هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 03:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة رأفت ميلاد سـليمان(رأفت ميلاد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-20-2006, 05:38 PM

رأفت ميلاد
<aرأفت ميلاد
تاريخ التسجيل: 04-03-2006
مجموع المشاركات: 7655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه (Re: رأفت ميلاد)


    سـطع نور أبيض غمر الكون . خيوط ضوئية منهمرة من فراغ مهول تهطل فى مدى سـحيق لا قاع له . لاسـماء ولا أرض لا حدود . صمت مطبق ورؤى كالحلم . وزنى هلامى معلق فى الهواء . لا أعرف إن كنت أحلق أو أدور . خطوط الضؤ تخترقنى كأنى نافذة زجاجية . لا ترمش عيناي وأحس بجفونى تغيب الى أعلى وجهى .

    تضائل بريق النور متلاشـيآ لا أدرى إن كنت أبتعد عنه أو هو يبتعد منى . نزلت داخل فجوة رخوه كأن جسمى يزوب فيها . بدأت أنزلق إبتلاعآ فى إنحدار سـحيق بسرعة تفوق طرفة عين فى مدى ليس له قاع . لا إحساس لا تفكير لا آلام لا جزع . كالحلم أحس أنى مازلت هناك .

    أصبحت فى فضاء فسـيح ضيائه كالمغيب و لا حدود له . ليس له غطاء وليس له قاع . كأنى داخل سـحابة من البلور. كأنى أقف على الهواء و أسـير إنجزابآ بدون أرادة بسرعة زاحفة . يحيطنى مئات المئات من البشر متشـابهون . لا هم نسـاء ولاهم رجال ولكنهم بشـر . لا أراهم ولكنى أحس وجودهم . بعضهم متوقف تمامآ وبعضهم يسير ببطئ وبعضهم أكثر سرعة وبعضهم إنسحابآ . بعضهم بسـرعة أكاد لا أراهم . جميعهم بهم إنحناءة كأنهم يسـقطون . ولا أدرى إن كانوا بجانبى أو فوقى أوخلاي يعبرون . وجودهم خرافى مثل وجودى .

    كأنى وصلت إلى مكان أكثر إظلامآ . زاد ظلمة فوق ظلمة لا أدرى إن كنت أدخل أنا الظلام أم يبتلعنى الظلام . ضاق الفضاء الأسـود الجديد . كنت كأنى أتخطى بعضهم وبعضهم يتخطانى وبعضهم يكاد يلفحنى . صار الفضاء نفق أسـود متداخل كأنه يدور حولى . ترائى لى آخره لون داكن كلما صار أقرب تحول الى أحمر قانى كأمواج تتلاطم . على البعد تترآئى الأجسـاد كظلال فى ضؤ النور الأحمر وعنده تغيب وتتلاشى .

    إعترتنى رجفة وزبزبات تأتى وتغيب مثل وخز الإبر . بدأت أحس بأصوات تأتى من بعد سـحيق . رنوت لها بوجود جديد. تملكت شـيئآ من عقلى . قاومت زحفى فأحسـت بأنى توقفت . بدأت أحس بالذين يتخطونى أكثر إدراكآ . قررت النظر خلفى . تأقلمت قليلآ بالجزء القليل العائد منى . أصبحت أدور ببطء كأنى أعوم فى داخل كائن بحرى لزج . كلما زاد إحسـاسى بلزوجته زاد ادراكى لوجودى . فى دورة كأنى أزيح جبل إلتففت حول نفسى .

    آخر النفق الأسود فى الجزء الآخر هالة ضؤ بيضاء . يزيد إتسـاعها ويضيق كأنها تلتف حول نفسـها . تجمعت بكل ماتبقى فىّ أو بالأحري ما عاد إلىّ لكى أسـير نحو الضوء . لكنى تجمدت تمامآ . راقبت نفسـى و أنا أفقد إحسـاسـى وأصبح جسـدى يميل للأمام قليلآ ويدور كأنى أعوم فى الهواء الى وضعى الأسـبق الى الضؤ الأحمر بسـرعة أكثر من من دورتى للخلف . فقدت كل نفسـى وعدت فى إسـتسـلام تام .

