الحنفية بت نقط .. وأم فتفت بت فكها

Quote: عادل سيد أحمد 0912364904 يا ليالي زمان.. الله عليك..! أغاني البنات من «الزمام والفِركه والجدله».. إلى «بله.. يا بله.. العسل الـ «إِندله»..! لمــــاذا خرجت «أغاني البنات» إلى العلن..؟!. وقد كانت - زمان- تُغني في «العُلّومية»، توطئةً لأن تؤديها العروس، يوم «رقصة العروس»، تحت إجراءات أمنية مشددة، وبتحوطات، يقودها العريس «شخصياً»، والذي لا يرضى بأن يشاهد «أُسودٌ» آخرون، زوجته، وهي تلبس ما يُظهِر مفاتنها.. فتعلّق النساء، اللواتي ينظرن.. ويصفن «جسم العروس»، بطريقة «تخوّف» العريس نفسه..!. كانت العروس، تلبس «الرحط والجدله والفِركه»، في ليلة «الجرتق وبخّ اللبن»... بـ «العديل والزين».. وكانت «مباراة» العريس والعروس، لا تقل عن مباراة «هلال / مريخ»..!. والزمن داك الهلال والمريخ، في عهدهما الذهبي.. زمن ناس جكسا وصديق منزول وبشارة وزغبير.. مش زي «الخيبة» بتاعت كأس إفريقيا..!. والعروس في إمتصاص طلعات العريس، كانت أخطر من «حامد بريمة».. لذلك، فإن معظم «مباريات» رقصة العروس، كان فيها الرجال مهزومين، بـ «نقاط» وافرة، لصالح الزوجة.. صحيح، أنَّ كثيراً من «العرسان»، مهزومين، بـ«التواطؤ»، وبالاتفاق المسبق.. وعيونهم على «شهر العسل»..!. إنّ العريس كان مستعداً، في ليلة العُمر تلك، أن يتنازل لعروسته، أثناء رقصتها.. فتقع.. ولا يستطيع هو أن يمسكها.. متواطئاً ومتنازلاً.. ولعلها المرة الوحيدة، التي يتنازل فيها العريس، طواعيةً واختياراً..!. *** حتى «أغاني البنات» في الزمن السمح داك.. كانت جميلة.. ولا تخلو من إحترام، وليس بها «إيحاءات جنسية» أو تشبيهات هابطة ومنحدرة..!. نعم.. كانت «أغاني زمان»، تجمع ما بين الحُب والطرافة: يا جميل.. يا جميل يا سادة حُبك جهجهني زيادة يا جميل حُبك خلاني نسيت أهلي وخِلاني كيف يا جميل تنساني.. الحُب قسمة وإرادة..!. *** أما الآن.. فإن «أغاني البنات» خرجت للعلن.. يتغنى بها «فنانون»، في الحفلات.. ليؤدي الفنان دوراً مزدوجاً.. «أُغنية ورقصة» معاً..!. كشِف صاح..!. *** بل ولا يتردد «هابطون»، أن يغنوا أغاني.. هي ثمرة «يابسة» للعطالة.. ودليل قوي على العزوف عن الزواج، بسبب الفقر والتوهان: بله يا بله.. العسل الـ إندله..! بله ود عشه.. سائق الركشة..! بله يا بله.. دَقّا الرقم.. جَله..! *** لقد اختفى الرحط.. إن حاجات زمان كانت سودانية، فإن العروس تلبس «السيموته والزُّمام والفركه والجدلة»..!. أما الآن.. فإنهن يلبسن «الرِدا»، فوق الرُكبة.. وبلوزة قصيرة.. وتقليد «الهنديات» في أن «الصُرة».. طالعة وظاهرة.. نعم.. الصُرة.. بره..!. *** ويغني «الهابط».. وعلى الملأ.. أغنية أكثر هبوطاً وانحطاطاً: عمي حسبو ** الـ شتت قصبو يا ولد لا ** بالباب لا.. بالشباك لا.. تعال بكره** سيد البيت جاء..! هذه الأغنية، الممعنة في