محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 09:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حيدر حسن ميرغني(حيدر حسن ميرغني)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2011, 10:06 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شرح الدقّة! (Re: محسن خالد)

    الحزب الشيوعي السوداني

    حزب الترابلة، الرواعية، المياومة والعمّال
    أم لوج الطلائع المدينية البرجوازية


    ((لا تَتِّخِذوا من عجزكم هذا فضيلة))، محمود محمّد طه، مع تصرّف في توجيه الضمائر.




    في الحقيقة ذكرياتي عن رؤيتي المتأخِّرة للتلفزيون والمروحة وكذلك متى لأوَّل مرة رأيتُ الغسَّالة، حينما جاءت بها نِعْمَات الحوري إحدى قريباتي ممن كانوا يسكنون الخرطوم ثلاثة. وأتذكّر بكل وضوح تجمهر النسوة حولها، وهرجهن وتلك الزيطة كلّها (هوووي يا نَاعَمَات، ما تدخلي إيدك في الشيء أم سنون دي، ها مَرَه ها، الشيء دي بتقوم تَجْقُم أصابعينك ديل)، وتسأل أخرى (والصابون بكبوهو وين يا دي؟)، ثالثة (هي لكن يا نَاعَمَات الصابون المسحون دا دكاّن التعاون ما عندو تسوّد عليك إن قام كمل!). وحين أدارت لهن تلك الآلة ورأينها كيف تقلب الملابس بسلاسة وتدفع برغوة الصابون، وهنّ يبحلقن باندهاش من خلال زجاج نافذتها، زغردت مريم بأعلى صوتها وصاحت في النساء (هووي يا حريم اتلمّن، أم طارق ما بتنقدر"!؟")، مع أنَّ النساء كُنَّ مؤدَّبات، ولا يحتاجن للممان، فقط مندهشات! أهي صيحة تَصُفُّ بها مريم نَفْسَهَا في صف الحداثة، أم مجرّد هوشة بدافع الحماسة المذهلة التي غطّـت الجو؟ أمّا حين أدارت لهن النشّافة وأخرجت لهن الملابس ناشفة وعرضتها عليهن، فتحولت دهشتهن إلى فزع رسمي. وصمتن لفترة طويلة مبهوتات، لتصيح امرأة منهن فجأة (أجييي يا الفكي حسين صقر الجمعة واللتنين، النّصارى أهل البصارة، قهرتهم بالله)، وكانت الغسّالة يابانية الصنع*.
    وهذه القصص عن (بداوة ابن البتولا) كانت لي بمثابة الفينار بينما كنتُ طالباً أدرس علم التنمية الريفية بجامعة الجزيرة. والعزلة البادية هنا، لا تدلُّ على التقصير في تنمية التلقي التكنولوجي وحده للكائن الريفي، وإنّما تجوز ذلك لتقودنا نحو عزلة أخرى على صعيد الوعي السياسي والوجودي أيضاً. وهذه الحالة لا تخص ابن البتولا وحده، وإنّما هي حالة ريفية في العموم. إذن هي ظاهرة اجتماعية ما تزال قائمة بوسط المجتمعات الريفية البعيدة. هناك إذن عزلتان، على صعيد التقدُّم المادي الذي تدل عليه المخترعات الحديثة هنا وعلى صعيد الوعي، معاً، وهما مترابطتان بحيث لا تنفك إحداهما عن الأخرى لكون الظواهر الاجتماعية كلّها مترابطة ببعضها بعضاً حسب دوركايم. كما أنَّه من المستحيل عزل التصور البشري إجمالاً للوجود بما في ذلك أديانه وثقافته وما يعرفه ورآه وعايشه من فنون، آداب، آلات.. إلخ عن الاقتصاديات وتطويرها، والتأثير على حركة التاريخ، كما في نقد ماكس فيبر القوي لماركس.
    فرؤيتي المتأخّرة لهذه الآلات مرتبطة أيضاً بلحظة أذكرها جيداً من تاريخ الأفكار والرؤى في رأسي. كنتُ مشهوراً بصناعة القوارب (الطيفان، ومفردها طوف) من أشجار النَّخل والدوم منذ كنتُ في السابعة من عمري. وتجدني أيّام الفيضانات عاكفاً النهار بطوله في صنع تلك القوارب التي حالما تضعها في الماء تخرج العقارب من كل مكانٍ فيها، وبعد أن ننظفها نستخدمها في نقل العلف والتمور وللهو، مجرّد اللهو الذي لا ينتهي.
    أذكر أنّني كنتُ أصنع أحد تلك القوارب، بهمّة ونشاط عجيبين، لأنَّ بعض الأصدقاء الذين أحبهم سيأتون للعب معي وسنقطع معاً للضفّة الأخرى من النهر. وكل مرّة أتحَسَّس "جبّادتي" لأرى رزقي من السمك. رفعت رأسي وأنا أدفع بالقارب الجديد في المياه كي أنظّفه من العقارب والحشرات، وكان مصنوعاً من النَّخل وهو أصعب من الدوم في تنظيفه، فرأيتُ ابن خالتي يركض ناحيتي من بعيد وهو يلهث، وقبل أن يبلغني ابتدرني صائحاً، قالوا "الشويعي" جاء!