    صدى صرخة صاعقة شـقت روحى . ألتأم شـملى وشـعرت بأن لى عينان . صدى الصرخة الذى لازال يتلاطم شـق أذنى وكاد يفجر رأسى . تصلبت كل أعضائى وأنا أتابع رنين صدى الصرخة يرتطم فى أرجاء الفضاء . أحسـست أنى أألفه . تردد مبتعدآ وكأنى سمعته يردد أسـمى . قذفت بنفسـى جزعآ خلفه وغبت داخل الضؤ الأبيض. لم تكن خيوط بيضاء بل ضؤ سـاطع أري خلاله أشـباح تتحرك .

    بسـكون صدى الصرخة تلاشى الضؤ الأبيض . إنقشـعت غشـاوة من عينى وتحلول الأشـباح أناس بملابس بيضاء يلتفون حولى ويحدقون بى . ناديت بغير صوت . أتوا إلىّ وتكلموا معى ولكن أذنى كانت صماء . أحدهم وضع أذنه على صدرى . تقدم إثنان أحدهم مسـك زراعى وأحدهم غطى وجهى بقناع شـفاف . لم أشـعر بملمسـهم على جسـدى . تعلقت عيناى على حاجز زجاجى كأنى أرى خلفه صديقى وزوجته يلتصقان به ينظران إلىّ . نظرت إليهما متوسـلآ و قليلآ قليلآ ضاعا منى .

    أفقت فى غرفة سـاكئة وأنوار خافتة . حاولت الجلوس ولكنى كنت مكبل برزمة من الإسـلاك وحزمة من الأنابيب البلاسـتيكية . عدلت عن النهوض وأنا أشـعر بدوار فى رأسى . بإلتفاتة منى فزعت وأنا أجد إمرأة جالسـة قربى على كرسى وثير مسـتغرقة فى النوم . كانت فى رداء راهبة . تأملتها وهى نائمة تعلوا وجهها إبتســامة خفيفة . خطت السـنون بدون رحمة على وجهها ولكن لم تسـتطيع طمث جمال نضر ورثته من شـبابها .

    غفوت وأنا أنظر إليها وأنا لا أدرى إن كانت فى حلمى . وعندما أفقت كانت هى تنظر الىّ . منحتنى إبتسـامة عزبة وأحتضنت كفى بكلتا يديها بقوة . تركتنى مسـرعة وعادت معها ممرضة شـابة . دخلت الممرضة مسـرعة وتخطتنى مراقبة عدة أجهزة فوق رأسى لم أنتبه إليها قبلآ . عادت وتناولت يدى من مرفقى وهى تراقب سـاعة يدها بإهتمام . نظرت إلىّ بإبتسـامة منتصرة وتناولت يدى بكلتا يديها وقالت بحرارة .
    (مرحبآ بك مجددآ)

    تهللت الراهبة المسـنة وتناولت يدى وأخذت تترنم بنغمات ملائكية . إبتسـمت لها وأسـلمتها يدى كاملة . تزكرت أمى وهى تغنى لى وأنا طفل فخلدت إلى نوم عميق .

    تناولت إفطارى تحت إلحاح الراهبة . كانت تسـاعدنى بتقطيع الخبز وطليه بالعسـل وتحضير كوب الحليب . سـألتنى فجأة بإهتمام .
    ( ما قصة صديقك الذى أتى هنا بمسـاعدتنا )

    لم أسـتوعب جيدآ . شـرحت لى بأنى فى هذيانى زكرت لها بأن صديقى ممنون جدآ لهم ولم ينسـى أبدآ رعايتهم له . عرفت من تعنيه . عرفت منها بأنى قضيت معهم ثلاثة أيام لم أفيق فيها إلا يوم أمس .

