هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 06:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة رأفت ميلاد سـليمان(رأفت ميلاد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-21-2006, 01:29 PM

رأفت ميلاد
<aرأفت ميلاد
تاريخ التسجيل: 04-03-2006
مجموع المشاركات: 7655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه (Re: رأفت ميلاد)


    ألصقت وجهى بالنافذه مراقبآ تسـاقط الجليد كريش الحمام الأبيض الناصع . بدأ قليلآ وزاد فجأة فى كميته وسرعته . فتحت النافذة قليلآ وكأنه كان ينتظر إنهمر الى الداخل بقوة . قفلت النافذة بشـدة وعدت الى الخلف كأنى تعرضت الى هجوم خاطف . تبلبل وجهى بقطرات ندى مسـحتها بيدى . وعدت ولصقت وجهى مرة أخرى أنظر الى الخارج .

    كنت فى الخامسـة عشرة من عمرى وأنا أسـافر أول مرة بالقطار وحدى . عهد والدى بى الى أسـرة لا يعرفها برعايتى أثناء الرحلة. تقبلوا ذلك بكل ترحاب . إمتعصت لذلك وأنا أحس بأن رجولتى قد خًدشـت . جلسـت معهم بنفس (القمرة) .

    كانت أسـرة من رجل وزوجته ووالدته ولديه طفلتان . إحدى الطفلتان فى حوالى التاسـعة من عمرها . تكثر من الحركة والسـؤال وكثيرة التذمر. شـعرت نحوها بالغيظ وتولدت بى الرغبة فى إيذائها . لم أحتمل وجودى فتزرعت بذهابى الى الحمام وهربت الى عربة أخري من القطار .

    لم أجد مكان للجلوس فوقفت ملتصقآ بالنافذة أحدق فى الرمال على مد البصر . عند المسـاء وأنا ألصق وجهى بالنافذة أظلمت الدنيا من حولى وكأن ظل عملاق قد غطى الكون فجأة . بدون تفكير جذبت النافذة الى الأسـفل . إختلط صرير القطار مع أزير الرياح وإندفع الى الداخل دخان كمارد خرج من القمقم لتوه ولم يجد طريقآ له سـوى عبرهذه النافذة . قفزت الى الخلف مفزوعآ وتعالى الصياح من حولى مخلوطآ بعبارات غاضبة . إندفعت هاربآ وأنا أفرك عيناى بكلتا يداى . إصتدمت بشـخص و أنا أركض و لا أري أمامى . جائنى صوته معاتبآ :
    ( أين أنت يا بنى لقد بحثت عنك كثيرآ)
    تبعته دون أن أرد وأنا لا أزال أعالج عيناي .

    طاف بى كل ذلك وأنا أمسـح قطرات الماء من وجهى . فتحت الباب فكان الجليد لا يزال منهمرآ . تقدمت خطوات حتى صرت تحته تمامآ وتوقفت بتلذذ أراقب المارة المسـرعين أمامى . مرت أمامى إمرأة حسـبتها تخبئ طفلها تحت ملابسـها متعثرة فى سـيرها . ولما إقتربت منى وجدته كلبها . عدت الى داخل المنزل وأنا أبتسـم وأهز رأسى .

    ذهبت الى (الثلاجة) للمرة الثالثة . صرت أنظر داخلها أتحسس الأشـياء بيدى إهتمام . قفلتها وذهبت مرة أخرى الى النافذة . كم أنا جائع ولكن نفسى تأبى الطعام .

    لم تكن السـيدة الكبيرة مرتاحة لوجودى أو هكذا تخيلت . عندما هجد الجميع أخذت حقيبتى وتسـللت خارجآ . كنت أحس أنها تراقبنى ولكنى لم أهتم لذلك فكنا متفقين على أن أذهب. ذهبت الى عربة أخرى بعيدة وبالقرب من الحمام قضيت ليلتى نائمآ على الأرض .

    صحوت باكرآ مع حركة متعمدة من إحدى السـيدات تريد الدخول الى الحمام . أخذت حقيبتى وذهبت الى مكان آخر . أحسـست بالجوع فذهبت الى (السـنطور) . قابلنى شـيخ جليل وأخبرنى أن أعود بعد سـاعة زمان فالإفطار له مواعيد . وجدت نافذة مفتوحة وكان الجو صحو . أخرجت رأسـى أملأ رئتاى بالهواء النقى . أبطأ القطار فى السـير مرورآ ( بمحطة ) صغيرة يبدو أنه لا يتوقف عندها .