    تلك لم تكن هي المرَّة الأولى التي أسمع فيها هذه المفردة، ولكنّني كنتُ أحسبها نبزة فقط تدلُّ على قِلَّة الأدب. فحبوبتي اعتادت على أن تربطها بالسعلقة (شوفوا الأولاد الشويعية والسعاليق ديل!) (إنت يا ولد قليل حياء، وألا شويعي، بري من طبعك!).
    وقطعاً لم أكن أدري أنَّ بوسع هذه الكلمة أن تتجسّد في أحد، اللهم إلا إذا كان بوسع السعلقة أن تفعل ذلك. فردّدتُها أمامه بصيغة الاستغراب والاستنكار.. "الشويعي"؟ وهو أكبر مني بعامين. بينما ذهني يدور كيف يعني "الشويعي" جاء؟ وما هو بالأساس؟ جاء على رجلين أم بأجنحة لا أدري!؟
    سألته "الشويعي" دا شنو؟
    سألني، إنت ما عارف؟
    أبداً.
    قال لي، مش عندنا أهل في العيكورة وأبِّيد؟
    أها؟ استفهمتُ أنا، بعد أن تركتُ قاربي، لأعرف حكاية ذلك "الشويعي" الذي جاء.
    يُكمل هو، بَسْ.. مش عندنا واحد قالوا قريبنا وإيده كذا وكذا... (ذلك الشخص كان يعاني من إصابة في يده).
    طيّب مالو؟ ما فلانة وفلان وكذا وكذا (أعدّد عليه أنا أسماءَ من أهل القرية، لأشخاص يعانون من إصابات) فشنو يعني! المشكلة شنو؟ هسّع جيتني جاري كدا، أنا قلت في شنو؟
    لا ياخي،.. إنت ما بتفهم!؟ ما عشان إيده، عشان هو "شويعي".
    يعني مالو؟ أسأله أنا.
    يعني "شويعي" يوم القيامة ما بجيبوهم مع الناس، ولما يموتوا الثعبان الأقرع بدخل ليهم في قبرهم، عشان هم قالوا (الله دا كضب)، ويستغفر ابن خالتي، أستغفر الله، أستغفر الله، خوف أن تنزل علينا ملائكة جحيم وتقبضنا متلبسين ساعتها.
    هنا بدأت أنا أهتم بالموضوع، وأخذت عيناي تدوران، من شدّة الفزع.
    قلت له، أنا زمان ما عارف، كنت قايلها نبزة من نبزات حبوبتي.
    لا ياخي، ديل كعبين خلاس، والبواليص طوالي بقبضوهم، واحدين بكتلوهم وواحدين بودوهم سجن كبييير وتحت الواطــة في الجنوب. هسّع الناس كلهم، والحرّوم، متلمين هناك، في بيت جِدّي، وقالوا ماشين يشوفوهوا، يلا بسراع عشان نشوفه.
    هو وين هسّع؟ أسأله أنا.
    هو قالوا لامن يجي بنزل في بيت حبوبتي كلتوم بت التوم.
    أثبّت الجبّادة في الطين جيّداً، وأسأله من جديد بروح صيّاد، وليشنو بنزل في بيت ناس حبوبتي كلتوم؟
    لأنّها قريبته أكتر.
    طيّب والبواليص ليه ما قبضوهوا؟
    يجيبني، ما عارف!
    يلا بس دقيقة، الطوف دا أنا سويتو هسّع، ولو خليتو في الموية العِرِق بشيلو.
    يسألني، نضّفتو؟
    لا، ما نضّفتو، أستنى شويّة أجيب لي جريد أدفر بيهو.
    ياخي خلّيهو ما تقرص، أنا ما بستناك، ماشي أشوف، يهيج ابن خالتي بعجلة.
    "قلتلك دقيقة بس"، أرجوه أنا.
    أطلّع عراقيَّ المحمرَّ بفعل المياه ودفّيق التمور، أي النيء من تلك التمور، وأسحب جريدتين، وأقفز إلى المياه، ومن الناحية الثانية أدفع القارب بالجريدتين. عندما يلامس الضفّة آمره بسحبه.
    فيضحك ويقول لي، تعال شوفو لو بتجَرَّ، ما تجي مارق من هنا.
    أسبح بعيداً، عكس وجهة التيار كي لا يدفع بمصيبة من ذلك الطوف ناحيتي. وأخرج لأرى العقارب تتدافع على الرمال الذهبية.
    لم أكن أخشاها أبداً، ولدغتني عشرات المرّات ولم أكن أتأثَّر بالسموم إطلاقاً، إلا في مرّة واحدة، لَسَبَنِي فيها ثعبانٌ صغير فذهبت بي أمّي للشفخانة وهي تنتحب وترتجف من الخوف. ولكن تمرجي الحلّة قال لها بكلِّ ثقة، ولدك محصّن ضد السموم، ما بتجيهو عوجة! ولا أدري إن كان فعلاً يُوجدُ أشخاصٌ محصّنون ضد السموم، والعلوم تعترف بذلك؟ أو كان ذلك التمرجي يعبّر فقط عن ظروف شفخانة ريفية مُهْمَلَة ويمكن للعلاج فيها أن يتم على تلك الصورة من التطمين عبر الإيهام!
