هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 06:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة رأفت ميلاد سـليمان(رأفت ميلاد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2006, 07:41 PM

رأفت ميلاد
<aرأفت ميلاد
تاريخ التسجيل: 04-03-2006
مجموع المشاركات: 7655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه (Re: رأفت ميلاد)



    تخيل إلىّ سـماع طرق خفيف على الباب . أزحت الصحيقة من أمامى ونظرت إلى الباب بكل حواسى . لم يتكرر الطرق , ذهبت الى الباب مسـرعآ مشـككآ فى إحسـاسى . فتحت الباب لم أجد أحد . تلفت حولى وجدتها تحث السـير مبتعدة . قبل أن تغيب بإلتفاتة منها رأتنى . وقفت مترددة وقفلت راجعة . حتى بلغتنى كانت تسـير و هى تنظر على الأرض تتحاشى النظر إلىّ . أزحت لها الطريق وطلبت منها الدخول . إسـتنكرت ورفضت . وأمرتها حاسـمآ أن تدخل . دخلت وهى مترددة ووقفت فى منتصف الغرفة وبصوت متردد يشـوبه حزر وحرج قالت :
    (أريد أن أتكلم معك ولكن أرجو أن تتفهمنى)

    طلبت منها الجلوس أولآ . جلسـت على حرف الكرسى ونظرت الى الأرض ويديها متشـابكتان كأنها ندمت على حضورها . دخلت الى المطبخ وتأخرت قليل عمدآ فى جلب زجاجتين من العصير . وجدتها جالسـة بدون تبديل فى وضعها . مددت لها زجاجة عصير فأخزتها فى يدها فى صمت . جلسـت على الكرسى الآخر أنظر إليها وهى مطرقة الى الأرض كأنها لا تعرف من أين تبدأ . بعد فترة صمت قررت أن أزيح الأمر تمامآ سـألتها حاسـمآ :
    (هل أنت مرتبطة ؟)

    بإيماءة خجولة من رأسـها أشـارت بالإيجاب . إنتسـمت لها بود حتى أزيح الحرج من نفسـها . طلبت منها تناول العصير لكى نذهب معآ إلى منزلهم . وضعت الزجاجة على الطاولة وهبت واقفة . دون أن أتخلص من زجاجتى ذهبت معها نحو الباب . عندما أصبحنا خارجآ عادت إليها ثقتها قليلآ وسـألتنى ماذا سـأفعل . قلت لها أننى سـعيد بصراحتها وأتمنى لها كل خير . لم تكن مرتاحة قالت أن أختها سـتحزن كثيرآ . و إنها سـببت حرج كبير بينى وبين صديقى . هونت عليها بأن كل شـئ سـيكون على ما يرام .

    عدت لمنزلى متأخرآ بعد أن تناولت طعام العشـاء معهم وزال كل الحرج . لم أدر هل كنت مرتاحآ أم كنت حزين . هى أخت زوجة صديقى . أتت فى زيارة قصيرة عابرة الى السـودان . كانت مبتعثة فى دورة تدريبة الى دولة تجاورنا. حلمت أختها بأن تبقى أختها بجانبها . وإتصلت بى بعد أن تداولت الأمر مع زوجها . لدى من العلاقة معهم خلال السـنوات السـابقة ما يزيل أى حرج . دون إعلام أختها عرضت علىّ الزواج من منها . راق لى الأمر تمامآ . وجدتها مناسـبة جدآ وكنت قد أحضرتها معها من محظة القطر لغياب زوجها ذلك اليوم . أعجبت بها كثيرآ أما الآن بعد أن فقدتها أحسـسـت بأنه أكثر من إعجاب .

    شـعرت بحزن عميق . إنها الأنثى الثانية فى حياتى التى تمنيتها لنفسـها و ليس لنفسـى . كانت ليسـت فى كليتى . جمعنا جدال سـياسى بدار الطلاب . لم تكن المتحدثة ولم أكن . وصفت المتحدث بالبلاهة فوصفتنى بالغباء فوصفتها بأن رأسـها أجوف مثل الطبل . أرادت أن تصفعنى مسـكت يدها وحزرتها بقسـوة من تكرار ذلك وغادرت المكان .