    حكى لى بأنه أخذ العصا من أمه وأخذ يجرى لا يلوى على شـئ . عند أطراف القرية قابلته إمرأة يعرفها عائدة من المدينة . كانت تحزره أمه من الذهاب الى هذه المرأة . وكان يذهب إليها سـرآ لأنها تحبه وتغدق عليه بقطع النقود الصغيرة . كانت قد فقدت صغيرها غرقآ فى النيل . وكانت تعلم أن أمه لا تحبها فحافظت على علاقتها به سـرآ . تمتهن تجارة الخمور البلدية ويقال أيضآ إنها تبيع الهوى .

    قبضت عليه وهى فزعة تسـأله كيف تحصل على هذه العصا . حكى لها وهو يلهث بطفولة مرتبكة كل ما حدث . جزعت وأخذت منه العصا وخبأتها تحت ثوبها ومسـكت على يده وقفلت به راجعة الى المدينة . كانت على طول الطريق تتلوا بآيات وجمل منظومة بصوت كأنه العويل دون أن تخاطبه . وصلا مدينة مروى التى كان يراها لأول مرة . أثقل خطواته مترهبآ من المدينة منبهرآ بتزاحم الناس ومناداة الباعة داخل السـوق . صارت تقتلعه إقتلاعآ وتحثه على السـير بتوسـل حتى بلغا محطة القطار .

    وقف مشـدوهآ ينظر الى ذلك القطار العملاق لا يرى له آخر . الدخان يتصاعد منه كثيفآ ويطلق صافرته بين الهنية والأخرى وصوت من الأجراس السـميكة . والناس يتصادمون فى عجالة . متراصون بين مودعين ومسـافرين . ويحشـرون أمتعتهم حشـرآ داخل القطر . وتختلط أصوات النحيب بالضحكات العالية يعتلى الفضاء مسـحة من الغبار العالق من كثرة الأرجل الزاحفة .

    بجانب القطار جلسـت على الأرض وإحتضنته بعنف وهى تردد كلام منظوم أشـبه بالنحيب وهى تهزه يمنة ويسـرى يكاد يفقد أنفاسـه بين يديها . وكلما تلاحق صفير القطار إرتفع صوتها بالعويل . تحرك القطار ببطء وعلت أصوات المودعين وطرقعات قفل الأبواب . حملته عاليآ وقذفت به داخل القطار وقد علا صوتها بالنحيب . هرع الى النافذة ورآها جالسـة على الأرض تهيل التراب على رأسـها .

    صار يتجول داخل القطار بدون هدى يطالع الناس وهم يرتبون فى أغراضهم المتكدسـة ولا أحد يعيره إهتمام . أخذ يتنقل من عربة الى أخرى وكلما توغل الى الأمام قل عدد الركاب وتبدلت مقاعدهم أكثر نظامآ وأصبح الناس يراقبونه كأنه دخيل غير مرغوب فيه . وصل الى عربة هادئة تمامآ أبوبها مغلقة ولا يوجد أحد فى الطرقة الضيقة أمام الكبائن المغلقة . سـمع صوت غناء جميل منظم صادر من إحدى الكبائن . وقف عند الباب ينصت بإهتمام وزاد فضوله ففتح الباب برفق . وجد فى الداخل أربعة سـيدات بيض البشـرة فى ملابس بيضاء طويلة وغطاء أبيض للرأس . صمتوا عن الغناء وهن ينظرن إليه بدهشـة . مدت إحداهن له يده تشـجعه بالدخول ولكنه فر هاربآ .