    بأي حال، ثنيتُ جريدتي النخل اللتين دفعتُ بهما القارب من المياه، وحشرتهما في حبال الطوف وسحبتُه للخارج. كان ابن خالتي قد بدأ الركض قبلي، ليرى "الشويعي". وأمسكتُ أنا بملابسي، وكنتُ أرتديها بينما أركض خلفه في تعثّر. العقارب عادت إلى الطوف مرّة ثانية احتماءً به من خلاء الرمال وشمسها، والجبّادة تركتُها مغروزة في الطين كما هي، حشرتُ ملابسي في جسدي حشراً وانطلقتُ خلفه.. "الشويعي" ما ريَّح.
    سألتُه، أين نذهب، لمنزل جَدّي أم لمنزل حبوبتي كلتوم بت التوم حيث يوجد "الشويعي" طوالي؟
    قال لي، بكونوا فاتوا، اسرع، ونَقَز ونقزتُ خلفه. فوجدنا من صحبنا خلوقاً كثيرين، جاؤوا أيضاً للفرجة على "الشويعي".
    أذكر إلى اليوم، باب الخشب اللبني، وتلك الفرجات غير المنتظمة فيه.
    جمهورٌ غفير، متحلّقٌ حول الشاب، جمهورٌ جاء للفرجة وإن هو متنكّر في هيئة السلام على الضيف. جلسوا تحت النيمة الأمامية الضخمة التي تسد المدخل، وكانت حبوبتي كلتوم بكرمها المعهود تُدير عليهم الشاي، وتتحلّف عليهم بأن يشربوا، وتخصّمهم وترجوهم.
    تزاحمنا عند الباب، البنات كان بوسعهن الدخول والاحتماء بأمهاتهن، أما نحن الصبيان فلو دخلنا سنُطرد بلا شك.
    هناك من هو أكبر منّا، ولا تستطيع أن تجد معه فرصة، فوجدتُ أنّ هذه الطريقة لا تكفيني، أريدُ أن أرى هذا "الشويعي" كيف يكون وبكل وضوح.
    تركتُهم لدى الباب، وهم يسترقون النظر ويستغفرون، ويتعَوَّذون، خوف أن تحل بهم داهية، أو تأخذهم صيحة من السماء.
    أعرف دكّة القصب التي تُوجد في زقاق بين البيت والحائط، لففتُ من حول المنزل وتسلّقت الجدار، أعرف أنني إن وصلتُ الدكّة فلن يمتلك أي صبي غيري قصصاً موثّقة عن رؤية ذلك "الشويعي" مثلي، تكفينا جميعاً لأنس شهور قادمات.
    النيمة تقع في مواجهة الدكّة بزاوية منحرفة، هذا صحيح، ولكن يستحيل أن تصل تلك الدكّة دون أن يراك أحدٌ من ذلك الجمع كلّه.
    تركتُ الفكرة وركضتُ ناحية الحوش الأمامي للدار، الذي فيه أيضاً دكّة للقصب الناشف. الدار مقسّمة لحيشان، قفزت داخل الحوش الثاني، ورميتُ بنفسي على الدكّة وهي تكشكش، ولكنها بعيدة عن الرؤية وعن مكانهم فلن يسمعني أحد. فقد وجدتُها وجدتُها بأي حال، وفكرتي هي النيمة ذاتها التي يجلسون تحتها. سأتبع القصب إلى أن أبلغها وأتسلّقها ولن يهتم بي أحدٌ. وعندما بلغتُها وجدتُ أنني لو اكتفيتُ بمكاني ذلك على الدكّة وقريباً من النيمة، فهذا أفضل في الرؤية من تسلقها وأكثر أمناً.
    وشفت ليكم "الشويعي".
    كان شابَّاً في أواسط العشرينات على ما أعتقد، ويرتدي البنطلون والقميص كحال أهل المدن. ولبسه ذاته كان سيغدو موضوعاً للفرجة لو كان مدنياً عادياً، ولكن فرجتنا اليوم فيه، محدودة ومعلومة ومخصّصة، لكونه "الشويعي". يبدو أنيقاً ونظيفاً ومُرَتَّبَاً، كان يحاور الجميع بثقة وقوّة، ويضحك. أسنانه بيضاء لامعة، وشعره خنفسي لامع ونظيف، مسكين هذا "الشويعي" المُدهش، لا يشبه جهنم.
    كنتُ منذهلاً به، وبجزمته وأحاول أن أحفظ تفاصيله بدقّة كي لا يبزني أحدٌ في الروي عنه والحكاوي بعد أن يُسافر.
    ولك أن تربط ذلك كلّه، بما يمكن أن يكون مطبوعاً في ذكريات أطفال مُدن كبيرة مثل ساندرا وماهيتاب بنات عبد الرحمن بركات، أو بالطفل محمّد حسبو ابن التِّلام، وهو في سن مُبَكِّرة جداً يُهرِّب الوجبات لعمّه نُقُد أثناء عمله السرّي تحت الأرض.
