كلام زول مجمع ونص‎ !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فيصل الزبير(Faisal Al Zubeir)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2006, 00:01 AM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! (Re: Faisal Al Zubeir)

    كلام زول مجمع ونُص‎!
    حلقة «4‏‎»
    ‎(‎ب‎)
    ،‎
    ،‎
    ،‎
    و.. (فاتت) حافلة‎ ‎الصحافات والديم والديوم وأركويت، بناس ليلى وزهيرة، والجنايني عيد، وابا يزيد‎. ‎كانت فايزة شوكت، داخل الحافلة (ما ياها‎):
    لا ضحكة في العينين،‎
    لا‎ ‎قفشة،‎
    ولا نكتة،‎
    ولا طرفة، تحوم‎.
    ‎. ‎كان الخاطر،‎
    خاطرا الغالي‎
    كان‎.. ‎كان مكسور‎!
    حافلة (ناس أم در) - كالعادة - كنتكت (ورا وقدام) راجعة تيت، تيت،‎ ‎تيت.. وكالعادة أداها حسن ‏حسين كسرة، دقَّ شريطاً في دركسونو وحشرو في الريكوردر‎ ‎السنين‎.
    في تلك المرة، لم يخرج صوت الفرجوني، ليزاحم المارة، والغبار، واكياس‎ ‎النايلون الطايرة ورائحة ‏الأدوية، والجبنة المعتِّتة، في الشارع الضيق. في تلك‎ ‎اللحظة، خرجت مناحة‎..
    خرجت مناحة، لمغنٍ (مقطوع طاري).. مناحة كانت تمنِّح بها‎ - ‎في تلك الأيام- هنا أم درمان، وتمنِّح ‏بها البكاسي، والحافلات.. وتمنِّح بها أسواق‎ ‎ليبيا، والشعبي، وسعد قشرة، والسوق العربي.. وتمنح ‏بها تشاشات العيش، وأكشاك‎ ‎الليمون‎.
    كان السودان كله، في تلك الأيام في مناحة، كان كله يُمنِّح‎:
    الوليد‎ ‎الضيف‎
    غرقتنو كيف؟‎!
    هل كانت مجرد مصادفة، ان يفتح حسن حسين (سواق ناس أم در‎) ‎ريكوردرو السنين إلى الآخر، ‏بهذه المناحة.. أم أنه كان قد (شاف) هو الآخر: شاف قبلي‎ ‎البلد، شايل.. شايل مطر الحزن؟‎
    شغَّل المنشفة،‎
    والـ (هازارد) كان‎ ‎شغال،‎
    فتح للصينية الصغيرة، في شارع البلدية.. أدى المركز الصحي شمالو، وسرق‎ ‎الشارع‎!
    سمساعة، في اللحظة التي سرق فيها حسن حسين الشارع، ولفَّ.. كان - بالطبع‎ - ‎ما ياهو،‎
    ولا أنا،‎
    ولا النحاس،‎
    ولا عمر اسماعيل، الفي أضانو، الما بزيل‎ ‎بلم،‎
    ولا النيل القبيل،‎
    القبيل.. يا هو‎!
    سييك.. سيكّت - في تلك اللحظة‎ - ‎فرامل سيارة المحامي (النحرير) عادل عبدالغني‎.
    كان هو الآخر، ما ياهو‎.
    لم يطل‎ ‎بنا الوقوف، إلا مسافة أن نشيل منه شوية ونديهو، عن الحاصل شنو. فتح النحاس باب،‎ ‎وفتحت باب، وانطلق بنا عادل إلى.. إلى كوبر: كانت تلك، هي المرة الثانية، التي نزور‎ ‎فيها - نحن ‏الثلاثة - الأستاذ محمود بعد اعتقاله هو والأربعة: المرة الأولى كانت في‎ ‎حراسات محافظة أم ‏درمان، التي كان قد نقل إليها، مع تلاميذه الأربعة، بعد حكم‏‎ ‎المهلاوي بالاعدام‎:
    نادوا عليه: يا محمود.. يا محمود (هكذا، لم تلي يا النداء‎ ‎كلمة استاذ، ولم تليها حتى كلمة عم، أو ‏خال‎)!
    لم يسمح له الشاويش، أن يخرج‎ ‎إلينا. وقف الأستاذ يمسك بقضبان الباب الصغير، الذي يفتح على ‏‏(كاونتر‎ ‎التحري‎).

    كان هو متلفحا ثوبه، وهو في عراقيه، وسرواله، ومركوبه الأبيض‏‎. ‎طايبناه،‎
    وطايبنا‎..
    وكان هو، في تلك اللحظة، يزح مرة- مرة ليمرر مخموراً‎ (‎دفره) عسكري إلى الداخل.. أو يزح، ‏ليفسح مجال الخروج، لمعتقل أو معتقلة، (كورك‎ ‎له الشاويش، أوأحد العساكر‎.
    زحْ.. زحْ كدا، يا أبو توب انت‎!
