قبل أن نفصل شمالستان ..

Quote: قولوا حسناً باكستان.. إغتيال فكرة محجوب عروة كُتب في: 2007-12-29 في أغسطس 1947 أنشئت باكستان بانقسام أمبراطورية الهند البريطانية إلى باكستان والهند المستقلتين، وكانت باكستان تتكون من جزءين هي باكستان الشرقية وباكستان الغربية حيث تفصل بينهما الهند بحوالي 1600 كلم.. والمعروف ان المناضل المهاتما غاندي محرر الهند من الاستعمار البريطاني كان يحاول ان يوفق بين الغالبية الهندوسية وبين المسلمين في شبه القارة الهندية ولكنه إغتيل نتيجة التطرف الغبي فتكونت باكستان التي قامت على فكرة المطالبة بالوحدة الإسلامية التي قادها محمد علي جناح الذي ساهم مع المهاتما غاندي في النضال ضد الاستعمار البريطاني وكان جناح يهدف إلى تحرير المسلمين من هيمنة الأغلبية الهندوسية وكان الشاعر محمد اقبال يلهب المشاعر بتلك المعاني وقد أدى ذلك إلى نشوب حروب شرسة عام 1948 والتي انتهت بفصل القوات المتحاربة في منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها.. ورغم رابطة الإسلام بين باكستان الغربية والشرقية إلا أن غياب الترابط الجغرافي والعرقي والاقتصادي أدى إلى انفصال باكستان الشرقية تحت اسم بنغلاديش عام 1970 عقب فوز حزب الشيخ مجيب الرحمن المطالب بالحكم الذاتي لباكستان الشرقية... ومن يومها لم تستقر باكستان الغربية وتعرضت للنزاع القبلي والصراع السياسي واستمرار الدورة السياسية الخبيثة بين ديمقراطية مؤقتة وانقلاب عسكري منذ الجنرال أيوب خان حتى الجنرال برويز مشرف ولعل أشهر الحكام العسكريين الجنرال ضياء الحق عام 1979 الذي أعلن الأحكام العرفية والشريعة الإسلامية واعدم الزعيم الباكستاني ذو الفقار علي بوتو فبدأت سلسلة جديدة من الاغتيالات والعنف لم ينجُ منه ضياء الحق نفسه فتوفى أو بالأحرى قتل في حادث تحطم طائرة غامض في عام 1988 ومن ثم قامت انتخابات عامة فاز فيها حزب الشعب بقيادة بناظير بوتو ولكن استمرت الدورة السياسية الخبيثة وعم الفساد والاضطرابات وساءت الأحوال حتى جاء نواز شريف بتحالف (إسلامي) جديد عام 1990 لرئاسة الوزرء وهكذا استمرت الدورة الخبيثة فجاءت بناظير بوتو مرة أخرى وقام انقلاب آخر وجاء شريف مرة أخرى فانقلاب الجنرال مشرف أخيراً وربما ليس آخراً إن اغتيال بناظير بوتو فتح باباً من جهنم على باكستان (الغربية)، لم تغتل أسرة بوتو وحدها ولا الجنرال ضياء الحق ولا الآلاف من الباكستانيين منذ قيام دولة باكستان عام 1947 بفكرة ظاهرها الإسلام بل اغتيلت كل المعاني والأماني التي وضعها الآباء المؤسسون جناح واقبال. ألا يحق لنا ان نتساءل لماذا انفصلت باكستان عن الهند أصلاً اما كان الأفضل لها ان تستمر في دولة كبرى في شبه القارة الهندية وتعزز معاني الإسلام الخالدة في التسامح الديني عسى ان يؤدي ذلك إلى انتشار إسلامي واسع في تلك المنطقة من العالم وتعطينا مثالاً للتعايش والتسامح وتنشأ دولة قوية في هذا العالم الثالث المنكوب بالصراعات الدموية والانقلابات؟ بالله عليكم كيف يكون التخلف والغباء ماشياً على رجليه ان لم يكن في حالة باكستان هذه.. صحيح أنها انتجت القنبلة الذرية ولكنها كذلك انتجت الفوضى والدمار والتفكك وتقديم اسوأ مثال للتطرف الغبي وذلك حين يظن أحد الأغبياء (المبرمجين) انه بأغتيال بناظير بوتو وعشرات من الباكستانيين انه سيحل مشكلة الإسلام!!.