    لقد أدهشنا في ذلك الريف غير البعيد جداً "الشويعي"، بينما أذكر أنّني رأيتُ المصريين مراراً وتكراراً يأتون للدعوة الدينية وأسلمة المسلمين، ورأيتُ الباكستانيين كذلك يأتون للدعوة، ولم يكن يدهشني منهم أحدٌ لكثرة مجيئهم، رغم حمارهم الفاقع وغرابة ذقونهم وأنواع جلابيبهم. ورأيتُ الترابي كذلك في شندي وأنا صغير للغاية، في نهاية الابتدائية أو مطالع المتوسطة لا أذكر، على وجه الدقة، حينما جاؤوا ببصّات لمدرستنا وأخذونا لمحاضرة له بالمعهد الفنّي في ذلك الزمن، الذي تحوَّل إلى كليّة التربية من جامعة شندي الحاليّة.
    لقد رأيتُ السينما المتجوّلة في وقت مُبَكّر، على أيدي جهات غامضة لا أذكرها، أظنها وزارة الزراعة، لأنّني أتذكّر الصورة المطشّشة لشخص يحمل سلّوكة ويتيرب أرضه. ورأيتُ البروجيكتر قبل آلات المنازل تلك حينما كنا في الابتدائية ودرجتْ على أن تحضره الجماعات الدينية للدعوة، وفي أفلامه رجالٌ بيضٌ يتحدّثون عن الله.
    ولكنّني لم أرَ "الشويعي" إلا في تلك المرَّة الواحدة فقط، التي رويتُها.
    فهل هنالك أيُّ أحدٍ في الأرياف، حيث الزراعة أو الرعي، رأى زعاماتٍ للحزب الشيوعي أتتْ للتنوير؟ هل رأى أيُّ ريفي ما، مزارعياً، راعياً، صيّاداً، من مكان ناءٍ، نشاطاً ما، ومن أي نوع، للحزب الشيوعي السوداني؟
    هل "الشويعي" كائن مألوف في أساسه، وله تعريف لدى البيئات العمليّة التي يجب أن يوجد فيها، هل رآه إنسانٌ في تلك الأنحاء دون أن يتسلَّق له شجرةً ويكمن له بجوف دكّة قصب؟
    هل بوسع الريف أن يرى ذلك "الشويعي"، دون أن يترك العقارب خلفه تسعى ومعايشه مغروزة في غدر نهر؟
    أم نتوكَّل على الله ونكتفي منه وفيه بتعريف الحرم بت حاج طيفور؟
    خصوصاً أنَّ هذه البلاد في تنظيماتها كلّها، لا تحتوي على أي حزب يهتم بالدراسات الواقعية والاقتصادية والاجتماعية في توجّهه العملي صوب الناس. ولا تمتلك فكرة التغيير هذه للواقع من منظور المعرفة والعلم، فكلّها أحزاب تتحدَّث عن الآخرة أكثر عمّا هو حادث في واقع الناس، بدءاً بجميع أنواع الإخوان المسلمين والسلفيين الآخرين وانتهاء بآخر صوفي كان. والأحزاب الطائفية الكبرى، والدينية الكُبرى، تتمركز في هذا الريف الذي لم يَرَ "الشويعي" بعد. أمَّا الأحزاب التي نشأت حديثاً هذه كلّها، فتشبه لي جماعات الفانز الـFans. كلّهم فانز ومشجعون ومشجّعات لأعطيات الحضارة الغربية بعد تأسيسها، ولا يمتلكون فكرة واحدة عن كيفية تأسيس الحضارة من حيث تليهم. إنَّهم جماعات فانز لجماعات حقوق الإنسان والبيئة والحيوان الغربيات، الديموقراطيات منهن والليبراليات، حيث فرغ الناس من الأساسيات وضروريات البقاء، وانطلقوا نحو الكمال. وفانز لجماعات تحرير المرأة، والفيمنيزم وما بعد الفيمنيزم، ودعاة الحداثة وما بعد الحداثة، وكيفيّة إلصاق "تاء التأنيث" في آخر الكلمات لمساواتها بالرجل ورد حقوقها؟ بينما المرأة الواقعية في الريف السوداني لا تنقصها أية تاء تأنيث حالياً، وإنّما ينقصها المقوت والهدم والكركار وفك الحرف ذاته بخشم الباب والدرب العديل! وإن ألصقوا لها مائة تاء تأنيث من فئة الألف، وهي في غيّابة الجب هذه، فلن تستطيع قراءتهن ولن تربح شيئاً.
    والحزب الشيوعي ذاته لا يمتلك بنية تحتية من الدراسات والخُطط النظرية حالياً، ولا يدفع بأي جهودٍ على أرض الواقع العملي، الصلد الـSolid، ولكن بأقل تقدير هو يمنح هذه الرؤية حظاً من الاهتمام والتفاكر في أحلامه إن صادف واجتمع سامِرُهُم بعد خمسين ستين سنة، ونيف.
