|
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه (Re: رأفت ميلاد)
|
جارتى السـوداء .. تزوجت .. من إمرأة بيضاء .. هذا ما حدث !!
لم أعلم مصادفة . وجدت بطاقة دعوة فى بريدى. لم أتخيل لحظة أن الشـريك إمرأة . كدت أتصل بها تلفونيآ وأشـكرها على الدعوة ولكنى عدلت . قد تكون مشـغولة وتنعدم بيننا خصوصية العلاقة . تتزامن مواعيدنا أمام منزلها صباحآ وأنا فى إنتظار البص وهى تقود سـيارتها خارجة الى العمل . تبادلنى التحية بإيماءة بالوجه وإبتسـامة مهذبة . تحية يفرضها إنتماء اللون وغربة الواقع .
ذهبت متأخرآ قليلآ عمدآ تفاديآ الإختلاط بجموع المدعوين لأتجنب حرج الغربة . وصلت كنيسـة الحى وبدت خالية من الخارج فقد بدأت المراسم بالداخل . كان عدد المدعوين لا يسـتهان به . وأنا أتلمس طريقى للجلوس تلاقت نظراتنا فحييتها بإيماءة بوجهى جاوبتنى بإبتسـامة عريضة كلها إمتنان لحضورى .
كانت ترتدى فسـتانآ عاديآ داكن اللون وبجانبها إمرأة بيضاء ترتدى فسـتان أبيض تكاد تكون عارية . كنت أحسـبها (شـبينتها) . توالت المراسـم بتفصيل مسـرحى الطقوس . كنت متابعآ لا ينتابنى أى ريب أو ظن . هب الحضور واقفين لحظة عقد القران ووسـط تصفيق الحاضرين تبادلت المرأتان قبلة محمومة . تسـمرت فى مكانى متابعآ القبلة لحظة بلحظة . تضخمت كل أحاسـيسى وشـعرت بكل شـعرة تنبت فى رأسى . تلمسـت طريقى خارجآ من وسط الجمع هلعآ كمن يسـابق أحشـائه للوصول إلى موضع يناسـب إسـتفراغها .
وأنا متكئ على الأريكة تترائى لى تلك القبلة والشـفاه تغوص بتشبث متلاحق محموم كتلاهف ذروة المتعة. لا أتابع كثيرآ ثرثرة صديقى على الهاتف و صخب ضحكاته وهو يترك لخياله العنان متخيلآ كل ما يمكن أن يحدث بين زوجين . وعرج على مكايدة أم العروس و(الحردان) ..... وتعالت ضحكاته وهو يقول لو تثنى إلى (الشفه ضكر) أن تأتى الى هنا لصارت من الوجهاء .
(الشـفه ضكر) رأيتها عن بعد مرة احدة فى غابة (أم بارونه) . تقبلت دعوة أصدقاء من حى (دردق) لحضور حفل زفاف . صداقة حديثة و حميمة جمعتنا فيها منافسـة مدنى الرياضية . قضيت الليل فى ضيافتهم وفى اليوم التالى وبنشـوة الأفراح قرر أهل العرس الذهاب (رحلة) إلى الغابة . جلسـنا متقاربين وبنشـوة الأمس واصل الفتيات الغناء والرقص بحرية كاملة وكل الحضور من الأقارب 0
كنت تقريبآ الوحيد الأكثر تحفظآ وأرى حولى جيدآ بينما الآخرون على سـجيتهم فى سـمر ونشـوى . إقترب منا فريق من الشـباب فى طريقهم بحثهم عن مكان يبدو أنهم يريدونه أكثر إنزواءآ وذلك فى ترددهم فى الإختيار مشـاورين بالأيادى فى إتجاهات تفاضلية .