    كانت حراسات،‎ ‎محافظة أم درمان، في أيام (اسلام الطوارىء تلك)، متكدسة بناس (الكشات): رجال‎ ‎مخمورين، وبائعات خمور بلدية، بأطفالهن.. ونشالين.. و(جواكر)، و.. و.. كانت تفوح‎ ‎منها - ‏بالطبع - رائحة نتنة جداً - كده، زح كده شوية، يا.. أبوي‎!
    كانت تلك‎ ‎امرأة، يبدو انها قبضت في (كشة) مريسة أو عرقي. كانت تحمل طفلا، يصرخ، وكان آخر‎ ‎يمسك بطرف ثوبها، وكان العسكري (الفراّق) يدفرها دفراً، لـ (تخش): خشي.. خشي خشاك‎ ‎بلا ‏يخمك! (زح) لها الاستاذ، وهو يمسح بيده، على رأس الطفل الذي كان قد ارتفع (‎عياطه) ويبوس ‏يده‎..
    ‎)‎خشت) تطنطن: انتو، ما احترمتو أبونا الكبير دا، دايرين‎ ‎تحترمونا نحن، ولا تحترموا جُهالنا‎!
    اصابت، تلك (المكشوشة)، وكانت قبلها، قد‎ ‎اصابت امرأة، وأخطأ «الفاروق» عمر‎.
    لم يكن، منظر الأستاذ محمود في تلك "الوقفة‎" ‎يجسّد (عدم احترام‎) ‎فحسب‎..
    كان يجسد (اهانة)، ليس فقط اهانة لـ (الكبير‎) - ‎والماعندو كبير يكوسلو كبير - وانما يجسد اهانة ‏لـ (الفكر)، والعلم، والأدب،‎ ‎والمحبة.. ويجسد إهانة للمعارضين‎..
    كان منظر الأستاذ محمود، وهو في تلك الوقفة،‎ ‎يجسد حالة أمة بحالها‎
    ‎- ‎كما قال الأستاذ عادل عبدالغني بعد خروجنا- أمة تحت‎ ‎الإذلال‎!
    كان المنظر، مؤذيا جدا‎..
    وكريهاً،‎
    ومستفزاً،‎
    ومثيرا لأقصى‎ ‎درجات الغضب، على (ثوة مايو) تلك التي كان يلغلغ (قرقوشا الفي الخرطوم) في تلك‎ ‎الايام بما كان يسميه بدولة العلم، والايمان.. والعدالة الناجزة‎.
    أذكر أنني‎.. ‎وفي غمرة شعوري بالقيء والغضب، قلت له‎:
    ‎- ‎يا أستاذ محمود.. يا أستاذ، أهذه هي‎ ‎ثورة مايو التي كنت تدافع عنها؟ توقفك أخيرا، مثل هذه ‏الوقفة؟‎
    لم يفاجئه‎ ‎السؤال‎.
    ابتسم ابتسامة مقتضبة وحزينة جدا، قبل أن يقول: - نحن - الجمهوريين‎ - ‎كنا في الحقيقة بندافع عن ‏مايو، لمن مايو كانت ضد الهوس الديني.. لكن مايو لمن‎ ‎اصبحت هي جزء من الهوس الديني.. بل ‏لمن أصبحت هي الهوس الديني، وقفنا ضدها.. ومافي‎ ‎وقفة - أصلو- بلا تمن‎..
    زحّ لسكران (مدفور‎)‎،‎
    ‎(‎صلّح) ثوبه، وواصل حديثه‎:
    ‎- ‎في الحقيقة أصلو مافي وقفة بلا تمن.. ونحن الجمهوريين، في سبيل وقفتنا ضد الهوس‎ ‎الديني، ما ‏يهمنا تمن. في الحقيقة التمن ما بهمنا.. وفي الحقيقة نحن مستعدين لندفع‎ ‎ثمن اكبر.. اكبر بكتير من ‏الثمن الشايفنو انتو الآن‎
    قال النحاس، شيئا،‎
    وقال‎ ‎عادل عبدالغني أشياء، عن المحاكمة و.. قبل ان (يكورك) لنا الشاويش: يا جماعة.. يا‎ ‎جماعة ‏انتو الواقفين مع محمود كفاية..كفاية اطلعوا بره - سألت الاستاذ‎:
    ‎- ‎والآن.. بعد دا كلو.. بعد الهوس دا كلو.. انت شايف مستقبل مايو شنو؟‎!
    ‎- ‎مايو‎ ‎انتهت. يكفي انها طلعت من قلوب الناس‎!
    ‎(‎دفر) عسكري امرأة أخرى.. دفر أحد السكارى‎ ‎إلى.. الى الباب، وهو يسب ويلعن، ويقول للأستاذ: ‏‏«محمود.. خلاص.. خلاص خُش.. خُش‎ ‎جوه و‎..
    و.. خَشَّ‎..