    وهو حزبٌ مُحَصَّنٌ ضد النَّقْد من الخارج، لأنَّه معروفٌ بردود أفعاله الدفتردارية، كما هو ذو مناعة هومورالية لتثبيط النقد من الداخل، ضد أي صوت طامح، أو يحلم بما هو أكثر من بياته الشتوي الذي لا ينتهي هذا، كي يفيق ويقود الناس.
    ولكن كيف يقودهم، وهو الذي شأنه ما رويتُه عليكم أعلاه، حيث بيئاته التي يجب أن يكون فيها ويخضرّ ويترعرع؟
    وكادره جلّه من برجوازية مدن لا تفهم لغة ذلك الريف ولا تملكُ من طرائق وأفانين التأثير في ذلك الريف نِكْلَةً، لأنَّها تجهله ولا تشبهه في شيء.

    ***
    (مداخلة سابقة ذات تكملة وليس صلة فحسب).

    ولن تقود النَّاس إلإ إذا كنتَ واحداً منهم، وتشبههم، وهذا شيء مفهوم ومعروف منذ زمن القرآن، والأنبياء في نظريات القرآن السالفة ذاتها، كانوا من نوع وبيئة الناس أنفسهم. وهذا أُسَمّيه "قانون المناسبة" إن ناسَبَ الشيءُ الشيءَ داخلَه، وأصبح تقاسم البصيرة بينهما أمراً حتماً وواقعاً معيشاً، وتبانيا بالتعافي لا بالقسر، بالواقع لا بالأسطرة (قُل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين، لنزّلنا عليهم من السماء ملكاً رسولا)، وافتراض القرآن أنَّه لو أنزل الله هذا الملك في عالم البشر لتأسطر الواقع، هذا بالضبط ما كنتُ أقوله لأساتذتي بشعبة التنمية الريفية. بالنسبة لشعبتنا كانوا الجماعة الجايين من الحتّات المقصودة بعلم التنمية، يُحْصَون بعدد ستات الشاي في النشيشيبة، والباقي كلو منشية وعمارات ورياض ومتحنكشين من الريف، من إندينا، (وديل يا والله إخير منهم حناكيش المدن، على الأقل ما متكلفين) وهااك يا أعياد ميلاد وفلنتاين وتورتات في بلد يقول عنها صديقي أبكّر ود سماعين: وأمي تعدّ الجاتوه من دخن العصيدة، دا كلام شنو دا؟ شعبة التنمية الريفية، بالله كلّها قلبوها لينا مستشرقين شباب وشابّات بعثت بهم أسرهم السودانية المقيمة بالخارج نظام أخد دورة متطورة في تحمّل مشاق حياة الخرطوم ومدني العذاب! نحن ويين وهي مناطق التنمية وين أم بعوض ودوابي والخراء في السهلة! وكل المطلوب منّك كوحدة تنمية بدون مخصّصات، بس تحوّل الخراء أبو سهلة دا، لخراء تاني بالكدنكة، تقضى غرضك وتدفن. يعني بس يعلموك إنو الكديسة ما تبقى أحسن منك. فالمستشرقين اليافعين ديل ناس لا يناسبون علم تنمية الريف السوداني، وما هي القطاعات المقصودة بالتنمية؟ أماكن المزارعين والرواعية! شباب إنجليزيتهم زي السيف، وفي عاميتنا زيرو، دي بس نعمل بيها شنو؟ هااي.. واتس أب؟ يا عمو الراعي وألا المزارعي؟
    يا أخوانا أماكن التنمية والعمل في السودان وين؟ في صُفاق المنشية وألا الرياض وألا الخرطوم عموم؟
    الزراعة المطرية والرعي شرق السودان، الزراعة المطرية والرعي غرب السودان، زراعة الطلمبات خط النيل الشمالي، الزراعة المطرية والرعي في القلب والبطانة وإنت دافر لجوة، الزراعة المروية قلب عرّوب الجزيرة وجايي نازل بيها من النيل الأزرق، الزراعة المطرية والرعي في جنوب السودان.
    لاقاكم أي عيد ميلاد وألا تورتة حايم بجاي؟ ياخي هنا في عيد الناس ما تموت في رقبتها دي، لاقتكن إنجليزية في الضهاري دي وسيدها ما بعرف حتى مفردة "الجلاحة" بتعني شنو!؟ أمَّا الجراري والدوبيت فهما المدخل الثقافي لكل هذه الأماكن عدمانة التلفاز والجريدة، وهما أداتا التواصل والربط –الثقافي والفني- الوحيدتان، لكل المناطق المذكورة أعلاه، باستثناء الجنوب وجبال النوبة، ودي مناطق تحتاج لعربي جوبا أو الجبال ولمعرفة شيء عن الثقافة المحلية كتحَضُّر وجاهزية بأضعف الإيمان. والأفضل أن يؤتى بأبناء هذه المناطق ذاتها ليدرسوا التنمية الخاصة بها بأنفسهم، وزي العَوَّان المستشرقين الطلقوهم فينا ديل، ما بعرفو حتّى الجيلي من الكاملين وين!
