وطنه يطول عُمره ، فأيدي الجُناة أقرب للزناد . قال ( علي فضل ) : ـ ربما الطب أمنية لنُخفف آلام الفقراء . فتحققت نصف أحلامه ، فما كل من يحب وطنه يطول عُمره ، فأيدي الجُناة أقرب للسكين . ونواصل ..