    و.. خشينا، نحن الثلاثة، كوبر‎:
    أماام بوابة السجن،‎ ‎بمسافة، كان قد انتشر ثمة عساكر، يبعدون جمهوريين وجمهوريات، بعيداً عن‎ ‎المدخل‎
    لم يكن مثل هذا، يحدث، في الأيام التي سبقت تأييد محكمة الاستئناف‎ ‎طوارىء، لقرار الاعدام. أذكر ‏اننا ونحن (خاشين) رأينا الاستاذة الجمهورية بتول‎ ‎مختار، تتكلم وقد ارتفعت يدها أيضا، مع أحد ‏العساكر. كانت تمسك في يدها اليسرى بـ‎ (‎عمود).. وكان العسكري يتكلم بيديه المرتفعتين أيضا، ‏وهو يؤشر -فيما معناه - من وقت‎ ‎لآخر ان تمشي «تمشي بعيد من هنا‎»!
    أبرزنا انا والنحاس - بطاقيتنا لشلة عساكر في‎ ‎البوابة‎.
    ‎- ‎انتو الثلاثة، صحفيين‎.
    ‎- ‎نحن الثلاثة (وكنا الثلاثة‎ ‎كاذبين‎)
    خشينا،‎
    وخشينا مكتب المدير.. مدير السجن، كان هو، وثمة ضباط، عرفّناه‎ ‎بهوياتنا، واستأذناه، ان نسلّم على ‏الأستاذ لدقيقة واحدة.. دقيقة واحدة‎ ‎وبسْ‎!
    كان المدير، رجلا سمحا‎..
    اعتذر بلطف: لو جيئتم في غير هذا اليوم لكان‎ ‎يمكن ان تقابلوا الأستاذ. لكن اليوم.. للأسف.. لا ‏يمكن‎!
    سألته: ولماذا (يا‎ ‎سعادتك) لا يمكن في هذا اليوم، وكان يمكن في الأيام الفائتة؟‎
    ‎- ‎لأنه.. صدرت‎ ‎تعليمات عليا، بمنع أي مقابلة لمحمود.. والأربعة‎!
    ‎- ‎تعليمات من مدير عام‎ ‎السجون.. من وزير الداخلية؟‎
    من منو؟ (هكذا سأله النحاس‎)
    ‎- ‎تعليمات عليا و‎.. ‎بسْ (قالها وهو يبتسم‎)
    ‎- ‎من رئيس الجمهورية مثلا؟ (هكذا سألته‎).
    ‎- ‎مثلا‎.. ‎لكني لا استطيع ان اقول لكل من مَنْ.. والله انتو يالصحفيين منكم خوف‎!
    ‎- ‎طيب يا‎ ‎سعادتو.. ممكن تدخلوا ليهو مذكرة.. مذكرة بسيطة (هكذا طلب الأستاذ عادل‎ ‎عبدالغني‎)
    و.. قبل ان يقرر سعادتو قراره، أردفت بحملة الأستاذ عادل: بسْ يا‎ ‎سعادتو ورقة صغيرة، ومن ‏ثلاثة سطور.. بسْ ثلاثة سطور‎!
    ابتسم الرجل الطيب،‎ ‎يقول‎:
    ‎- ‎بالرغم من إنو دي ذاتها ممنوعة.. لكن.. لكن عشان خاطركم.. وخاطر‎ ‎الأيام‎!
    قطعت سريعا جدا، جزءا من ورقة في جيبي، وكتبت عليها‎:
    الأستاذ‎ ‎محمود‎..
    أكرمك الله‎.
    تحياتنا للأربعة،‎
    وذيلّت اسمي، واسم عادل،‎ ‎والنحاس‎
    قرأها المدير: «ح ندخلا عليهو.. بعد شوية، ان شاء الله‎».
    و.. دخلت‎ ‎الورقة‎.
    هذا ا فهمته من الأستاذ عبداللطيف عمر.. أحد الأربعة.. حين التقيته، بعد‎ ‎شهور من الاعدام، في ‏مكاتب «الصحافة». قال عبداللطيف‎:
    في الحقيقة يا هاشم،‎ ‎الأستاذ اجتمع بينا قبل التنفيذ بي يومين، وقال لينا - من ضمن ما قالوا- انك‎ ‎والنحاس وعادل عبدالغني جيتو تزورونا، لكن منعوكم من المقابلة، و.. وراّنا‎ ‎الورقة‎!‎
                  

العنوان الكاتب Date
كلام زول مجمع ونص‎ ! Faisal Al Zubeir01-22-06, 03:15 AM
  Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! Faisal Al Zubeir01-22-06, 03:20 AM
    Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! صلاح نور01-22-06, 04:11 AM
      Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! عثمان عوض الكريم01-22-06, 11:32 AM
        Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! حسن البشاري01-22-06, 12:20 PM
          Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! حسن البشاري01-22-06, 01:28 PM
            Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! عامر تيتاوى01-22-06, 02:11 PM
    Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! Faisal Al Zubeir01-25-06, 00:00 AM
    Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! Faisal Al Zubeir01-26-06, 00:05 AM
  Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! Adil Osman01-22-06, 02:16 PM
    Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! Faisal Al Zubeir01-26-06, 04:00 AM
      Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! Faisal Al Zubeir02-01-06, 11:39 PM
        Re: كلام زول مجمع ونص‎ ! Faisal Al Zubeir02-08-06, 00:01 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de