    الكلام دا كنت بقولو لبروفيسور الطاهر محمّد نور أستاذي في الجامعة، النابغة العبقري وصاحب كذا (موديلز) كنّا ندرسها في الكلية وتُدَرَّس في جامعة الخرطوم أيضاً، وغيرهن من الجامعات. والأهم من دا كلّو إنو الزول دا بيشبهنا ويشبه ما يدرّسه من علم. وبيننا وبينه ينهض التلاقي مش الأسطورة، بروفيسور زي دا تلقاهو يحربس للرواعية والمزارعية بالخلاء ويوديهم بيتو، ويقعد ينقل في كسرتو بالريكة وملاحو بالجردل، يقول ليك الموديلز بتاعتي دي أنا بألّفها من الناس ديل، ونستهم، رياضياتهم، فلكهم، ثقافتهم، وبَرْكَتهم فوق الريكة دي ذاتها، ما ياها القصة كلّها.
    أها الطاهر دا يضحك زيين من رأيي إنو المستشرقين ديل، مفروض ينهروهم دوبيت وجراري –لامن يآمنوا- بدل كورسات الإنجليزي المسوينها لعينتنا نحن، والبلا أول ولا آخر، يجاوبني ساخراً: يا زول إنت حارق رزّك فوق كم، يعني إنت مصدّق إنو الحكومة دي وألا الغيرها دايرين يعملوا تنمية ريفية بالجد!؟ أبداً، (المستشرقون الشباب ديل)، وبإنجليزيتهم السمحة دي، وعدم معرفتهم بالتكتح من كلامنا، قالوك دايرنهم موظفين في العاصمة الخرطوم. كل ما تجي منظمة تفتيش من بره وألا تنمية، يتصدوا ليها عَوّان التورتة ديل ونق نق ونققك نق، تنمية تمام التمام، الإسهال في الضهاري وقف، البودة في المحل الفلاني حاربناها، مشكلة الجاتوه والكهرباء في أم شديدة وجبال النوبة محلولة، ونققك نق، وتنقك تنق.. لامن تجي الحيكومة التانية، وإلى ما لا نهاية.
    كنت بقرق دائماً معاهو، وأقول ليهو المستشرقين ديل، ما تسلفني ليهم، أشوف لي لوري حديد، النوع المعروش بسباتات داك، أصبح بهم في وديان غرب السودان، وألا ود أبقنجة القريبة دي، أجيبهم ليك من شراب الموية الما صحية وأكل الكسرة الناشفة إسهالهن يمشي ببرموداتهن وبناطلينن. يا عمي أب قنجة شنو البعيدة، مرة ودّانا دكتور داؤود الله يطراهو بالخير، الفاو، الفاو الفي صُفاق مدني دي، والله لو فتحنا بوست لطرائفهن وطرائفهم، البدخّل رأسو في البورد دا كلو، إلا ينشطر ويتشظّى بالضحك، ويتفرتك قطعة قطعة، إنَّا لله، ديل وارد وين ديل؟ الناس ديل جابوهم من وين؟ وقال خبراء التنمية الريفية السودانية في المستقبل.
    المهم، لامن خلّصنا الكلية لا بت عمارات فهمت ليها منطق راعي كان بنضم ساي كان بدوبي، ولا هرجة مزارعية، قمت اطّوعت وقلت أعمل بحث تخرجي: (الشعر هول مناطق التنمية دي) وعلاقته بثقافة التنمية، عشان أثقّفهم شوية بالبشر الماشين ينموهم ديل، والما عارفين ليوم الليلة دا كان صدّام حي وألا ميت؟ قلت أوري شبابنا المستشرق دا، أبين هيدفون، يات من ولد وألا بت مركّب ليهو هيدفون في رأسو، وما قلنا حاجة، السماع سمح وبلطّف البشري ويرقّق قلبه. لذلك خلينا نوريهم السماع عند المجتمعات الماشين ننميها دي، وشاعرهم المفضّل منو؟ أساتذتي أصلاً كانوا بكرهو كلمة "ثقافة" دي في عضمها، كان متفلهمة وألا بدون فلهمة، وهي عندهم رديف للفلسفة، وكمان بتعطّل ليهم سين وصاد. أها الحجّة تقيف مع الشُّعبة وإدارتها، ويقولوا: مشروع تخرجك دا، علي جتّتنا يا أديب ماك مننا.. أنحن ديل ناس التنمية واقتصادياتها أم رياضيات وخرطوم وبس، والما بنعرف حتّى شعر سالم حميد، خليهو الدوبيت والجراري كلام الطير والرعاع.
    وهنا نقول الله يرحم الطيب محمّد الطيب ويعدلها عليهو محل ما يقبل، شغلو في الدنيا دي كلها، كان كيف يلم البشر الناقزين ديل، علي معناهم الحقيقي، وحاجاتهم، الما إيلتون جون ولا شاكيرا ولا بيونسيه ولا ستريت بويز، ولا أي سجم وألا رماد تاني.
    (التنمية واقتصادياتها أم رياضيات وخرطوم!؟)، يا محنكم، التعريف الذي فكّرت فيه طَوَال جامعتي
    وما قدرت أبلعو ضُمّة. التنمية هي تنمية الإنسان المفرد، بعد فهمه ومخاطبته بلغته، من خلال بعثات نبوية تشبهه وليست أسطورية، ليؤثّر هذا الإنسان في الاقتصاديات من بعد، والعملية تعتمد في أساسها على قدرات البشري المفرد، وليس الجماعة، وهي عملية ثقافية بحتة ومائة بالمائة، وطيدة الصلة بالاقتصاد، وعديمتها بالسياسة*. ودا التعريف الصاح في عينكم، ولامن تقوم الساعة.