    رأيت من البعد جمهرة من الناس . مددت رأسى خارج النافذة ترقبآ والقطار يقترب منهم . كانوا فتية وفتيات يطاردون القطر الذى يسـير متمهلآ يبيعون أشـيائهم الى المسـافرين . إلتقت عيناي بفتاة جميلة تلبس طرحة بيضاء ولباس أبيض ووجه جميل أخذنى حتى الغيبوبة . كانت تجرى وعيناها معلقتان بعينى وتحمل مناديلآ بيضاء فى يدها إبتسـامة سـاحرة . إقتربت منى وهى تمد لى منديلآ . تعلقت به كالغريق وأخذته بكل جوارحى . وهى دون أن تتكلم لا تزال تعدو وتنظر إلىّ بإبتسـامتها الفاتنة . إزدادت سـرعة القطار قليلآ فتنبهت بأنى لم أدفع لها شـيئآ . أخرجت (محفظة) نقودى بإرتباك وأنا أنظر إليها بإنجزاب جارف فسـقطت من يدى (المحفظة) . جزعت وأنا أنظر إليها والقطر تزيد سـرعته . توقفت الفتاة وإلتقطت (المحفظة) وصارت تعدو نحوى . فرأيتها على البعد تشـير الىّ ورمت (بالمحفظة) إلى أحد المسـافرين بالقطر . أدخلت رأسى وصرت أعدو داخل القطر ولكن لم أعرف من أسـأل وماذا أفعل . ضاعت نقودى ولم أجد طريقى الى حقيبتى .

    عدت الى غرفتى و إسـتلقيت على السـرير وأنا أفرك وجهى بقوة بيدىّ . كأنى أطرد الجوع الذى تنوء به بطنى . أخذت الهاتف وإتصلت بصديقى فى الجوار . جاوبتنى زوجته وأخبرتنى بأنه غير موجود ولكنه قد يأتى فى أى لحظة . أردفت بأنه خرج لإحضار خبزآ . ومتداركة قالت :
    ( تفضل معنا لقد طبخت اليوم (ملاح) بامية رااااااائع)

    إنفجرت ضاحكآ بصوت مجلجل وهى تصيح ماذا هناك وأنا لا أسـتطيع التوقف من الضحك . تمالكت نفسى ومسـحت دموعى وقلت لها :
    (أنا فى طريقى إليكم )

    يا له من يوم لا ينسـي . تعطل القطار فى قلب الصحراء . إفترشـت الأرض خارجآ مثل كل المسـافرين . غطيت وجهى بالمنديل الأبيض الذى لم أسـخط عليه بل أحببته . شـعرت بيد تربت على كتفى . وجدته ذلك الشـيخ الجليل ذو الوجه المريح .
    قال لى متسـائلآ :
    (لم تأتى للفطور يا إبنى)

    أخبرته بصوت خافت بأنى فقدت نقودى . لم يسـألنى عن شئ وسـحبنى من يدى وأخذنى الى غرفته داخل القطار . أجلسـنى على طاولة صغيرة . ومن "ثلاجة" صغيرة أخرج (صحن) به "بامية" وقطعة من الخبز . إعتزر لى بإنه بارد قليلآ وتمنى لى شهية طيبة وخرج لكى يزيل الحرج عنى . كان أشـهى( صحن بامية) أكلته فى حياتى .

    فجأة دخل رجل آخر تبدو عليه صرامة وضيق خلق شـديد . نظر إلىّ شـزرآ ونظر الى (الصحن) أمامى وفتح الثلاجة بعنف وصار يصيح بصوت عال وغاضب .
    (عصماااااان فين البامية الى كان هنا أنا كنت عايز ناكله)

    تمنيت لحظتها لو إبتلعتنى الأرض وهرولت خارجآ وهو ينادى
    (تعالا يا إبن ... إهرق ..... أهلك)

    أواصل ......
                  

العنوان الكاتب Date
هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-20-06, 12:29 PM
  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه محمد مكى محمد11-20-06, 01:35 PM
    Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-20-06, 03:43 PM
      Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه ابراهيم برسي11-20-06, 08:29 PM
        Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-21-06, 11:12 AM
          Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-21-06, 01:29 PM
            Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه Muna Khugali11-21-06, 01:39 PM
              Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-21-06, 05:54 PM
                Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-22-06, 08:52 AM
                  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-23-06, 08:43 PM
                    Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-24-06, 03:57 PM
                      Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-26-06, 01:55 PM
                        Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-29-06, 11:04 AM
                          Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-03-06, 05:28 PM
                            Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-06-06, 09:06 AM
                              Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-12-06, 07:41 PM
  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه محمد مكى محمد12-12-06, 07:48 PM
  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه محمد مكى محمد12-12-06, 07:58 PM
    Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-13-06, 06:29 AM
      Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-20-06, 05:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de