حدث إختلال فى فريقنا من الإناث .سـكن الغناء و بدت حركتهن مترقبة بإنزعاج فضولى وإنتابهن تنبه أشـبه بالتنبه الذى يعترى الفريسـة وهى تشـعر بدنو الخطر قبل أن تبدأ رحلة الهروب . تردد إسـم (الشفه ضكر) فى الأفواه مما نقل لى عدوى الإسـتنفار . رأيتها عن بعد فى لبس رجالى ولو كنت وحدى لحسـبتها رجل .
أتت الى مدنى بتحويلها الى سجن المدينة لقضاء ثلاثة سـنوات من الحكم . يتردد بأن حكمها لتورطها فى جريمة إغتصاب صبي فى مدينة أخرى . إسـتقرت بالمدينة بعد قضاء حكمها . تقطن مع إمرأة مسـنة تنتظرها أمام المنزل حتى عودتها مهما تأخرت . تنفصل عن مرافقيها على مبعدة من المنزل وليس لديها نوع من التقارب مع أهل الحى الذى تقطنه .
لديها صديقة فى (الحلة الجديدة) فى منزل عام تقوم بالوصاية عليها وتردد هى التى أتت بها. تعودها غالبآ فى فترة الظهيرة ونادرآ أن تقضى معها الليل . كانت صديقتها صبية هادئة قليلة الحركة . كانت تلبى خدمات النساء فى المنزل بدون تزمر من رسـم الحناء و (مشـاط) الشـعر وما إليها من حياة لنسـاء . عند حضور صديقتها تتسـلل إلى غرفتها معها ولا تغادرها وتبقى بها فترة طويلة بعد تغادر صديقتها المنزل .
لم تكن (الشـفة ضكر) تمارس الفتوة أو العدوانية ودائمآ صامتة ولا تلتفت لأى تحرشـات ومناوشـات غالبآ ما تتعرض لها . رفاقها مجموعة متفرقة لا يجتمعون إلا لمامآ وجلهم من الرجال . يُقال إنهم يقومون بعمليات سـطو ليلية على العابرين فى المناطق الخلوية . لا يعتدون على الضحايا إذا أسـلموا ما لديهم ولم يقاوموا . يقتسـمون غنائمهم فوريآ ويتفرقون .
ذات يوم ذهبت على غير عادتها الى صديقتها صباحآ . كانت الصبية تبيع الهوى مع رجل . فزعت النسـوة وحاولن منعها من الدخول . إقتلعت (الشـعبة) من قلب (الراكوبة) المنصوبة ولوحت بها أمامها مفرقة النسـوة . إقتحمت الغرفة وبوحشـية إنهالت على الرجل ضربآ . ولولا تحطم العصى الغليظ على الحائط لقضى نحبه . تحين اللحظة هاربآ تاركآ ملابسـه خلفه . لم تتبعه وتحولت الى الفتاة وإنهالت عليها بقسـوة ضربآ بيديها تأديبآ وهى تنعتها بالعاهرة .
فزعت على صوت إرتطام على الباب من الخارج . هرولت جزعآ وفتحت الباب وجدت قارورتين من الحليب اليومى
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-20-06, 12:29 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | محمد مكى محمد | 11-20-06, 01:35 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-20-06, 03:43 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | ابراهيم برسي | 11-20-06, 08:29 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-21-06, 11:12 AM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-21-06, 01:29 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | Muna Khugali | 11-21-06, 01:39 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-21-06, 05:54 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-22-06, 08:52 AM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-23-06, 08:43 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-24-06, 03:57 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-26-06, 01:55 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 11-29-06, 11:04 AM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 12-03-06, 05:28 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 12-06-06, 09:06 AM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 12-12-06, 07:41 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | محمد مكى محمد | 12-12-06, 07:48 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | محمد مكى محمد | 12-12-06, 07:58 PM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 12-13-06, 06:29 AM |
Re: هاتف النفس و جدار من الوهم نحن صانعوه | رأفت ميلاد | 12-20-06, 05:38 PM |
|
|
|