محسن خالد يحلق عاليا مع إبن بطوطة في لندن

Quote: يا محسن أكان ما بِنخاف البهادل فيما يلي أصناف "طعام" أهل الهامش كان قدّمنا شرح الدقّة ("الطعام") عادل البدوي

سودان المريسة، بين التاريخ والحاضر

الدَّقَّة والبَقَنِيَّة والقَدُو قَدُو والشِّرْبوت والكَجَمُورو وكَبْس التَّور والعَسَلِيَّة والدَّكَّاي والبَغُو... وعيييك. ما لا يقل عن مائة اسم بأقل تقدير.
طعام أهل الهامش هو (المرائس) بجميع أنواعها، شاءت ثقافة الإسلاموعروبيين أم لم تشاء. ويستوي في ذلك الهامش كلّه، سواءً كانوا مستعربين أم كوشيين أقحاح. ومركز وأم هذه المرائس هو (الكِسْرَة) الواحدة هذه.
ثقافةُ أطراف مناطق جعليي البحر، جعليين شوايقة رباطاب، ميرفاب، مناصير.. إلخ، ونوبة الشِّمال دناقلة، محس، حلفاويين، على سبيل المثال، لم تكن الأعراس والمناسبات تُقام لديهم جميعاً إلا إذا أصبحت ريحة المُخَمَّرَات بجميع أنواعها والزِّرِّيعة مما يشم، لصنع الدَّكَّاي والبَقَنِيَّة والشِّرْبوت. ثقافة مناطق النيل الأزرق وأطراف واسعة من غرب السودان أيضاً لم تكن الأعراس تُقام فيها إن لم يجهّز الكَجَمُورو والقَدُو قَدُو والبَغُو.
كَبْس التَّور والعَسَلِيَّة في أطراف النيل الأبيض وأصقاع البطانة وبوادي غرب السودان. وهي في الأصل كانت طعاماً يومياً مما يستطعم ويقدم للضيف وتجده في الأوقات كلّها متوفراً.
الجنوب، ويا حليلو، مرائس أينما ولّيت وجهك، ومن كل شاكلة ولون. ومنها ما تخميرته منقه، مانجو يا ابن أمّي! تكون لَطْ وريحتك منقه، شفت النعمة دي؟
فما لنا قد فشلنا في محبّة إخوتنا واحتضانهم؟ ولو نلنا تلك المحبّة، لنلنا (مَنْقَةَ الدنيا وموز الآخرة).
وقيل في تفسير (وطلحٍ منضود) التي وُصِفت بها الجنّة، إنّ الطَلْح هو شجر الموز.
ولا أعتقد أنّ لفقهاء الإسلام السابقين مشكلة مع المرائس، بل بلادنا كلّها كانت تُسمّى بـ(مريس) كما يقول أبو حنيفة. إذ ينسب إليه ابن منظور قوله {ومريسٌ أدنى بلاد النوبِ التي تلي أرض أسوان}، لسان العرب.
ويرد لدى اليافعي (مرآة الجنان وعبرة اليقظان) في ترجمة بِشْر المريسي المتكلّم بخلق القرآن وزعيم الطائفة المريسيّة، من مناظري الإمام الشافعي الأشداء، ويرمونه بالضعف في النحو واللحن (لاحظ لهذه العلامة)، يرد الآتي:
{والمريسي، منسوب إلى مريس، قيل: قرية من قرى مصر، وقيل: بين بلاد النوبة والسودان. وقيل: بل منسوب إلى درب المريس ببغداد حيث كان يسكن}، المرآة، لليافعي.
ولدى ابن خلّكان في (وفيات الأعيان وأنباء أهل الزمان) {وسمعتُ أهل مصر يقولون: إنَّ المريس جنس من السودان بين بلاد النوبة وأسوان من ديار مصر، وكأنّهم جنسٌ من النوبة، وبلادهم متاخمة لبلاد أسوان، وتأتيهم في الشتاء ريحٌ باردة من ناحية الجنوب يسمونها المريسي*}، الوفيات، ابن خلّكان.
{ومريس من بلدان الصعيد، والمريسية الريح الجنوب التي تأتي من قبل مريس}، ابن منظور.
هذا لأنَّ رائحة مرائس المانجو لا تبلغهم، على ما يبدو. اللهم بعد الحال انفحنا بريح مانجو مريسيّة تلم الشمل وتكفينا شر التقطُّع والتشرذم، يا حنّان يا منّان.

Quote: هَيْ نان هِنْ بِدنّها! ود البدوي

هي نان هم بعد شنقوا البلد بضفائر ومسائر ثقافاتها ذاتها، الحيكومة بدوها؟
حَبيبة شُنِقت بضفائرها

----------
* خَلِّ بالك دي بلهجة أهلنا الشوايقة

(عدل بواسطة محسن خالد on 01-14-2011, 04:32 AM)