    بعد يومين وأنا خارج من إحدى المحاضرات وجدتها تنتظر على البعد تنظر إلىّ . كدت أهملها ولكنها أتت نحوى مباشـرة وبدون مقدمات خاطبتنى قائلة إنها هنا لتعتزر . أرتبكت قليلآ وهى فى ثبات تنتظر ردة فعلى . قبل أن أرد تابعت بأن ليسـت جوفاء . إعتزرت لها وطلبت منها مرافقتى إلى دار الطلاب لنناقش الأمر بهدؤ . رفضت بحزم وقالت هى تكتفى هكذا وذهبت .

    فى اليوم التالى وجدتها تنتظرنى فى نفس المكان . ذهبت إليها مبتسـم بسـعادة . قالت لى إنها قبلت دعوة الأمس . ضحكت عاليآ وسـألتها مداعبآ ما هو الطارئ الجديد . وقفت ونظرت إلىّ بتحد وصوت واضح قائلة :
    ( إكتشـفت أننى أحببتك)

    كان بقربنا مجموعة من الفتيات والفتيان . أصابوا بوجوم صمت مفاجئ أعقبه ضحكات عالية . إحدى الفتيات نادتها بإسـمها بإسـتنكار لا يخلو من إعجاب . عرفت إسـمها من هذه الصرخة . سـحبتها من يدها بعيدآ وأنا أعنفها واصفها بالمجنونة . تابعتنى مسـتنكرة وصفها بالجنون لأنها صرحت بأنها تحبنى . فجأة نزعت يدها من يدى بقوة وتوقفت صائحة بغضب :
    ( لماذا تسـخر منى .. لم أسـمع جوابك .. هل تحبنى ؟)

    إنتفى خيار النفى فصحت بغضب :
    (نعم نعم .. نعم)

    إسـترخت أسـاريرها ووضعت يدها فى يدى وواصلت سـيرها .
    كانت متوسـطة الطول وجمالها طفولى عزب . لا تضع مسـاحيق النسـاء . قوامها اللدن الرشـيق لا تطفى عليه أنوثة مفتعلة ولكنه يتمايل مع عفويتها برشـاقة وبهاء . متفوقة فى كليتها لدرجة النبوغ . أصدقائها وصديقاتها متعودون على أسـلوبها ولا يوجد من يسـتنكره . من مداعببتهم لها عرفت بأنى أول علاقة لها فى الجامعة طيلة الثلاثة سـنوات الماضية فى .

    تعودت عليها وأحببتها بجنون . لم يضايقنى أو أحس بأى غيرة من علاقاتها مع زملائها عكسها تمامآ . كانت الغيرة تأكلها وأنا أخاطب إحدى الزميلات . سـحبتنى مرة من يدى بعيدآ عن الآخرين بخطوات واسـعة . ذهبت معها منزعجآ أسـألها عن الأمر . توقفت حيث لا يسـمعنا أحد وقالت :
    ( لم تقبلنى يومآ )

    ضغت على يدها حتى تأوهت . قدتها خارج الأسـوار حتى صرنا وحدنا تمامآ وقبلتها بحرقة . لم تتوانى معانقتى بدون قيد . عندما تماديت تملصلت منى مبتعدة بجسـدها ولكنها تاركتآ شـفتيها آخر ما تسـحبه . عدنا والسـعادة تتملكها قالت مداعبة بدلال :
    (الباقى بعد الزواج )

    وفجأة توقفت وسـألتنى بجدية بالغة :
    (سوف تتزوجنى أليس كلك ؟)

    تلقفتنى خالتى من أمام الباب بين أحضانها فزعة وقادتنى داخل المنزل . بكيت على صدرها بحرقة وكنت أهذى و أوصالى كلها ترتجف كمن تملكته الحمى. أسـرعت بإحضار قرص من الدواء . إبتلعته وأنا أرتجف لا أدري كيف ولكنى إسـتغرقت فى نوم كله أحلام متشـابكة . رأيت أمى تبكى وجدتى تربت على ظهرى فى حنان وجارى بذبح إحدى بهائمه . زارنى كل الأموات . إسـتيقظت كأنى خارج من أعماق البحر . وجدت خالتى بجانبى . دفعت لى بكوب من الماء شـربته بكامله بدون أن أحس بطعم الماء . طلبت آخر لكنها تشـاغلت عنى وهى تداعب شـعرى بيدها وقالت :
    (من هى .. وكيف ماتت ؟)