    المهم بروفيسور الطاهر اتوسط لي عندهم، وقال ليهم بعروبيتو الزيي دي:
    ها ناس الشفقة فوق أم كم، هسّع إنت شفتو الجنى دا داير يقول شنو؟ كدي خلّوهو يكتب كلامو، وكلنا نتقابلو ونتحوشو، ونتغاتت عليهو ذاتو، إن صمد فمرحبا، وإن لقينا كلامو فيهو فَزَرة نديهو أقرب كوشة ويطّلب الله.
    وذلك لم يكن خطّاً منّي باتجاه تكريس الفنون التي تتضمّن الأيدولوجيا مطلقاً، وإنما باتجاه تلك البيئة الطبيعية لذلك الشعر، بكل براءتها التي صُنعت بها، وقرائنها الثقافية في مروياتها عموماً ورواتها، وقراءة مجمل ذلك وحصحصته، لإجابة سؤال: ماهي ميكانيزمات الحراك الثقافي ومن ثم المجتمعي في هذه البيئة، وكيف يمكننا السيطرة على هذه الميكانيزمات وتوجيهها إلى حيث تريد الرياضيات؟






    -----
    * عندما حكيت القصة لأصدقائي في الجامعة، وموَّتهم بالضحك، أصبحت هذه الجملة (تيرم) لشدّة فكاهتها ولؤمها الساخر، كلما نرى أحداً يعرض خارج الدارة أو يتحدث عن موضوعة معرفة أو غيرها بكلام خارم بارم، وغير ذي صلة، يصيح فيه الشباب (وكانت الغسّالة يابانية الصنع)، النصارى مالهم ومال اليابان!

    * المقصود "برامج" التنمية ذاتها، لا بُدَّ من عزلها عن التوجّهات السياسية، والاعتماد في وضعها كليّاً على العلوم والمعرفة البحتة.
    فبرامج التنمية مثلاً لدى الكيزان لا بُدّ أن تحتوي على برنامج مصاحب من دجلهم وتصوراتهم الشخصية عن التغيير والوجود لا تصوّرات العلم وأهدافه.
    ولكن هل برامج التنمية في بلاد زراعية كأوستراليا وأمريكا كذلك؟
    (للاستزادة يمكن العودة للبوست الذي جُلِبَت منه المداخلة).


    * هل الناس الآن حتى في المدن الكبرى يمتلكون الآلات الضرورية للعيش مثل الثلاجة والغسالة والمكيف والتلفزيون والمكواة... إلخ

    (عدل بواسطة محسن خالد on 01-16-2011, 11:56 AM)
    (عدل بواسطة محسن خالد on 01-19-2011, 09:50 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن حيدر حسن ميرغني12-19-10, 05:13 AM
  Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن بله محمد الفاضل12-19-10, 08:44 AM
  Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن حيدر حسن ميرغني12-19-10, 08:59 AM
    Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-19-10, 10:53 AM
      Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن حيدر حسن ميرغني12-19-10, 01:54 PM
        Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن حيدر حسن ميرغني12-19-10, 07:27 PM
          Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن خضر حسين خليل12-19-10, 07:46 PM
            Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن Maha Bashir12-19-10, 08:03 PM
              Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن حيدر حسن ميرغني12-19-10, 08:53 PM
                Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-19-10, 10:03 PM
                  Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محمد قرشي عباس12-19-10, 10:26 PM
                  Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن Adil Al Badawi12-19-10, 10:34 PM
                    Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-19-10, 11:11 PM
      Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن بله محمد الفاضل12-20-10, 08:35 AM
  Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن Adil Osman12-19-10, 10:57 PM
    Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-19-10, 11:43 PM
      Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محمد قرشي عباس12-20-10, 00:25 AM
      Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-20-10, 02:44 AM
        Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن Balla Musa12-20-10, 02:59 AM
          Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن احمد محمد بشير12-20-10, 03:04 AM
        Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-20-10, 03:07 AM
          Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محمد سنى دفع الله12-20-10, 05:53 AM
            Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-20-10, 11:25 PM
              Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-20-10, 11:49 PM
                Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-20-10, 11:50 PM
                  Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-20-10, 11:57 PM
                    Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن esam gabralla12-21-10, 00:36 AM
                    Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن Yassir Tayfour12-21-10, 02:03 AM
              Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن Maha Bashir12-21-10, 02:42 AM
                Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن Adil Al Badawi12-21-10, 06:57 AM
                  Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-21-10, 01:31 PM
                    Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-21-10, 02:06 PM
                      Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن عمر عبد الله فضل المولى12-21-10, 02:57 PM
                        Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن Muhib12-21-10, 03:15 PM
                Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن لؤى12-23-10, 08:31 PM
              Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن بله محمد الفاضل12-22-10, 06:53 PM
                Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن حبيب نورة12-22-10, 07:39 PM
                  Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-22-10, 08:53 PM
                    Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-22-10, 08:59 PM
                      Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-22-10, 09:39 PM
                        Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد12-22-10, 09:42 PM
                          Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن حيدر حسن ميرغني12-22-10, 10:26 PM
                            Re: محسن نميرى يااااااا بدلة .. جننت الالوان جن !! دينا خالد12-24-10, 07:48 AM
                              Re: محسن نميرى يااااااا بدلة .. جننت الالوان جن !! دينا خالد12-24-10, 09:13 AM
                                Re: محسن نميرى يااااااا بدلة .. جننت الالوان جن !! Adil Al Badawi12-24-10, 09:45 AM
                                  Re: محسن نميرى يااااااا بدلة .. جننت الالوان جن !! حيدر حسن ميرغني12-25-10, 09:57 PM
                                    Re: محسن نميرى يااااااا بدلة .. جننت الالوان جن !! محسن خالد12-31-10, 05:04 AM
                                      Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! Adil Al Badawi12-31-10, 09:31 AM
                                        Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-01-11, 03:05 AM
                                          Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! لؤى01-02-11, 07:35 PM
                                        Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-01-11, 03:07 AM
                                          Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! Rawia01-01-11, 03:56 AM
                                            Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-01-11, 04:55 AM
                                            Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-01-11, 04:58 AM