    بعد عدة ساعات وكان عاد الى مؤخرة القطار وإختلط بإزدحام المسـافرين هناك شـعر بجوع شـديد وهو يرى إمرأة تطعم إبنها . جلس يرقبهم فلحظت ذلك إمرأة أخرى فأعطته قطعة من الخبز الجاف . جلس فى ركن يأكلها . لاحظ البعض وجوده منفردآ بدون مرافق . كثرت الهمهمات وحاول أحدهم إسـتدراجه بالسـؤال عن عائلته ولكنه التزم فقط الصمت وكان يتحين إنصرافهم عنه ليعود لقطم قطعة الخبز بيده . يبدو تدوال الناس الأمر وقرروا الإبلاغ عليه .

    رأى عن بعد رجال قادمون فى زى مختلف أقرب للزى العسـكرى ومعهم ذلك الرجل الذى كان يحادثه . أحس بخطر وهو يرى تركيز أعينهم عليه فلاذ بالفرار . صغر حجمه وخفته سـاعدته فى تخطيهم وسـط تلاطم الأجسـاد الجالسـة على أرض القطار . وصل الى مقدمة القطار وتوقف يلقط أنفاسـه . سـمع همهمتهم قادمين فلم يتوانى أن يفتح كابينة السـيدات ويندس داخلآ ويقفل الباب . وجم النسـاء وهن يرون الرعب فى عينيه . خرجت إحداهن وأغلقت الباب خلفها . عادت بعد قليل وأبخفة رفعته فى سـرير علوى وغطته بمجموعة من الملابس . بدأن يتحدثن بلغة لم يفهمها ولكنه كان يعلم إنهن يختلفن عليه .

    ربما نوع من الهروب من واقع مجهول إسـتغرق فى مخبأه لك فى نوم عميق . أفاق بصعوبة وإحدى السـيدات تهزه بشـدة . أحسـت براحة عندما فتح عينيه كأنها جزعت عندما لم يلبى ندائها . إعتنوا به حتى بلغ القطار الخرطوم وأخرجوه متخفيآ داخل ملابس أكثرهن بدانة حتى عربة تجرها الحصين التى كانت فى إنتظارهن .

    شـب وترعرع فى مدرسـة الراهبات بالخرطوم وصار إسـمه (يورج) . تبنته إحدى السـيدات من بعثة تبشـيرية . كانت تسـكن فى منزل صغير هى ووحيدتها داخل حوش الكنيسـة . أخذته معها لدى عودتها وتحصل على تعليم مهنى وتزوج من إبنتها . أعطته العصا فى يوم زواجه وكانت تحتفظ بها منذ وصوله . وكانت العصا هى الجزور التى تربطه بأرضه بكل ما بها من مر الذكرى.
    سـألتنى الراهبة عن إسـمه الحقيقى . لم أسـأله يوم عن إسـمه الحقيقى ولا أعرف إن كان يتحدث العربية أو النوبية .

    وأنا أبحث فى المحطات الفضائية كانت تزدحم بأخبار حادث إنفجار القطار . تم إعتقال عدد من المشـتبه بهم جلهم من أهل شـرق آسـيا .



                  

العنوان الكاتب Date
هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-20-06, 12:29 PM
  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه محمد مكى محمد11-20-06, 01:35 PM
    Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-20-06, 03:43 PM
      Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه ابراهيم برسي11-20-06, 08:29 PM
        Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-21-06, 11:12 AM
          Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-21-06, 01:29 PM
            Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه Muna Khugali11-21-06, 01:39 PM
              Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-21-06, 05:54 PM
                Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-22-06, 08:52 AM
                  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-23-06, 08:43 PM
                    Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-24-06, 03:57 PM
                      Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-26-06, 01:55 PM
                        Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-29-06, 11:04 AM
                          Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-03-06, 05:28 PM
                            Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-06-06, 09:06 AM
                              Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-12-06, 07:41 PM
  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه محمد مكى محمد12-12-06, 07:48 PM
  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه محمد مكى محمد12-12-06, 07:58 PM
    Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-13-06, 06:29 AM
      Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-20-06, 05:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de