الإنحطاط، وثقافة العطالة والضللة، وانحسار سياسة الرقابة.. هذه الأغنية مقروءة مع أخرى، أكثر إنحداراً وقُبحاً: الليلة مغرزه.. راجل المرا دا حلو حلا..! طلعوني لبره.. وحلفوني اسم الله.. راجل الملا، ما بتخلا..! العجوزه الخرفانا.. تتمسح بالديانا.. والوش حالتو تعبانه..! ركبني عربتو.. وعرفني ببتو.. هو راجل مرا.. وأنا قبلتو..!. *** مع أن أجدادنا، كانوا على مقدرة فائقة في الجمع بين زوجتين أو ثلاث.. وحتى أربع.. في بيت واحد.. بدون بثّ ثقافة التفرقة والضّرة القاتلة.. هل تصدقون أن «حبوبتي»، عليها رحمة الله.. في أيامها الأخيرة.. وهي مريضة.. كانت معها «في نفس السرير»، ولم تفارقها لحظة.. ليلاً ونهاراً.. تخدمها.. وتتألم لألمها.. الزوجة الثانية.. حاجة مريم..! وحتى الثالثة، ما كانت لتفارقهما« حاجة السيدة».. حيث تحضر إليهما من «الجريف»، ومعها «العمود» المليء بالأكل.. ما لذّ وطاب...! كسرة ومُلاح وسلطة وشعيرية.. وفواكه من الجنائن..!. *** كانت ثقافة «أغاني البنات» مُحترمة، ولا تخرج عن قيم وتقاليد المجتمع.. في محاولة جادة ووقورة لإيجاد العريس الواعي والمتعلم والمثقف: شايل المسطره.. أَنا يا منجه معاها المنقلا.. أَنا يا منجه هندسة.. هندسة.. هندسة اللابس الأَبيض.. أَنا يا منجه شايل السماعه.. أَنا يا منجه دكترة.. دكترة.. دكترة وما كان هذا مانع، للزواج من التربال والتكّاسي والعامل... وغيرهم. كُلهم.. كانوا محترمين.. تحيطهم ثقافة رفيعة، وأدب جم.. حيث أن الأب، ما كان يقول اسم زوجته، أمام الغرباء.. إذ كان يناديها بـ «أم الأولاد»..!. *** إنَّ ما تُسمى بـ «أغاني»، هذه الأيام، هي ليست كذلك.. وهي تعكس أزمةً حقيقية، عميقة ومتعمّقة.. نتاج «للسطحية والسبهللية»، الناجمة عن ضعف التعليم، وتفشي العطالة، ووهن الثقافة، والإهتمام بسفاسف الأمور، والانقياد الأعمى لثقافة الآخر، عبر الفضائيات.. زمان... كانت تقسيمات الفرح في غاية الروعة: زفاف وصبحية.. ورقصة عروس.. وقبلها قولة خير.. وقيدُومة.. حاجة حلوة شديد.. محترمة جداً.. *** إنها أزمة جيل.. مكبل بالفقر.. ومحاط بفيديو كليب أغاني «الجسد».. يتحدث بعد منتصف الليل، مجاناً.. حتى الصباح..!. ويرسل الرسائل الفاضحة، بـ«البلوتوث».. مستغلاً التكنولوجيا، أسوأ استخدام.. وغير مستفيد من منافعها وخيراتها..!. *** لقد اختلط الحابل بالنابل.. فنانون مُخنّثون.. وفنانات مُسترجِلات... ذات مرة، سألت فنانة «راقصة» مشهورة جداً... حول الفترة الأكثر رواجاً لـ «فنّها»... فقالت لي: «هل تصدق أنني عملت «عمارتي» دي، في العهود الديكتاتورية.. وأنا قد عاصرت ثلاثة أنظمة: مايو والديمقراطية والانقاذ»..!. *** من يومها: أيقنت تماماً أنْ ثمّة علاقة بين الشمولية وهبوط الفن..!. وأنّ الإبداع دالّة في الديمقراطية..!. http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=8506 .