                                            Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! سارة علي01-01-11, 05:11 AM
                                              Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-01-11, 05:45 AM
                                                Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! Maha Bashir01-01-11, 06:33 PM
                                                  Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! Maha Bashir01-01-11, 06:38 PM
                                                  Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! Maha Bashir01-01-11, 06:53 PM
                                                    Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! لؤى01-02-11, 07:39 PM
                                                      Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! فيصل نوبي01-03-11, 11:57 AM
                                                        Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-06-11, 00:31 AM
                                                          Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-08-11, 06:11 AM
                                                            Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! دينا خالد01-08-11, 09:51 AM
                                                              Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-08-11, 04:48 PM
                                                                Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-08-11, 05:23 PM
                                                                  Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-09-11, 00:39 AM
                                                                    Re: محسن .. صديقي في الغياب محمد قرشي عباس01-09-11, 00:52 AM
                                                                    Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! حسين يوسف احمد01-09-11, 00:54 AM
                                                                      Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! عبدالحافظ عثمان01-09-11, 01:31 AM
                                                                        Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-09-11, 08:44 AM
                                                                          Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-09-11, 12:57 PM
                                                                            Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! محسن خالد01-09-11, 11:05 PM
                                                                            Re: محسن جالاكسي يااااااا تاب.. جننت التكنلوجيا جن !! عبدالحافظ عثمان01-09-11, 11:44 PM
                                                                              شرح الدقّة! Adil Al Badawi01-10-11, 10:08 PM
                                                                                Re: شرح الدقّة! محسن خالد01-13-11, 03:02 AM
                                                                                  Re: شرح الدقّة! Adil Al Badawi01-13-11, 06:38 PM
                                                                                    Re: شرح الدقّة! محسن خالد01-14-11, 04:38 AM
                                                                                      Re: شرح الدقّة! Baha Elhadi01-14-11, 08:34 AM
                                                                                      Re: شرح الدقّة! Adil Al Badawi01-14-11, 08:42 AM
                                                                                      Re: شرح الدقّة! دينا خالد01-14-11, 08:59 AM
                                                                                        Re: شرح الدقّة! محسن خالد01-14-11, 08:33 PM
                                                                                          Re: شرح الدقّة! محسن خالد01-15-11, 01:31 PM
                                                                                            Re: شرح الدقّة! محسن خالد01-15-11, 02:05 PM
                                                                                            Re: شرح الدقّة! محسن خالد01-15-11, 02:05 PM
                                                                                              Re: شرح الدقّة! فيصل نوبي01-15-11, 02:28 PM
                                                                                                Re: شرح الدقّة! محسن خالد01-15-11, 02:57 PM
                                                                                                  Re: شرح الدقّة! فيصل نوبي01-16-11, 07:16 AM
                                                                                                    Re: شرح الدقّة! حيدر حسن ميرغني01-16-11, 07:36 AM
                                                                                                    Re: شرح الدقّة! بله محمد الفاضل01-16-11, 07:57 AM
                                                                                                  Re: شرح الدقّة! محسن خالد01-16-11, 10:06 AM
                                                                                                    Re: شرح الدقّة! فيصل نوبي01-16-11, 11:53 AM
                                                                                                      Re: شرح الدقّة! النذير حجازي01-16-11, 02:12 PM
                                                                                                        Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن قيقراوي01-16-11, 05:05 PM
                                                                                                          Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد01-16-11, 08:43 PM
                                                                                                            Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد01-16-11, 08:53 PM
                                                                                                          Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محمد قرشي عباس01-16-11, 08:51 PM
                                                                                                            Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد01-16-11, 08:58 PM
                                                                                                              Re: محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن محسن خالد01-16-11, 09:23 PM
                                                                                                                وكانت الغسالة يابانية الصنع بله محمد الفاضل01-17-11, 10:22 AM
                                                                                                                  Re: وكانت الغسالة يابانية الصنع محسن خالد01-20-11, 04:36 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de