    تدفقت الدموع فى عينى وهى تحثنى بإلحاح على الكلام . قلت لها إنها زميلتى ماتت فى حادث فى طريق كوسـتى قبل يومين وقد علمت الخبر فقط اليوم . تدفقت دموعها وهى تحضنى عليها بقوة . ربما تذكرت زوجها الراحل قالت لى وأنا أدفن وجهى فى صدرها وقد عاودتنى نوبة البكاء :
    (من نحبهم دائمآ يمضون بسـرعة)

    أقمت يومين مع خالتى لم تفارقنى فيهما لحظة . دلفت إلى الغرفة وهى تكمل لباسـها العسـكري الذي ترائى لى أنه زاد من قوامها طولآ . ظهرت السـنون قليلآ تحت أجفانها وشـعرها زينته رزمة من الشـيب الأبيض لا تتناسـب مع سـنها . قالت لى وهى تراقب سـاعة يدها بأنها مضطرة للذهاب الآن ولن تغيب . طمأنتها مودعآ بأنى بخير ولا تقلق حالها وسـأكون بإنتظاها .

    نظرت الى صورة زوج خالتى على الحائط داخل بدلته العسـكرية بنظرته الواثقة يبدو جميلآ جدآ . تأملته بإعجاب كأنى أراه للمرة الأولى . تزوجت منه قسـرآ لإرادة والدها بل لإرادة أهلها وجيرانها وربما أصدقئاها . تقابلت معه فى السـلاح الطبى حيث تعمل ممرضة هناك . كان مصاب بكسر فى سـاقه فى معارك الجنوب الأولى . ُأخذ أسـيرآ ولم يتلقى العناية الطبية الكافية . عاد الى الخرطوم منخرظآ فى الجيش السـودانى بعد معاهدة السـلام .

    تقرر كسـر سـاقه وإعادة جبرها الى وضعها الصحيح وكانت هى مطببته . تعلقت به وتعلق بها . تحول لدينها تزليلآ لإرتباطهم . رغى جدى وزبد وهو سـليل أعراب الشـمال و نسـبه التركى جليآ فى عيون خالتى وشـعر أمى . رفض مصاهرة الأسـود سـليل الغابات وباقى تجارة النخاس . خالتى قد تكون قوة شـكيمته قد ورتتها منه . تمسـكت بصلابة وقوة إكتسـبتها من عسـكريتها ومهنتها . مات جدى حسـرة وحملتها والدتها دم أبيها .

    لم تمضى سـبعة أعوام من زواجها مات زوجها بإنفجار لغم فى إحدى العمليات فى جنوب البلاد حكت لى أمى . صارت وحيدة مع أحزانها و مرضت نحو أربعة عشـر شـهرآ فى المسـتشفى و كانت أمى تزورها سـرآ . عندما علم أبى الأمر صار يعودها جهرآ مع أمى مما قطع وصالها مع جدتى التى لم أراها حتى توفيت . أحضرها والدى للبيت بعد إخراجها من المسـتشـفى وعاشـت معنا ردحآ من الزمان مما جعل تعلقى بها والدة أخرى .

    عدلت عن الإتصال بخالتى . مشـاعرى تفضحنى أمامها ولا أسـتطيع أن أخفى عنها شـيئآ .


                  

العنوان الكاتب Date
هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-20-06, 12:29 PM
  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه محمد مكى محمد11-20-06, 01:35 PM
    Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-20-06, 03:43 PM
      Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه ابراهيم برسي11-20-06, 08:29 PM
        Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-21-06, 11:12 AM
          Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-21-06, 01:29 PM
            Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه Muna Khugali11-21-06, 01:39 PM
              Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-21-06, 05:54 PM
                Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-22-06, 08:52 AM
                  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-23-06, 08:43 PM
                    Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-24-06, 03:57 PM
                      Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-26-06, 01:55 PM
                        Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 11-29-06, 11:04 AM
                          Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-03-06, 05:28 PM
                            Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-06-06, 09:06 AM
                              Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-12-06, 07:41 PM
  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه محمد مكى محمد12-12-06, 07:48 PM
  Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه محمد مكى محمد12-12-06, 07:58 PM
    Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-13-06, 06:29 AM
      Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه رأفت ميلاد 12-20-06, 05:38 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de